هكذا نحن اعتدنا الحروب يا غزة
عــفاف الــبعداني
حفنة أغبياء، ونفير من الحمقى، وسلالة من الدبابير العديمة، يسعون لطمس الهوية العربية للقدس منذُ عشرات السنين، يبذلون قصارى جهدهم في تلصيق الخزعبلات على الذهنية الإسلامية ، بأن القدس ستبقى محتلة وإلى الأبد، بل الأدهى من ذلك هي فرض الأحقية الكاملة في التملك وبأنهم شعب الله المختار ، يقتحمون المنازل، المدن ، والقرى ؛ لإخراج أهلها وذويها بطرق بشعة لا تتلائم حتى مع صفوف البهائم ؛ وكلهم أمل بإخلاء الأراضي، وارتفاع المباني اليهودية على أرض الزيتون المباركة ، حد توقعهم المعتوه .
بل وصل بهم السطو، بأن يتم إيقاف أي صفحة تتحدث عن مظلومية القدس، أي حديث يكشف جور إسرائيل، أي حقيقة تناقض استيلاء أمريكا للقرارات العربية من خلال صفعتهم اللعينة، بل أعني صفقتهم التطبيعية مع الحكام العرب، يسودهم الارتباك والهلع حينما تتجلى الحقائق، وتظهر الأوجه الخبيثة على كامل حقدها المتوارث، والمتنامي في عقيدتهم عام بعد عام، فويلا من الله عليهم، وسحقا لأحلامهم، وعبثا هي محاولاتهم المستمرة، إن استطاعوا أن يغيهبوا القضية الفلسطينية من العالم الافتراضي، ومن بعض المناطق العربية التي سارعت بالتطبيع، من باستطاعته إيقاف الحشود الجماهيرية التي خرجت صبح هذا اليوم ! من باستطاعته تهدأة صرخة الشيوخ والشباب والصغار والوجهاء والأعيان، في أغلب المحافظات اليمنية!! .
من بمقدوره أن يصمت الشعب الذي واجه الموت لأكثر من عام!! حتما لن يجدوا بُدا وخلاصا من صرختنا المزلزلة، من عزيمتنا القاهرة، و سنقاسم الشعب الفلسطيني كل أصناف المعاناة، سنهتف ولو كانت أراضينا متباعدة ، سنمد الأيادي ولو كانت حالتنا مزرية، وحاجتنا ماسة لكل متطلبات العيش البسيط ، إن عروسة الزمن، البالغة من الحضارة عمرا لا يُقدر، المسماة “اليمن” تدشن الآن حملة وتسعى في جمع كل مابحوزتها لتسهام في المعونة للقضية العربية، عبر الرقم 1140، وكذب من قال : ” فاقد الشيء لايعطيه ” بل إن فاقد الشيء يعطيه وبسخاء، وهل لك علم ياغزة ؟! هل لديك فكرة أيها الشعب الفلسطيني ؟! أننا الشعب الوحيد الذي يدرك العواقب الوخيمة للحرب، الشعب الوحيد الذي حاربته كل دول العالم، الشعب الذي تركته الأنظمة الدولية واستُخدمت فيه أخطر أنواع الأسلحة، أنتِ ياغزة تحاربك اليهود أما نحن تكالبت علينا كل الشعوب ، أصوات الصورايخ، وأزيز الرصاص المستمر، الموت الجماعي، القصف ،والدمار الشامل، والحرب الضروسة أصبحت مألوفة لدينا، باتت أغنية عقيمة من كل الدموع، إنها حروق مشتعلة وجروح غائرة عاشت في دموية جسدنا المظلوم، ومؤخرا بعد حوالي ست سنين متوالية أُصابنا تجلد منها كلها ، أصبحنا ننتظر الموت في اليوم أكثر من خمس مرات، تركنا أحلامنا عند الصبورة المشقوقة، وبعنا مصيرنا للحرية والشهادة.
لذا نحن ليس من باب القومية أو الدينية أو الإنسانية فقط نشاطرك تقاسيم الوجع ، نحن بالفطرة معكم، نحن الوجه الآخر لفلسطين ، نحن القلب النابض رغم القيود، نحن الأرض الملبية نداءات الصغار والكبار ، نحن الشمس حينما تغيب مواقف العرب والمسلمين، و لايفصلنا عنك سوى نصر قريب بإذن الله .
وماعز قولي وجعلني مطرقة الوصال : أن التهريج قد أكتمل، فهناك تم بيان ركيك حد الإجحاف ظهر للجامعة العربية وبعض حكام المسلمين ، فيه إدانة لمَ هو حاصل لغزة، فيه معاتبة خجووووولة من خلف حجاب للولايات الملتحدة،أقصد المتحدة، و فيه دعوة للسلام والمناشدة بطريقة محببة، بتودد رهيب ، خوفا من الغضب الإسرائيلي والسخط الأمريكي ، هذا ما استطاع فعله العرب ، الادانات الخجولة، أما عزيمتهم الخرفة فهي متوجهة نحو الداخل، بتفكيك النسيج العربي، الأمن القوي لباقي الشعوب .
أما اﻷمم المنكدة، وليست المتحدة تستمر بالصمت المعتاد، ولا يستخلص منها موقف مشرف، تزدهر وتبتهل بالصفعةالسلامية التطبيعية مع الكيان الإسرائيلي، التي تمت بحمد الشيطان الأرعن .
وبقدر ، وفضل من الله أننا لازلنا أحياء لهذه اللحظة، نعم لم نمت بالقصف ، ولم نمت بكورونا الجائح ، لم نمت بالكوليرا، لن نموت حتى نحرر القدس بإذن الله، ومن كان في مخيلته ذرة شك، أو فتات قهقهة عن الشعب اليمني، فتبا لمستنقعه العائد عليه بالوبال الوجودي والأيام خير دليل
التعليقات مغلقة.