قراءة الشهيد القائد لواقع الإعلام العربي..إمكانيات كبيرة وفشل ذريع في صناعة رأي عام عالمي ضد إسرائيل
شهدت صناعة الإعلام في السنوات الأخيرة قفزة هائلة وتحولاً كبيراً بفضل التطور التكنولوجي الكبير والعديد من الابتكارات التي اتاحت تدفق هائل للأخبار والمعلومات وبصورة غير مسبوقة والذي ـ بدون شك ـ جعل ميدان الصراع الإعلامي بين الدول من أوسع وأكبر ميادين الصراع إن لم يكن الأكبر على الإطلاق بما يوفره من نتائج كبيرة وخسائر لا تذكر وهو ما دفع الدول الكبرى لاستثمار المليارات في إنشاء شركات تكنولوجية خاصة في تطوير وسائل الصراع الإعلامية كما أنشأت المئات من الشبكات التلفزيونية الناطقة بكل اللغات وكذلك أنشأت المواقع الإخبارية والمحطات الإذاعية وصفحات أخباريه عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تشهد صراعاً استخباراتيا محموماً وتحولت الصراع الإعلامي من أقوى أسلحة الحرب الناعمة من خلال مساعي الدول الكبرى للسيطرة على العقول وتوجيهها وصناعة الرأي العام العالمي التي يخدم اجنداتها وأهدافها العسكرية والاقتصادية والأمنية وحتى الثقافية ولن نبالغ إن قلنا إن الحرب الإعلامية اليوم باتت اخطر من الحرب العسكرية إذا أنها بفضل التطور التكنولوجي اخترقت الحواجز ووصلت إلى كل بيت وأصبحت الجوالات الحديثة رفيقة كل إنسان حيثما حل وارتحل وأصبح عرضة للتضليل الإعلامي وقلب الحقائق وتصوير الضحية على أنه الجلاد كما أن التجسس وملاحقة أي شخص ومعرفة كل أسراره بات أسهل من شربة الماء من خلال ما توفره أجهزة الموبايل المحمولة من ميزات كالتصوير وتسجيل الصوت والصورة ومعرفة كل التفاصيل عن الشخص كمكان إقامته وتنقلاته ….إلخ
ولقد تناول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي في وقت مبكر ــ قبل أن تظهر وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الهواتف الحديثة بهذا الشكل ـــ موضوع الصراع الإعلامي وكشف عن تخلف كبير للأمة في هذا الجانب محفزاً لها لامتلاك سلاح الوعي القائم على المنهجية القرآنية في الخطاب والحوار ومواجهة الحرب الإعلامية:
واقع الإعلام العربي؟
يتساءل الشهيد القائد بكل حرقة عن واقع الأمة في ميدان الصراع الإعلامي وما الذي قدمته المحطات التلفزيونية والإذاعية التي يملكها العرب في مقابل ما يملكه اليهود، وعلى الرغم من امتلاك العرب آلاف المحطات التلفزيونية والإذاعية التي تبث على مدار الساعة إلا أنها فشلت في مواجهة الإعلام اليهودي، وفشلت في خلق رأي عام عالمي ضد إسرائيل أو حتى خلق رأي عام داخل الشعوب نفسها ضد اسرائيل، بل أصبحت اليوم أغلب هذه المحطات تشتغل لصالح اليهود ودعماً للكيان الصهيوني وباللغة العربية وبأموال العرب، يقول (رضوان الله عليه) في محاضرة [يوم القدس العالمي]: ((استطاع اليهود أنه ليس فقط أن يقهرونا عسكرياً بل أن يقهرونا اقتصادياً وثقافياً وإعلامياً, وفي كل مختلف المجالات، قهروا هذه الأمة وهم مجموعة بسيطة، مجموعة بسيطة، استطاعوا أن يقهروا هذه الأمة، استطاعوا حتى أن يصنعوا ثقافتنا، أن يصنعوا حتى الرأي العام داخل هذه البلدان العربية. استطاعوا أن يجعلونا نسكت عن كلمات هي مؤثرة عليهم، فتسكت عنها كل وسائلنا الإعلامية، استطاعوا بأساليب رهيبة جداً.
