{رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
فإن كان لي من كلمة – أيها الإخوة – ترتبط بهذا المقام فإن أعظم الكلام هو كلام الله سبحانه وتعالى الذي جعله الله هدى وشفاء وموعظة ونوراً ورحمة وبصائر، القرآن الكريم في الوقت الذي يتحدث فيه عن الأعمال الصالحة، هو لا يقول فقط كما يقول لك أي شخص عندما تأخذ لك نوعاً معيناً من بضاعة ما وتتحرك به إلى أي سوق من الأسواق فتحصل على كذا وكذا، الأعمال الصالحة من ورائها ماذا؟ من ورائها نجاة من عذاب الله، من ورائها فوز برضوان الله سبحانه وتعالى وجنته.
فما أحوجنا – أيها الإخوة – ما أحوجنا إلى مثقال ذرة من الخير، إلى مثقال ذرة من الأعمال الصالحة تحسب لنا في رصيد أعمالنا يوم نلقى الله سبحانه وتعالى؛ لأننا جميعاً صائرون إلى الله، جميعاً سنغادر هذه الدنيا، سنقدم على الله سبحانه وتعالى.
فمنذ أن يقبِل الموت على الإنسان هناك يتذكر يقول: {رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} (المنافقون: من الآية10) عندما يهجم الموت عليه أولاً وهو فوق فراشه أو في أي مكان في أي بقعة من هذه الدنيا بسرعة، بسرعة يتحسر – وهي أول حسرة – رب لو أنك تمهلني أسبوعا أسبوعين، يوم أو يومين، وأنا مستعد أن أتصدق وأكن من الصالحين، أليست هذه حسرة؟ ناهيك عن الحسرات يوم الفصل، يوم القيامة، عندما يقدم الإنسان وصحيفته خالية إلا من الأعمال السوداء، إلا من القبائح، إلا من الفضائح، إلا من الكفر بنعم الله، إلا من الصد عن سبيل الله، فيكـون من يصيح عنـدما يؤتى كتابه بشماله، من وراء ظهره، يقـول: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ}(الحاقة: من الآية25).
تحسر أول حسرة عندما شاهد الموت وعلامات الموت {رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} هناك ينكشف للإنسان أنه ضيع حياته وضيع عمره، وهناك ينكشف للإنسان أنه شيء واحد فقط الذي كان لو اهتم به ووفره لنفسه لكان مرتاحاً عندما يأتيه الموت، فيرى بشارات النجاة بشارات السعادة، فيقال له لو عرض عليه أن يعود إلى أهله ويبقى لرفض، عندما يرى بشارات بما وعده الله سبحانه وتعالى به، وهو ما زال فوق فراشه، هناك يرى الإنسان عندما يتحسر أنه فقد الأعمال الصالحة، الأعمال الصالحة.
ولاحظوا هذه الآية التي هي تعبر عن الحسرة التي تواجه الإنسان عندما يرى ملائكة الموت، تحدثت عن الجانب المالي:{فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} ليقول لنا نحن، تحدث عن ظاهرة هي فينا جميعاً [أنا مؤمن] لكن لا يمد يده، ليقول لنا هنا أيضاً: لا تتصور، لا تعتقد أنه من الممكن أن تكون مؤمناً صادق الإيمان ولا تعترف بأن المال يشكل المحك الرئيسي في قضية الإيمان، في صدق الإيمان، في صدق العبودية لله سبحانه وتعالى.
إذا أنت تقول لنفسك: أنت مؤمن، أو أقول أنا لنفسي: مؤمن، ولكني لا أبذل مالي، لا أعطي، لا أعطي في سبيل الله، لا أدعم الأعمال الصالحة، لا أدعم المشاريع الخيرة، فلست بمؤمن، لست بمؤمن، ما أكثر ما تحدث الله عن الجانب المالي في القرآن الكريم، ودليل واضح أن ذلك الميت الذي يتحسر تذكر جانب المال، ظهر له أنه يبدو أن المال كان يعتبر عنصراً مهماً في مسألة النجاة، في مسألة النجاة يوم يلقى الله.
