في رحاب البرنامج الرمضاني: سعي اليهود لإفساد الأمة بالتعامل بالربا
خاص
إن موضوع الربا قد يكون الإنسان غافلًا عنه، إما لمحدودية دخله أو لأنه لا يمس حياته، أو لأن معاملاته بحد ذاتها في جوهرها بسيطة وبعيدة كل البعد عن التعقيدات المالية، حيث ذكر الله عزّ وجلّ الربا في عدة مواضع من القرآن الكريم، وشدد على خطورته فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)، وقد قال النبي صلى الله عيه وسلم: «الربا ثلاثة وسبعون بابا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه».
إنَّ الله سبحانه وتعالي إذا حرم شيئًا، أو أحل آخر، فإن ذلك لا يتوقف على مشتهيات الناس، أو يتمشى حسب أهوائهم، أو أن ذلك يخص زمانًا دون آخر، أو مكانًا دون مكان؛ لأن هذا الدين هو الإسلامي خاتم الرسالات السماوية، وأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين أمرًا لا خفاء به ونهي المؤمنين من أكل الربا وأمرهم بترك البقية الباقية من المعاملات الربوية التي كانت شائعة بينهم فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)، وهدد الذين لا يستجيبون بمحاربة الله ورسوله لهم فقال: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ).
ونهي الله سبحانه وتعالى المؤمنين من أكل الربا وأمرهم بالتقوى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، وأخبر الله عزَّ وجلّ بالمصير المؤلم الرهيب الذي ينتظر أكلة الربا، قال تعالي: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
بني إسرائيل هم كانوا من المشهورين بالتعامل بالربا:
من المعروف أن بني إسرائيل هم كانوا من المشهورين بالتعامل بالربا، والشيء الواضح أمامنا جميعاً هو أن إسرائيل مهيمنة على العرب، أليس كذلك؟ هو أن اليهود والنصارى يستذلون المسلمين، فقد ملأوا الدنيا فساداً، ووصل فسادهم الثقافي، والأخلاقي، والسياسي، والاقتصادي إلى داخل كل البلاد الإسلامية، وإلى كل قرية، وكل بيت تقريباً، إذ أصبح التعامل بالربا الآن طبيعياً، وأصبح تعاملاً اقتصادياً طبيعياً داخل البلدان العربية كلها، وتتعامل البنوك والشركات في البلدان العربية بالربا بالمكشوف، يقول الشهيد القائد: “الشيء الواضح أمامنا جميعاً هو أن إسرائيل مهيمنة على العرب، أليس كذلك؟ هو أن اليهود والنصارى يستذلون المسلمين، أليس كذلك؟. أليس واضحاً؟ نرجع إلى القرآن الكريم، ألم يقل الله عن اليهود والنصارى بأنه {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ}(آل عمران: من الآية112)؟ ألم يقل هكذا عنهم في آيتين في القرآن الكريم أنه ضرب عليهم الذلة والمسكنة، إذاً فلماذا نحن أذلاء تحت من ضُربت عليهم الذلة، ونحن مساكين تحت رحمة من ضُربت عليهم المسكنة؟!. ونحن أيضاً في غذائنا في كل شؤوننا تحت رحمة من قد باءوا بغضب من الله.
ما السبب في ذلك؟ هو أننا فرطنا تفريطاً خطيراً، وقصرنا تقصيراً كبيراً، جعلنا جديرين بأن نكون كذلك وإلا لما كان اليهود يمتلكون هذه الهيمنة، ولما كانوا قد ملأوا الدنيا فساداً. ألم يملأ اليهود الدنيا فساداً؟ ألم يصل فسادهم إلى داخل كل البلاد الإسلامية، إلى كل قرية، إلى كل بيت تقريباً؟ فسادهم الثقافي، فسادهم الأخلاقي، فسادهم السياسي، فسادهم الاقتصادي.
الربا أليس من المعروف أن بني إسرائيل هم كانوا من المشهورين بالتعامل بالربا؟ التعامل بالربا الآن أصبح طبيعياً وأصبح تعاملاً اقتصادياً طبيعياً داخل البلدان العربية كلها، البنوك في البلدان العربية تتعامل بالربا بالمكشوف، والشركات تتعامل بالربا بالمكشوف. ألم يُفسِد بنو إسرائيل حتى العربَ أنفسَهم؟ وحتى جعلوا الربا الذي قال الله في القرآن الكريم وهو يحذر من الربا: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (البقرة الآية 278 -279) يتهدد بحرب من جهته وبحرب من جهة رسوله لمن يتعاملون بالربا، ثم يصبح الربا شيئاً طبيعياً“.
