شعراء يمانيون في رحاب الإمام الحسين (ع)
نهــج الأبـاة
«الوافر» إبراهيم أحمد المداني
أ أيا نهج الأباة الثائرينا
ويا سيفاً أذل الظالمينا
ل لعمر الله سيفك ذو مضاءٍ
على الطغيان والمتكبرينا
ح حميت به حياض الدين حقاً
وجددت الهدى للعالمينا
س سللت على الطغاة أجلَّ سيفٍ
مضى في نحرِ كلِ المجرمينا
ي يسير بنهجك الثوار سيراً
حثيثاً لاجتثاث الجائرينا
ن نعاك الروح للمختار طه
فأبكى المؤمنين الصادقينا
ب بعين الله سرت وأنت تدعو
إلى الرحمن كل الحائرينا
ن نعم والله سرت بخير قومٍ
مسير المؤمنين الواثقينا
ع عزمت فكان عزمك لا يُجارى
ولم تسمع مقالَ اللائمينا
ل لأن الحق متضحٌ جليٌ
ويأبى أن يذلَ ويستكينا
ي يشعشع نوره في كل صقعٍ
ويسطع في البرايا مستبينا
ب بما للحق من نهجٍ قويمٍ
نُصرتَ ودينُ جدِك قد أُبينا
ن نهضت بوجه جبارٍ عنيدٍ
من الطلقاء والمتأسلمينا
أ ألم تمطِ اللثام عن الخزايا
وبينت العدا والخائنينا
ب بكم يا سيد الشهداء قامت
مناهجنُا وصرنا ثائرينا
ي يهون الموت كل الموت فينا
لأجل الدين لا نخشى المنونا
ط طلائع كربلا كانت مثالاً
به نمضي دواماً ما حيينا
أ أذقنا كل غدارٍ وطاغٍ
من العملاء والمتأمْركينا
ل لقاح الموت من ضربات حقٍ
وكنّا الصارخين الصادقينا
ب بأمريكا وإسرائيل ثُرنا
وللأقصى سنمضي فاتحينا
ص صرخنا الله أكبر في البرايا
وقلنا الموت للطاغي يقينا
ل لإسرائيل موتٌ من زؤام
ولعنٌ لليهود الغادرينا
و وللإسلام نصرٌ سوف يأتي
سيُنصرُ رغم أنف الكائدينا
أ ألسنا المسلمون ونحن قوم
أُمرنا أن نكون مجاهدينا
ت تثاقلنا وكنا في سباتٍ
فصرنا في سجون المسبتينا
أ ألم نفتح حصون الشرك حتى
أتينا باليهود مكبلينا
ل لقد آن الأوانُ فلا بقاءٌ
لصهيونٍ ولا المتخاذلينا
ل لسيفُ علي أمضى دون شكٍ
وأصدق في قتال المعتدينا
هـ هدانا الله بالقرآن صدقاً
وكنا قبل ذلك غافلينا
ع على ماذا نعولُ بعد هذا
وهل يُجدي نواحُ النائحينا
ل لعمر الله لا يجدي بكاءٌ
ولو أجدى لكنا الفائزينا
ي يهول المرء ما يلقاه قومٌ
بأرض القدس إذلالاً مُهينا
هـ همُ منّا ونحن همُ وكلٌ
على منهاج خير المرسلينا
وآخرُ ما أقولُ أليس عيباً
علينا أن نظل مكتفينا
أليس ونحن مليارٌ ونصفٌ
من المليار نبقى خانعينا
أتسحقنا جنازير البغايا
ويقتلنا يهودٌ خاسئونا
سبط النور مدرسة
«الوافر» إبراهيم حسين حميد الدين
مزجتُ دموع حزني بالدماء
لما لاقى الحسين من البلاء
حُسَين من أُبِيحَ دماً بشهر الـ
محرم من جُيُوشِ الأدعياءِ
ولم يَرْعَ الطُغاةُ له مَقَاماً
ولا قُربْى لخير الأنبياءِ
قلوبٌ شابَهتْ في بغيها للـ
ـيهودِ بقتلها للأولياءِ
لمن قتلوا جُمُوعَ الأنبياء
بلا حَقٍ يُرى غيرَ العداءِ
فمأساةُ الطفوفِ دَليلُ بُعدٍ
عن القرآن مِنْهاجِ الضياءِ
نَتَاجُ تآمُرٍ مِن بَعْدِ طه
على الكرارِ خير الأوصياءِ
بها سِبْطُ النبي غدا شهيداً
وآل البيتِ سِيقوا كالإماءِ
مُقطّعُ في الفلاةِ صريعُ أرضٍ
سليبٌ للعمامةِ والرِداءِ
تروحُ وتغْتدي خيلُ العِداةِ
