saadahnews

مسيرةُ ذي الفقار – للشاعر صلاح الشامي

الشاعر / صلاح الشامي

مقامٌ فوقَ كونِ التضحياتِ

وقدرٌ جَلَّ عن وَهْمِ الصِفات

سماءٌ ما تجاوزها مُسمّىً

وإسمٌ فاقَ أسمى التسمياتِ

عليٌّ مَنْ رقى فضلاً وجوداً

وُجُودٌ مالهُ نِدٌّ سَيَاتي

وليُّ المؤمنينَ وكلِ حُرٍّ

ونبضُ قلوبِ أطهارِ الذواتِ

سرى في ذِكْرِهِ قلبي على ما

أقَرَّ بهِ النبيُّ من السِّماتِ

فشَعشعَ حُبُهُ في القلبِ نوراً

جَلا ذِكراً عَصِيَّ الأُحجياتِ

هِباتٌ مالها حَدٌّ لِتُطوى

وفضلٌ جازَ آفاقَ الهِباتِ

حليفُ الذِكرِ.. من أوْلاهُ ربي

بآيِ الذِكرِ خير المَكرُماتِ

تَزَمَّلَ بالمَكارِمِ واحتواها

ولمْ تَشْغَلْهُ.. أو يَكُ ذا التِفاتِ

مع المختارِ صالَ وجالَ حُبّاً

وإيماناً تَجلّى بالثباتِ

تَخِرُّ لهُ الفَوارِسُ حينَ يَبدو

وتَخْرَسُ إذْ يقولُ رؤى النُّحاةِ

بهِ أوصى النبيُّ وَلاءَ صدقٍ

لِيَشملَ دينُهُ كلَ الجهاتِ

فما استقوى على الأصحابِ لمّا

تولّى خيرُهم أمرَ الدُعاةِ

ولكنْ حينَ أصبحَ أمرُ دينِ الـ

إلهِ لدى الصعاليكِ البُغاةِ

أبى إلاّ الجهادَ.. فقادَ جُنْدَ الـ

سما  والأرضِ في حربِ الطُغاةِ

ولمْ تَكُ إمْرَةُ الأقطارِ تَعنيْ

لهُ إلاّ انتصاراً للأُباةِ

وقال لنا بأنَّ الصمتَ عارٌ

إذا قادَ الورى بعضُ العُصاةِ

وراحَ يُقيمُ دينَ اللهِ عَدلاً

بأعمالٍ تخَلّدُ في اللُغاةِ

نضى التاريخَ عن ذُلٍّ وصَمتٍ

يُحاوِلُنا بهِ بعضُ الرُواةِ

وأخبرنا بأنّ الدينَ عِزٌّ

أتى بالسيفِ.. لا طولِ الصَلاةِ

إذا كُتِبَ القتالُ عليكَ ، فاصدعْ

بأمرِ اللهِ.. لا تركنْ لآتِ

ولاتُطِعِ الطُغاةَ ببيعِ دينٍ

وتقنع بالمَذَلَّةِ ، والفُتاةِ

فما كانَ الهُداةُ سوى رِجالٌ

لربِّ العرشِ باعوا كلَ ذاتِ

وها يَمَنُ الهُدى ثارتْ ، فأحيتْ

مَسيرَةَ ذي الفقارِ بِمُحْكَماتِ

بقرآنٍ سرى في الأرضِ عِطراً

لتطهيرِ الجهاتِ من الجُباةِ

فهَبّتْ عُصْبَةُ الشيطانِ ، كَيْما

تَظلَ الأرضُ في حُكْمِ الشتاتِ

ولكنَّ اليمانيينَ ألظَوا

جماجِمَهمْ بآياتِ الثّباتِ

تَكالَبَتِ القُوى لِتنالَ مِنّا

فأشبَعْنا الكِلابَ من الرُّفاتِ

سَلِ الأعرابَ كمْ خَطَّتْ دِماهُمْ

سطوراً للصّهايِنَةِ الجُنَاةِ

وتحتَ ظِلالِ أيَّةِ رايةٍ قدْ

أتَوْا حِلْفاً يهودِيَّ الصِّلاةِ

وأيَّ جرائمَ اقترفوا بأرضٍ

إلى الكرّارِ تُنْسَبُ في الكُماةِ

يجوبونَ السماءَ بِراجِماتٍ

تَصاغَرُ في عيونِ الأُمَّهاتِ

وتَجْبُنُ أن تنالَ سوى نساءً

وأطفالاً.. بلا هَدَفٍ مُوَاتِ

أتَوْا بالعَصْفِ حَزْمَاً مِثلَ… قالوا

فجئناهُمْ بِرَبِّ العاصِفاتِ

وقد نشروا الجيوشَ بكلِّ دربٍ

فواجَهنا بربِ الناشراتِ

وشاؤوا أنْ نُفَرَّقَ في صفوفٍ

فوحَّدَنا إلهُ الفارِقاتِ

بَغَوْا بالمُلقِياتِ المَوْتَ جَوّاً

فأحيانا إلهُ المُلقِياتِ

وآمَنّا بِوَعْدِ اللهِ نصراً

لهُ وَقعٌ بكلِ الواقِعاتِ

تَمَوْقَعَ في الدِّماءِ وَلاءُ طه

بحبِ وَصِيِّهِ ذي المَلْحَماتِ

على يَدِهِ دخلنا الدينَ حُبّاً

بيومٍ مُشرِقٍ ، ذِيْ مَكرُماتِ

ومِنّا خَزْرَجٌ والأوسُ.. كُنّا

ومازِلنا أسودَ النائباتِ

فَسَلْ أشبالَ حَيدَرَ كيفَ ذادوا

عَنِ الوطنِ الجريحِ بِمُشْرَعاتِ

بنادِقُهُمْ أذَلّتْ كلَ غازٍ

وأخزَتْ كلَ أنظِمَةِ الغُزاةِ

حُفاةً واحتذوا الإبرامْزَ  حتى

تقهقرَ سُوقُها بعدَ الحُفاةِ

أبَوْا إلا الحياةَ بِظِلِّ دِينٍ

يُعَزُّ بهِ المُجاهِدُ في الحياةِ

ووالَوْا حَيدَرَ الكرَّارَ.. حتى

أتى مِن سَيفِهِ نَصْرُ الحُدَاةِ

وَلاءً للنبيِّ وآلِ بيتٍ

بهمْ تُطوى الفَلاةُ على الغُلاةِ

رأى المُستضعفينَ (اللهُ) ثاروا

فأيَّدَهُمْ على جيشِ الوُلاةِ

وأكرَمَهُمْ بنصرٍ بعدَ نصرٍ

وَثَبَّتَهُمْ ووجهُ الشّرِّ عاتِ

وذا حالُ الذي يرضى عليّاً

وليّاً..  ليسَ يخشى الغاشياتِ

يرى آياتِ نصرِ اللهِ تَتْرى

تِباعاً ، كالكؤوسِ المُتْرَعاتِ

تَأَسَّى بالنبيِّ ، فكلُ خَطبٍ

يهونُ بظلِّ رَبِّ المُرْسَلاتِ

نبيٌّ قالَ : مَنْ والى عليّاً

فقد والى إلهَ الكائناتِ

ومَنْ عاداهُ ، عادى اللهَ جهراً

ولو وافى بفعلِ الصالحاتِ

وصلى اللهُ ما صلى على مَنْ

أتانا بالهُدى والبَيِّناتِ

مع الصنوِ الوصيِّ وآلِ بيتٍ

كِرامٍ..  هم مَواثيقُ الثِّقاتِ

التعليقات مغلقة.