الصلاةُ التعبيرُ الصادقُ عن العبودية لله
هنادي محمد
“التقوى” العنوان الأبرز لمحاضرات السيد القائد الرمضانية؛ باعتبَارها الأَسَاسَ المُنجي للإنسان، وفي محاضرة اليوم الحادي عشر تحدث -يحفظه الله- عن مبعثٍ أَسَاسي للتقوى وهو ”الصّلاة“، وهي أول المواصفات الأَسَاسية للمؤمنين المتقين، وما أكثر المصلين وأقل المقيمين لها، وهذا ما يميز المتقين، استشعارهم لما يعنيه هذا الفرض الإلهي الذي أتى ضمن الأوامر المؤكّـدة وتكرّر كَثيراً في القرآن الكريم؛ لما لها من أهميّة لنا نحن البشر في مسيرة حياتنا وتقلبنا في محطاتها وفواصلها.
فالمتقون محافظون على الصلاة، ليسوا موسميين، يتحولون إليها وقت ضرهم وضعفهم وحاجتهم للالتجَاء إلى الله بل يؤدونها كما فرضها الله بكامل حضورهم النفسي والجسدي والذهني؛ ولذلك تترك أثراً تربوياً كَبيراً في نفوسهم -تطهيرًا وتربيةً وتزكيةً- وتنمّي المشاعر الإيجابية التي تمكّنهم من القيام بالأعمال الصالحة وتعينهم في أداء مسؤولياتهم وتساعدهم على الاستقامة في حياتهم.
ومن رحمة الله -جلّ شأنه- أن لا يفرض شيئاً على عباده إلا وعائده على الإنسان نفسه؛ فهي تكسبه الشعور بالاطمئنان وتعالج حالة الجزع والهلع والخوف في نفسيتهِ وتجعله خوفًا إيجابيًّا يتمحور في الخشية من الله وتعبيد النفس له والشعور بالقرب منه والحب له؛ ولأهميتها العظيمة كان الخسران المبين لمن تركها؛ باعتبَارها البوابةَ الأولى لذكر الله ومن فرّط فيها فقد جعل من نفسه مصيدةً للشيطان وحبائله، والعاقبـةُ للمتّقيـن.
التعليقات مغلقة.