اليهود يسعون إلى إفساد الأمَّة بالتعامل بالربا:
يؤكد الشهيد القائد في درس (يوم القدس العالمي) بالقول: “لقد أضلونا من قمة رأسنا إلى أخمص أقدامنا فعلاً ثقافياً، اعتقادياً، سياسياً، اقتصادياً!. الرّبا جعلوه يصل كل بيت من بيوتنا، البنوك في البلدان العربية تتعامل بالربا، البنوك المركزية التي تنطلق منها عملات أي دولة عربية تتعامل بالربا، وكل عملة في جيبك مصبوغةٌ بالربا، وكل لقمة تأكلها الآن, وكل حاجةٍ تستخدمها من إنتاج شركة معينة, أو تمويل تاجر معين مصبوغة بالربا, مصبوغٌة بالربا.
والمعروف عن اليهود أنهم في تاريخهم التجاري والاقتصادي معروفون بالربا وبالتعامل بالربا. لقد استطاعوا أن يوصلوا الربا إلى كل بيت ناهيك عن كل قطرٍ من الأقطار العربية“.
ولأنهم المعروفون بالربا من مئات السنين، فإن اليهود يسعون إلى إفساد الأمَّة بالتعامل بالربا، وعندما أصبح التعامل بالربا مستساغًا لدى المسلمين أنفسهم، فهذا من آثار عمل اليهود وخبثهم، يقول الشهيد القائد: “تأملوا جيداً لنرى الحرب التي يشنها الله على الناس؛ لأنهم استساغوا الربا، المسلمون أنفسهم استساغوا الربا، وهذا من آثار عمل اليهود، اليهود بخبثهم، اليهود هم المعروفون بالربا من مئات السنين، لكن بطريقتهم الخبيثة بالإضلال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء:44)“.
ويجدد الشهيد القائد التأكيد بأن اليهود يعملون على إضلال الأمَّة من حيث لا تشعر، ويفسدونها ويضربونها من حيث لا تشعر، إذ يقول: “ثم أين البدائل؟ هل هناك في أموالنا، هل هناك من محافظات أخرى داخل بلادنا منتجات أخرى؟ نحن أصبحنا نحارب حتى في قوتنا… من الذي أوصلنا إلى هذا؟ هم المرابون الذين ثقفهم اليهود والذين استساغوا الربا على أيدي اليهود.
ونحن قلنا أكثر من مرة أنه هكذا يعمل اليهود يضلونا من حيث لا نشعر، يضربوننا من حيث لا نشعر، يفسدوننا من حيث لا نشعر، يدوسوننا بأقدامهم ونحن لا نحس بشيء. هذا هو ما يحصل”.
أصبح الربا عند أبناء الأمَّة مستساغاً:
يتصور الشهيد القائد ويتساءل لو أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) بعث من جديد إلى هذه الحياة، ورأى أمته المنتشرة في متخلف بقاع العالم تأكل وتتعامل بالربا، فكيف سيكون شعوره أمام هذه الأمَّة؟، يقول: “كيف لو بعث رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) من جديد إلى هذه الحياة ورأى أمته هذه المنتشرة في متخلف بقاع العالم تأكل ربا وتتعامل بالربا… كيف سيكون شعوره أمام هذه الأمة؟ سينظر هل ربما أن القرآن غير موجود، ربما هم لم يطلعوا على آية كهذه، ثم يرى أن القرآن أيضاً ما يزال داخل بيوت أعضاء المجالس الإدارية للبنوك، أو مجموعة من التجار أصحاب بنك يتعاملون بالربا، المصاحف داخل بيوتهم وهم من يبنون أيضا حجرات خاصة للصلاة في بعض البنوك، وفيها مجموعة من المصاحف داخل مبنى البنك! يحصل هذا في بعض البنوك”.
وأصبح الربا عند أبناء الأمَّة مستساغاً، وأصبح شيئاً مألوفاً لديهم فإين هم من قوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ}، يقول الشهيد القائد: “أين نحن من آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ} (البقرة:279) وقد أصبح الربا عندنا مستساغاً.
وأصبح شيئاً مألوفاً لدينا… هذا هو الترويض من قبل اليهود الذين يروضوننا شيئاً, فشيئاً, فشيئاً إلى أن يصبح كل فساد من جانبهم مستساغاً، ويلطموننا لطمة بعد لطمة، صغيرة، ثم أكبر منها ثم أكبر ثم أكبر حتى تصبح الركلة بالقدم مقبولة ومستساغة، خبثهم شديد”.
وفي ضوء ذلك، يبين الشهيد القائد بالقول: “للأسف هذا الربا مما هو منتشر في الدنيا بشكل رهيب، وداخل البلاد الإسلامية حتى أصبح – تقريباً – تعاملاً شبه طبيعي وكأنه لا يمثل أي منكر من المنكرات، وكأنه ليس فيه أي ضر من الأضرار”.
التعليقات مغلقة.