فلسطين قضية تهم العالم
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
تعيش فلسطين في ظلم كبير منذ أن وضع الصهاينة أقدامهم في أراضيها بمساعدة بريطانيا العظمى آنذاك، والشعب الفلسطيني يقف في وجه المحتلّ الصهيوني برغم قوته وجبروته دون مساعدة من أحد ولم يخنع أَو يستسلم.
وكانت الأمم المتحدة قد تدخلت في القضية الفلسطينية منذ أن أصدرت قرار التقسيم عام 1947م، ورغم اعتراف الأمم المتحدة بالحقوق الفلسطينية كما تقول إلَّا أنها لم تقد خلال ما يقارب السبعين العام أي حَـلّ يمكن أن يقبل به الشعب الفلسطيني باستثناء تشجيع أهل البلاد على مغادرة بيوتهم وقراهم واعتبارهم لاجئين يعيشون في مخيمات تشرف عليها الأمم المتحدة.
ومن المفترض أن الجميع يقف إلى جوار الشعب الفلسطيني في قضيتهم العادلة؛ لأَنَّ هذه القضية يجب أن تحظى باهتمام مختلف شعوب العالم، فهي قضية فلسطينية؛ لأَنَّ الشعب الفلسطيني هو المعني الأول بها وهو المتضرر المباشر من جراء احتلال الصهاينة لأراضيه وهو الذي يتعرض للظلم والقهر والطرد والتشريد.
وهي قضية عربية تهم مختلف الشعوب العربية؛ باعتبَار فلسطين أحد الأقطار العربية التي ما زالت تخضع للاحتلال بعد أن تحرّرت بقية الأقطار، ومن الواجب على العرب أن يقفوا مع الأشقاء الفلسطينيين في محنتهم حتى يتم تحرير بلدهم.
وهي قضية إسلامية تهم كافة المسلمين في مختلف أنحاء العالم؛ لأَنَّ المسجد الأقصى المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي يجب على المسلمين شد الرحال إليه يخضع للاحتلال الصهيوني الذي ينتهك حرمته كُـلّ يوم تقريبًا ويمنع زيارته إلَّا بشروطه، ولهذا يجب على المسلمين الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يقف وحيدا أمام التصرفات الصهيونية لحماية الأقصى الشريف.
وهي قضية إنسانية ومن المفترض أن شعوب العالم تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ باعتبَار أن الكيان الصهيوني يرفُضُ تنفيذ القرارات الدولية ويتجاهل تقارير المنظمات الدولية التي تؤكّـد انتهاك الصهاينة لحقوق الإنسان في فلسطين.
كما ذكرنا فَـإنَّ القضية الفلسطينية لها امتداداتٌ متعددة ولكن في الواقع نجد أن الشعبَ الفلسطيني يقف وحيداً دون مناصرة حقيقية من أي طرف باستثناء المساعدات المحدودة المقدمة من محور المقاومة، والسبب هو أن أمريكا زعيمة العالم تقف إلى جانب الكيان الصهيوني؛ ولهذا تتحاشى معظم الدول اتِّخاذ موقف يتعارض مع الموقف الأمريكي.
التعليقات مغلقة.