عالمية المسيرة القرآنية
محمد أبونايف
تناول خطاب الذكرى العشرون لاستشهاد الشهيد القائد المؤسس السيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه الذي ألقاه اليوم السيد القائد علم الهدى وارث علم النبيين حسين زماننا الهادي الى الحق والمنصور بالله المؤيد بالآيات الواضحات سماحة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله عالمية الثورة على النظام العالمي الجديد الذي صنعه الصهاينة اليهود لحكم العالم وعالمية المسيرة القرآنية التي من وحي القرآن قدم شهيدنا القائد رضوان الله عليه مشروعها مصداقاً لوعد الله الصادق في كتابه العزيز .
خطاب السيد القائد اليوم سيخلده الصهاينة اليهود وشعوب العالم في المستقبل أكثر من العرب والمسلمين أنفسهم لأنه يأتي بعد عشرين عاماً من ثورة أطلقها الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه حين أعلن شعار البراءة من المجرمين وحدد الأهداف والغايات ولخص في كلمات قصار القضية والرسالة التي كان يجب أن تصل ووصلت.. واني والله أرى فيه بلاغٌ للناس أجمعين عسى أن يهتدوا بهدى الله ونعيد للاسلام وهجه البهي بدولة الاسلام المحمدي .
جاءت ذكرى استشهاد علم الهدى حسين زماننا اليوم بعد عشرين عاماً في مرحلة خطيرة وحساسة يشهد فيها العالم المتغيرات الكبرى التي تقودنا الى تحولات في اليمن والمنطقة والعالم لتعزز قناعتنا بصوابية الخيارات وسلامة القرارات التي أصدرها الشهيد القائد ورجال الله الصادقون معه الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً..
ان الرؤية القرآنية التي جاءنا بها الشهيد القائد لحقيقة الصراع وطبيعة المعركة التي يخوضها الانسان في هذا الزمان وكل زمان ومكان أنقذتنا من التيه الذي كنا قد ضعنا فيه بسبب الهجمة الصهيونية اليهودية التي استطاع بها اليهود خداع العالم كله للسيطرة عليه واضعاف كل الشعوب والأمم لتسود نخبة المجرمين التاريخيين العالم تحت عناوين النظام العالمي الجديد وقيم الديموقراطية وفلسفة الحقوق والحريات وعصبة الأمم والنظام المالي العالمي والحكومة العالمية ومنظمة التجارة العالمية والقانون الدولي ومجلس الأمن الدولي والمؤامرات الدولية التي قسمت المقسم وجزأت المجزأ وصنعت الفتن لتنتشر الحروب والأزمات في كل مكان وتشكل نظام عالمي جديد كما أراد حكماء بني صهيون قبل مائة وستون عام.
تداعى الأشرار عبيد الشيطان الرجيم ( أمريكا واسرائيل وبريطانيا علينا ) من كل حدب وصوب لقتال من دعا الى البراءة من الكفار والمنافقين ولعن اليهود وثار على النظام العالمي الجديد الذي اصطنعه اليهود لأنفسهم وعمموا قيمه على حلفائهم من أنصار التيارات المتطرفة كالصهيونية المسيحية والنافذون في دول الغرب وأوروبا للسيطرة على العالم والتحكم بالشعوب ومقدراتها ونهب ثرواتها بشكل جديد من أشكال الغزو والاحتلال والاستعمار عبر الوكلاء ( حكومات موالية للصهيونية العالمية بقيادة أمريكا واسرائيل ) وهذا فعلاً هو ما حدث وما خروج الشهيد القائد على هذا النظام العالمي ورفعه شعار الحق الذي زلزل أمريكا والصهاينة اليهود فأرسلوا كلابهم وجيوش المنافقين لقتال من أحيا فينا ثقافة القرآن وروح الاسلام المحمدي الأصيل وحرر عقولنا وأرواحنا والارادة فاستطاع اليمنيون الانطلاق في المسار الثوري وقيادة التحول بثورة شعبية بعد سنوات قليلة من انطلاق ثورة الحسين في ٢٠٠٢م.