ألم يتذكر هنا: {فَأَصَّدَّقَ} وهو من كان قبل لا يمد يده إلى جيبه، ولا يخرج ريالاً واحداً في سبيل الله، في دعم الأعمال الصالحة، في دعم المراكز الإسلامية، في العمل على إعلاء كلمة الله؟ تذكر هنا عندما يقول: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}يبدو أن المال كان مهماً، وفعلاً هو مهم.
وسورة بأكملها جاءت في الجانب المالي لوحده.. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} (الليل:1-3) ثلاثة أيمان،أليست ثلاثة أيمان؟ من الذي يُقْسِم هنا، من الذي يقسم؟ هو الله، لماذا يقسم، أليس هو أصدق القائلين؟ في الواقع إن قضية المال بالنسبة لنا، لو يحلف عشرة أيمان ما يهتز لواحد راس، يؤكد بثلاثة أيمان، وهو أصدق القائلين، وهو من لا يحتاج إلى أن يقسم {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} أقسم بكل مخلوقاته {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}(الليل:4)عملكم في هذه الدنيا مختلف متنوع، وكل عمل له غاية، وكل سائر على طريق له نهاية، إما إلى الجنة وإما إلى النار {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} (الليل:5) أعطى ماذا؟ أليس هذا حديثاً عن المال؟ بعد أن ذكر أن أعمالنا مختلفة، وتحدث من بداية العمل إلى غايته، ابتدأ في الحديث عن المال {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} أعطى ماله واتقى الله، أعطى في سبيل الله ابتغاء وجه الله {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} (الليل:6).
وما أعجب هذه الآية، عودنا القرآن الكريم أن يقدم دائماً كلمة: {اتَّقُوا اللَّهَ} أليس هذا هو منطق القرآن؟ لكن هنا قدم الجانب المالي على كلمة {وَاتَّقَى} ليكشف لنا أهمية العطاء في تحقيق التقوى، في تحقيق الإيمان، في تحقيق أو الوصول إلى الغاية المهمة، الغاية التي هي فوز وفلاح ونجاة {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} بجزاء الله.
الله يقول لنا في القرآن الكريم: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}(الأنفال: من الآية60)يعطيك الله أكثر مما أعطيت هنا في الدنيا قبل الآخرة {وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} لا تنقصون مثقال ذرة مما أعطيتم، بل يضاعف لكم، لكن هل نحن نصدق بهذه الحسنى؟ الحسنى معناها هنا الجزاء المرتبط بالجانب المالي للإنفاق، والجزاء الموعود بالأعمال الصالحة بشكل عام.
الجزاء المرتبط بالجانب المالي مثل قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}(سـبأ: من الآية39) كلمة: {فَهُوَ يُخْلِفُهُ}تساوي الحسنى {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} الجزاء الحسن {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} يوف إليكم: هو الجزاء من جهة الله سبحانه وتعالى بسببه أيضاً، أو هي من مصاديق كلمة: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} هل نحن نصدق بهذه؟ أكثر الناس لا يصدق بهذا وهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو ملك السموات والأرض، هو من بيده خزائن السموات والأرض، فهو من يستطيع أن يجفف كل منابع أرزاقنا إذا ما أمسك القطر قطر السماء المطر تتجفف كل منابع أرزاقنا، وتشحب وجوهنا، وتجف جيوبنا، وحتى مطابخنا ومنازلنا وملابسنا، كلها، كلها إلى الأدنى فالأدنى إلى الإنحطاط، إلى الذبول، أليس هذا معروفاً وواضحاً؟.
هذا الذي بيده كل شيء لا نكاد نصدق بوعده، لا نكاد نصدق بقوله: {فَهُوَ يُخْلِفُهُ} {يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}؛ لهذا الجانب المالي، ليس فقط مرتبط باليوم الآخر، قضية مهمة فيما يتعلق بصدق إيماني بالله.
