رمضان 1445ه.. استعدادات خجولة لاستقباله في بيوت اليمنيين
خلال الساعات القادمة يحل على اليمن وبلدان الأمة العربية والإسلامية شهر رمضان المبارك، وهو العام العاشر الذي يتزامن فيه قدوم هذا الضيف الكريم مع جحيم وآثار العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الغاشم، قبل أن يُضاف إليه منذ أسابيع عدوان أمريكي بريطاني جديد على بلاد الحكمة والإيمان.
وهذه الممارسات العدوانية على اليمن كانت وما زالت تنطوي على تداعيات كارثية أثرت بشكل كبير ومباشر على حياة الناس وعلى مستوى الوضع الإنساني والمعيشي وألقت بظلالها السلبية على مظاهر استقبال الشهر الكريم ومستوى الاستعداد لهذه المناسبة بالنسبة للأسر اليمنية التي بات استعدادها للشهر الكريم مقتصرا على اقتناء القليل والممكن من الاحتياجات الأساسية بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة الناجمة عن العدوان والحصار وفي مقدمتها بطبيعة الحال انقطاع المرتبات التي تسبب بها العدوان وما ترتب عليها من معاناة كبيرة لملايين المواطنين.
وتؤكد ربات البيوت أن الاستعداد لشهر رمضان في ظل الظروف الاقتصادية الحالية تحت تأثيرات العدوان والحصار بات شبه منعدم تقريبا وخصوصا على صعيد اقتناء متطلبات الشهر الفضيل من المواد الغذائية.. وتقول أم عمار وهي ربة منزل من سكان العاصمة صنعاء : لم يكن هناك مجال إطلاقا لشراء الكماليات التي كانت ترتبط بشهر رمضان المبارك، وتضيف في حديثها لـ”الاسرة” : اقتصرت الاستعدادات الرمضانية لهذا العام -كما هو الحال خلال السنوات الماضية وخاصة منذ نقل البنك المركزي بقرار من تحالف العدوان وانقطاع المرتبات- على شراء المستلزمات الضرورية كالقمح والسكر وغير ذلك من الأساسيات الضرورية، لأن الوضع المادي المتردي للأسر اليمنية وارتفاع الأسعار الجنوني أجبر ربات البيوت على الحد من الشراء والتسوق والتطلع إلى اقتناء الكماليات التي كانت سائدة في الماضي.
من ناحيتها توضح جميلة العامري انه ورغم غلاء الأسعار وارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء العدوان والحصار إلا أن اليمنيين بصورة عامة يحاولون عيش حياتهم الطبيعية، مشيرة الى ان التداعيات الكارثية للحصار الجائر أجبرت الناس على التخلي عن الكثير من العادات والتقاليد الخاصة باستقبال الشهر الفضيل .
وتضيف العامري وهي معلمة في احدى المدارس الأهلية : كان الناس في مثل هذا التوقيت من كل عام يعدون العدة في إيجاد التموينات الغذائية لكن العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الغاشم وكذلك الهجمة الأمريكية البريطانية مؤخرا على اليمن كان لها الأثر الكبير في القضاء على هذه الاستعدادات وجعلها في أدنى مستوياتها.
وكانت ربات الأسر اليمنية يتسابقن في مثل هذه الأيام وبالتحديد في الأسبوع الأخير من شهر شعبان لشراء المقتنيات الغذائية الخاصة بالأكلات والأطعمة المرتبطة بالشهر الكريم لكن الوضع الاقتصادي الذي نجم عن العدوان والحصار جعل ذلك من الماضي ومن الأشياء التي صارت مستحيلة لمعظم الأسر والعائلات اليمنية، وتقول زهراء أحمد وهي ربة بيت وأم لسبعة أطفال بأن العدوان والحصار المتواصل منذ عشر سنوات جعل الأسر اليمنية عاجزة حتى عن اقتناء المستلزمات الغذائية الضرورية حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير ناهيك عن شراء أي كماليات كانت تقوم بشرائها خلال شهر رمضان في السابق .
وعلى الرغم من هذه الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها البلد منذ سنوات إلاّ أن الناس يحاولون التأقلم مع هذا الواقع ومواجهة تداعياته وتقول الدكتورة – ليلى المسعودي – وهي باحثة اجتماعية: أن اليمنيين رجالا ونساء وكبارا وصغارا أثبتوا قدرتهم على مواجهة كل التحديات والمصأعب الناجمة عن العدوان والحصار طوال السنوات الماضية وقادرون على الصمود والتغلب على كافة ألوان المعاناة، ولن تستطيع أي قوة أن تهزم الإرادة الصلبة لشعب عريق اثبت مناعته ضد المحن، ولن يكون رمضان القادم غير محطة جديدة للصمود والتزود بمزيد من القيم والمبادئ الدينية والوطنية والإنسانية.
التعليقات مغلقة.