لماذا استبق النظام السعودي موعد وقف النار بانزال اسلحة إلى تعز ؟
استبق النظام السعودي القرار الأممي لوقف النار المقرر أن يبدأ سريانه الأحد المقبل في سائر جبهات القتال الداخلية والحدودية بعمليات انزال مظلي واسعة لشحنات اسلحة وعتاد عسكري متطور إلى الاحياء الشمالية والغربية لمدينة تعز وعدد من المناطق الريفية بمديريات الشمايتين والمواسط والوزاعية وجبل حبشي التابعة لما يمسى “المحور الغربي” التابع لمرتزقة العدوان في خطوة اثارت الشكوك حول نيات النظام السعودي المضي بالخطة الأممية الرامية إلى وقف العدوان والشروع بمفاوضات الحل السياسي في الكويت والمقرر أن تبدأ في الــ 10 من ابريل الجاري والــ 18 منه.
وطبقا لمصادر متعددة تحدث اليها “المستقبل” فان عمليات الانزال تمت بغطاء جوي كثيف شاركت فيه اسراب من طائرات تحالف العدوان السعودي والتي حلقت بكثافة صباح نهار ومساء اليوم الخميس في أجواء محافظة تعز وشن بعضها سلسلة غارات لتأمين وتسهيل عمليات الانزال للسلاح إلى قادة المرتزقة في مديريتي الشمايتين والمواسط وبعض مناطق التربة ومديريتي جبل حبشي والوازعية وعدد من الاحياء الشمالية والغربية لمدينة تعز.
وتضمنت شحنات الأسلحة وفقا لمصادر متعددة منظومات صاروخية ومدفعية متطورة وكميات كبيرة من الذخائر وصواريخ محمولة واسلحة رشاشة متوسطة وخفيفة واجهزة اتصالات ومنظومات صاروخية وبنادق قناصه ونواظير ليلية ومنظومات تحكم وسيطرة ورصد .
وطبقا لوكالة فرنس برس فقد انزلت طائرات تحالف العدوان السعودي ثلاث شحنات من الأسلحة المتوسطة والثقيلة في المناطق الغربية لتعز وصفتها بانها” مهمة ونوعية” كما وصفت عملية الانزال هذه بانها “الأولى من نوعها، قياسا بعمليات سابقة اقتصرت على أسلحة خفيفة”.
وقالت مصادر محلية لـ “المستقبل” إن ما يسمى قيادة المحور الغربي بقيادة المدعو الحمادي تسلمت كميات كبيرة من العتاد خلال عملية الانزال فيما تسلمت قيادات اخرى يتصدرهم يوسف الشراجح شحنات سلاح متنوعة.
وقال سكان إن بعض الشحنات نزلت مظليا في منطقتي بني حماد بالمواسط والغبيرا القريبة من مدينة التربة وتعرضتا للنهب، مشيرين إلى أن مسلحي مرتزقة العدوان السعودي شنوا عمليات دهم لمنازل في المنطقتين كما نشروا مسلحيهم فيها ونصبوا حواجز تفتيش بحثا عن هذه الاسلحة وسط حال توتر ساد المنطقة.
وكشفت مصادر أخرى أن عملية الانزال جاءت بناء على طلب قدمه القيادي في صفوف المرتزقة حمود المخلافي إلى النظام السعودي طالبه فيها بتعزيز المرتزقة بالسلاح الحديث مع تعهده بحسم المعارك مع الجيش واللجان الشعبية في غضون ايام.
وتطابقت هذه الانباء مع اخرى لعسكريين تحدث اليهم “المستقبل” أكدوا أن عمليات الانزال جاءت في محاولة لتعزيز مرتزقة العدوان السعودي في العديد من جبهات محافظة تعز بعد الضربات الموجعة التي تلقاها المرتزقة خلال الأيام الماضية في الجبهات الغربية لمدينة تعز ومديرية الوازعية ومدينة ذُباب الساحلية على البحر الأحمر.
وعزت مصادر عسكرية وسياسية لجوء النظام السعودي إلى تعزيز جبهات الحرب في تعز بالسلاح المتطور إلى ما سمته ” نيات مبيته لدى النظام السعودي في تأجيح وتيرة الحرب الداخلية لعرقلة أي توجهات نحو تثبيت وقف النار وفقا للقرار الأممي وسط التزامات شكلية في اطار الترتيبات التي تقودها الأمم المتحدة لوقف النار واطلاق جولة جديدة لمقاوضات الحل السياسي”.
واشارت إلى أن تصريحات المسؤولين السعوديين الاخيرة والتي ابدت فيها استجابة للمبادرة الأممية بوقف النار واطلاق جهود المسار السياسي لم تكن سوى محاولة لانقاذ مرتزقة العدوان الذين يواجهون وضعا صعبا، ومنحهم الفرصة لالتقاط الانفاس واعادة ترتيب اوضاعهم تمهيدا لجولة قتال جديدة.
التعليقات مغلقة.