هل الله عندي عظيم؟ هل الله عندي مصدق؟ هل الله محبوب لدي أعطيه ما سألني؟ أقدم من أجله ما يطلب مني؟ فإذا لم أكن على هذا النحو فمعناه أن المائة الريال هي عندي أحب من الله، المائة الريال عندي أغلى من الله، المائة الريال عندي أعظم مما وعدني به الله في هذه الدنيا وفي الآخرة، فحتى إيماني بالله وإيمانك أنت بالله، الجانب المالي يستطيع أن يقضي عليه، يستطيع أن يهزه؛ ولهذا كانت قضية مهمة فقدمها في هذه الآية: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} (الليل:5) ييسر من البداية بعدما قال: أعمالكم مختلفة اتجاهين، بداية الإتجاه هو الإتجاه الإيجابي الذي هو الغاية الحسنة يبدأ بالجانب المالي {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} (الليل:5-6) فماذا؟ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل:7) في الدنيا وفي الآخرة.
ثم يعود من جديد يتحدث عن الطريق الآخر، شتى: مختلف، طريقين، الطريق الأخرى يبدأ أيضاً بالإمساك للمال {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} (الليل:8) بخل وبدا مستغنياً، الله يقول له: أقرضني وسأرد ما تقدمه أضعافاً مضاعفة، [أنا مستغني عن هذه] أنا سأوفر ربح ما تقدمه ولا تظلم مثقال ذرة، [أنا مستغني] يقول لك المرشد الفلاني، الأستاذ الفلاني، العالم الفلاني، الله سبحانه وتعالى وعد بأن يخلف ووعد بأن يضاعف الأجر إلى سبعمائة ضعف، فتصرف ذهنك، تبدو وكأنك مستغنياً عن الله، مستغنياً عن الحسنات التي تحتاجها يوم القيامة، مستغنياً عما فيه سعادتك في الدنيا، وعما يترتب عليه نجاتك في الآخرة، تبدو مستغنياً، [أنا ما عندي أولاد أدرسهم]، بعض الناس يقول هكذا. عندنا مدرسة تحتاج إلى مساهمة، عندنا مشروع خيري يحتاج إلى مال.. [أنا ما عندي أولاد يحينوا فيها الذين معهم أولاد]، بعض الناس يقول هكذا.
إذا ما رأيت نفسك دائماً تبدو وكأنك مستغنياً عندما يحدثك الناس، عندما يدعوك أحد إلى أن تقدم من مالك فتبخل وتظهر مستغنياً، فانظر ما هي النهاية المرسومة لك {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} (الليل:8-9) بالجزاء الحسن فماذا؟{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (الليل:10) في الدنيا وفي الآخرة.
ولو يراقب الإنسان الناس لوجدت كثيراً ممن يبخلون بمبالغ بسيطة يبذلون أضعافاً مضاعفة في مجالات أخرى، مصيبة تأتي له، غريم يقم له، سيارة تقتلب عليه، رياح عاصفة تحطم عليه الموز، برد [يهل البن حقه]، الله سبحانه وتعالى يريد أن نفهم بأنه رقيب علينا ويعلم بذوات صدورنا، ولا يمكن لأحد أن يقدم نفسه ذكياً أمام الله، الله سيخرج ما بخلت به أضعافاً مضاعفة في غير طريقه، في غير محله وبالاً عليك، العسرى في الدنيا وفي الآخرة {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} وفي الأخير ماذا؟ هذا الذي بدا مستغنياً وكأنه ليس بحاجة إلى الحسنات، ليس بحاجة إلى ما يقربه إلى الله، ليس بحاجة إلى ما وعد الله به أولياءه من تعظيم في الدنيا ليس بحاجة إلى المردود الإيجابي من المشاريع الخيرية ماذا؟ {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}(الليل:11). حتى لم يأت القرآن الكريم بعبارة محترمة في الحديث عن هذه النوعية من الناس، {تَرَدَّى} [تقلعب]، عندما يموت، لم يقل: وما يغني عنه ماله إذا مات، تبدو كلمة مات لا تزال مؤدبة محترمة، يعتبر هذا كالحمار الذي يتقلعب مثل الثور الذي يتقلعب {تَرَدَّى} [تقلعب] وهوى، عندما يكون مصيرك إلى هلكة، إلى هاوية يقال تردى {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} عندما يهجم عليه الموت فهو في بداية السقوط إلى قعر جهنم {وَمَا يُغْنِي} لا يستطيع أن يدفع عنه {مَالُهُ} هذا الذي بخل به، والذي بدا مستغنياً من أجل حرصه عليه، لا يغني عنه، لا يدفع عنه، لا يجزي عنه ولو كان مثل الأرض كله ذهباً.
