خطورة التخاذل، أمام ثلاثي الإجرام (الأمريكيون، الإسرائيليون، النظام السعودي)
خطورة التخاذل، أمام ثلاثي الإجرام (الأمريكيون، الإسرائيليون، النظام السعودي)
أيضاً شعبنا اليمني العظيم يستمد هذا الصمود وهذا الثبات من رصيده القيمي والأخلاقي الكبير والعظيم، هو شعب مؤمن وبالتالي هو شعب عزيز صامد شامخ أبيّ لا يقبل بالإذلال، لا يقبل بالهوان، لا يركع إلا لله، لا يخضع إلا لله، لا ينحني أمام الصعوبات والأحداث مهما كانت؛ لأنه تعوّد وتربى إيمانياً على ألا ينحني إلا لله، ولا يخضع إلا له سبحانه وتعالى.
فالرصيد الإيماني والقيمي والأخلاقي لهذا الشعب العظيم، يمن الأوس والخزرج، يمن الأنصار، يمن الإيمان، هو عاملٌ مهم وأساسي أيضاً في صمود هذا الشعب، وفي ثباته، وفي مواجهته للتحديات، وأيضاً هذا الصمود نابع من وعي شعبنا اليمني بمظلوميته، هو يدرك ويعي جيداً أنه شعب مظلوم، ومظلوميته واضحة أوضح من الشمس في رابعة النهار، شعبنا اليمني العزيز العظيم مظلوميته بيّنة، تأتي قوى أخرى لا شأن لها بهذا الشعب، يأتي النظام السعودي الجائر الظالم تحت توجيه أمريكا، تحت راية أمريكا، تحت مباركة إسرائيل، وتشجيع إسرائيل، وحث إسرائيل، ودفع إسرائيل ليعتدي على هذا البلد معلنا وصايته على هذا الشعب، يريد أن يفرض إرادته، وليست إرادة في الحقيقة له.
نحن طالما قلنا أن النظام السعودي ليس لديه أجندة له، له تخصه من بيته؛ لا ؛ هو دائماً يتحرك بأجندة الآخرين، ومَنْ هم الآخرون؟ أمريكا وإسرائيل.
أنا أقطع يقيناً أن هذا النظام لا يمتلك بالأساس أي أجندة له، هو يؤدي دوراً مرسوماً له في المنطقة، ويؤديه كخادم للآخرين، كأداة بيد الآخرين يتحركون بها في المنطقة، وضد هذه الشعوب بكلها وفي المقدمة شعبنا اليمني العزيز.
هذا النظام الجائر يأتي ليعتدي بكل وحشية علينا كيمنيين، كل مواطن يمني حر وشريف وأبي ممن لم تستميله الإغراءات والأطماع والأهوال ليبيع نفسه ووطنه؛ كل الأوفياء كل الأحرار في هذا البلد يدركون أن ما يفعله النظام السعودي بحقنا كشعبٍ يمني هو ظلمٌ، عدوانٌ، إجراميٌ لا شرعية له، لا مبرر له أبداً، أبداً.
وأمام ظلمٍ كهذا بوحشية كبيرة بإجرامٍ بشع لا مناص أبداً ولا خيار أبداً أمام شعبنا إلا الصمود وإلا الثبات وإلا الإباء وإلا العزة.
الخيار الآخر أمام شعبنا الخضوع الانحناء الاستسلام الركوع لقوى البغي والعدوان الخنوع لها الاستسلام لها هذا غير واردٍ لدى شعبنا اليمني العزيز بحكم مبادئه، بحكم قيمه، بحكم أخلاقه، بحكم عزته وإبائه، فشعبنا اليمني العزيز هو يعي أنه مظلوم معتدى عليه بغير حق أبداً، بغير شرعية أبداً، عدوان متصلف أحمق جائر، وبغيٌ صريحٌ واضح لا غبار عليه واضح بكل وضوح، وشعبنا اليمني العزيز يعي طبيعة المؤامرة عليه.
ما الذي يريده أولئك منه؟ الأمريكيون، الإسرائيليون، النظام السعوديون؟ هذا ثلاثي الشر، ثلاثي الإجرام، ثلاثي الخطر على مستوى العالم، منشأ كل الشر في العالم، هذا الثلاثي الإجرامي أمريكا إسرائيل والسعودية، وذلك بما لديه من أموال. الأمريكيون والإسرائيليون هم يستغلون ما لدى النظام السعودي من أموال ما لديه من إمكانات ويسخرونها في نشر الشر في كل أقطار العالم، وفي المقدمة المنطقة العربية.
