قاسم سليماني في اليمن.
بقلم / ألطاف المناري
تذوب حدود الجغرافيا ، وتموت فكرة البلدان عندما يكون الهدف الأمة والقدس خاصة ، تصبح القلوب تنبض بالوحدة ، تنادي بالحرية لشعوب ، ترقص فرحاًمع كل نصر في أي بلد ، تَتَوحد الخطابات ، وتُحدّد وجهة البوصلة عندما يكون العدو واحد.
تلتحمُ الدماء وترخص عندما يكون الهمّ هي حرية الأمة..
ولاضير إن انحيننا أمام مسكين وقدمنا له المساعدة ونحن قادة ، ولابأس إن توقفنا لنمسح رأس طفل تكفل في إعالة أسرة .
لابأس بكل ذلك حتى وإن كنا في مهمةصعبة .
وممكن أن نغارد حدود الوطن لنصرة شعوب تَخرُج من بلدها عنوة.
ذلك هو ماتعلمناه من الشهيد قاسم سليماني ، الذي كان جنديا من جنود الله الذين كانوا على درجة عالية من الوعي والبصيرة والإخلاص والتفاني والتواضع كما قال قائد الثورة.
كان الشهيد قاسم سليماني ينظر لكل البلدان المظلومة ، كان قلبه في فلسطين وفكرة في لبنان ، وروحه في العراق ، وعينه اليمن ، الذي كان يتمنى أن يزورها ويأن قلبه ويخفق حزناً لعدم قدرته تقديم أي مساعدة لشعبها.
كان يحمل الدم الإيراني ولكنه فدى به شعب عربي حري به أن يكمل مشوار هذا القائد العظيم الذي أبى إلا أن يعبد طريق الوحدة والإخاء بدمه الزاكي الذي لايقدر بثمن..
أبى إلا أن يمتزج الدم العربي مع الإسلامي، أبى أن يرحل قبل أن يوحد القلوب الجهادية وأن يحدد وجهة البوصلة لكل عابري طريق الجهاد والتحرر .
كم هي غبية أمريكا عندما أرادت أن تمحي قاسم سليماني من على أرض المعارك ، قتلته وحققت بذلك غاية مراده وجهاده وأحيت في كل الشعوب ذكره ، وعلت مقامه ، وجعلت الشعوب كلها قاسم سليماني.
هنا في اليمن لايقام معرض لشهداء اليمن إلا وقاسم سليماني والمهندس يتصدران المعرض وكأنهما أحد قادة هذا الشعب.. وبالفعل نحن نعتبرهم قادة لنا ومصدر عز وفخر.
إن أشرت إلى صورهما وقلت لطفل لم يبلغ السابعة من عمره من يكونا ؟ سيجيبك أنهما قاسم سليماني والمهندس وقد يحدثك إلى أي بلد ينتميا.
وهذا مارأيته في إحدى معارض أمانة العاصمة صنعاء ، فقد كان طفل يشد أمه ويصر عليها أن تلتقط له صورة وهو بجانب الشهيد الفريق قاسم سليماني… سألته من هذا الذي تتصور بجانبه قال قاسم سليماني وهو لايزال في الرابعة من عمره .
لقد احتل اسم قاسم سليماني تراث أهل اليمن من شعر وقصيد وزامل ، وأصبحت كتابته وأقواله مصدر لنشر قيم المجاهد الحق الذي جسد الدين قولاً وفعلاً ، أصبح كل فعل منه ذكرى تنفع المؤمنين من هذا الشعب المتحلي بالوعي والبصيرة والجهاد.
في اليمن يحيي الشعب ذكرى استشهاده رسيماً وشعبياً في المحافل وفي الجوامع والجامعات.
ففي ذكرى استشهاده الأولى قائد الثورة اليمنية يخط رسالة بيده المباركة وللمرة الأولى إلى بلد وعائلة ذلك المغوار الذي أفشل رهانات أمريكا في الشرق الأوسط ، تلك الرسالة ازعجت البيت الأبيض وحملت العديد من الرسائل لكل عدو متربص في كل شبر عربي..منها أن الدم واحد والقضية واحدة والثأر واحد.
فدم الشهيد سليماني وحد المقاومة وجعلها أكثر قوة وصلابة وإرادة.
إن دل ذلك الإحتفاء والتعظيم لشهيد على شيء فهو يدل على مكانة قاسم سليماني في قلوب اليمنيين قادة وشعباً فهولم يمت في قلوب اليمنيين ، بل توطن في أفئدتهم وأصبح حضوره أكبر في كل محفل وفي كل مرفق حكومي وفي كل شارع ، فمن رأى صورة على مداخل العاصمة صنعاء وفي شوارعها الكبرى يظن أنه قد غوى في طريقة وذهب إلى طهران .
لروحك أيها الليث الراحل آيات المحبة والسلام ، ولبطولاتك وصولاتك وجولاتك المجد والخلود ، رحلت جسداً وخُلدت ذكراً ومبدأً ومنهاجاً ينير دروب كل الأحرار في ربوع الكون الفسيح.
#امة_واحدة_وعدو_واحد
التعليقات مغلقة.