saadahnews

الحرب النفسية.. سلاحُ أمريكا الجديدُ للتغطية على هزيمتها في اليمن

لجأت الولاياتُ المتحدة الأمريكية، إلى الحرب النفسية كأداة ووسيلة رئيسية في حربها مع اليمنيين، بعد أن استنفدت كلَّ أوراقها وتلقت شرَّ هزيمة في البحر الأحمر، حيثُ وضعت واشنطن استراتيجيةً جديدةً لاستخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف نشر المعلومات المضللة والرسائل المزيفة التي تهدف إلى التأثير على موقف اليمن الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وإيهام العالم بالنصر الأمريكي وهزيمة قوات صنعاء.

 

في سابقة من نوعها، أقدم الرئيس الأمريكي المجرم “دونالد ترامب” أمس الأول، على نشرِ مقطع فيديو في صفحته الشخصية بمنصة “إكس” يظهر لحظة قصف الطيران لمجموعة من اليمنيين المدنيين أثناء مشاركتهم في مناسبة اجتماعية واحتفاء بعيد الفطر المبارك؛ الأمر الذي يكشف عن الحرب النفسية والدعائية التي تقودها واشنطن، للتأثير على معنويات الشعب اليمني، وهو ما لم يتأتَّ لها ذلك.

 

 

 

أهدافُ الحرب النفسية الأمريكية ضد اليمن:

سعت الولايات المتحدة منذُ الوهلة لصعود المجرم “ترامب” إلى تقويض الحاضنة الشعبية الكبيرة التي باتت تتمتع بها حركة “أنصار الله” في الداخل والخارج، لا سيَّما بعد التفاف مختلف شرائح الشعب اليمني والمكونات والأحزاب السياسية حولها، فجميعهم يقفون اليوم جنباً إلى جنب وفي خندق واحد مع الأنصار؛ لبناء الدولة المدنية الحديثة، وإخراج البلد من الوصاية والتبعية للخارج، واستعادة القرار السياسي اليمني المسلوب منذ عقود طويلة.

 

وفي صفعةٍ مدوية وهزيمة ساحقه، فشلت الولايات المتحدة في تشويه صورة “أنصار الله” عربيًّا ودوليًّا، بدءاً من إدراجهم ضمن قائمة “الإرهاب” وصولاً إلى تقديمهم كطرف معادٍ للسلام والاستقرار في المنطقة واتهامهم بتهديد الملاحة العالمية في البحر الأحمر، وصولاً إلى مساعي إفشال اتفاق السلام الموقع بين حكومة صنعاء والمملكة السعودية برعاية سلطنة عُمان.

 

ومن الأهداف الرئيسية للحرب النفسية التي تقودها واشنطن ضد اليمن، التغطية على فشل حملتها العسكرية الإجرامية التي لا تخلو كونها عملياتٍ استعراضيةً، وعدم تحقيق أي انتصار يذكر، وسط استمرار العمليات اليمنية بوتيرة عالية، والتي كان أبرزها استهداف حاملة الطائرات الأمريكية وهروبها من مسرح المواجهة أمام ضربات المقاتلين اليمنيين، وكذا القصف الصاروخي الذي يطال عمق الكيان الصهيوني “تل أبيب”؛ الأمر الذي يُشَكِّلُ إحراجاً للدولة العظمى بعد إسقاط هيبتها وتمريغ أنفها بالتراب.

 

 

 

تسويقُ الحربِ البرية إعلاميًّا.. فشلٌ آخر:

وفي واحدة من صور الحرب النفسية الفاشلة، بدأ الحديث اليوم الاثنين، وعبر وسائل إعلام أمريكية، عن استعداد واشنطن لشن عملية عسكرية برية ضد القوات المسلحة اليمنية، من الجنوب والشرق وعلى طول الساحل.

 

وأشارت شبكة “سي إن إن” إلى أن العملية البرية تهدف إلى استعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي، موضحة أن أمريكا قامت مؤخراً بنشر أنظمة دفاع جوية في العديد من الدول المجاورة لليمن لمواجهة تهديدات قوات صنعاء.

 

وفي الوقت الذي تسوق شبكة “سي إن إن”، للحرب النفسية والحديث عن عملية عسكرية أمريكية برية وشيكة، فقد أقرت بتفوُّقِ وتطور القوات المسلحة اليمنية، وهو ما يعكسُ حجمَ التخبط الذي تعيشه واشنطن بعد التورط في المستنقع اليمني وعدم أخذها بعين الاعتبار نصائح الخبراء العسكريين والسياسيين المهتمين بالشأن اليمني.

 

وأضافت الشبكة الأمريكية: “بدلًا عن التراجع نتيجة الضربات الأمريكية، هددت قوات صنعاء بتوسيع نطاق أهدافها”، مؤكدة أن التاريخ يُظهر أن اليمنيين يتمتعون بقدرة فائقة على تحمل الألم.

 

وكان المفكر والأكاديمي في العلوم السياسية، البروفيسور الأمريكي “جون ميرشايمر”، قد سخر من حديث الرئيس ترامب بشأن الانتصار في اليمن.

 

وقال “ميرشايمر” في تصريح متلفز: “يستطيع ترامب أن يقصف اليمنيين من الآن وحتى قيام الساعة، لكنه لن يستطيع إخضاعهم”، مبيناً أن النتيجة النهائية ستكون هي نفسها “سيظل اليمنيون واقفين”.

 

وأضاف البروفيسور الأمريكي وصاحب الكتاب الشهير “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية”: “في الماضي لم نتمكن من هزيمة الحوثيين، ونحن غير قادرين على هزيمتهم الآن”، مؤكداً أن هجمات ترامب في اليمن لم تكن ناجحة كما تدعي الإدارة الأمريكية.

 

في السياق قال تقرير غربي: إن الهجمات الأمريكية الأخيرة لم تؤدِّ إلى وقف العمليات اليمنية، بل جاءت بنتائج عكسية، إذ استهدفت قوات صنعاء حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” بعد ساعات فقط من بدء الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن.

 

وأفاد موقع “Maritime Executive” المتخصص في الشحن البحري، بأن العمليات اليمنية الأخيرة تحمل إشارة واضحة إلى عدم فاعلية النهج العسكري الذي يتبعه ترامب حتى الآن.

 

ولفت الموقع إلى أنه ومع انخفاض حركة الملاحة عبر البحر الأحمر بنسبة 65 % منذ نوفمبر 2024، وارتفاع حركة السفن حول رأس الرجاء الصالح بنسبة 70 %، يتزايد الجدل حول جدوى العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن.

 

وأضاف: “بالرغم من محاولات الولايات المتحدة وحلفائها تشكيل قوة مهام بحرية متعددة الجنسيات لحماية الملاحة، فإن تلك القوة لم تتمكن حتى الآن من منع الهجمات أو تقليص تأثيرها، فقد أثبتت القوات اليمنية صمودها رغم سنوات من العمليات العسكرية ضدها، وذلك منذ بدء التحالف بقيادة السعودية”، مبيناً أن الضربات الأمريكية الأخيرة في اليمن تبدو أقربَ إلى استعراض للقوة منها إلى استراتيجية فعالة.

التعليقات مغلقة.