استطاع الأمريكيون والصهاينة اغتيال سيدنا وقائدنا وشهيدنا العزيز الذي جعل من نفسه مشعلاً يضيء لنا الدروب ويحيي في الأمة ثقافة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله فصار اليمانيون أمةً لا تقهر بفضل الله وتضحيات الشهداء السعداء سادة كل هذا الوجود … استطاع الأمريكيون اغتيال وقتل قادتنا ولكنهم لم يستطيعوا اغتيال وقتل الفكرة والرؤية القرآنية والمشروع القرآني والمسيرة القرآنية في نمو وازدهار ولا تراجع ولا ضعف ولا وهن .. حتى وان اجتمع علينا كل العالم لقتالنا، فعدونا الأمريكي واليهودي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة.. يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنين..
المسيرة القرآنية والسيد القائد والذين معه هم وعد الله الذي جاء في القرآن الكريم، هم وعد الله الصادق باذنه تعالى… والعاقبة للمتقين.. ولهذا فقد ختم سيدنا وقائدنا وعلم الهدى المفدى خطابه الثوري مجدداً الوعد والعهد بمواصلة الحراك الثوري الذي بدأه الشهيد القائد رضوان الله عليه، والالتزام الثقافة القرآنية منهجاً وأسلوب حياة، مع زيادة في الوعي والبصيرة انطلاقاً من معرفة حقيقة بالصراع وطبيعة المعركة التي يخوضها المجتمع اليمني والأمة الاسلامية. فالمشروع القرآني والمسيرة القرآنية يشكلان مجتمع المقاومة في إطار محور المقاومة الذي هو اليوم قلب الأمة الاسلامية وضميرها الحي.
لقد أحيا فينا خطاب سيدنا القائد في ذكرى استشهاد القائد المؤسس المسؤولية الخاصة والعامة لمواجهة التحديات والمخاطر التي نعيشها في الواقع، مذكراً بأهمية الوعي والبصيرة، وضرورة اتخاذ المواقف الصائبة، والتحصين والوقاية من الشيطان ومنزلقاته الخطيرة، ودعى الى بناء القدرات وفق رؤية سليمة للنهوض بالأمة وضمان اقتدارها لمواجهة التحديات. فاقتدار الأمة وحضورها القوي في الميادين، يكون بوحدة موقف وكلمة الأمة، وتكامل جهود أبنائها وتحصينها وتدفع الأمة عنها الأخطار بالوقاية من الاختراق والثقافة المغلوطة والعودة الى القرآن هي الخيار الصائب.
دعى سيدنا القائد الى مواصلة ثورة الشهيد القائد؛ وأكد أن الشعب اليمني وشعوب الأمة العربية والاسلامية في حاجة ماسة لاستلهام الدروس والعبر من المسيرة القرآنية في اليمن وأننا لازلنا في مرحلة ثورة العقول ورفع مستوى الوعي والبصيرة بالمشروع القرآني وعالمية المسيرة وحيوية هذا المشروع الالهي العظيم الذي يجب أن يتحرك الشعب كله فيه وبقوة..
في المواجهة الشاملة يكون للشعب اليمني دور يعبر عن هويته الايمانية وثقافته القرآنية ويتكامل مع كل الاحرار من ابناء الامة، وما عنوان فلسطين المحتلة والتأكيد على أهمية تحريرها والمقدسات الاسلامية من اصنام الكعبة ولصوص الهيكل الا بعض من نفحات حسين زماننا الشهيد القائد والتزامنا الجماعي تجاه القضية المركزية للأمة الاسلامية وهو في نفس الوقت عنوان وحدة الشعوب والأمة الاسلامية وأكثر ما يقهر اليهود ويكشف وهنهم وضعفهم مصداقاً لحقيقة مؤكدة وسنة من سنن الله تعالى وهي ( ما ان يظهر الحق يزهق الباطل )
الحياة كلها مواقف ، والخيارات والمواقف الواجب عليها والمفروض الالتزام بها لا تحيد عن خيار المواجهة وخوض الصراع بالثقة والاعتماد على الله، وولاية الله ورسوله واوليائه ومحاربة الشيطان واليهود واوليائهم والمنافقين يجعل الله النصر حليفنا.