على الجسد المضرّج بالدماءِ
ويُرفعُ رأسُهُ مِن بَعْدِ حَزٍ
له فوقَ الأسنةِ للهواءِ
يُطَافُ بهِ ويُحملُ نحو قصرِ الـ
لعين يزيدِ في طسْتٍ كماءِ
ويُهدى لليزيد رجاءَ جاهٍ
مُقَابل ذاك أو بَعْضَ العطاءِ
كيحيى صَارَ إِذ أهدوه رأسْاً
إلى ذات الخساسة والبغاءِ
نبيٌّ طاهرٌ من ذا كيحيى
صفيِّ الله خيرِ الأَصفياءِ
ألا تباً لِمن شهروا سيوفاً
عليه لدى التجمّع واللقاءِ
وسلُّوها مِن الأغمادِ بغياً
على الطُهْرِ المجَللِ بالكساءِ
أذاكَ جزاءُ أحمد أن يُلاقي
بنوه بعدُ أصنافَ البَلاءِ
لقاتِلهِ يكونُ غداً خصيماً
رَسُولُ الله في يوم الجزاءِ
لدى حشر العبادِ غداً ينادي
بِلَعْنِ ظلومِهِ عند النِداءِ
حسينٌ مَن بَكَت حُزناً عليه
(سِلامٌ) قبْلَ أفلاكِ السماء
حُسَينٌ آخرُ الأَسباطِ مَنْ ذَا
كمثلِ السِبط في حمل الواءِ
سيحمي شرعة الهادي ويَهْدي
جميعَ الخلْقِ للنهجِ السَواءِ
لأجل الدينِ قَام وذَادَ عنه
بحدِّ السيف أرباب الشقاءِ
بلا أشَرٍ وكِبْرٍ ثارَ يرجو
صَلاَحَ الوضعِ مِن بعدِ انكفاءِ
أرادَ لأمةِ الإسلامِ عَيشاً
تعِزُ بِهِ وتنعم بالرَّخاءِ
ومِن سَوطِ العَذَابِ وكلِّ سجنٍ
لها تحريرُها بَعْدَ اكتواءِ
ولكن قابلوه بِكُلِّ لُؤْمٍ
فعاشوا في المذلةِ والعَنَاءِ
وأضحوا تحت وطأةِ كل طاغٍ
جزاءَ فعالِهم قَبْلَ الجزاء
فَسِبطُ النور مَدْرسةٌ لديه
فُنُونٌ في البطولةِ والفداءِ
تَعَلَّم مِنْه أحرارٌ فخاضوا
غمارَ العز في ألقِ الإباءِ
وثاروا في وجوه ذوي فسادٍ
وكُلِّ قوى العمالة والعداءِ
فـي انتـظارِ عاشـوراء
«المتقارب» د. إبـراهيـم محمد إسـحاق
لأنـّكَ من عِرْقِ تلكَ الســحابــهْ
تـُـغذي وجومَ المـدى بـالمَـهابـهْ
لأنـّـكَ تـأبى اكتِـحالَ النـّـدى
بـلؤْم الجـفافِ وقـُـبـْحِ الرّتـــــابهْ
لأنـّـكَ تـخضـرُّ في كـرْبـــــــلا
ونـُـبـْصِرُ في راحتـيـكَ انـْـسيابهْ
تـجئُ منَ النـّـورِ خـُـبـْـزَ الفِـدا
ومنكَ اعْـتِـشابُ احتِـفاء الصّبابهْ
و «زينـبُ» جاستْ ديارَ الرؤى
رؤاكَ ، ورَجـْعَ الصدى والكتـــابـهْ
تـشـبـّـهتَ فيـنا بـآثـــارِهِـــمْ
دماً بــدمٍ ، ثـمّ صـِرتَ انتـِـحابــهْ
ودمـْـعاً بـدمعٍ ، بقيـظِ الرّدى
ويـوماً ثـقيـلاً نـرومُ الْـتِـهابــــــهْ
وما دُمتَ مِنـّا اشـتِعالاً وسُؤْلاً
فلسْنا نرى في (الغيـابِ) غِيابهْ
في مقام الحسين
«تفعيلة ـ فاعلاتن» د. إبراهيم أبوطالب
أيُّهَا الآتِي مِن الْوَحي سَلامَاً
وسَلامَا
يومَ جِئْتَ
يومَ عِشتَ
يوم غادرتَ مع كلِّ النجوم
يوم صار الأفقُ من حولك نوراً
واستدارَا
طافَ كلُّ الصَّحْبِ في مسعاك
كانوا حولَ قُدْسِ الماء
طلاباً صِغَارَا
وفراشاتٍ على ضوئك عاشتْ
قمتَ تدعوهم
وعطرُ الوحي من ثغركَ ينسابُ جَلالا
يبعثُ الحكمةَ في كلِّ الدِّمَاءِ
يرسلُ العزَّةَ في كلِّ القلوبِ
كان شرقُ الأرضِ يغلي
غربُـها، والشامُ
غطَّتْ قِشْرَةُ الدُّنْيَا عَلَيْهَا
رانَ فيها المُلْكُ
والقهرُ سَطَا
كلما استَوَتِ الشمسُ صباحاً
أرسلتْ شوقاً إليك
وإذا غابتْ تُنَادِيكَ:
متى؟!
