(بعد 400 يوم من العدوان: المجتمع الدولي يضطر إلى محاورة اليمن)
400 يوم أين منها حكاياتُ ألفِ ليلة وليلة، ولكنها 400 يوم، واليمنُ يكتب التاريخ دماً ودمعاً وعَرَقا، صادَّا عن نفسه حملةً عدوانية استعماريةً أعلنت من وراء البحار، ونفذها جوار جائرٌ مستكبر، حملة عدوانية سُخر لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وترسانةٌ مالية إعلامية سياسية عسكرية، تجمعت كلها من عهد فرعون وهامان وقارون، وجاؤوا بخيلهم ورَجِلِهم وبوارجهم، وقضهم وقضيضهم، وأعلنوها على البلد الفقير المدقع القابع في زاوية من الجزيرة العربية حربًا شعواء لا تبقي ولا تذر، وفتحوها قنابل، وأنزلوها صواريخ، وأرسلوها طائرات، وصبوها حِمما على البشر والشجر والحجر.
وتعاقبت الأيام والليالي واليمنُ شعباً وجيشاً ولجاناً، يرفدون بعضَهم بعضا بعوامل القوة، مستمدين من الله الصبر والثبات، فملأوا الأرضَ قتالا وإقداما وتضحيةً وصلاةً، أثمرت على الأرض وجوداً أصبح مستحيلا أن يتجاوزه العالم، فخضع عنوةً واضطر مرغما إلى لغة الحوار، والاستماع منصتا إلى الوفد الوطني يتحدث بلسان الشعب والوطن والدولة، والكرة الآن في مرمى ذلك المجتمع الدولي، فإما أن يذهب إلى سلام اليمن وإلا فقد جرب حرب اليمن
التعليقات مغلقة.