saadahnews

صحيفة الغارديان: أمريكا تتورط في حرب أخرى في اليمن

دعت صحيفة “الغارديان” (9 مايو/ 2016) المرشحين الأمريكيين التصدي لتدخل الولايات المتحدة في حرب أخرى في الشرق الأوسط، بعد أن كانت ساعدت ودعمت السعودية وحلفاءها الخليجيين والعرب في شن حرب مروعة ومدمرة ضد اليمن.

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن البنتاغون أعلنت، ، أن الجيش الأمريكي أرسل قوات برية إلى دولة في الشرق الأوسط.. ولكن هذه المرة إلى اليمن، ومضى لتلك القوات أكثر من أسبوعين هناك، دون أي إعلان رسمي أو مناقشته في الكونغرس.

وأشارت الصحيفة، أن الحرب الأمريكية هذه الأيام تبدأ بهذا الشكل: بدون نقاش علني، وبدون تفويض من الكونغرس، وبدون أي خطاب رئاسي.

هذه المرة، بدلاً من داعش، الجيش الأمريكي يساعد القوات اليمنية والإماراتية لمقاتلة تنظيم القاعدة، التنظيم الإرهابي نفسه الذي ساعدته الولايات المتحدة في تعزيز قدرته وبسط نفوذه على مدى العام الماضي من خلال منح المملكة العربية السعودية جميع أنواع الدعم للحرب المروعة والمدمرة ضد اليمن.

وتقول الصحيفة، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ساعدت السعوديين بالدعم الاستخباراتي وتقديم المساعدة العسكرية والخدمات اللوجستية الأخرى، وباعت للسعوديين أسلحة بمليارات الدولارات في حربها ضد اليمن، إلا أنها لم تهزم الحوثيين ولم تعزز من قبضة الحكومة المدعومة سعودياً على السلطة. مضيفة، سوى أنها دمرت المنازل السكنية، والمدارس والأسواق ومحطات توليد الطاقة، والمستشفيات، مستخدمةً القنابل العنقودية والموجهة بالليزر في المناطق المأهولة، ما أدى إلى سقوط الآلاف من القتلى المدنيين.

وتابعت: إن تلك الحرب جعلت القاعدة ينعم بهدوء ويبسط على أراضٍ يمنية شاسعة، في حين وسائل الإعلام الأمريكية ذهبت بعيداً عن كل ما يحدث في اليمن، وسلطت كل تركيزها على تنظيم داعش.

وأشارت الصحيفة، أنه منذ بدء إراقة الدماء في اليمن، فقد كان خبراء المنطقة، يعرفون جلياً، أن حملة القصف السعودية من شأنها أن تحول فقط الشعب اليمني ضد الولايات المتحدة، وتخلق أرضية خصبة للجماعات المتطرفة، وزيادة المأساة الإنسانية أضعاف ما كانت عليه.

ويظهر جلياً – كما ترى الصحيفة – أن الولايات المتحدة اختارت الآن المساعدة في حملة عسكرية منفصلة داخل حرب أهلية في البلاد، في محاولة منها لإخماد هذه المنظمة الإرهابية التي ساعدتها ودعمتها في حملة القصف السعودية في التوسع والسيطرة على أراضٍ شاسعة في البلاد.

في الحقيقة، لم تبق إدارة أوباما صامتة فقط إلى حد كبير على الحرب في اليمن، ولكنها دعمت بقوة من وراء الكواليس، ولذا يجب أن تكون الحرب على اليمن واحدة من الفضائح الحقيقية في سياستها الخارجية تجاه الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.

وترى الصحيفة، أن الغالبية العظمى من الأمريكيين ليس لديها فكرة عن ما يحدث في اليمن. ولذلك، في الحقيقة، لم تطرح حتى مسألة واحدة على أي من مرشحي الرئاسة حول سياسة الولايات المتحدة في اليمن، على الرغم من الهوس في تغطية “الحرب على الإرهاب”، وداعش.

ليس بعيداً أن القوات الأمريكية، أو “المستشارين”، الذين يفترض أن يكونوا هناك لـ”مساعدة” القوات اليمنية والإماراتية، سوف يتحولون قريباً إلى قوة قتالية مباشرة، تماماً مثلما كانت البنتاغون تردد نفس الشيء عن قواتها في العراق وسوريا قبل أشهر، إلا أن تعلن في وقت لاحق أن بعضاً من قواتها الآن، في الواقع، تقاتل بنفسها.

وتباعاً لذلك – كما تختتم الصحيفة – سنجد أنفسنا مرة أخرى، ندور في دوامة غير منتهية من “الحرب على الإرهاب”.

التعليقات مغلقة.