saadahnews

الجاهزية العالية بقلم / علي احمد جاحز

تعود الشعب اليمني حين يتحدث العدو عن تهدئة انه سيصعد ، وحين يتحدث عن سلام بانه سيرتكب مجازر وحين يتحدث عن الوضع الانساني بانه سيشدد الحصار ، وحين يتحدث عن دعمه للحل السلمي بانه سيدفع المرتزقة الى اعاقة اي حلول ، ولذا يتعاطى الشعب اليمني مع مثل هذه الامور بحذر شديد وبريبة شديدة .

***

وهو الامر الذي ينطبق على المراحل التي يتنقل فيها عسيري من عاصفة الحزم الى اعادة الامل ، وقبل يومين الى ” اعادة الاستقرار ” ، هذه المراحل التي يريد العدو ان يقول من خلالها انه حقق اهدافه من جهة ، ومن جهة اخرى يوهمنا انه تراخى ليخلق حالة من الاسترخاء في الشارع تؤثر بشكل اوبآخر على التعبئة وعلى التفاعل من الجبهات و الجاهزية التي يفترض ان تبقى يقظة على الدوام .

***

العدو مخادع .. غدار .. لا مواثيق ولاعهود لديه ، والمجتمع الدولي للاسف متواطئ معه ، ان لم نقل مشترى بفلوسه و يخضع لاملاءاته ، والامم المتحدة قد ثبت انها اضعف مما كنا نتخيل وباتت تعترف بذلك اكثر من اي وقت مضى .

***

وهو ما يحتم علينا كشعب يمني خاض اعظم تجربة صمود في العالم امام ابشع عدوان و حصار تعرضت له دولة واستهدف به شعب ، ان لا تنطلي علينا مثل تلك الحيل والخدع ، مهما بدت فيها الجدية ومهما تخيلنا انها ضعف للعدو ووهن قد يعاني منه ، لكنه في الاخير يتحين الفرص لكي ينقض ويحقق مكاسب لم يكن ليحققها في ظل استمرار الجاهزية والتعبئة و التفاعل مع ابطالنا في الجبهات .

***

اثبتت الاحدث التي مر بها الشعب اليمني طوال عام ونيف من العدوان ، اننا وحيدون في هذا العالم نواجه مؤامرة كونية ليست سهلة ، لكننا بالمقابل اثبتنا اننا عند مستوى التحدي و المواجهة ، نعم امكاناتنا المادية متواضعة مقارنة بما حشد و يحشد ضدنا ، لكننا نملتك ما لا يمتلكه العدو ولا يمتلكه ربما طرف من اطراف العدوان ولا من الاطراف الساكتة والمتواطئة والمحايدة في هذا العالم ، وهو سلاح الايمان ، الايمان بالله والثقة به والتوكل عليه و الامساك بمنهجه الذي رسمه لنا ، الايمان بالقضية وبالمبدأ و بالجذور الفكرية والتاريخية التي نمثلها ، هو ما يعادل الكفة ويملأ الفارق بيننا في القوة وربما يرجحها بعون الله .

***

ولعل تجربة عام ونيف كفيلة بان نفهم ان ما مر من فصول الحرب هو الاصعب و ما سيأتي لن يكون بمستوى ما مر ، سواء من حيث استعداد العدو للاستمرار و للبذل و للانفاق وللتحشيد او من حيث استعدادنا نحن و تهيئتنا الروحية والمادية والعملية في مواجهته ، فحين بدأ العدوان كنا في وضعية المصدوم المشدوه الذي لم يكن يمتلك بعد القدرة على ترتيب الاولويات و حشد الطاقات ، اما الان فنحن الحمد لله في موقع الجاهزية العالية و الارادة والوعي والايمان الذي من شأنه ان يجعلنا اكثر استيعابا و اكثر صلابة من السابق ويجعل العدو اقل قدرة على استغلال عامل الضعف ليحقق اهداف ضدنا .

***

ولذا من المهم ان نعي باستمرار اننا مطالبون بالبقاء في حالة الجاهزية على المستوى العسكري والشعبي التعبوي والسياسي والاعلامي و الثقافي و الاجتماعي ، مهما تغيرت وتبدلت الظروف و برزت المؤشرات من هنا او هناك ، لاينبغي ان نتركها تدخل الى نفوسنا وتزعزع داخلنا الاستعداد او تدخل فتثير فينا غرائز الاسترخاء الذي قد تكون نتائجه ندم وحسرة .

التعليقات مغلقة.