صحفٌ أميركيةٌ بارزة اتهمت السعودية بزرع التطرف حول العالم،
وأشارت مجددًا إلَـى الدور السعودي بنشر التطرف في كوسوفو، مؤكدةً أن حلفاء أميركا الخليجيين يمارسون سلوكًا متناقضًا ومزدوجًا.
بموازاة ذلك، كشفت وسائل إعلام أميركية أن واشنطن أوقفت تصدير القنابل العنقودية إلَـى السعودية في ظل مواصلة الحرب على اليمن، ونقلت عن سيناتور أميركي قوله إن الحرب في اليمن تصبّ في مصلحة الجماعات الإرهابية التي تريد استهداف الأميركيين.
السعودية تزرَعُ التطرف في العالم
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالة بعنوان “العالم يحصد ما يزرعه السعوديون” جاء فيها أن السعودية تسبّبت بإحباط صنّاع السياسة الأميركيين منذ سنين، مضيفة أن الرياض أنفقت مبالغ طائلة من أجل الترويج للوهابية، وأشارت إلَـى أن “هذا الفكر هو الذي ألهم مرتكبي هجمات الحادي عشر من سبتمبر وهو الذي يحرّض تنظيم “داعش””.
ولفتت الصحيفة إلَـى أن “آخر فصول هذا التأريخ للسعودية هو في كوسوفو، مذكّرة بأن “نسبة مواطني كوسوفو الذين التحقوا بالجماعات التكفيرية بسوريا والعراق هي أعلى نسبة في العالم، وتابعت “منذ عام 2012 انضم قرابة 314 مواطنًا كوسوفيًا إلَـى “داعش”، فيهم انتحاريان اثنان اضافة إلَـى 44 امرأة وَ28 طفلًا”.
واستشهدت الصحيفة بتقرير كانت قد نشرته مؤخرًا عن كوسوفو، والذي جاء فيه بان الانفاق السعودي والخليجي لتطوير وتمويل شبكة من رجال الدين والمساجد والمؤسسات السرية لعب دورًا أساسيًا بإيصال كوسوفو إلَـى هذا الوضع”.
الصحيفة قالت إن “الولايات المتحدة وحلف الناتو استثمرا بشكل كبير من اجل مساعدة كوسوفو على الاستقلال من صربيا عام 2008 وإنشاء نظام ديمقراطي”، وتابعت إن “استخدام السعودية لكوسوفو كأرض خصبة للمتطرفين، أَوْ السماح لأي كيان أَوْ مواطن سعودي بالقيام بذلك، إنما يذكر بالسلوك “المتناقض أَوْ حتى المزدوج من قبل شركاء أميركا في الخليج الفارسي”، ويساعد كذلك على شرح أسباب العلاقات المضطربة اليوم بين واشنطن وهذه الدول”.
كما لفتت الصحيفة إلَـى أن “كوسوفو وبعد إنقاذها من القمع الصربي عقب أشهر من القصف من قبل حلف الناتو عام 1999″، كانت معروفة بانها تشكل مجتمعًا متسامحًا، وأضافت أن “الأغلبية المسلمة بهذا البلد ومنذ قرون اتبعت المدرسة الحنفية “القابلة للآخرين”. غير انها نبهت بالوقت نفسه إلَـى أن المدرسة الحنفية ومنذ الحرب الصربية تتعرض للتهديد من قبل رجال الدين الذين تدربوا في السعودية والذين تمولهم السعودية، حيث قام هؤلاء بالترويج “لقانون الشريعة” ورعاية الجهاد الدموي والفكر التكفيري الذي يجيز قتل المسلمين الذين ينظر إليهم على أنهم كفار”.
وقالت الصحيفة إن “أسباب عدم التحرك بشكل أسرع من قبل المسؤولين الأميركيين والأُمَميين الذين أداروا كوسوفو عقب الحرب غير واضحة، كما اعتبرت أن الأميركيين ربما أخطأوا عندما افترضوا أن المجتمع المعتدل بكوسوفو سيمنع انتشار التطرف”.
وتابعت الصحيفة أن “هجمات الحادي عشر من سبتمبر كشفت المخاطر بوضوح، إذ تمّ إغلاق العديد من المنظمات السعودية في كوسوفو بينما السعودية يبدو أنها قلّصت من مساعداتها لكوسوفو وتصر على أنها فرضت قيودًا مشددة على “المؤسسات الخيرية” والمساجد وتعاليم رجال الدين، وأضافت أنه رغم ذلك، فان الكويت وَقطر ودولة الامارات قد زادت من تمويلها “للمتشددين” في كوسوفو.
الصحيفة لفتت أَيْضاً إلَـى أن الدول “العربية السنية” يبدو أنها لا تدرك حجم المخاطر التي تشكلها هذه “المدارسة المتطرفة من الاسلام”. وأشارت في هذا الإطار إلَـى أن العائلة الملكية السعودية ورغم اعتمادها على رجال الدين الوهابيين من أجل كسب الشرعية السياسية، إلّا أن “داعش” تتّهمها بإفساد العقيدة من أجل الاحتفاظ بالسلطة، وذكرت أن السعودية شهدت عشرين هجومًا إرهابيًا داخل أراضيها منذ عام 2014، وبان داعش نفّذ العديد من هذه الهجمات.