قد يدفع عنك غضب الله في هذه الدنيا مبلغ بسيط من المال، قد يكتب الله لك النجاة بمبلغ بسيط من المال، قد تشتري نفسك وتنجي نفسك وترد نفسك من على شفير جهنم بمبلغ من المال تقدمه في سبيل الله، وأنت لا تزال هنا في الدنيا، لكن في الآخرة لو كنت تمتلك الدنيا كلها ذهباً لما قُبِل منك، ولا أمكن أن يغني عنك، ولا أن يدفع ما أنت صائر إليه، وهم يسوقونك إلى أبواب جهنم.
لهذا ينبغي على الإنسان أن يتأمل ويتفهم مثل هذه السورة ناهيك عن غيرها من الآيات، ثم يقول الله ماذا بعد هذه {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى} (الليل:13) أنا غني عنكم، وكأنه يقول لنا ولكن من أجلكم أنتم؛ لأنه يعلم أن الواحد منا يوم القيامة سيتمنى أن لو الأرض بكلها ذهب فيقدمها لله فدية لينقذ نفسه، الله يقول لنا ونحن في الدنيا – فهو رحيم بنا – أنقذوا أنفسكم، أنا عندما أقول لكم – حتى بمنطق يبدو منطق عاطفي جداً ومثير للعاطفة {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}(البقرة: من الآية245) هو عندما يقول وأنت في هذه الدنيا: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً}(البقرة: من الآية245) [ما بدك تهب لنا قرضة]؟ من هو الذي سيركن على الله يعطيه قرضة؟ القليل من الناس، والكثير من الناس لا يركن على الله مثلما يركن على أطرف واحد من أصحابه، لكن هذا الذي يقترض منك في الدنيا هو من ستراه يوم القيامة بشكل آخر لو كنت تمتلك الأرض كلها ذهباً لما قبلها منك، وساقتك ملائكته وأنت مغلول بالسلاسل إلى قعر جهنم، هو غني {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى لا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى} (الليل:15). الشقي [لا يسمع ولا يوحي]، هذا عمل صالح، وكأنه لا يعنيه، الآخرون هم فقط المكلفون بالأعمال الصالحة، هم المعنيون بأن يتحركوا في مجال الأعمال الصالحة، هو لا يعنيه، هذا مشروع خيري، أعطي فيه.. [ما عندي أولاد يتعلموا، مالي حاجة] هذا مشروع صحي، ساهم فيه.. [أنا عندي سيارة ومعي فلوس، إذا مرضت زوجتي أو ابني سأسعفه إلى المستشفى..] يبدو مستغنيا.
{فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى لا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (الليل:12-16) دائماً قد يكون الإنسان مكذباً سواء بصريح العبارة أو مكذباً بموقفه من مثل هذه الآية، يبدو بمظهر المكذب، يبدو موقفه موقف المكذب يحكم عليه بأنه فعلاً مكذب.
{فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى لا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} (الليل:17) يجنب هذه النار التي تتلهب، الإنسان إذا أراد أن يعرف النار الله سبحانه وتعالى قد جعل هذه النار التي توعد بها الأشقياء توعد بها العصاة توعد بها المجرمين هي نار نعرف جنسها، وارتبطت حياتنا بها في هذه الدنيا، ليس هناك بيت إلا وفيه نار، حاول أن تطل بوجهك على التنور التي تشتغل في بيتك كل يوم ثلاث أربع مرات، انظر لو قالوا أن تسلم كل ما تمتلك أو ينزلوك في هذه التنور الصغير، جمر حطب التهابه قد لا يصل إلى مائتين درجة، لا أعتقد أن الإنسان يستطيع أن يصبر أن يدخلوه في هذه التنور، النار هذه التي أمامنا نعتبرها عبرة.
[ الله أكبر, الموت لأمريكا ,الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود , النصر للإسلام]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة بعنوان( وأنفقوا في سبيل الله)
ألقاهاالشهيدالقائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 2/9/2002
اليمن – صعدة
التعليقات مغلقة.