مَن هم المشايخ الذين لم تعرفهم الجبهات؟!
منصور البكالي
سؤال كبير ومهم ووقته يقترب كيوم الجزاء والحساب على الظالمين والمجرمين، ولكن نستطيع القول لكل مشايخ اليمن الشرفاء والمتخاذلين: لا يزال العدوان مستمراً، وهذا يعطيكم الفرصة لتقدموا ما يبيّض وجوهَكم أمام الله، وأمام أبناء قبائلكم، وما يرضي اللهَ عنكم، وترضون أنتم عن أنفسكم به.
اطمئنوا لم ننشر الأسماء في هذا مقال اليوم، برغم أن كُـلّ معلومة وشاردة وواردة عن جميع مشايخ اليمن مرصودة لدينا ونعرفها كما نعرف أنفسنا وذواتنا، بل سندونهم ونقدم مواقفَهم المخزية وَغير المشرفة للأجيال، وعلى مستوى كُـلّ محافظة سندرس طلابنا في المناهج المدرسية، ونقول لهم فيها هؤلاء مشايخ محافظتهم وعُزَلهم الذين كان لهم مواقفُ مشرفة في مواجهة العدوان والحصار، ومَن كانت مواقفهم على النقيض من ذلك، فكانوا مع الخوالف، أَو من المرتزِقة الظاهرين، أَو الخلايا للنائمة تجنِّدُ للعدوان من أوساطنا إلى اليوم؛ سعياً منها للحصول على المال المدنس أَو خوفاً من التضحية بالأنفس والأموال والأولاد وأبناء القبيلة.
فمَن هم المشايخ الذين لم تعرفهم الجبهات؟ ولم يحشدوا إليها، ولم يقدموا خلال قرابة 6 أعوام شهيداً أَو جريحاً أَو مرابطاً في الجبهات؟ فهم عارفون لأنفسهم، وأتمنى أن تصلهم الحقيقة.
وهل مثلُ هؤلاء يستحقون البقاءَ كمشايخ على قبائل اليمن؟! أم سيستبدل الله بهم كما استبدل بفرعون وغيره في الماضي وبعفاش وأتباعه في الحاضر؟!.
أم أن ما حدث للأمناء غير الشرعيين هذه الفترة سيطبَّق عليهم، حين يكون معيار وشرعية الشيخ هذا أَو ذاك، من خلال مواقفه من العدوان، وأدواره في رفد الجبهات بالرجال والمال.
فكم من هؤلاء المشايخ، الذين لا نراهم غيرَ في العزائم والمناسبات ومقايل القات، أَو في القضايا الدسمة، مثل مشكلات الأراضي، ودفع الديات، ولا نراهم في مواقف التضحية والفداء؟!
لا خوف لا قلق ستُكتَبُ أسماؤهم في السجلات وتُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسيذكرها التأريخ؟
وكم من مشايخ اليمن ممن ستُسجل أسماؤهم ومواقفهم المشرفة كمشايخ شرعيين يفتخر بهم كُـلُّ أبناء شعبنا اليمني العظيم لشرف مواقفهم ونُبل طباعهم وقوة شجاعتهم وبأسهم، وسرعة تحَرّكم، حين لم يتثاقلوا إلى الأرض فكانت المتارس محاريبهن، وميادين الشرف والبطولة قبلتَهم وقبلةَ قبائلهم الوفية.
يا مشايخ اليمن: صدقوني نحن أمام حربٍ شاملةٍ مع العدوان ومع الفساد ومع المرتزِقة صغيرهم وكبيرهم، شيخهم وعاقلهم وتاجرهم ورعويهم، مع كُـلِّ المقصِّرين في أية مكانة كانوا وفي أية وظيفة هم، وبأية مسؤولية ترتبط بهم فقصّروه أَو خانوا أَو غشوا وأفسدوا في ذلك.
وبإذن الله سنخوضُ هذه المواجهة من منطلقات ثورة 21 سبتمبر الفتية، بكُلِّ قدرة واقتدار، ولم يستطِع استمرارُ العدوان والحصار إيقافَنا عن بناء دولتنا اليمنية الحديثة والخالية من كُـلّ الفاسدين والعملاء والمتخاذلين.
شعبنا اليمني اليوم يملكُ أعظمَ قيادة عرفها التأريخ الإسلامي منذ وفاء رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله، كما هو شعبنا اليمني ينطلق اليوم من ذات المشروع القرآني المحمدي الذي انطلق منه أعظم قائد عرفته البشرية.
وبالعودة إلى المشايخ نقول لهم: إطالةُ العدوان والحصار أقامت عليكم الحُجَّـة الكافية، وقدَّمَت كُـلَّ البراهين والأدلة المقنعة لاتِّخاذ مواقفَ واضحةٍ وبينة وصريحة يثبتها الميدانُ العملي بعيداً عن الطقطقة وترديد الشعار وتعليق الصور فوق السيارات؛ للتمويه فقط والسعي بعد المصالح.
لم يبقَ أمامَ الجميع بعدَ كُـلِّ هذه الفترةِ أيَّةُ حجّـة سبق وتحجج بها البعضُ منكم، ولم يبقَ أمامَ كُـلّ المتخاذلين عن التحَرّك أيُّ عذر، واللهُ يقولُ في كتابه ((انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)).
شعبُنا اليمني متوكلٌ على الله واثقٌ بنصره، وليس أمامكم من حيلة للهروب من مواجهة الحقيقة المتأخرة لبعض الوقت غير التحَرّك الفاعل والمهمِّ والمتضاعف لتحقيق النصر المؤزر وتحرير الوطن من دنس الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم.
التعليقات مغلقة.