تجليات الصمود اليمني للعام السابع
||زينب إبراهيم الديلمي
منذُ عقود طويلة.. ينتابُ أربابَ الشيطان حلمٌ واهنٌ كانوا قد سعوا له جاهدين في الوصول لمبتغاه، ويراودهم شعور السّطوة غير المُبرّرة في اتِّخاذ قرارهم العقيم بشنّ عدوانهم على اليمن في ليلةٍ وضحاها دونَ مُراعاةً لحرمة سيادة الأرض اليمنية واستراتيجيتها التي سَلبَت لُبَّهم.. غير مُدركين خطأهم الفادح في رهاناتهم أنّ عاقبة عدوانهم مليئةٌ بشظايا لعنات التأريخ ولظى الحسرات والخُسران التي تقاذفت نحوهم كَراتٍ مرات.
لهذا العدوان مساوئُ كثيرةٌ عاصرناها ونُعاصرها، فماذا جنينا حتى لم يبقوا شيئاً في أرضنا وسيادتنا إلا واستهدفوه، وحوّلوا أفراحنا إلى أحزان، وأحزاننا إلى عزاءٍ آخر! وما هي أهدافهم تلك التي راوغوا فيها أنّها أهداف عسكريّة، وهي ليست سوى منازل المواطنين البُسطاء، ومدارس ومُستشفيات وأسواق تجارية وحتى بيوت الله وضعوها في قائمة الاستهداف دون خجلٍ مما جَنَت أيديهم القذرة، وأي تحالفٍ مؤامراتي قالوا عنه إنه لأجل إعادة شرعيةٍ تقبع في فنادق الرياض؟ بيد أنّ من يسمّون أنفسهم “بالشرعيّة ” ليسوا سوى دُمى وروبوتاتٍ يتحكم بها سلاطينهم متى ما شاءوا.
ها هو العام السّابع يدخل ولا تزال سوأة العدوان تنعكس في مرآة القُبح والإجرام.. آلاف مؤلفة من المجازر التي اقترفوها ممزوجة بأنهارٍ راكدةٍ من الدماء والأشلاء تسيل بشكلٍ يومي دون اكتراث لأنين الأطفال ولدموع الثكالى ولصرخات الكهول، ولا تزال الأوجاع المؤرقة تتوهج في فؤاد الصّابرين على ما أصابهم..، حَيثُ آفة الحصار ضاعفت من مُعاناتهم، تلك المعاناة أثمرت للشعب اليمني صموداً وتحدياً وجَلَداً أمام كُـلّ الإعاقات التي حاول بها هيلمان الباطل تركيع هذا الشعب واستعباده بأي شكل.
ثمّة عامل رئيس استمددنا منه معنى الصّبر والثبات، وفيه تلاشت كُـلّ جراحاتنا وزاد من قوْت صبرنا نقتاتُ من عناقيده لذة الكرامة، من خلاله استطعنا أن نكسر حاجز الصّعوبات المريرة التي حلّت بنا.. ووصلنا إلى ما وصلنا إليه حتى بات العدوان في مرحلةٍ مُستعصيّة غير قادرٍ على مواجهتنا، إنه عامل الإيمان بالله والثقة المُطلقة له تعالى الذي أمدّنا بالأمل وأنعش إنجازاتنا وبطولاتنا، وبها تبوأنا أوج الشرف والإباء.
هي رسائل الشعب التي صدعت أمواج صداها وتجلّت صيحاتها لأسماع الأرض وأبصارها، فمظلوميّة الصّامدين أفشلت كُـلّ العناوين والمؤمركات الزائفة، وانتصارات الميامين في جبهات الميادين أوقعت عدوان الغدر والمكر في مُستنقعٍ آسن لا نجاة منه، وحمم الصواريخ الباليستية وأبابيل الطائرات المُسيَّرة شدت من إزرها تجتاح عاصمة قرن الشّيطان بسياط وعيدها القائم على قصم ظهر عتاولة الطغيان طالما استمروا في استهدافهم العدواني وحصارهم الجائر.
في العام السابع من الصّمود.. نُثني على الله شكراً وحمداً لنصره ولطفه ومَنّه الكبير علينا؛ ولأننا ظفرنا بوعده الجزيل وهو لا يخلفُ الميعادَ لعباده المُستضعفين، لا نبالي بقوّة المُستبدين والطغاة مهما امتلكوا من زخارف العتاد والعُدة، ولا يأس يعترينا ونحن في مرحلة مُتقدمة من النصر والعزة، ولا خوفَ على شعبٍ يستظل بظِلِّ السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-، قادمون ومتقدمون بفضل الله وسنواصل صمودَنا.
التعليقات مغلقة.