كما أشارت الصحيفة إلَـى أن هناك اثنين من “رجال الدين الراديكاليين” على الأقلّ لا يزالان يوعظان في العاصمة الكوسوفية “Pristina” ويستقطبان حشودًا من الشباب، خاتمة أنه لا يزال هناك الكثير من العمل المطلوب من أجل حماية الاستقلالية وروح التسامح الذي عملت كوسوفو بجهد كبير لتحقيقه.
البيت الأبيض يوقف تصدير القنابل العنقودية إلَـى الرياض
من جانبها، نشرت مجلة “Foreign Policy” تقريرًا أمس الأول، كشفت فيه على لسان مسؤولين أميركيين أن البيت الأبيض أوقف تصدير القنابل العنقودية إلَـى السعودية في ظل مواصلة الأخيرة حربها في اليمن. وقال التقرير إن هذه هي الخطوة الملموسة الأولى التي اتخذتها الولايات المتحدة لإظهار قلقها من حملة القصف التي تشنّها السعودية في اليمن.
كما لفت التقرير إلَـى أن الخطوة هذه تأتي بعد تزايد الانتقادات من قبل المشرعين الأميركيين حول الدعم الأميركي للسعودية في حربها على اليمن.
ونقل التقرير عن مسؤول أميركي رفيع أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن استخدم القنابل العنقودية “داخل مناطق يزعم أن مواطنين كانوا موجودين فيها أَوْ بالقُرب منها”. كما نقل عن الأخير أن واشنطن “تأخذ هكذا مخاوفَ على محمل الجد وَتسعى للحصول على معلومات إضافية”.
كما نقل التقرير عن منظمات إنْسَـانية بارزة أن وقف بيع القنابل العنقودية إلَـى الرياض خطوة غير كافية، على الرغم من أنها حيت هذا القرار. ونقل عن المسؤول في منظمة العفو الدولية “Sunjeev Bery” أن “أية خطوة تتخذ لوقف إنتاج وبيع ذخائر القنابل العنقودية من قبل الحكومة الأميركية امر ايجابي، لكن يجب القيام بما هو أَكْثَـر بكثير”. ونقل عن الأخير أن منظمة العفو الدولية سعت لكن من دون نجاح، إلَـى وقف صفقة بيع قنابل ذكية إلَـى الرياض بقيمة 1.3 مليار دولار كانت قد وافقت عليها واشنطن بشهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي.
هذا فيما كشف التقرير أن السيناتور الديمقراطي “Chris Murphy” والجمهوري “Rand Paul” طرحا تعديلًا على مشروع قرار يتعلق ببيع الأسلحة إلَـى الحكومات الاجنبية، حيث دعا كل منهما إلَـى تشديد الشروط المفروضة على الصفقات المستقبلية لبيع القنابل إلَـى السعودية. ولفت إلَـى أن هذا الطرح سيلزم الرئيس الأميركي التأكيد بان الحكومة السعودية تبذل جهودًا لاستهداف الجماعات الإرهابية والحد من استهداف المدنيين وتمكن من ايصال المساعدات الإنْسَـانية، قبل أن ينظر الكونغرس بإمكانية بيع أسلحة طيران إلَـى الرياض.
كذلك نقل التقرير عن السيناتور Murphy أنه “لا أدلة تفيد بان الحملة السعودية في اليمن التي مكنتها الولايات المتحدة تعزز مصالحنا أَوْ تجعلنا أَكْثَـر آمنًا”، كما قال الأخير أن “الحرب في اليمن “تطيل المعاناة الإنْسَـانية وتصب في مصلحة الجماعات الإرهابية التي تعمل على مهاجمة الأميركيين”.
طروحات جديدة لمعالجة الخلافات الأميركية التركية في سوريا
من ناحيته، كتب الصحفي David Ignatius مقالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” وأشار فيها إلَـى أن الاستراتيجية العسكرية الأميركية ضد “داعش” في سوريا تعتمد بشكل متزايد على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية رغم احتجاجات أنقرة.
ولفت الكاتب إلَـى أن الاستراتيجية الأميركية تبقى على خط تصادم مع الاستراتيجية التركية، وعليه قدم طرحين اثنين لمعالجة هذه المسألة:
الأول: هو أن تسعى تركيا إلَـى فتح حوار هادئ مع القيادة السياسية لكل من وحدات حماية الشعب وكذلك حزب العمال الكردستاني. وقال إن التوصل إلَـى تفاهم مع الاكراد سيعزز إرث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمن تركيا والاستقرار الاقليمي”.
الثاني: على الولايات المتحدة دراسة إمكانية إضافة عناصر تابعة لميليشيا كردية أُخْـرَى التي تسمى “بشمرغا روج آفا” إلَـى عناصر وحدات حماية الشعب، والتي هي مقبولة أَكْثَـر لدى تركيا وكذلك “المعارضة السورية الرسمية في جنيف” (التي تتشارك وَتركيا الكراهية تجاه وحدات حماية الشعب). وأشار إلَـى أن “بشمرغا روج آفا” تدعمها وتدربها حكومة اقليم كردستان في العراق ورئيسها مسعود برزاني.
الكاتب لفت إلَـى أن هذه “القوة الكردية الاضافية” قد تملأ “الثغرة الكبيرة بالاستراتيجية الأميركية”، وكشف أنه تحدث هاتفيًا مع القائد العسكري للجماعة العميد رجب دهدو، وأضاف أن الأخير قال إن لديه 3000 مقاتل مدربين في العراق، وهم مستعدون للتعاون مع وحدات حماية الشعب تحت قيادة أميركية.
* موقع العهد الإخباري
التعليقات مغلقة.