saadahnews

صعدة فلسفة الحياة بقلم/بدرالمداني

أرض مكلومة لا تعرف البكاء، وجرح غائر لا يعرف اﻷنين، تتجاوز أحزانها وتداوي جراحها، وتخرج من تحت الركام فتنفض عن نفسها ما أصابها من أذى عدو حاقد ارتكب بحقها أبشع الجرائم على مدى أكثر من عام، طمعا منه في تركيع أبنائها ، فيصاب بالخيبة واﻹحباط أمام مجتمع عزيز مؤمن تحدى الصعاب ووضع عدوه تحت أقدامه وانطلق دون اكتراث بالخطوب ليستمر في مسيرته نحو صناعة الحياة بفلسفة قرآنية إيمانية غفل عن إدراك مقاصدها الكثير . فها هم اليوم أبناء هذه المحافظة يقدمون أحد فصول أدبياتهم في قالب عيدي رائع ، حيث يستقبلون عيد الفطر المبارك في حلة زاهية وفي ظل أجواء إيمانية مليئة بالتراحم فيما بينهم والعطف واﻹحسان على الفقراء والمساكين وفي مشهد يتجلى فيه صدق اﻹستجابة لله تعالى وتلحظ من خلاله تجسيدا لوصف الله لعباده المؤمنين بأنهم(رحماء بينهم). هذ المجتمع الإيماني المعطاء الذي سقط من أبنائه الشهيد والجريح واﻷسير ﻷنهم من هم(أشداء على الكفار) لم ينسى تلك التضحيات ، بل تحرك في زيارات الوفاء والعرفان خلال أيام العيد إلى أسر الشهداء واﻷسرى وإلى الجرحى وإلى رياض الشهداء للتهنئة بالعيد وتقديم الهدايا ، واستلهام العزة والكرامة من تضحيات وعطاء أولئك العظماء وذويهم . وفي مشهد آخر يتجلى فيه الوعي المجتمعي بالدور الهام الذي يقوم به رجال اﻷمن في توفير اﻷمن والسكينة لهم ، لذا قام أبناء صعدة بزيارة اﻷمنيين إلى النقاط اﻷمنية لتهنئتهم بالعيد وتقديم جعالة العيد لهم تعبيرا منهم عن الشكر واﻹمتنان . هذه اﻷجواء هي عبارة عن (فلسفة حياة ) ومن الصعب على الغافلين إدراكها ،،، ونستخلص من مجمل السلوك الواعي والعملي لهذا المجتمع اﻹيماني أنه يستحق فعلا وصفه بأنه :- ( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) ،

التعليقات مغلقة.