هل استطاع الإعلام العربي أن يغذي العداء داخل النصارى لليهود؟ أو أن يصنع رأياً عالمياً مضاداً لإسرائيل؟ أو أن يصنع رأياً عالمياً متعاطفاً مع فلسطين؟ أو حتى أن يصنع رأياً عالمياً عربياً يحمل عقدة العداء لإسرائيل؟ لم يحصل كل ذلك!.
وهم في نفس الوقت يقولون أن اليهود هم الذين يصنعون الرأي العالمي داخل بلدان أوروبا وأمريكا وآسيا وغيرها، هم الذين يصنعون الرأي العام العالمي داخل تلك البلدان. أين جاءت أموال العرب؟ أين جاءت محطاتهم التلفزيونية؟ أين جاءت قنواتهم الفضائية؟ أين صحفهم؟ أين الصحفيون؟ المئات من الصحفيين منهم؟ أين مراكزهم الإسلامية؟ أين وأين؟. كلهم عجزوا أمام اليهود.))
لكنه أيضاً لم ينسى أن يشير إلى وجود نماذج مغايرة للواقع العربي السائد استطاعت أن يكون لها بصمات قوية في مواجهة المكينة الإعلامية اليهودية الجبارة بإمكانيات بسيطة هذه النماذج تتمثل في قناة المنار التي يمتلكها حزب الله يقول (رضوان الله عليه) في محاضرة [يوم القدس العالمي]: ((قناة واحدة فضائية لحزب الله استطاعت أن تجعل إسرائيل تعترف بأن أخطر شيء عليها في هذه الدنيا هو القناة الفضائية لحزب الله، لحزب واحد يقودها واحد من أهل بيت رسول الله، من أولياء علي، وليس من أولياء الآخرين الذين انهزموا أمام يهود خيبر, ليس من أوليائهم, من أولياء علي)).. والحمد لله إن هناك قنوات أخرى أصبحت لا تقل أهمية عن قناة المنار وفي مقدمتهن قناة المسيرة الفضائية..
زمن التطويع والهيمنة على العقول
كان الشهيد القائد (رضوان الله عليه) يراقب الأحداث ويحللها ويقيم واقع الأمة وما وصلت إليه من ضياع في مقابل ما يمتلكه العدو من قدرات كبيرة، مكنته من اختراق كيان الأمة، والتأثير عليها، كان يدرك جيداً أنه عصر الهيمنة على العقول وضرب النفسيات وتغيير المفاهيم يقول (رضوان الله عليه): ((أحداث هذا العصر غريبة جداً، ربما لم يأت مثلها في التاريخ:تُداس بِقَدَم وتُقَبِّل نفس القدم التي تدوسك، تُضرَب وتَسْتَجْدِي السلام من اليد التي تضربك!!. ما حصل مثل هذا.))
ويقول أيضاً في محاضرة [الموالاة والمعاداة] (( في الزمن هذا انتشرت الوسائل الكثيرة التي تقدر على تحويل الناس, وكلها تتركز, كل وسائل الإعلام, كل الأشياء هذه تتركز إلى خلق ولاء وعداء يكون خلاصتها حتى عندما يحاولون أن يكون المنهج الدراسي على نحو معين, ونشاط وزارة الثقافة على نحو معين, والتلفزيون والإذاعة نشاطها على نحو معين كله يصب في هذه النقطة: هو لتهيئة النفوس بالشكل الذي يمكن أن تكون معه تتولى هذا الخط وتعادي هذا الخط, تتولى هذه الفئة وتعادي هذه الفئة. هذا كل ما تدور حوله هذه الوسائل الإعلامية والتربوية, والتثقيفية, ومن أجل هذه النقطة تبذل ملايين ملايين الدولارات من أجل خلق ولاءات وعداوات.