فأجبْتَ الصَّارخَ العاني
ولبَّى
في شرايينك صَوْتُ الأنبياء
ومن الحكمةِ أنْ تَأتي…..
حينَ بِعْنَا في مَزَادَاتِ التَّخَلّي صِدْقَنَا
والصبرَ
هذا الغدرُ يطوينا بكاه
في جنوبِ العقلِ
في مَهْوَى البلادِ
نقطةُ الضَّوءِ تُنَادِي
قَدْ أَصَابَ الْقَوْمَ قَحْطٌ ودِمَاء
نحنُ آمنَّا قديماً
ونريدُ الآنَ تجديداً
مع صوتِ السَّماء
هاهو الآنَ يُلَبِّي من جديد
كي يعيدَ البَسْمَةَ الأولى
إلى كلِّ العيونِ
فاستقامَ الأمرُ
واخضرَّ الدُّعَاء
أيُّها الآتي من الوحي سلاما
نحن ناديناكَ
أخرجناكَ من صلواتِكَ الأخرى
إلى صلواتِكَ الدُّنيا
ورتلنا: “مَدَدْ”
وبكيناكَ بدمعٍ نَاكِثٍ
يوم خُنَّاكَ
وأعلنَّا السَّواد
كان أسْرَاباً
من الماءِ السَّرابُ
هاهو النهرُ شِرَاكٌ من ظمأ
جئتَ لا تلوي على شيءٍ
سوى العدلِ
الضياءِ
وعلى رأسِكَ إكليلُ الوَفَاءِ
قطرةُ الماءِ استفاقتْ
حاولتْ
أن تُرْجِعَ البسمةَ في صَحْرَاءِ ثَغْرِكْ
أن تذيبَ المِلْحَ في فَكِّ الغُرُوبِ
غير أنَّ الخنجرَ الموتورَ
من قلبكَ أقربْ
قلبُكَ السِّجادةُ الكبرى
الذي مَا مَاتَ
لكنْ
صارَ للجنّةِ جسراً
يقتفيْهِ الأولياءْ
وغديراً يرتوي منه الظِّماءْ
أيها الآتي من الوحي سلاما
قل: لِمَنْ رَبَّاكَ
لا القُربى أغاثتنا
و لا السَّيْفُ الشَّقيقُ
قد ركبتَ الرمحَ نوراً
ونشرتَ العقلَ فَتْحَاً
رغمَ كيدِ الكائدين
رأسُكَ المثقلُ بالحُبِّ يُنَادِي
ويطوفُ الأرضَ في شَمْسِ القَدَر
ساخراً بالموتِ والظلمِ معاً
كلّما…..
وَطِأتْ شمسُكَ أرضاً
أخصبتْ بالمؤمنينْ
وعَلَتْ بالدهشةِ الكُبْرَى
وبالقولِ المبينْ
كلّما أرسلتَ بالتقوى يَديْكْ
عادتِ الدنيا
إلى خيرِ القرونْ
وإذا ما زلزلَ الشَّيْطَانُ
أرضاً أنتَ فيها
وارتضتْ أنْ تَتَهَاوى
عادتِ الدنيا
إلى أَوَّلِ قَرنٍ
فوقَ عرشِ الماءِ
يملؤها الزبدْ
أيها السائلُ: من هذا ؟!
كَـفَـاكْ.
