الإندبندنت: تدخل بريطانيا في حرب ليبيا أدى إلى نشر الحروب والإرهاب في العالم
وكالات | 17 سبتمبر | صعدة نيوز : قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم السبت: إن تدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون في ليبيا أدى إلى انتشار الحروب والإرهاب حول العالم.
وأكدت الصحيفة في مقال كتبته ليزي ديدن أن التدخل البريطاني في حرب ليبيا أدى إلى رد فعل عنيف وغذى الصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط، وأدى إلى دعم تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقالت كاتبة المقال: إن النظام في ليبيا سقط في أيدي مسلحين من حول العالم، وأدت ضربات الناتو إلى مزيد من العنف ورفض الإسلاميين وغيرهم من المعارضين التخلي عن أسلحتهم أو القبول بوجود قوات أمنية جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع في ليبيا بعد تدخل بريطانيا تدهور ووصل إلى حرب أهلية في دولة بلا قانون، تمكن فيها المهربون من نقل المسلحين والمهاجرين واللاجئين عبر البحر المتوسط.
ونقل المقال عن محللين قولهم: إن فراغ السلطة في ليبيا بعد تدخل قوات حلف الناتو أدى إلى نتائج تجاوزت حدود ليبيا.
وأكدت الصحيفة أنه تم العثور على أسلحة ليبية في أكثر من 20 دولة، كما أدى الصراع فيها إلى إشعال الحروب والتمرد والإرهاب في 10 دول على الأقل بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة ” كانت أولى النتائج واوضحها امتداد الصراع إلى شمال مالي حيث تقوم الأمم المتحدة بعملية حفظ سلام هي الأخطر والأكثر دموية في العالم”.
ونقلت الكاتبة عن بول ملي، وهو باحث في القسم الأفريقي من مركز تشاتهام للدراسات في لندن، القول إن مجموعات الطوارق التي كانت تعمل مع القذافي غادرت ليبيا بعد سقوطه محملة بكميات هائلة من الأسلحة استخدمتها للبدء في حركة انفصاليه في مالي.
كما نقلت الكاتبة عن مارتي ريردون، نائب رئيس مجموعة سوفان الأمريكية للإستشارات الأمنية، القول إن انهيار ليبيا ساهم في نشأة “الجماعات الإجرامية عالية التسليح والمليشيات المسلحة” في تونس، والجزائر، والنيجر، وتشاد، والسودان، ومصر.
وكشفت الصحيفة أنه تم التخطيط والاعداد لبعض العمليات الإرهابية التي طالت تونس في ليبيا وأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وهو أكبر التنظيمات في المنطقة يمارس أنشطته ويمول شبكة من المجموعات التي تشن عمليات إرهابية في عدد من البلدان في المنطقة منها مالي، والجزائر، وموريتانيا، والنيجر، وتونس، والمغرب.
ونقلت الكاتبة عن كاثرين تزمرمان، وهي باحثة في معهد إنتربرايز الأمريكي، القول: إن تنظيم القاعدة “استفاد بشكل كبير” من زعزعة الاستقرار في ليبيا، وأن التنظيم يتخذ من جنوب غرب ليبيا مكاناً لمعسكرات التدريب لدعم مجموعات في دول المغرب الغربي ودول الساحل.
وأوضحت الصحيفة أن بعض تلك المعسكرات توفر مقاتلين أجانب لحلفاء التنظيم في سوريا بما في ذلك تنظيم جبهة النصرة الذي غير أسمه مؤخراً إلى جبهة فتح الشام.
وأضافت أن الوضع في ليبيا سمح لمواقع التنظيم على البحر المتوسط بوصوله إلى الموانئ ومخازن ضخمة للأسلحة، كما تمكن التنظيم من خلق طريق للتهريب ووفر أرض خصبة لتجنيد المقاتلين الأجانب، بحسب الصحيفة.
وأكدت أن المجموعة الخاصة بتونس، في “داعش”، تمارس عملها من داخل ليبيا، وهي المجموعة التي شنت الهجوم على متحف باردو وعلى سوسة حيث قتل 38 شخصاً العام الماضي.
وقالت إن الصراع في ليبيا أدى إلى أن وسع “داعش” من طموحه متجاوزاً الشرق الأوسط إلى أوروبا
وتشير الصحيفة إلى أن هناك نحو 150 ميليشيا تمارس أنشطتها في طرابلس فقط،
وتقول الصحيفة إنه منذ بدء الإطاحة بالقذافي قُتل الآلاف، وتشرد 425 ألف شخص بينما فر أكثر من مليون شخص إلى خارج البلاد، ويبدو الموقف مستمر في التدهور، بحسب الصحيفة.
التعليقات مغلقة.