من مذكرات شهيد
للشاعر: ضيف الله الدريب
——————
لماذا لم تعدْ نفسي
تجافيني ؟
لأني صرْتُ أَعْرِفُها
وتَعْرِفُني
وَتَعْرِفُ أنَّ هَدْيَ اللهِ
يجري في شراييني.
لأني بِعْتُها للهِ
فانقادتْ
فما يُرْضِيهِ يُرْضِيني.
فصارتْ
كلما أمعنْتُ في البلوى
تواسيني.
أنا رَبَّيْتُها – دَوْمًا –
على الإحسانِ والتقوى
فصارتْ
في دروبِ العَزْمِ
أَقْوَى مَنْ يُرَبِّيني.
تُوَالَي مَنْ يُوَاليني.
تُعَادِي مَنْ يُعَادِيني.
تُرَدِّدُ صَرْخَتي قَبْلِي
فَأَسْمَعُهَا بِأَعْمَاقِي
كَأَصْوَاتِ البَراكِينِ.
فَأُطْلِقُ صَرْخَتي موتًا
لأمريكا وإسرائيلَ
هم أشقى الملاعينِ.
***
إذا أَقْدَمْتُ في زَحْفِي
على الأَعْدَا
تُهَنِّيني.
إذا ازدادَ الظما…
بالصبرِ والتسليمِ للرَّحمنِ
تُرْوِيني.
إذا ازدادتْ جراحاتي
وآلامي
فبالرضوانِ والفردوسِ
والزُّلْفَى تُمَنِّيني.
إذا اغْتَصَّتْ بنارِ الحربِ
آفاقُ الميادينِ.
تناديني.
وتدعوني إلى الإقدامِ
خَسْفًا بالشياطينِ.
فنفسي لم تعد تخشى
قراراتِ السلاطينِ.
حَذَفْتُ الخَوْفَ
مِنْ قاموسِ إيماني
وصغْتُ الموتَ
في بَأْسِي
لِأَسْقِي مَنْ يُلاقِيني.
وصوتُ القصفِ والغاراتِ
يشجيني.
وقَدْ سَجَّلْتُ بالأشلاءِ
نصرًا للمساكينِ.
***
أحيِّيها على فوزي
فكم كانتْ على نصري
تحيِّيني.
التعليقات مغلقة.