إنَّ صوتَ اللهِ في الدنيا
هو الفَصْلُ الخِطَابُ
ورسولَ الخيرِ للدنيا
هو الحبُّ العظيمُ
وضميرَ الحقِّ في الدنيا
يحرِّكُهُ الحُسَينُ
فسلاماً
أيُّها الآتي من النورِ سلامـا
من وحي الفجيعة
«الكامل» إبراهيم محمد الهمداني
يا كربلاء قفي لآل المصطفى
فهمُ الجلال لمن أراد تشرفا
وهمُ الصراط المستقيم همُ الهدى
وهمُ بحار الجود همْ أهل الوفا
همْ نور أهل الأرض، همْ أهل التقى
كان الوجود بهم، و«كن» بهمُ اكتفى
حجت إليهم روح كل موحدٍ
وَالاهمُ فهمُ المشاعر والصفا
يا كربلاء الحزن أي فجيعةٍ
سكبت على قلبي لهيباً ما انطفى
واويلتاه على الحسين وآله
ما بعدهم والله عيش قد صفا
ويحي على جسدٍ يفارق رأسه
كم ضمَّهُ صدرُ الحبيب المصطفى
***
يا خير خلق الله جئت مُعَزِّياً
في سبطكم جُعلت فداه عيونيْ
يا سيدي ماذا أقول وداخلي
ظمأ الشهيد وعبرة المحزونِ
الماء حولي والقلوب جريحة
ودم الحسين يصيح: من يسقيني
سواد العين
في رثاء الإمام الحسين بن علي (ع)
«الطويل» أبو بكر بن عبدالرحمن بن شهاب الدين
براءة بر في برآء المحرم
عن اللهو والسلوان من كل مسلم
فهل خامر الإيمان قلب امرئ يُرَى
لتلك الليالي لاهياً ضاحك الفم
ليال بها الخطب الجسيم الذي اكتسى
به أفق الجرباء صبغة عندم
ليالٍ بها أيدي اللئام تلاعبت
بهامِ بدورٍ للمعالي وأنجمِ
ليال بها في الأرض قامت وفي السما
مآتم أعلى الناس قدراً وأعظم
ليال بها نتنى الخنازير أو لغوا
مدى غيهم والبغي في طاهر الدم
ليال بها ذبح ابن بنت محمد
وعترته رمز الكمال المترجم
فأي جنان بين جنبي موحد
بنار الأسى والحزن لم يتضرم
وأي فؤاد دينه حب أحمد
وقرباه لم يغضب ولم يتألم
على دينه فليبك من لم يكن بكى
لرزء الحسين السيد الفارس الكمي
همام رأى رايات ملة جده
منكسة والشرع غير محكم
وسنة خير المرسلين تجذمت
عراها ودين الله بالجحد قد رمي
فأغضبه من ذاك ماسرَّ أسرة
هواهم قنى القينات أو شرب حنتم
ويمّم سكّان العراق لينزعوا
شجاه وهم والله شر ميمّم
توجه ذو الوجه الأغر مؤدّيا
لواجبه لم يلوه لَحْيُ لُوّم
فوازره سبعون من أهل بيته
وشيعته من كل طلق مقسم
فهاجت جماهير الضلال وأقبلت
بجيش لحرب ابن البتول عرمرم
تألب جمع من فراش جهنم
غواة يرون الشرك أكبر مغنم
يقرون بالقرآن لكن لعله
لسخرية إقرارهم أو تهكّم
لتعزيز طاغٍ جاءت ابنة بحدل
به نابذِ الدين الحنيفي مجرم
وخذلان هادٍ أشرقت في جبينه
أشعة أنوار الحبيب المعظم
وحين استوى في كربلاء مخيما
بتربتها أكرم به من مخيم
أحاطت به تلك الأخابث مثل ما
يحيط سوار من حديد بمعصم
وصدوه عن ماء الفرات ليطردوا
عن الحوض حتى يُقذَفوا في جهنم
وساموه إعطاء الدنية عندما
رأوا منه سمت الخادر المتوسم
وهيهات أن يرضى ابن حيدرة الرضا
بخطة خسف أو بحال مذمم
أبت نفسه الشمّاء إلا كريهة
يموت بها موت العزيز المكرم
هو الموت مر المجتنى غير أنه
ألذ وأحلى من حياة التهضّم
فأذكى شواظ الحرب بالعسل الظما
وشب لظاها من شبا كل مخذم
وقارع حتى لم يدع سيف باسل
بمعترك الهيجاء غير مثلم
وصبحهم بالشوس من صيد قومه
نسور الفيافي من فرادى وتؤام
على ضمر تأتم في حومة الوغى
بيحمومه أو ذي الجناح المحوم
يبيعون في الُجلّى نفائس أنفس
لنصر الهدى لا نيل جاهٍ ودرهم
ولما أراد الله إيقاف روحه
