saadahnews

في زمن بيشة ..مع الاسف .

للحرب رجالها ..وهم بالتأكيد ليسوا المواطنين

وللقتال ميادينه ..وهي بالتاكيد ليست المطارات
..مطار بيشة ..جزئية سمجة في تفاصيل الحرب اللزجة والعبثية .
فعندما تهبط طائرة اليمنية ( المدنية) في مطار بيشة (العسكري كما يبدو) ..عليك ان تحاول بلع ريقك ببطء حتى لا تختنق ..عليك ان تحاول اعادة ضبط انفاسك بهدوء حتى لا يتوقف قلبك عن العمل والوطن بحاجتك ..والاهم ..عندما يلقي بك جنون الحرب القذرة في مطار بيشة عليك ان تهدهد وتربت على كبريائك وكرامتك كي لا تتكسر امامك وتتحول انت الى بقايا انسان مبعثر .. انت اليمني اصل كل هؤلاء العرب.
فعندما تهبط التعيسة مطار بيشة ..تفتح ابوابها ..فتحبس الانفاس ..ويتسكع التوتر بين ممرات الطائرة وكراسيها المنهكة ..يصمت الاطفال .. والجميع ينتظر ماذا سيحدث..شيء يشبة مزيج من القلق والاستفزاز والوجع يتسكع بين المسافرين.. تزيغ نظراتهم بين الامس وبين عبث اليوم ..

يدخلون بازيائهم المدنية والعسكرية ..يفتشون الجوازات والحقائب فوق رفوف الطائرة .. والصمت سيد الموقف .
تشيح بوجهك عنهم حتى لاتلتقي الاعين وتفضح ما في القلوب والذاكرة ..تلقي بنظراتك من نافذة الطائرة لتصتدم بشنط المسافرين فوق ارضية المطار تتعرض بدورها للتفتيش .. يحاصرك سؤال صعب .. لماذا ؟ لانك في زمن بيشة ..مع الاسف .. والصمت لايزال سيد الموقف ..
يستدعون الركاب بالاسماء الى مقدمة الطائرة مع جوازاتهم ..(متناسيين تفتيشهم المسبق لها ) .. نساء ..مسنين ..اطفال يتوافدون الى مقدمة الطائرة مرغمين وجميعهم بدون استثناء يلعنون اطراف الحرب المهينة ..تتأمل ملامحهم ..يحزنك كل هذه المشاعر التي تعصف بهم بدون ذنب سوى أنهم من أعرق الشعوب.. جميعهم يحلفون انهم لن يكرروا السفر في زمن بيشة..
ينهي الزوار الغرباء تفتيشهم بالصمت ذاته ..ويعاودون تفتيش الجوازات لكل راكب وهو على مقعده .( متناسيين عمدا تفتيشهم المسبق لها ..مرتين ..) .. لاول مرة اشعر ان للصمت صوت عال يفوق دوي الانفجارات وزمجرة الطائرات وزلزلة المدافع وخبث رصاص القناصة .. انه صوت ألم الحرب..
فايقن بعمق مقولة ان الكرامة قبل الخبز والماء ..
بيشة .. ذاكرة اليمنيين لكل هذه الاهانات والوجع ..ودين اطراف الصراع للمواطنين الذي يصعب الوفاء به .

هناك اكثر من حل ووسيلة لاجراءات الامن ان اراد المتحاربون .. لا اعرف انا ماذا يمكن ان تكون ..لكنها ليست بيشة بالتأكيد .

قالتها اختي الغالية سلوى في اقصوصتها التي حصدت 8000 قارىء في يومين.. بعيييني يابيشة .
واقول انا …لابد للحرب من نهاية .. ولابد لزمن بيشة ان ينتهي ..فقط اعقلوا يا اطراف الصراع ..ويكفيكم مافعلتم بنا.

بقلم : Lamia Al-Eryani

التعليقات مغلقة.