الزمن هذا يعتبر من أسوأ الأزمنة في هذه الناحية, من أسوأ الأزمنة. يقولون: إن المعاصي نفسها, المعاصي قد تكون في أزمنة كبيرة جداً أكبر منها في زمن معين, في الزمن هذا يظهر بأنه أي فساد, أي فساد يحصل حتى من قبلك أنت شخصياً داخل بيتك قد أصبح واقعاً يخدم إسرائيل وأمريكا, يخدم اليهود والنصارى, أيّ فساد أصبح يخدم اليهود والنصارى.
فالإنسان عندما يفسد, أو يترك أولاده يفسدون, أو يُفسِد آخرين, يعتبر مجند لخدمة أمريكا وإسرائيل, وخدمة اليهود والنصارى, بدليل أنهم هم حرصوا جداً على أن يصل ما يريدونه, ويصل إفسادهم إلى كل بيت, إلى كل شخص مثلما الشيطان, هذه هي فكرة الشيطان, الشيطان الآن ما هو شخص واحد؟ الشيطان الذي تحدث القرآن)).
ولقد نبه السيد حسين منذ وقت مبكر إلى أن الأمة تواجه بصراع جاد من قبل اليهود وأنهم يسعون بكل جد و منذ وقت مبكر لتطويعها وإخراجها من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر وليس فقط أن يجعلونا يهود مثلهم بل خدام تحت اقدامهم وأن يحولونا إلى أبواق لثقافتهم وهو للأسف ما أصبحنا نلمسه اليوم حيث تساقطت الأقنعة وأصبح هناك من داخل الأمة من يشتغل كبوق لليهود ويوظف كل الإمكانيات في خدمتهم ويقف معهم ويحارب من لا زال يحمل ثقافة العداء لليهود ولكأن الشهيد القائد (رضوان الله عليه) يرى مشهد اليوم المؤسف الذي يساق جزء كبير من أبناء الأمة تحت أقدام اليهود وتحت عنوان التطبيع والسلام مع إسرائيل يقول (رضوان الله عليه) في محاضرة [سورة آل عمران ـ الدرس الأول]:
(( الأمة تُواجه بصراع جاد، عمل جاد من ذلك الزمن إلى الآن، يتجه نحو تطويع الأمة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى لنكون تحت أقدامهم كافرين، وليس فقط يهود كمثلهم، نحظى بحقوق متبادلة معهم كمواطنين يهود. أليس كذلك؟.
أنهم لو كانوا حريصين علينا لكانوا يعملون على أن يجعلونا يهوداً كمثلهم لنحظى بحقوق مواطنة كيهود. لكنكافرين تحت أقدامهم يسخروننا لهم، بلداننا كأسواق لمنتجاتهم، وسائل إعلامنا كأبواق لثقافتهم وفكرهم، كُتَّابنا أقلام تصدر تضليلهم نتحول كلنا إلى خدام لهم، كافرين تحت أقدامهم، فلا نستطيع أن نخدم أنفسنا، ولا أن ننقذ أنفسنا، ولا يكون في واقعنا ما هو عصمة لنا، ولا يبقى- أيضاً- لنا توجه نحو الله بشكل يجعلنا نعتصم به، الله يقول هنا القضية خطيرة جداً، القضية خطيرة جداً، ما هو فارع فيكم منها – بعبارة بلادنا – ما هو فارع فيكم منها إلا الله.
اليهود وسياسة التزييف والتضليل وصناعة الأبواق الإعلامية
لم يكن الشهيد القائد (رضوان الله عليه) غافلاً عن المكينة الإعلامية الجبارة التي يسيطر عليها اليهود والتي أصبحت تؤثر تأثيراً بالغاً في الرأي العام العالمي سوى داخل الدول أو خارجها إننا في عصر كما يراه الشهيد القائد هو عصر الأبواق اليهودية وأمام هذه الخطورة يطلب الشهيد القائد من الجميع أن يراقبوا أنفسهم حتى لا تجرفهم أمواج التضيل التي تتدفق من وسائل اليهود وإن نطقت بالعربية: يقول رضوان الله عليه في محاضرة [سورة المائدة ـ الدرس الاول]
هذا الموقف مما يدفع بالإنسان أن يكون دقيق المراقبة لنفسه في هذا العصر، الذي انتشرت فيه أبواق اليهود في كل بلاد، وسائل الإعلام أصبحت كلهاتخدم اليهود، مناهج دراسية تخدم اليهود، صحف تخدمهم، مجلات تخدمهم، كُتَّاب يخدمونهم، من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون، وإن لم تكن خـدمة مباشرة أحياناً بالتدريج – كما يقولون – بطريقة غير مباشرة والآثار تُحتسب، آثار الشيء تُحتسب وكأنها هي الشيء نفسه.
