الهُــوِيَّةُ الإيمَــانية وتنميتُها
||محمد الضوراني
إنَّ الدينَ عند الله الإسلام، الإسلام هو التسليم لله عز وجل والسير حسب ما يريد الله في هذه الدنيا، السير كما يريد الله من واقعٍ إيمَــاني، لا يمكن أن نسير كما يريد الله ونحن لا نحمل الإيمَــان ولا نتمسك بهُــوِيَّتنا الإيمَــانية من خلال كتاب الله وهو القرآن الكريم، لا يمكن أن نكون أُمَّـة نحمل قيم الإيمَــان ونحن بعيدون عن دين الله وعن الاستقامة الحقيقية التي أمرنا الله بها، استقامة في أعمالنا، استقامة في توجّـهاتنا، استقامة في ثقافتنا، استقامة في تولينا لمن أمرنا الله أن نتولاهم.
الاستقامة هي التمسك بمنهج الله، التمسك بدين الله من منطلقٍ إيمَــاني لا يمكن أن يتبدل أَو يتغير، نحن نرى واقع الأُمَّــة عندما انحرفت عن طريق الاستقامة وتخلت عن هُــوِيَّتها الإيمَــانية وصلت لهذا المستوى من السقوط الأخلاقي والثقافي وفي القيم والمبادئ نتيجة تخليها عن هُــوِيَّتها الإيمَــانية والسير كما يريد أعداء الله من اليهود والنصارى والمنافقين وغيرهم باسم الحرية والقبول بالآخرين و… إلخ، نتيجة تخلينا عن هُــوِيَّتنا الإيمَــانية نلاحظ أن أعداء الله تمكّنوا من ضرب النفوس قبل أن يضربونا في ما نملك من قوة، ضربونا في ثقافتنا وفي إيمَــاننا فنسينا الله ونسينا واجباتنا ونسينا أننا أُمَّـة تحمل الإيمَــان وعليها مسؤوليات أمام الله.
إن الهُــوِيَّة الإيمَــانية هي سوف تحفظ للأُمَّـة دينها وتحفظ للأُمَّـة تماسكها وتوحدها، تحفظ للأُمَّـة قوتها أمام هؤلاء الأعداء، لذلك نحن في الشعب اليمني المجاهد ننطلق في تحَرّكنا الجهادي من منطلقٍ إيمَــاني ونتحَرّك عن بصيرة من خلال منهج الله وهو القرآن الكريم، ومن خلال التمسك بالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ونستقيم كما أمرنا الله أن نستقيم، نتحَرّك عن بصيرة وعن قناعة لما يقدم إلينا من أعلام الهدى الصادقين من مدرسة آل البيت -عليهم السلام- ومن قيادتنا من الصادقين المخلصين المجاهدين، هؤلاء الذين يتحَرّكون من منطلقٍ إيمَــاني ويهدون الناس للطريق المستقيم لما فيه هدايتهم ولما فيه سلامتهم من طريقٍ يؤدي بالناس إلى جهنم.
إن الهداية شيء مهم للحفاظ على الإيمَــان أن يكون نقياً وصافياً بعيداً عن أي ضلال جاء إلينا وهو بعيد عن منهج الله، هذا الضلال الذي ضرب زكاء النفوس وطهارتها وأثر ذلك على الاستقامة وجعل الناس لا يقبلون الحق ويسيرون مع الباطل وبدون بصيرة وهداية، نسوا الله والنسيان لله يعتبر مشكلة كبيرة تؤثر على الإيمَــان واستمراريته في النفوس وفي واقع العمل.
الهُــوِيَّة الإيمَــانية لا بُـدَّ أن نحافظ عليها؛ لأَنَّها وقايتنا من أي ضلال وانحراف، هي سلامة لنا وأمن لنا من السقوط في طريق الشيطان وأعوان الشيطان، هي تقوي الإنسان المؤمن وتزيد من بصيرته تحافظ عليه وتحميه من كُـلّ مكائد الأعداء مهما كانت وتكون.
إن الهُــوِيَّة الإيمَــانية قوة لنا في مواجهة أعدائنا، هي سلاح قوي لا يمكن للأعداء هزيمته، الهُــوِيَّة الإيمَــانية تحافظ علينا وعلى أبنائنا وعلى الأجيال من بعدنا من أي انحراف وضلال.
إن الهُــوِيَّة الإيمَــانية نعمة من الله لمَن يعي هذه النعمة، لا بدّ أن نحافظ عليها ونعمل دائماً على تنميتها والتزود من كُـلّ الهدى الذي يزيد من تمسكنا بهذه الهُــوِيَّة الإيمَــانية.
التعليقات مغلقة.