القرار اتخذناه عام ٢٠٠٢ بولاية الله ورسوله والامام علي واعلام الهدى وسلمنا للسيد العلم الشهيد القائد ومن بعده اعلم الهدى السيد القائد منذ الذكرى الاليمة لاستشهاد الحسين عليه السلام الى يومنا هذا ولا نزال على العهد والوعد منا من قضى ومنا من ينتظر وما بدلنا تبديلاً
بالنسبة للثورة المباركة والمسيرة القرآنية هي رسالة الهية يبلغها أنصاره للعالم ويقفون مواقف الحق والعدل ويواجهون طواغيت العالم من اجل احياء هذا الحق واقامة العدل ونصرة المظلومين
هل هذا الكلام جديد عليكم لتتفاجؤوا من مواقف اليمن المبدئية التي كانت ولاتزال هي والله مواقف الانبياء والرسل والاعلام من آل بيت النبوة لو تفكر ذو العقول
الشهيد القائد قتل أمريكا الشيطان الأكبر يوم صرخ بشعار الحق حين اعلان البراءة من أعداء الله وقالها صرخة مدوية وردد بعده المكبرين الهتاف ثلاثاً ملخصاً ما يحدث اليوم من اهانة واذلال وتنكيل وهزيمة يعيشها الجيش الأمريكي الذي طالما قتل النفس المحرمة وانتهك الحرمات ودمر المقدسات وتجبر وتكبر وظلم وقهر شعوب العالم من أدناه الى أقصاه ، أمريكا اليوم تعيش حالة الذلة والمسكنة التي عاشها اليهود قروناً من الزمان بسبب انتهاجهم تقس نهج اليهود … أمريكا اليوم تؤكد ما قاله الشهيد القائد قبل اثنين وعشرين عاماً أنها قشة وليست أكبر من الله ولا عندها ما كانت تدعي من قدرات تفوق قدرة الله عليها ،،،، وأما تحرير فلسطين كلها باذن الله فقد بدأ فعلياً والأقصى يعرف من هم الوعد الصادق الذي جاء في سورة الإسراء والآيات والشواهد تملأ الآفاق
وأما القرار اتخذناه عام ٢٠٠٢ لتحرير فلسطين المحتلة من اليهود وقتل أمريكا واسرائيل ولعنهم مصدقين وموقتين بالوعد الالهي أن النصر للاسلام فقد قطعنا فيه شوطاً كبيراً وأعددنا بفضل الله تعالى الكثير لانجاز هذه المهمة ولم يتبقى سوا تهيئة الجميع ( كل العالم ) لتقبل النصر الالهي الموعود والفتح المبين الذي هو اليوم عنوان معركتنا بعد دحر الصهاينة العرب بنو سعود وبنو نهيان كما فعل رسول الله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم مع بني قريضه وبني النظير
للجامعة العبرانية ومجلس أمن اسرائيل وهيئة الأمم المتحدة علينا نقول لكم اخسئوا بما عملتم فوالله اننا لا نقيم لكم مجتمعين أي وزن في هذه الدنيا والقرار اتخذ والقدس موعدنا لو غاب من غاب وجاري تنفيذ المهمة بعون الله
وفي الختام أكد السيد القائد على وعد الله الذي يأتِ بقومٍ يحبهم ويحبونه يقاتلون في سبيل الله الذين كفروا وينتصرون عليهم ويكون على أيديهم خلاص الشعوب والأمم.. داعياً أنصار الله وأوليائه أن يكون اليمانيون هم القوم الذي وعد الله أن يأت بهم في آخر الزمان لما قد انطبق عليهم من آيات الله في القرآن الكريم خصوصاً في هذه الحرب العالمية والحصار الذي يحاصروننا لإخضاعنا وقتلنا وتبديل مواقفنا من اليهود. وقد أكد عليه السلام أن المسار اليوم مسار تصاعدي ولو كره المنافقون لأننا نعتمد على الله والتأييد الالهي والحق والحقائق الواضحة فما ان يظهر الحق يزهق الباطل. ودعانا سيدنا القائد الى تحمل المسؤولية ، وزيادة الوعي والبصيرة في معركة الوعي ، والجهاد في سبيل لله بصدق واخلاص وثبات وصمود ليكون الله معنا هادياً ونصيراً..
التعليقات مغلقة.