ولهذا كانت مخططاتهم رهيبة, وأصبحت الأشياء كلها تتهيأ لهم بشكل عجيب؛ لأنه فسدت النفوس, فسد زعماء وشعوب حقيقة, أصبحنا كلنا فاسدين, لا نحمل أي وعي, لا نحمل أي اهتمام بالقضية هذه, لا نفكر في أي حل فيها, وأصبحنا كلنا نتلقى في نفوسنا, في تهيئة نفسياتنا من الفساد الثقافي والإعلامي والأخلاقي ما يهيئ لليهود أن يحققوا أهدافاً أخرى أكثر مما وصلوا إليه, أكثر مما وصلوا إليه حقيقة.
ويشير السيد حسين في محاضرة [يوم القدس العالمي] إلى قدرة اليهود وخطورتهم في لبس الحق بالباطل وبراعتهم في التزييف الذي مس كل شيء: ((هذه واحدة من خصالهم الخطيرة والسيئة: قدرتهم الرهيبة على لبس الحق بالباطل.. وهذا ما تعاني منه الأمة. هذه واحدة نقطة من الأشياء التي يشتغل بها اليهود داخل هذه الأمة: لبس الحق بالباطل، التزييف للثقافة، التزييف للفكر، التزييف للأعلام، التزييف للحياة بكلها.
نسير بسيرة اليهود ووفق ما يريد اليهود, ونحسب أننا مهتدون, وأننا أحرار, وأننا وطنيون وأننا متحضرون وأننا متقدمون، هذه القدرة الرهيبة التي يعملها اليهود: لبس الحق بالباطل؛ الله حكاها عنهم كصفة سيئة، وعندما يحكيها كما قلت: أنه يجب أن نتساءل هل عندما يصف الله اليهود بأنهم قديرون على لبس الحق بالباطل سيترك المسألة بدون حل أم أنه سيهدي؟ سيهدي الأمة إلى ما يمكن أن يجعلها قديرة، وبمنأى عن تلبيس بني إسرائيل لا بد أن يكون قد وضع، وقد وضع فعلاً.
توظيف الوسائل الإعلامية لهدم النفوس وتقويض الأسر
كما يشير السيد حسين في محاضرة [سورة المائدة ـ الدرس الاول] إلى استغلال اليهود للتطور التكنولوجي خاصة في مجال الاتصالات والصحافة والإعلام في إفساد النفوس وتقويض الأسر ونشر الفساد الأخلاقي يقول: ((اليهود، لديهم خبرة شيطانية، لديهم خبث شيطاني، ومكر شيطاني رهيب، فهم يتجهون نحو الوسوسة ونحو القلوب، ونحو النفوس، بأي وسيلة من وسائل الإفساد {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً}(المائدة: من الآية64)بأي وسيلة من وسائل الإفساد: بامرأة تبدوا مكشوفة في التلفزيون، على المسرح، أو راقصة في السينما، من خلال شاشة التلفزيون، من خلال قنوات عربية، من خلال قنوات أخرى فضائية، من مختلف البلدان عن طريق [الدّش]الذبذبات تأتي تدخل الذبذبات عندما ترى امرأة مكشوفة في التلفزيون فاعرف لابد أن ينقص من زكاء نفسك شيء.{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}(النور: من الآية30)أطهر لنفوسهم.