هذا الثلاثي ما الذي يريده هذا الثلاثي الإجرامي المتوحش منشأ الشر في المنطقة، منشأ المشاكل في المنطقة، منشأ المؤامرات في المنطقة، ما الذي يريدوه منا كشعب يمني؟ ما الذي يعنيه من أمرنا، نحن كيمنيين، كشعب يمني نحن المعنيون بأمرنا، نحن المعنيون بتقرير مصيرنا؟ ما لأولئك من حق في أن يتدخلوا في شؤوننا، وأن يفرضوا إرادتهم علينا؟ وهل بدافع خير أو بدافع مصلحة أو بمشروعية أو بحق يتدخلون في شؤوننا؟ لا. همّهم واضح، ومؤامرتهم مكشوفة وواضحة، تدمير هذا البلد، وتركيع هذا الشعب وإخضاعه وإذلاله وقهره وإهانته، وإلحاق الأذى به، وارتكاب الجرائم بحقه، ومن ثم دفعه إلى الاستسلام، ومن ثم دفعه إلى الاستسلام والهيمنة الكاملة عليه وعلى أرضه ومقدراته وموقعه الجغرافي، واستغلالها حسب ما يشاؤون يريدون، ودون أن ينعم، حتى لو استسلم، حتى لو ركع حتى لو خنع، حتى لو كانت أدواتهم ودُمَاهُم هي التي تتحكم على هذا الشعب، وعلى رقاب هذا الشعب، وبامتهان وبفقر وبأذى وبدون أن ينعم باستقرار ولا بأمن ولا بأي شيء. وبالتالي وعي هذا الشعب بحقيقة المؤامرة عليه يجعله يدرك قيمة صموده، قيمة ثباته، أنْ هذا الثبات وهذا الصمود هو يحمي شعبنا يحفظ له كرامته حتى لا يكون مهاناً وذليلاً وخانعاً، يحمي له عزته حتى لا يكون مستذلاً، ويحمي له استقلاله حتى لا يكون محتلاً، ويحمي له أيضاً مستقبله، وإن عانى في الحاضر لتنعم أجياله المستقبلية والقادمة بالعزة والرفاه والخير.
الوعي بالمؤامرة الفظيعة والإجرامية والسيئة جداً يدفع شعبنا هذا للصمود، وهو يعي قيمة وأهمية هذا الصمود، أنه خياره الحتمي والاستراتيجي والذي لا بديل عنه.
البديل ما هو؟ البديل هو الهوان، البديل هو الضياع، البديل هو الخزي، البديل هو الامتهان، البديل هو الغرق في وحل الشر والأشرار، والخضوع المطلق لهيمنتهم، وأن يدوسوا هذا الشعب.
هذه كلها منظومة أو مجموعة من العوامل المهمة التي تعزز صمود هذا الشعب بدءًا من ثقته بالله، واعتماده على الله وإيمانه بالله، وتوكله على الله، وهو يرى في هذا مصدر القوة بإيمانه بأن الله القوي العزيز القادر على نصره، والذي وعد عباده المستضعفين والمظلومين بالنصر إن هم هم تحققت لديهم الإرادة وتحركوا في الموقف اللازم، في إطار المسئولية في مواجهة الظلم والطغيان، ثم العدوان بحد ذاته، وبكل ما رافقه، وبكل ملابساته، هو ما يزيد من وعي شعبنا، وعيه أولاً بحقيقة أعدائه، شعبنا اليمني اليوم يعرف من هي أمريكا، يعرف حقيقة أمريكا، وأكثر من أي وقت مضى، يعرف أن ما تحكيه أمريكا عن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان، وعن غير ذلك أنها مجرد شعارات فارغة المضمون، وأساليب لخداع الشعوب المستضعفة، يعرف حقيقة الخطر الذي تمثله إسرائيل ليس فقط على شعب فلسطين، وشعبنا اليمني كان ولا يزال وسيظل متضامناً كل التضامن مع القضية الفلسطينية كقضية تعنيه؛ لأنه شعب واعٍ وينطلق في إطار مسؤولية أوسع، يحمل هم أمته ككل، ويستشعر مسؤوليته تجاه أمته ككل، ولكن شعبنا اليوم يدرك أيضاً أن إسرائيل تمثل خطراً في المنطقة بكلها؛ لأن دور إسرائيل في هذا العدوان هو دورٌ واضحٌ مؤكد وبارز، دور ملموس. إسرائيل شاركت فعلياً خلال سلاح جوها، من خلال خبرائها الذين يعملون مع النظام السعودي، ومع الخبراء الأمريكيين، خبراء عسكريين إسرائيليين، هذا بات واضحاً ومؤكداً.
