إكسير الحياة………

14يوليو | صعدة نيوز : بقلم / بدر المداني:

يقول القدماء أن (إكسير الحياة) هو عبارة عن مادة مركبة يتم وضعها على المعدن الرخيص فيتحول إلى ذهب ، وقال آخرون أنها مادة تطيل العمر ، وقال البعض أنها السعادة . ونحن بدورنا ومن منطلق الثقافة القرآنية نطرح تعريفا جديدا لمعنى (إكسير الحياة) ، ونقول أنه (الشهادة في سبيل الله). ونحن في تعريفنا هذا لم نخرج عن المعنى الشامل لما قاله اﻷقدمون من الفلاسفة والحكماء والأدباء ، ولكن وفق نظرة قرآنية غلبت على أقوالهم في مضمونها وبعدها الواقعي والمنطقي. فعندما يفوز اﻹنسان المؤمن المجاهد بالشهادة في سبيل الله فإنه قد تحول من ذلك اﻹنسان العادي الذي لا دور له ولا أثر له في الحياة ، إلى إنسان قد باع روحه وماله من الله تعالى في تجارة رابحة وبثمن كبير جدا ، فوصل بإيمانه الكامل إلى أعلى مراتب اﻹختصاص التي خص بها الله أوليائه ، يقول الله جل شأنه (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). وعندما قال آخرون أن أكسير الحياة هو مادة تطيل العمر ، بينما قال البعض أنها السعادة ، فإننا نقول أن الشهادة في سبيل الله هي الطريق المختصر والمؤكد نحو اﻹنتقال إلى الحياة اﻷبدية التي لا موت فيها ، يقول الله سبحانه (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وبالتالي فإنه عبر الشهادة في سبيل الله يصل الشهيد إلى السعادة الكاملة والحقيقية التي لا يشوبها شقاء أبدا قال تعالى :- (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)