من رحلةٍ ترفيهية إلى رحلة الموت الأخيرة.. مجزرة حافلة طلاب ضحيان…
بقلم/ شمسان أبو غيدنة
في مثل هذه الأيامِ من العام 1439هـ حلت كارثة كبيرة أدخلت الحزن إلى مئات المنازل في صعدة، إنها مجزرة حافلة طلاب ضحيان فقد كان يوماً لا تُمحى تفاصيله من ذهن كُـلّ طفل يمني، إذ من رحلة صيفية ترفيهية لطلاب حافلة ضحيان ما كانوا يَظنونها رحلةَ الموت الأخيرة.
كانت الرحلة في ذروة متعتها ووجوه الأطفال براقة بالسعادة وتتلألأ فرحة في تلك الحافلة؛ لأَنَّهم خرجوا إلى رحلة صيفية، فكانت غارة أمريكية سعوديّة إماراتية مرصودة وجريمة مقصودة لقتل أطفال ضحيان حولت فرحة الرحلة الترفيهية إلى فرحة محروقة وقلوب مجروحة!
في يومٍ دموي لا تنساه الطفولة اليمنية عبر التاريخ، حَيثُ أطفال تقطعت أوصالهم إلى أشلاء وسُحقوا دون ذنب، وهذا عار في جبين دعاة الإنسانية المتشدقين بحقوق الإنسان والطفل.
في الذكرى الخامسة للفاجعة الأليمة للسنة الهجرية لجريمة مجزرة حافلة طلاب ضحيان الذي استهدفها العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي مُدعياً أنها حافلة تحمل خبراء عسكريين!، راح ضحيتها 130 ما بين شهيد وجريح من الأطفال في مشاهد دامية.
أين العدالة في هذا العالم تجاه أطفال تقطعت أجسادهم وتوزعت في أطراف سوق شعبي لم يستطع الأب الحصول أَو أن يجمع بقية أشلاء طفله.حقوق الطفل والإنسان لم تكن في قاموس النظام السعوديّ منذ تأسيسه، بل حقوق الأطفال وحقوق الإنسان لدى النظام السعوديّ هو ارتكاب الجرائم وأبشعها مجزرة طلاب ضحيان وسط مدينة ضحيان في محافظة صعدة والتي راح ضحيتها 130 ما بين شهيد وجريح من الأطفال الملتحقين بالمدارس الصيفية..!
هَـا هو القانون الدولي الذي استباح دماء الشعب اليمني، وشرعن دول العدوان علينا وبرّر لإبادتَنا وإبادة الأطفال دون استثناء أَو مراعاة لحقوق الإنسان، نعم إنه قانون المجتمعُ الدولي الذي لا عينَ له ليرى جراحنا الدامية وأشلاء أطفالنا الممزقة، وهدفه إبادتنا من الوجود؛ لأَنَّه لا يريد أحراراً في هذهِ الدنيا، وكلما حاول النظر يعميه الدولار والدرهم، ويسكره الذهب الأسود.
أمريكا هي المورد العسكري الأول للسعوديّة منذ تأسيس مملكة الشر، وتحاول غسل يدها من مجزرة ضحيان ولكن آثار قنابلها ظهرت بصماتها على وجوه أطفال حافلة طلاب ضحيان بتفاصيلها الكاملة.
فالحافلة الطلابية بضحيان لم تكن حافلة باليستية كما يزعم العدوان! فقد ترصّدتهم طائرات العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وهم يتفيؤون رحلة ترفيهية صيفية فانقضت عليهم بغارة جوية حولتهم إلى جثث وأشلاء في استهدافٍ همجي وصفه المتحدث العسكري للنظام السعوديّ هدفاً عسكريًّا مشروعاً مُدعياً استهداف خبراء عسكريين..!!
هكذا تبدو هندسة التاريخ الأسود للنظام السعوديّ وأَسَاسه القائم على جرائم ومجازر ودماء أطفال اليمن وشعبه، ووفقاً للقوانين الإنسانية للأمم المتحدة وتناسباً مع الأعراف الدولية أصبح ملف مجزرة حافلة طلاب ضحيان مِلَفًّا مسكوتًا عنه..!
حقوق الطفل والإنسان لم تكن في قاموس النظام السعوديّ منذ تأسيسه.. فقد أعطت الأمم المتحدة للعدو السعوديّ قانون الحصانة ليرتكب في ظله الجرائم الإبادية بحق الطفولة في اليمن.
ونحن اليوم في الذكرى السنوية الخامسة المؤلمة، جريمة استهداف العدوان حافلة أطفال ضحيان كواحدة من أكبر الجرائم التي ارتكبت ضد الطفولة والإنسانية، والشعب اليمني منذ 3000 يوم من الجرائم العدوانية.
لم تقتصر جريمة مجزرة حافلة طلاب ضحيان في قتل الأطفال، بل امتدت لتصل إلى تدمير نفوس وأحلام الأطفال الأبرياء وخلفت المجزرة آثارًا على الأطفال وآبائهم، والمواطنين، وخلقت مأساة طفولية هي الأكبر في العالم.
لن ننسى ذلك اليوم الدموي، بل ستبقى مفهرسة في ذاكرة لا تسقط بالتقادم، ولا يمكن عقد سلام معهم فلا بدَّ من القصاص، نعم القصاص من قتلة أطفال ضحيان وجميع أطفال اليمن.
التعليقات مغلقة.