سعادة السفير صبري..!!
حسن حمود شرف الدين
“حين تعمّد تحالُفُ العدوان السعودي الأمريكي ملاحقتي وحاول اغتيالي بغارةٍ جويةٍ العامَ الماضيَ، فقد كان يستهدفُ كُـلَّ الإعلاميين الأحرارِ المناهِضين للعدوان وكُلَّ صوتٍ حُـــــرٍّ يرفُضُ الخنوعَ والاستسلامَ..
ولما كرَّمتني القيادةُ السياسيةُ والثوريةُ، ومنحتني هذه الثقةَ فقد كانت تكرِّمُ كُـلَّ الإعلاميين الأحرار الذين شرفت أن أكون واحداً منهم منذ بدء العدوان الغاشم على بلادنا”.
الفقرة السابقة المحصورة بين حاصرتين هي أولى حالة يكتبها سعادة السفير الأُستاذ عبدالله علي صبري، على صفحته الشخصية في الفيسبوك، بعد أدائه اليمينَ الدستورية أمام رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط كسفير فوق العادة ومفوضاً عاماً للجمهورية اليمنية في الجمهورية العربية السورية.
تأخرت في الحديث عن الأُستاذ صبري منذ صدور القرار الجمهوري بتعيينه سفيرا بالشقيقة سوريا، هذا التأخير ليس بإرادتي.. بل لم أستطع تهنئته في حينه ولم أستطع التعليق على أي منشور بارك له وهنَّأه لنيه ثقة القيادة السياسية.
لقد شعرتُ في حينِه أن أحدَ الأشخاص المقربين لي جِـدًّا ابتعد عني فجأةً وفي هذه الحالة يشعُرُ الشخصُ منا بفقدان شخصٍ عزيزٍ عليه وترتبك أفكاره.. وعندما شاهدتُه وهو يؤدي اليمينَ الدستورية شعرت أن هذه الثقةَ ما هي إلا شيء بسيط مما قدمه السفير صبري خلال مرحلة حياته التي تعتبر مرحلةَ نضال حقيقيةً ضد واقع سياسي واجتماعي سيء كان يتحكم به النظامُ السابق ويديرُه لصالح دول الجوار ودول الاستكبار.. وخلال مسيرة نضاله تعرض لعدة محاكمات من قبل النظام السابق بلغت ستَّ محاكمات تقريبًا.. وهذا لم يكسر عزيمة صبري في مواصلة نضاله، سواء بالكلمة عبر صحيفة الشورى الناطقة باسم حزب اتّحاد القوى الشعبيّة أَو نضاله بالموقف السياسي عبر مواقفه السياسية المعلنة، وأبرزُها موقفه السياسي بإعلان استقالته من حزبه عندما شعر أن قيادةَ الحزب في ذلك الوقت منحازةٌ لأطراف قوى تقليدية.
تعرفتُ على الأُستاذ صبري قبل العدوان ببضعة أشهر.. ورأيتُ فيه الأخ قبل المدير والصديق قبل المسؤول والمساند قبل السائل عن الحال.. عملتُ معه خلال مرحلة إنشاء وتكوين اتّحاد الإعلاميين اليمنيين كمنظمة مجتمع مدني أبرز مهماتُه مواجهةُ العدوان ورصد انتهاكات تحالف العدوان بحق قطاع الإعلام والإعلاميين.. وخلال هذه المرحلة تعرفتُ عليه أكثرَ وكانت جميع قراراته وتوجّـهاته دون استثناء تصُبُّ في خدمة جميع الزملاء الإعلاميين.
أعترفُ هنا أن الإعلاميين اليمنيين بسفر رئيس اتّحادهم قد خسروا صوتاً قوياً وموقفاً قوياً يساندهم عند الحاجة.. وما يعزينا هو تأسيسه في الاتّحاد لعمل مؤسّسي قابل للاستمرار إذَا ما أجمع جميعُ الزملاء على الحفاظ على هذا المكوِّن الذي أصبح بفضل الله وبفضل جهود الأُستاذ صبري رقماً كَبيراً على المستوى المحلي والدولي.
أباركُ لسعادة السفير عبدالله صبري نيلَه ثقةَ القيادة السياسية، وأتمنى له التوفيقَ في مهامِّه الدبلوماسية الجديدة.. وكما عهدتُه أؤكّـد لكم أنه سيكونُ إضافةً نوعيةً للعمل الدبلوماسي اليمني في الخارج.. وأباركُ للدبلوماسية اليمنية الإضافةَ النوعيةَ المتمثلةَ بالأُستاذ صبري.. فخبراتُه وقدراتُه وثقتُه بنفسه كفيلةٌ بأن يعملَ نقلةً نوعيةً في العلاقات اليمنية السورية.. فبالتوفيق أخي عبدالله صبري.
التعليقات مغلقة.