طوبى لمن إلى المسيرة القرآنية انتمى وإلى صعدة انتسب .
كتب / سليمان ناجي آغــــــــا
سأكتب عن حبيبتي صعدة لآنها المحافظة التي أعلنها تحالف العدوان السعودي الأمريكي محافظة مستهدفة ومنطقة عسكرية متكاملة ومحافظة محروقة ،لآنها المحافظة التي أعطى العدوان لأهلها اربع ساعات لمغادرتها فما غادروا وما وهنوا وما نزحوا ،فكانوا صامدين كرماء اعزاء .،غادروا منازلهم إلى جبهات القتال لمواجهة الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم ودواعشهم، فسطروا اروع الملاحم والبطولة والفداء ، فطوبى لمن انتسب إلى صعدة دمًا، أو انتمى إليها قربى، أو ارتبط بها وطنًا، أو تعلق بها أملًا، أو دعا لها رجاء، أو سكنها بلدًا، أو عبرها زائراء ، أو تمنى أن يكون من بين أهلها مقاتلًا، وفي أحيائها صامدًا، أو أرسل إليها دواءً أو أيدها كتابا، أو ناصرها خطابًا، ووقف معها ثابِتا مؤيدًا، لا يخاف غول العدوان، . طوبى لأبناء صعدة شرف الصمود
بكلِ فخرٍ واعتزاز، وزهوٍ وكرامةٍ وانتعاش، نرفع الرأس عاليًا ونفاخر، ونقف شامخين بين الأمم ونجاهر، وبعالي الصوت أمام العالمين نصدح، أننا إلى صعدة المسيرة القرآنية ننتمي، وإليها ننتسب، وبتضحية ابنائها نعيش آمنين ومن مائها نرتوي، وبدماء ابنائها يرتوي الوطن وتحت سمائها نستظل، وبين ابنائها الأبطال نعيش، وفي ثراها سنوصي ان ندفن ، ومنها نبعث، فهي الأم وهي المبتدأ والختام ونحن منها، تربطنا بها وشائج قربى، ونياط قلب، وأواصر محبة، هي قلبٌ من الوطن، وجزءٌ من الأرض، اعتاد الثورة، وتعود على الانتفاض، يرفض الضعف والصغار، ويأبى أن يُستذل أو يُهان، ولا يسكت على الضيم والاعتداء، ولا يتردَّد في الثأر والانتقام، والثورة ورد الاعتبار.
صعدة اليوم تمثلنا وتعبر عنا، وتنطق باسمنا، وتتحدث بالنيابة عنا ، قد فوضناها يوم أن قاتلت في الحروب الست ، وأيَّدناها عندما صبرت، وكنا لها جندًا وعونًا إن كان بالدعاء فقط ، ننصرها ونُسانِدها، فصوتها المقاوم صوتنا، وثباتها على الأرض في مواجهة العدو هو من ثباتنا، وانتصارها لنا انتصارٌ، وهو كسبٌ جديدٌ نضيفه إلى سجلاتنا، وصفحةٌ ناصعةٌ نعتز بأن تكون ضمن سفر نضالنا، وكتاب جهادنا، وحياة شعبنا.
فيا أيها اليمنيون في كل مكانٍ، في الوطن والمهجر ، تهيؤا اليوم وافخروا باليمن بأكملة وخصوصاً بصعدة فهي مدينة السلام وسلة اليمن الغذائية والفكرية والثقافية ، فصعدة مسكن العلماء، وأرض العظماء، ومقبرة الغزاة المعتدين.