ألم يعملوا على أن تتخلع النساء وتتبرج؟. لماذا؟ هم يعرفون أن تلك الصورة عندما تراها أنت توجد خللا في نفسك، ووسيلة مع وسيلة أخرى، وأسلوب بعد أسلوب، وطريقة بعد طريقة، ترى نفسك قابلة، وأنت لا زلت تحس في رأسك أن اسمك مؤمن، وأنك مؤمن واسمك مسلم، وتقول للآخر يا يهودي يا نصراني، وتنطلق تصلي وتصوم وتزكي وتحج، ومسلم مؤمن، ولكن واحدةً بعد واحدة، ضربة بعد ضربة مما يفسد بها زكاء النفس وطهر النفس. ثم تضليل ثقافي، يترافق أيضاً, تضليل ثقافي عن طريق الصحيفة، المجلة، التلفزيون، الإذاعة الكُتّاب، الصحفيين، مرشدين، أشياء كثيرة جداً تهاجم الإنسان من كل جهة.
وكلها تتجه إلى أين؟ تتجه إلى قلبه، إلى نفسه؛ ولأن قلب الإنسان يحتاج إلى أن يكون يحظى برعاية عالية من قبل الله سبحانه وتعالى، وأن يكون مملوءًابهدي الله بهدى الله، مملوءًا بالولاء لله ولرسوله وللذين آمنوا، إذا لم يكن على هذا النحو فما أسهل أن يفسد، وما أسهل أن يتحول إلى يهودي، وإلى نصراني، إلى قلب يهودي وقلب نصراني، وهو من يرى أنه ما يزال مؤمناً)).
أين يجب أن نكون وما هو سلاحنا في ميدان الصراع الإعلامي؟
لقد طرح الشهيد القائد ومن رؤية قرآنية الحلول والمعالجات التي تكفل للأمة لأن تكون هي سيدة الميادين وأن تخرج من تحت هيمنة اليهود والنصارى يقول (رضوان الله عليه): ((الوضعية التي يعيش فيها العرب هي وضعية سخط، الوضعية التي يعيش فيها المسلمون وضعية سخط من اللهلماذا؟ لأنهم أضاعوا دينه الذي فيه ذكرهم، وفيه شرفهم، وفيه عزتهم فلا يمكن أن يتحقق لهم شيء إلا بعد أن يعودوا هم، ومتى ما عادوا سيصبحون هم سادة الدنيا، سيصبحون هم من يفكر الآخرون باللحاق بهم، بالاهتداء بهم، بالتقليد لهم، بالتـثقف بثقافتهم، بالتحلي بأخلاقهم، فيعم الهدى الدنيا كلها)).
وهنا نلخص بعض النقاط التي تساعدنا على تجاوز هذه الوضعية أخترناها من محاضراته:
احمل سلاح البصيرة
((الذين يقولون: ماذا سنعمل؟ أنت عندما تعي وتفهم سترى كم هناك من مجالات واسعة للعمل ضدهم، هي بالشكل الذي يراها الآخرون ليست بشيء، وأن هذه الوضعية التي نحن عليها هي وضعية إيجابية في مقام الرجوع إلى الله، وإذا ما عززنا البصيرة والوعي في نفوسنا فإنها اللحظة الإيجابية لأن يقف الله سبحانه وتعالى معنا، فلا أحد يستطيع أبداً عندما تعي أن يقدم لك نفسك بأنك في واقع لا يمكن أن يكون العمل فيه مجدياً، أو أنك على وضعية لا يكون العمل معها مجدياً أبداً، عد إلى القرآن الكريم وستراه يقفل الأبواب والنوافذ في وجه ذلك ويفتح المجالات واسعة أمامك)). [وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن ]
طور إيمانك، وارفع من مستوى وعيك
((أنت يا من أنت جندي تريد أن تكون من أنصار الله، ومن أنصار دينه في عصر بلغ فيه النفاق ذروته، بلغ فيه الضلال والإضلال قمته يجب أن تطور إيمانك، أن تعمل على الرفع من مستوى وعيك.
