وسائل التغيير بأيديكم وتتهيأ أشياء عجيبة يمكن استغلالها
إذا تأمل الإنسان فعلاً أكثر ما يعاني الناس من الأشياء، سواء كان سببها من عندهم تلقائياً، أو هم مشاركين في السبب، وأن وسائل أن يخرجوا من هذه الوضعية هي بأيديهم، وسائل بأيدي الناس، ويتهيأ في كل زمان أشياء عجيبة، يستطيع الناس أن يستغلوها بشكل كبير.
لاحظ إذا واحد نظر، إذا نظرنا لأنفسنا فيما بيننا أشياء كثيرة هي في متناولنا، نستطيع أن يكون تعاملنا مع بعضنا تعامل حسن. أليس هذا ممكن؟ خاصة إذا رجع الناس إلى القرآن، لو رجعوا إلى القرآن، وآمنوا بالقرآن، وخافوا من الله، من عذاب الله، من جهنم، وعملوا على أن يلتزموا بتوجيهات القرآن، وإرشاداته، فبالإمكان أن يتعاملوا فيما بينهم تعامل حسن، ما أحد سيقول لك: لماذا؟.
عندما يعفو بعضنا عن بعض، عندما نكظم غيظنا مع بعضنا بعض، عندما نلتزم بالصدق فيما بيننا، عندما نلتزم بالعدل فيما بيننا، إذا حصل من شخص خلاف مع شخص؛… يكون مستعد أي واحد منهم أن ينصف الآخر من نفسه، أو أن يحلـُّوا قضيتهم بسهوله، لا تتطور فتصبح قضية تؤدي إلى خلق عداوة، وبغضاء فيما بينهم، ثم فيما بين أسرهم، ثم على أوسع دائرة داخل مجتمعهم.
الناس يستطيعون أن يكونوا أوفياء مع بعضهم بعض، يبذلوا معروفهم لبعضهم بعض، لا أحد يجرح مشاعر الآخر بكلمة سيئة، أو يدخل في باطل فيعين طرف على طرف آخر لكونه يكره الطرف هذا الآخر، فيدخل في باطل، فيعين ظالم على ظلمه.
أشياء كثيرة في متناولنا أن نعملها هي نفسها تهيئ النفوس إلى أن تكون متآلفة، تهيئ المجتمع إلى أن يكون متوحداً. الوعي لفهم الدين، فهم الأمور أيضاً في متناولنا، لكن أحياناً لا يكون في متناولنا نحن أن نصنعه بالنسبة لعامة الناس، لكن إذا اتفقنا على أعمال معينة هي التي ستبني، ستصحح الوعي في ذهنية المجتمع، تجعله يفهم الأمور فهماً صحيحاً، وفق هداية الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، مثل مدارس علمية، مرشدين، عمل لدين الله؛ لأنه حتى صلاح نفوسنا، وزكاء نفوسنا، وأن نكون واعين، وفاهمين، ولدينا قدرة على أن نفهم الأمور كما هي عليه هو مرتبط بالدين أيضاً، مرتبط بالدين؛ لأن من مهام الدين هو أن يزكي النفوس، ويجعلها نفوساً زاكية، وأرواحاً سامية، طاهرة، ويخلق معرفة، ووعياً، وفهماً بالأمور كلها.
ما يستطيع الناس من تلقاء أنفسهم هكذا، لا يستطيعون من تلقاء أنفسهم أن يحصل لديهم الوعي الكافي، الفهم الكافي الصحيح للأمور كيف تتغير من الأسوأ إلى الأفضل، وكيف تكون عواقب هذه الأعمال، أو هذه المواقف التي هم عليها، كيف يكون عواقبها، لا يأتي إلا عن طريق التعاون مع الأعمال الإسلامية، مدارس، مرشدين، علماء، معلمين، وهم ينتشرون في المجتمع فيفهِّموا الناس بدين الله، ومتى ما فهمنا دين الله سنكون واعين حقاً، سنكون فاهمين، سنكون ملتزمين، سنكون صادقين مع بعضنا بعض على أعلى مستوى، ونقف مع بعضنا بعض في كل مواقفنا.
في الحالة هذه ما يستطيع أحد يقهرنا فعلاً، متى ما وصل الناس إلى الحالة هذه عندهم فهم ووعي، عندهم وحدة كلمة، عندهم تعاون، إخلاص لله، خوف من الله، توجه إلى الله، ما يستطيع أحد يقهرهم، ولا يستطيع أحد يضللهم أبداً.
بل الحكومات في هذا الزمن، لاحظوا مع أنه من الأشياء العجيبة – كما قلنا أكثر من مرة – بأنه يتهيأ من قبل الله وضعيات أخرى، الحكومات في هذا الزمن – حتى الحكومات التي هي ديمقراطية – هي نفسها من النوع الذي هو قابل أن يتكيف مع أي مجتمع يفرض نفسه عليها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
وسارعوا الى مغفرة من ربكم
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
اليمن-صعدة
التعليقات مغلقة.