الكيان الصهيوني ، الكيان السعودي ، قواسم مشتركة وأوجه تشابه
بقلم/فضل جحاف
متغيرات وأحداث شهدها العالم في القرن الماضي أبرزها الحرب العالمية الأولى والثانية والتي أفرزت قوى عظمى تسيدت العالم بعد خروجها منتصرة وأخرى منهزمة أجبرت على قبول نتائج الحرب والتحول إلى وضع جديد، ناهيك عن ظهور دول ضمن جغرافيا سياسية جديدة .
ومما لاشك فيه أن منطقة الشرق الاوسط تأثرت بنتائج هذه الحروب وتغيرت فيه موازين القوى لصالح الدول المنتصرة التي تقاسمت المنطقة وبسطت نفوذها عليها بما فيها المنطقة العربية التي اصبحت تحت الانتداب البريطاني والفرنسي مع وجود عثماني ضعيف عجز عن الحفاظ على مناطق التي سيطرته ونفوذه ومنها فلسطين التي حُقنت بغدة سرطانيه اسمها ( اسرائيل ) ومثل إنشاء كيان صهيوني في الشمال العربي اُنشئت دولة أخرى ايضا في الجنوب الشرقي العربي هي دولة آل سعود التي تربطها قواسم مشتركة في النشأة والتكوين والداعم .
ففي نجد والحجاز اعترفت بريطانيا بالكيان السعودي عام ١٩٢٧ وقامت بدور محوري في دعمه ونشطت أجهزتها الاستخباراتية في زرع الجواسيس في المنطقة كما عملت مع الكيان الصهيوني.
من هؤلاء الجواسيس مسترهمڤير الذي لعب دورا أساسيا في مساندة آل سعود واستطاع إيجاد تيار ديني بزعامة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي عرف بمؤسس الحركة الوهابية الشريك لآل سعود في السيطرة على نجد والحجاز وباقي المناطق.
وأعلنت عن قيام ما يسمى بالمملكة العربية السعودية في ١٩٣٢ والذي لولا البريطانيين وضعف العثمانيين لما استطاع آل سعود التربع على نجد والحجاز حيث وجد البريطانيين ضآلتهم في عبدالعزيز آل سعود ومشائخ الوهابية الذين كان لهم الدور الأبرز في الانقسام العقائدي الفكري في المنطقة ومن ثم إدخالها في صراعات وحروب مذهبيه وطائفية خدمةً لبريطانيا ودول الغرب.
من جانب آخر هيأت الأجواء للكيان الصهيوني في إقامة دوله في فلسطين ومن ثم التوسع في سوريا ولبنان وصولا إلى مصر.
ومن القواسم المشتركة بين الكيانين الصهيوني والسعودي أيضا ً أن بريطانيا وقفت وراء وجودهما مع فارق في طبيعة العلاقة بين بريطانيا والحركة الصهيونية التي تبنت مشروعا ايديولوجيا يسعى نحو بناء دولة وعلاقه سياسه أيضا وتبادل للمصالح.
بينما العلاقة بين بريطانيا والكيان السعودي تختلف فبريطانيا هي صانعة الكيان السعودي وأوجدت تيار فكري يسانده ويساعده في اتساع رقعة نفوذه في الجزيرة العربية وفعلا المذهب الوهابي صنيعة مستى همڤير شكل غطاءً دينيا لآل سعود وكيانهم وهم وفروا غطاءً سياسياً ومالياً للمذهب الوهابي وكلاهما آل سعود والوهابية يدينون بوجودهم لبريطانيا .
أما أوجه الشبه بين الكيانين الصهيوني والسعودي فكلاهما لديهم مشروع ايديولوجي ويسعيان نحو بناء دولة فالصهاينة بموجب وعد بلفور مُنحوا الحق في قيام دولة صهيونية بعد شتات اليهود من جميع أنحاء العالم .. و لليهود فقط .. وهذا يعني أنها ذات طابع اثني يستوجب يهودية هذا الكيان وإخراج غير اليهود.
وبالمثل قام الكيان السعودي بفرض العقيدة الوهابية على نجد والحجاز والتنكيل بكل المخالفين لها واضطهاد باقي الأقليات واعتبارهم مشركين ومبتدعين واستباحة دمائهم كما أن الكيان السعودي استخدم نفس الأساليب التي استخدمها الصهاينة في بداية إعلان كيانهم الغاصب في استخدام العصابات.
حيث شكلت العصابات الصهيونية وارتُكبت مجازر وحشية وكذلك استخدم آل سعود العصابات في القطيف والأحساء وارتكبت المجازر بذريعة محاربة البدع والشرك .
إضافة الى قيام الكيان السعودي بمنع الزيارة والتبرك بقبر الرسول الأعظم محمد ص وأهل بيته باعتبار ذلك من الأعمال الشركية بحسب المعتقدات الوهابية وصولا إلى طمس وهدم وإزالة كل المعالم والآثار الإسلامية في مكة والمدينة.
واحتذى الكيان الصهيوني بذلك في فلسطين وبالتحديد في القدس التي يسعى إلى إزالة كل المعالم الأثرية ذات الصلة بالإسلام والمسيحية وتهجير أهلها من العرب المسلمين وصولا إلى تهويد القدس.
ومؤخرا ظهر جليا وبشكل علني تقاطع المصالح بين الكيانين الصهيوني والسعودي ولعل أبرز المواقف التي اظهرت تقاطع المصالح بينهم موقف مجلس التعاون الخليجي المتمثل في اعتبار حزب الله منظمة ارهابية والعدوان السعودي على اليمن .
وبالتأكيد كان لهذين الموقفين الارتياح لدى الكيان الصهيوني والأهم والأغرب وجدا في أقدس بقعتين على الأرض ويدعيان أنهما شعب الله المختار وحماة شريعة وإسرائيل والسعودية يسيطران على القدس ومكة المكرمة وهم أبعد البشر عن الله وأكثرهم عصيانا له وكفرا به.
التعليقات مغلقة.