فإذا لم يكن الناس إلى مستوى أن يتبخر النفاق أمامهم، أن يتبخر التضليل أمامهم فإنهم هم قبل أعدائهم من سيجنون على أنفسهم وعلى الدين، وعلى الأمة، كما فعل السابقون، كما فعل أولئك الذين كانوا في ظل راية الإمام علي, وفي ظل راية الحسن، وفي ظل راية الحسين, وفي ظل راية زيد (عليه السلام))). [في ظلال دعاء مكارم الأخلاق ـ الدرس الأول]
((نحن بحاجة إلى أن نظهر في وعينا في سلوكنا في أعمالنا في جدنا في اهتمامنا إلى درجة تحطم معنويات المخربين من المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض، فييأسون فيضْمَحِلُّون ويتضاءلون أمام ما يلمسونه من كل شخص منا, من جِدِّه واهتمامه ووعيه، فيرون الناس كتلاً من الصلب تتضاءل نفسياتهم وتضمحل ويتلاشون شيئاً فشيئاً حتى يصبحوا في المجتمع لا قيمة لهم، وحتى يصل إلى درجة أن لا يعرف ماذا يقول وبماذا يتفوه معي أو معك، تضطرب المسألة لديه، يتلَجْلَج الباطل في فمه، فلا يعرف ماذا يقول وماذا يعمل.
إذا وصلت الأمة إلى وعي من هذا النوع فلو اتجهت عشرات المحطات والقنوات الفضائية ومحطات الإذاعة نحو مجتمع من هذا النوع كل ذبذباتها ستنطلق إلى الجو ولن تصل إلى أرض نفسيتك لن تؤثر فيك. كما وصل إليه الإيرانيون في أيام [الإمام الخميني] كانوا على هذا النحو حملوا وعياً رهيباً وعياً عالياً)). [سورة آل عمران ـ الدرس الثالث]
استفد من الأحداث في وضع خططك الواعية القائمة على المعرفة
((الأحداث مهمة جداً في غربلة النفوس، أعني مهمة حتى بالنسبة لك أنت شخصياً بالنسبة لأي واحد منا من خلال الأحداث قد يتلمس هو ما لديه من نقاط ضعف ما لديه من رؤى قد تكون غير صحيحة، فيصلح نفسيته هو ويحاول أن يصحح وضعيته. إضافة إلى تقييم الناس لبعضهم بعض تقييم المجتمع وغربلته من خلال الأحداث لأن مستقبل الأمة، أي أمة تستفيد من الأحداث على هذا النحو تكون خططاً قائمة على معرفة خططاً واعية قائمة على معرفة تعرف أن هذا الإنسان كذا وهذا كذا وهذا كذا وتلك القبيلة كذا وسكان تلك القرية كذا وهكذا تستطيع أن تعرف فتكون خططك بالشكل الذي لا يكون فيها أخطاء متكررة، قد توكل مهمة إلى شخص أو إلى مجموعة من الناس هم في الواقع غير جديرين بأن يقوموا بتلك المهمة وهكذا )).[الدرس السادس عشر]
استق معلوماتك من قناة واحدة
سيكون هذا مفيداً متى ما بدأت تمشي في طريق واحدة وتثقف نفسك أولاً من قناة واحدة فتصبح لديك ثوابت صحيحة، يصبح لديك رؤية صحيحة, مقاييس صحيحة، معايير صحيحة، ثم حينها انطلق في هذه الدنيا، اقرأ أي شيء، تسمع ولو كل قنوات العالم هذا تسمعها أو محطات الإذاعات كلها فيما بعد ستفيدك فعلاً خبرة وبصيرة، سترى كم هي ضالة، سترى كم فيها ما يشهد بصحة ما أنت عليه، حينها لا تكون عرضة إطلاقاً لأن تضل.
من خلال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)سنعرف ما هي هذه القناة، ومن خلال القرآن أيضاً. وأولاً نعرف ما هي هذه القناة التي نعطيها أهمية كبرى أولاً، الله قال في القرآن الكريم يتحدث عنه بأنه هدي {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}(الاسراء: من الآية9) {هُدىً لِلنَّاسِ}(البقرة: من الآية185){يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}(المائدة: من الآية16) سبل السلام، سلام من ماذا.؟ السلام من الضلال السلام من الهلاك،السلام من الخزي، السلام من العار، السلام من جهنم. [سورة المائدة ـ الدرس الثالث]
التعليقات مغلقة.