الموقف الإسرائيلي على المستوى السياسي والإعلامي، ثم على بقية المستويات، ومن ضمن ذلك المشاركة العسكرية بأي شكل، بأي مستوى، بات واضحا ومؤكداً، ويؤكد لشعبنا اليمن العزيز أن إسرائيل تمثل خطراً على المنطقة وأنها ضالعة ولاعبة أساسية في كل المؤامرات في المنطقة، ولها دور أساسي في كل المؤامرات في المنطقة.
ووعيٌ كبير أيضاً تجاه النظام السعودي الجائر والعميل الخائن لأمته، والمتآمر على أمته الإسلامية، وعلى منطقته العربية، والذي يلعب دوراً سيئاً وسلبياً للغاية في خدمة الأمريكيين وخدمة الإسرائيليين الذين يوهمونه أنه مستفيدٌ من تآمره معهم على أمته، ومن تعاونه معهم على شعوب المنطقة، وهو واهم، هو خاسرن هو في نهاية المطاف هو خاسر؛ لأنهم حينما يستغنون عنه لن يتورعوا أبداً ولن يترددوا أبداً أن يفعلوا به ما فعلوا بغيره، من كل الأدوات التي لعبت أدواراً في المنطقة أو غيرها، أدواراً لمصلحتهم وحين الاستغناء عنها استهدفوها، أو تركوها وفرطوا بها.
والنظام السعودي الذي يمارس هذا الإجرام بحق شعبنا اليمني العزيز لم يرعَ حرمة للجوار، فكان جار السوء الذي آذى جيرانه واعتدى على جاره، وكان أيضاً المعتدي بغير وجه حق على شعبٍ مسلمٍ عزيزٍ من أنبل وأشرف، وخير الشعوب في العالم، الشعب اليمني يمن الإيمان، يمن القيم، يمن الحضارة.
ووحشيته وإجرامه الكبير بحق هذا الشعب، في ظل عدوانهن وهو يستهدف الأطفال، فيقتل المئات من الأطفال، يقتل النساء، يستهدف الأحياء السكنية يستهدف القرى الريفية، يستهدف الطرقات والجسور يستهدف المطارات والموانئ، يستهدف المستشفيات والمدارس، يستهدف كلَّ مقدرات الحياة، {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ}، هذا هو إفسادٌ في الأرض، إن لم يكن الإفساد في الأرض هكذا فكيف هو يكون الإفساد في الأرض؟ وبالتأكيد هذه الجرائم البشعة لا تعبر عن قوة، لا تعبر عن قوة، أن يأتي هذا النظام ليرمي بالقنابل الأمريكية، والصواريخ الأمريكية، مستهدفاً الأحياء السكنية فيقتل المئات من الأطفال ويجرح المئات من الأطفال، ويقتل المئات من النساء ويجرح الآلاف من النساء، يستهدف العزل، ويستهدف الآمنين في مساكنهم، هذا لا يعبر أبداً بأي حال من الأحوال عن قوة، يعبر عن نزعة إجرامية، عن شر، يعبر عن فئة، عن جهة لا تمتلك أي رصيد لا من الإنسانية، ولا من القيم، ولا من الأخلاق، ولا تمتلك أي قدر ولو بحد ضئيل من الإحساس بالمسؤولية، لا تعبر بأي حال من الأحوال عن قوة.
إذا كنتم تزدادون غروراً، وينفخ فيكم الشيطان روح الكبر، وأنتم تلقون قنابلكم الأمريكية والصواريخ الأمريكية على هذا الشعب، في مُدُنِه وقُراه، وأنتم تشاهدون المشاهد التي تنشرها القنوات الفضائية لأشلاء الأطفال والنساء فتشعرون وكأنكم أقوياء؛ لأنكم أصبحتم ذوو قدرة على قتل الأطفال، ذوو قدرة على قتل النساء، هذا لا يدل على قوةٍ أبداً. هذا هو العجز، هذا هو الضعف، هذا هو الإجرامُ بعينه، هذا هو الطغيان بذاته، ولا يشرفكم ذلك، صحيح أنتم منذ بداية العدوان ولحد اليوم قتلتم وجرحتم الآلاف من الأطفال والنساء، هذا رصيدكم، أصبحت لكم صفحة سوداء في تاريخ الإنسانية، هذه الصفحة السوداء القاتمة تعبر عن هذا الإجرام البشع بحق شعبنا اليمني العزيز، هذا إنجازكم.
هذا الإجرام وهذا العدوان هو يزيد شعبنا اعتماداً على الله، والتجاءً إلى الله، وتوكلاً على الله، وهو يزيد شعبنا اندفاعاً للعمل والتصدي للعدوان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القول السديد |إضاءة من هدي القرآن| كلمة بمناسبة شهر رمضان المبارك 1436هـ
ألقاها السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 16 / 6 / 2015م
اليمن – صنعاء
التعليقات مغلقة.