فيا صعدة تيهي اليوم وافخري، وتزيني بأبهى حلة، وطلي على العالمين بأجمل طلة، فأنت اليوم زهرةٌ وبسمة، وأملٌ ورجاء، أنت الغد المُشرِق، والمستقبل الزاهر، فرغم الدماء التي تتسربلين فيها، والدموع التي تنسكب على خدود النساء، وتملأ مآقي الرجال، وتنحبس مؤلمةً في عيون المقاومين الأبطال، ورغم ما أصابك من قرحٍ مؤلم، وجرحٍ غائر، غيب الالاف من أهلك، وأقعد الآلاف من سكانك، وأحزن أهلك تدميرُ بيوتها، وخرابُ مساكنها، وضياعُ ما كان لها من متاعٍ وأرزاق، إلا أن صعدة اليوم تفخر عِزَّة، وتنتفض كرامة، وترفع الرأس كبرياءً، لا تطأطئ الرأس للعدو، ولا تحني الهامة له ذلًا، ولا ترتعد منه جزعًا، ولا تجبن عن لقائه خوفًا، بل تقف أمامه بكبرياء الواثقين، وإيمان المنتصرين، لا تخاف من سلاحه، ولا تهرب من قصف دباباته وطائراته.
إنها صعدة ، مدينة اليمن الصامدة ،ونور ثورة اليمن ودمها الزاكي وقائدها الشجاع الذي راهن الشعب عليه وأمل فيه، فما خيب رجاء، وما ضيع آمل، وما أهدر مال ولا بعثر عون، ولا فرَّط في مساعدة، فكان عند حسن ظن الشعب به ، صدق الله قلبه فصدقه وعده، فجهَّز مقاومته ولجانه وجيشة ، وأعد سلاحه، ودرب رجاله، وطور من قدراته، وأبدع في قتاله، وابتكر في وسائله وطرقه، حتى غدت صعدة بكل أهلها جيشًا لا يهزم، وإرادةً لا تُرد، وبأسًا لا يهون، وعزمًا لا يفل.
يحق لنا أيها اليمنيون وكل احرار العالم، ويا كل الثائرين الغيارى، أن نعتز بالصامدين في صعدة ، الثابتين على ثراها، القابضين على الجمر، والعاضين على الجرح، لا يبكون ولا يئنون، ولا يصرخون ولا يفجرون، بل يواجهون في الجبهات ومن تبقى من اطفال ونساء يدعون الله أن ينصرها، ويسألونه أن يحفظها، ويقولون للعدو أننا متواجدون حيث يجب ان نكون ، لن نُستسلِم ولن نخذل بالمجاهدين .والشعب اليمني يقول ، لن نُفرِّط فيها ولن نتخلى عنها، إنها سلاحنا وعدتنا، وهي سبيلنا وطريقنا، عليها سنمضي، وعلى طريقها سنواصل، إذ النصر في ركابها، والعِزَّة في سلاحها، فلا تهنوا في نصرتها، ولا تتردَّدوا في دعمها.
فطوبى لمن أحب صعدة وتعلَّق بها،فقد سهرت من أجل كل الشعب وعمل اهلها لصالح كل العالمين ، لقد جهزت مقاتليها، وعمَّرت بمالها بنادق كل اليمنيين ، واشتروا حرًا بما يملكون صواريخًا اطلقت جهادًا باسمه على العدو لتدحرهم، وعلى الغزاة والمرتزقة لتردعهم، فكانت صعدة وبانائها في المعركة سهمٌ يباري به الآخرين، ويفخر به بين العالمين، ويتيه شكرًا لله أن له في هذه الحرب نصيبًا، ..فطوبى لمن له في النصر شريك، فقد غرست في تراب كل اليمن اسمها، وزرعت في كل جبل ووادي نسبها،
صعدة الشرارة ومنها الانطلاقة، وهي البداية والبوابة، ومقدمة الجيش وطلائع اللجان الشعبية والمجاهدين ..ومنها انطلق المشروع ، هي شوكةٌ لن تنكسر، وصخرةٌ لن تتحطَّم، وإرادةٌ لن تتزعزع، وقوةٌ لن تهزم، ورأسٌ عالٍ لن تنحني، وأهلٌ أباةٌ، وشعبٌ عصيٌ، وسكانٌ جبابرة، ورثة عمالقة، معًا يصنعون النصر، ويرسمون خطوط الغد، الذي سيكون نصرًا وحرية، ووطنًا حرًا سيدًا ومستقلًا، وما ذلك على الله بعزيز.
التعليقات مغلقة.