ندوة بصنعاء تؤكد الرفض القاطع لاستغلال منبر الحج للترويج للتطبيع
صنعاء – 9 ذو الحجة 1443 هجرية
عُقدت بالجامع الكبير بصنعاء ندوة بعنوان “منافع الحج”، نظمتها وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة ورابطة علماء اليمن تزامناً مع أيام الحج.
وفي الندوة، تحدث مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين عن فريضة الحج وأهميتها ومنافعها وغاياتها في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم.
وأوضح أن الله عز وجل شرع فروض الصلاة والصيام والحج، لتعزيز وحدة الأمة في صلاة الجماعة وتوحيد فريضة الصوم، وأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، باجتماع المسلمين على أداء المناسك في صعيد واحد، كمظهر من مظاهر الوحدة الإسلامية.
وتطرق العلامة شرف الدين إلى دور العلماء في حمل رسالة الدين وتبليغها وتنوير الناس وتبصيرهم بما يُحاك ضدهم من مخاطر تستهدف تمزيق وحدتهم وشملهم .. وقال” واجب العلماء قول كلمة الحق إزاء صد آل سعود للمسلمين عن أداء هذه الفريضة، انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتقهم أمام الله”.
وندد بصمت العلماء إزاء ما يمارسه النظام السعودي من تحريض ضد أبناء الأمة الإسلامية وصده عن أداء مناسك الحج والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية في فلسطين ولبنان وسوريا وما يمارسه من أعمال قتل بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد مفتي الديار اليمنية على ضرورة تحرك العلماء وأحرار وشعوب الأمة، انطلاقاً من واجبهم في إقامة الحجة أمام الله، خاصة وأن النظام السعودي ارتكب وما يزال أبشع الجرائم بحق الشعوب العربية والإسلامية، بما فيها شن العدوان على اليمن.
وقُدم خلال الندوة محوران، الأول لنائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة العلامة فؤاد ناجي، تناول فيه منافع الحج المعنوية .. مشيراً إلى أن فريضة الحج محطة لغفران الذنوب والمعاصي والتقرب إلى الله سبحانه بالأعمال الصالحة والعودة الصادقة إليه.
واعتبر فريضة الحج، محطة أيضاً لتلاحم المسلمين وحلحلة قضاياهم من خلال اجتماع أهل الحل والعقد من أبناء الأمة أثناء هذه الفريضة وتبادل الآراء حول ما تواجهه الأمة وقضاياها ووضع الحلول والمعالجات اللازمة لها.
واستعرض العلامة ناجي، أهداف الحج المعنوية بمعالجة قضايا الأمة ومشاكلها وتحقيق مظاهر التوحيد والتعظيم لله عز وجل وتطهير النفس وتزكيتها .. مبيناً أن فريضة الحج مؤتمر إسلامي يجمع أبناء الأمة بمختلف مذاهبهم وألوانهم وجنسياتهم على صعيد ولبس واحد وتلبية وشعائر ومناسك واحدة، واستحضار المشهد العظيم في صعيد عرفات ليوم القيامة.
وأكد أن النظام السعودي غير مؤتمن على الحرمين الشريفين ومقدسات الأمة .. محملاً علماء الأمة وأحرارها مسؤولية استمرار إدارة المشاعر المقدسة للنظام السعودي الذي يُعتبر عدو للأمة وشعوبها.
وفي الندوة التي حضرها وكيل قطاع الحج والعمرة بوزارة الإرشاد عبدالرحمن النعمي، تناول عضو رابطة علماء اليمن العلامة حمدي زياد المنافع المادية لفريضة الحج .. موضحاً أن هذه الفريضة بما فيها من منافع مادية ومعنوية، محطة للتقرب إلى الله عز وجل والالتجاء إليه.
وأفاد بأن المنافع المادية، لهذه الفريضة تتنوع بالثروة الحيوانية من الهدي والأضحية تقرباً إلى المولى جل وعلا، وتعزيز التكافل والتراحم بين أبناء الأمة .. مشيراً إلى أنه لا مانع من استفادة المسلمين أثناء أداء فريضة الحج من المنافع في التجارة وعرض منتجاتهم.
وقال” إن بن عباس أشار إلى أن المسلمين كانوا يتحرجون في عملية البيع والشراء وقد أحل الله لهم البيع وأتاح لهم التجارة في هذه الفريضة للاستفادة والمنفعة ولا حرج في ذلك ” .. معبراً عن الأسف في جعل فريضة الحج موسماً تجارياً للنظام السعودي فقط.
وأضاف” كنّا نتمنى أن يكون موسم الحج سوق إسلامي مشترك، تحضر فيه كافة المنتجات من مختلف دول العالم، لعرضها وتوسيع المنفعة بدلاً من المنفعة الشخصية للنظام السعودي” .. مندداً بمواقف الدول الإسلامية الصامتة من منع آل سعود للمسلمين استعرض المنافع التي تشهدها الأمة في فريضة الحج سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ودينياً.
وأكد بيان صادر عن الندوة تلاه الباحث الدكتور حمود الأهنومي، على حرمة الكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة في بلاد الحرمين ووجوب قداستها في قلوب المسلمين.
وحث البيان على عقد المؤتمرات والندوات العلمية والفكرية وتعزيز اللقاءات العلمائية لتدارس منافع الحج المعنوية والمادية وتناول أبعاده الإيمانية والاستفادة من أجواء أشهر الحج بما يعزز من وحدة المسلمين وتقوية أواصر محبتهم وتآخيهم.
ولفت بيان الندوة إلى دور المسجد الحرام المهم في توحيد العبادة لله تعالى كمصدر إشعار ومنبر هداية للناس ومحطة للتزود بخير زاد وهو التقوى .. مبيناً أن يوم عرفة يمكن أن يكون يوماً للتعارف والتآخي وتعزيز أواصر الأخوة الإسلامية بين المسلمين وتوجيه بوصلة العداء لأشد الناس عداوة لله ورسوله والمؤمنين والإنسانية.
كما أكد البيان الرفض القاطع لاستغلال منبر الحج للترويج للتطبيع والتبرير باسم الدين للخطوات الخيانية بواسطة أبواق الوهابية عبر اختيار المدعو محمد العيسي كخطيب وإمام ليوم عرفة نظراً لما يقوم به من ترويج للتطبيع مع اليهود.
وندد بسياسة النظام السعودي للصد عن المسجد الحرام ووضع الكثير من العراقيل والاشتراطات وإضافة الكثير من الرسوم المجحفة التي تحول بين المسلمين وبيت الله الحرام .. مؤكداً على حرمة الاستعانة أو التنسيق مع الكيان الصهيوني أمنياً في فريضة الحج أو التنسيق المباشر أو غير المباشر معه في هذا الجانب.
وجدد البيان التأكيد على حتمية التحرك ووجوب السعي من قبل علماء الأمة لإسقاط ولاية النظام السعودي على بلاد الحرمين وإدارة شؤون الحج والعمرة .. مستنكراً سياسة تقليص الحصص وتقليل عدد الحجاج على مستوى اليمن وغيرهم، والذي يكشف ازدواجية مفضوحة لاستهداف الحج وتعطيل مقاصده ومنافعه.
التعليقات مغلقة.