استهداف الامام علي هو استهداف لمسار الإسلام الصحيح.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
خطاب بمناسبة ذكرى استشهاد الامام علي (ع) 22رمضان 1434هجريه.
الإمام علي (عليه السلام) عندما استهدف وهو بهذا المستوى وله الدور المهم في الحفاظ على مسار الإسلام المحمدي الأصيل ليبقى له أصالته، ليبقى له نقاءه، ليبقى له حضوره في واقع الحياة، وتأثيره وسيادته في واقع المسلمين ليحافظ على هذا الإسلام، وليربي الأمة على قيمه وأخلاقه، وليرسخ مبادئه في نفوس أبناء الأمة. عندما استهدف وهو بهذه الأهمية وهو بهذا المستوى وله هذا الدور المهم جداً كان الاستهداف له استهدافاً للإسلام في مساره الصحيح، استهدافاً للإسلام في مسار الحق ومسار العدل ومسار الأصالة والنقاء من القوى التي انقلبت على الإسلام في مفاهيمه، في قيمه، في مبادئه المهمة، وأرادت الإسلام شكلاً يخدمها ولا تخدمه، وتطوعه ولا تتطوع له، وأرادت الإسلام زيفاً تتغنى به، وتستغل بعض شعائره لتثبيت سلطتها، وإحكام قبضتها، وتركيز هيمنتها، وإحكام سيطرتها على الأمة في كل واقع الأمة.
القوى الانقلابية على قيم الإسلام ومبادئ الإسلام، النازعة للاستبداد، الجموحة التي تريد الظلم والهيمنة والاستبداد والتجرد من قيم الإسلام العظمى وفي مقدمتها العدل والحق والخير ومكارم الأخلاق، وأرادت أن تتحرر من كل تلك المبادئ والقيم التي ترى فيها قيوداً تحد من نزعتها وتحد من هيمنتها وتحد مما تعتبره مصالح لها.
القوى الانقلابية قامت بتنفيذ وتخطيط تلك الجريمة الكبرى التي كانت جريمة بحق الإسلام، وجريمة بحق الأمة، بحق الأمة، ولم تكن فقط جريمة بحق شخص علياً (عليه السلام)، تلك القوى التي كانت ضمن توليفة عجيبة، توليفة بقيت ولا زالت الآن تعاني الأمة منها الأمرَّين، توليفة سياسية ثقافية فكرية ضالة منحرفة، قوة باسم الدين تتحرك، بنزعة فيها الغلو والافراط والتجاوز والغباء، وتتحرك تحت عنوان الدين تكفيراً ومحاولة لوصم، لوصم المؤمنين بأنهم الكافرين، ثم جهة أخرى سياسية توظف تلك القوى التكفيرية التي لها توجه تكفيري مرتبط بمصالح مادية، فتوظف تلك القوة التكفيرية العمياء الصماء التي لا تبصر الحق ولا تفهمه تتحرك وتُحرك من تلك القوى النازعة للسلطة والاستبداد، والطامعة بالسيطرة على الأمة ومقدراتها، والعاشقة للحكم والمنصب، فنفذت تلك القوى بتوليفتها السياسية والثقافية الضالة المنحرفة جريمتها الكبرى بحق الأمة فجلبت الشقاء، وارتكبت جريمة كبيرة بقيت لها تداعياتها.
التعليقات مغلقة.