(معلقة يمانية على باب المندب)
الشاعر / عبدالسلام المتميز
ألَا هُبّي بحِلفكِ قاتِلينا
وهاتِي من بوارجكِ المِئِينا
فإنّا قد قطعنا العمرَ شوقاً
لكي نلقاكمُ مُتقابلينا
وهاتوا (الإنجليز) ومن أردتم
ليَصدُقَ وعدُ رب العالمينا
لتُسقَوا بالجماعة لا الفُرادى
نكالاً لذةً للشاربينا
ويا عربَ الخنوعِ قفوا بجنبٍ
نُريكم كيف بأس المؤمنينا
دعونا نلقَ أمريكا عياناً
قتالاً نصطليه ويصطلينا
دعونا في تهوّرنا، وحيدوا
حيادًا، واتركونا مُفردينا
دعوا (ما لونُها) فلسوف نُذكي
لظىً صَفرَا تسرُّ الناظرينا
فإنْ يكُ ذا جنوناً فاتركونا
نُعلّمُ عصرَنا الطاغي الجنونا
فلسنا مَن إذا ضُرِبوا أتاحوا
حلولَ السلم للمتفاوضينا
ولكنْ نُشعلُ الأرجاءَ ناراً
ونقطع مِن أعادينا الوَتينا
فإنْ يتورط الأمريكُ يوماً
ستلعنُ ذلك اليومَ اللعينا
(فمقبرة الغزاة) هنا، وبحري
(فمقبرةُ البوارج) إنْ غُزِينا
سمعنا غزةَ الثكلى تنادي
بملءِ الصوتِ (يا للمسلمينا)
فلسنا مثل مَن نصروكِ قولاً
بجعجعةٍ ولا نلقى طحينا
ومَن ملأوا منابرَهم صراخاً
ودمعاً بِاسمِ نصرتِها سَخِينا
وحينَ الجدِّ قد لاذوا بصمتٍ
ويومَ الروع ولَّوا مُدبرينا
ونَعلم أنّ ربَ الكون أقوى
من الأمريك والمتأمركينا
وأنّهمُ وإنْ عظُمَت قواهم
بميزانِ الإله سيُهزمونا
وكم فرعون لم يُهلكْه ربي
بقومٍ مثلِه مستكبرينا
بل الجبار يهلكهم بنصرٍ
يمُنُّ به على المستضعفينا
ومِن تابوتِ (تسع سنينَ) حرباً
أتى (موسى) برغم الذابحينا
و(صرخته) عصاه، وسوف تمضي
لتلتقفَ البوارجَ والسفينا
فداؤك (يأبا جبريلَ) نفسي
بكَ الكرار حقاً عاد فينا
ألم يبرز بك الإيمان كُلّاً
لكل الكفر والمتحزبينا
ويايمنَ الإباءِ فدتك نفسي
وأنت تؤدب المتجبرينا
وتمتشق الجهاد بلا ارتيابٍ
فلم تلِنِ العزومُ ولن تلينا
رديفٌ للقيادة في اتخاذ ال
مواقف لا تهاب الكافرينا
تكاد تسابق الصاروخ نحو (ال
كيان) لتُنجدَ المستصرخينا
مسيرتك استوَت عشرينَ عاماً
فكيف إذا بلغتَ الأربعينا
فإنك (يوسف الصدّيق) ترقى
برغم الإخوةِ المتآمرينا
فكم كفكفتَ للضُعفا دموعاً
وكم أبكيتَ للأعدا عيونا
تُبلسِمُ جرحَ (أقصانا) حناناً
وتقضي ثأرَ (مكة والحجونا)
فغيرّتَ المعادلةَ التي لم
تغيّرها قوى الدنيا سنينا
وغزةُ سامها الأعدا حصاراً
فأضحَوا في المضيق محاصَرينا
بغزةَ (طفلةٌ) بركام بيتٍ
بجسمٍ صار في شِبرٍ سجينا
وتجثمُ فوقها الأنقاضُ حِملاً
ثقيلاً كاد يخنقها أنينا
وتبحث فيه عن نفَسٍ وماءِ
وقد عجزَت أيادي المُسعفينا
ولم يكُ نِصفُها المدفونُ منها
سوى في صمتِ أمّتنا دفينا
تَمدُّ الصوتَ مُرتعشاً ضعيفاً
يضجُّ الكونُ من صدىً حزينا
وترفع كفَّها المكسورَ حتى
تَمُدَّ إليه أمتُنا اليمينا
فديتُكِ يابْنَتي لا ترفعيها
لأعرابِ الخَنا المتصهينينا
فلم تقصفكمُ (صهيونُ) إلا
بنفطِ سمُوّهم لو تعلمينا
دعي طُهرَ الدماءِ عليك يبقى
بعيداً عن نجاستهم مَصُونا
فليس بأمّتي لكِ كأس ماءٍ
وإنْ غصَّت بخمر الأندرينا
لقد باعوا (فلسطيناً) بفلسٍ
ولم يُبقُوا لهذا الفلسِ طينا
إذا بلغ الفطامَ لنا رضيعٌ
نُعلّمُه التحلّلُ والمُجونا
وإن جلب الفسادَ لنا أميرٌ
له نُمسَخْ قروداً خاسئينا
فرقَّصَ (موسمُ الترفيه) نجداً
ودنَّسَ عهرُه (البيتَ الأمينا)
غدَا فيها (الكِرسمِسُ) فرضَ عينٍ
ومُفتي القصر يُحيي (الهالَوينا)
وفينا خادم الحرمين أضحى
بأقصى الجهد يخدمُ (بِنْيامينا)
ألَا لُعِنَ الذي لا زال يهذي
يُمجّد بيننا الغربَ اللعينا
(ديمقراطيةٌ) سَلَّت علينا
مَمالِكَ مِن جماجمنا بُنِينا
(وليبراليّةٌ) ضاقت علينا
بحق العيش بين العالمينا
تقِي حريةَ الباغي علينا
وتقتلنا، فمن منها يقينا؟
(سبيلُ الله) عنوانٌ عظيم
به -لاغيرَ- نغدو غالبينا
جهاداً في سبيل الله يحوي ال
جميعَ ويجمع المُتفرقينا
وإلَّا تفعلوه يكن فسادٌ
كبيرٌ يفتِن المُتردّدينا
ألَمْ يقلِ المهيمنُ (قاتلوهم
يعذبْهم بأيديكم) يقينا
ويُخزِهِمُ وينصركم عليهم
ويشفِ صدورَ قوم مؤمنينا
أمَ انا لن نطيق؟ فكم قليلٍ
أباةٍ يغلبون الأكثرينا
فياعلماءَ أمتنا (أعدّوا)
بنور الوعي جنداً مخلصينا
فإنْ كالأنبِيَا نصدع بحقٍ
نكن للأنبياءِ الوارثينا
وإنْ نصمُت عن الإجرامِ نُصبح
بقتلِ الأنبياءِ مُشاركينا
وإنْ لم نتَّقِ المولى جهاداً
نَجِد (نون الوقاية) لا تقينا
ومَن لا زال في الإعرابِ منا
ضميراً غائباً عمّا بُلِينا
ومَن لِلآنَ ليسَ يَعُدُّ آياتِ
(انفروا) أو (فاثبتوا) أمراً مُبِينا
يكن بجواب (إلّا تنفروا) في:
يعذبْكم ويأتِ بآخرينا
يرى البدويُّ (فعلَ الأمر) أمراً
وصاحبنا يُقلّبها ظنونا
يقول: (اللفظ محتملٌ فأضحى
خفياً في الدلالة ما أُبِينا)
فَجُلُّ الآيِ صِرنَ بفَهمِ هذا
لِ(ظَنّيِّ الدلالةِ) ينتمينا
يخالفُ ثُلْثَيِ القرآنِ عمداً
ويرجو زلفةَ المستنبطينا
كأنَّا بالتوحدِ ما أُمِرنا
وعن ذنب التفرق ما نُهِينا
فإنّ الكاتمين الحقَ باؤوا
بلعنتِه ولَعنِ اللاعنينا
ألَمْ ترَ مَن أتَوا لنبيهم أَنْ:
لنا ابعَثْ قائداً يحمي العرينا
وطالوتُ اصطُفِيْ (علماً وجسماً)
ليجعلَ بالجهاد العلمَ دِينا
فَ(بَسطةُ علمِهِ) قادَته حتماً
لِ(بَسطةِ سيفِهِ) في الضاربينا
وحينَ اختار (طالوتاً) تولّوا
وكانوا يُرعِدون ويُبرِقونا
ولوخرجوا لزادوكم خَبَالاً
فَدَعهم يقعدوا في الخالفينا
أليسَ بقتلِ جالوتٍ حَبَا ربُنا
داوودَ علماً مستبينا
ولِامْرأتَينِ موسى جاء يسقي
وكان مُطارَداً مُضنىً حزينا
جزاه إلهُه علماً وحكماً
كذلك قال (نجزي المحسنينا)
فأين الوارثون لدَورِ موسى
وأين المُنجدون الصادقونا
هنا علماؤنا الأحرار جاؤوا
على إِرث النبوة مُلتقينا
وللقرآن صارت بعدَ تيهٍ
تفيءُ خُطى الكرامِ الثائرينا
سنمضي في (سبيل الله) صفاً
نجاهد أكتعين وأبتعينا
ولم نخرج رئاءَ الناس يوماً
سواءٌ إنْ مُدحنا أو هُجينا
سنحذف روحَ مَن بالكيد يسعى
ليحذفَ من حروف القدسِ سينا
فمهما أرجف الإعلام زيفاً
وأزعجَنَا (ذبابكمُ) طنينا
ومهما أبرمَ الطاغون مكراً
فإنّ الله خير الماكرينا
كما آوى وأيَّدَنا بنصرٍ
سيأتي بالملائكِ مُردِفينا
وإنْ شاءَ الإلهُ هلاكَ قومٍ
فسُنّتُهُ (أمَرنا المُترفينا)
إذِ الشيطانُ قال لهم تعالوا
فما مِن غالبٍ لكمُ يقينا
وحينَ تراءَتِ الفِئتان ولَّى
على عقبيهِ مذعوراً مَهينا
يقول أنا بريءٌ منكمُ إذ
أرى مالا ترون وتسمعونا
سنشرب في الحروب النصرَ صَفواً
ويشرب خصمُنا كدراً وطينا
بهذا الغيظِ لوشربَت دماكم
بنادقُنا العِطاشُ لَمَا رَوِينا
فسَلْ عنا (أرَمْكو) أو (نيُوماً)
وسَلْ في باب مندبنا (ميُونا)
فلم نكتب عليها للغزاةِ
ادخلوها في سلامٍ آمنينا
غداً سيضُمُّ (غزةَ) حضنُ (صنعا)
ويلثُمُ (بابُ مَندبَ) (طورَ سِينا)
غداً في (المسجد الأقصى) سيعلو
رجالٌ (بالشعار) مُكبّرونا
غداً (أمريكُ) مع (صهيونَ) كَرهاً
تقول لنا (أتينا طائعينا)
وسوف يُريكمُ الجبارُ بأساً
تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
التعليقات مغلقة.