بمنظره الأعلى وقوف المسلم
أتاح له نيل الشهادة راقيا
معارج مجد صعبة المتسنم
فديتك بدراً برجه سرج سابح
هوى فانطوى سر العباء المطلسم
خضيب دماء كالعروس يُزف في
قباء بصبغ الأرجوان مرسم
معفرة بالترب أعضاء جسمه الـ
ـكريم وهذا سِرُّ حلٍّ التيمّم
وما ضرّه أن أوطؤا حر صدره
سنابك ورد ذي نعال وأدهم
ولكنها شنعاء توجب لعنهم
وتحسر عن وجه النفاق الملثم
هي الفتنة الصمّاء لم يُلْفَ بعدها
منار من الإيمان غير مهدم
بِنَيّرِ دين الله سبط رسوله
وعترته خوص المنية ترتمي
كليث الشرى العباس والشبل قاسم
وعمّيه والفتّاك عون ومسلم
عرفنا بهم معنى إذا الشمس كوّرت
ورمز انكدار في النجوم مكتم
بها اهتز عرض الله وارتجت السما
بأملاكها من هولها المتجشم
بها اسودّت الدنيا أسى ً وتهتكت
بها حرمة البيت العتيق وزمزم
أولاك الكرام المبتغو فضل ربّهم
ورضوانه تحت العجاج المقتم
سقى الله بالطف الشريف قبورهم
بوبل من الجود الإلهي مثجم
وزادهم المولى علا وكرامة
بأفضل تسليم عليهم وأدوم
وبعداً لقوم لم يقوموا لنصرهم
على قدرة منهم بعزم مصمّم
رأوا شيعة الرجس ابن سعد وشمّرٍ
تجاولهم وابن الدعي الجهنمي
ولم تتحرّك للحفيظة منهم
حفائظ تطغي منهم كل مرقم
أيُزوى ابن طه عن منصة جده
ويُرضى لها ترب الخلاعة عبشمي
كأن الهدى من بيت صخر تفجّرت
ينابيعه والوحي من ثمّ ينتمي
فيا أسرة العصيان والزيغ من بني
أمية من يستخصم الله يخصم
هدمتم ذرى أركان بيت نبيكم
لتشييد بيتٍ بالمظالم مظلم
تداركتم في البغي ولداً ووالداً
وزخرفتم إفك الحديث المرجم
ولم تمح حتى الآن آثار زوركم
وتصديقه ممن عن الحق قد عمي
فأصل الشقا أنتم ومن يحذُ حذوكم
له يُسْدَ جلباب العذاب ويلحم
«فلا تكتمن الله ما في نفوسكم
ليخفى ومهما يكتم الله يعلم»
ولا بدع إن حاربتم الله إنها
لشنشنة من بعض أخلاق أخزم
ونازعتم الجبار في جبروته
ولكنه من راغم الله يرغم
ولم تحسبوا من طيشكم أن عنكمُ
عيون قصاص الغيب ليست بنوّم
ستجزون في الأخرى نكالاً مؤبداً
على ما اقترفتم من عقوق ومأثم
غدرتم بسادات البرية غدرة الـ
يهود بيحيى والمسيح ابن مريم
وإنا وإن كنّا من الضيم والأسى
وفرط التلظي نمزج الدمع بالدم
فلسنا الأولى ننحو بندب سراتنا
نياح الغواني خفن سوء التأيم
ولكننا غيظاً نعض أكفّنا
لما فاتنا من ثأرنا المتقدم
وما من بواءٍ في بني اللؤم تشتفي
به النفس من بلبابها والتذمّم
ولكن إغضاء الجفون على القذى
وتمهيد عُذر المعتدي شر ميسم
ومن شؤم سوء الحظ كان بروزنا
من الغيب بعد المشرب المتوخّم
ويا ليت أنَّا والأمانيّ عذبة
شهدنا وطيس الحرب بالطف إذْ حمي
لخضنا عباب الهول تشتد تحتنا
خماصُ الطوى من كل طام مطهم
وقائدنا يوم الذمار ابن فاطم
كأشبال غابٍ أمها خير ضيغم
لندرك إحدى الحسنيين بنصره
منال الأماني أو منيّة مُقدم
أجلْ قدرة المولى تبارك أنفذت
إرادته طبق القضاء المحتم
لتبيض يوم الحشر بالبشر أوجه
وتسودّ أخرى لارتكاب المحرّم
نبي الورى بعد انتقالك كم جرى
ببيتك بيت المجد والمنصب السمي
دهتهم ولما تمض خمسون حجّة
خطوب متى يلممن بالطفل يهرم
فكم كابد الكرّار بعدك من قلى
وخلف إلى فتك الشقي ابن ملجم
وصبّت على ريحانتيك مصائبٌ
شهيد المواضي والشهيد المسمّم
ضغائن ممّن أعلن الدين مكرها
ولولا العوالي لم يوحّد ويسلم
أضاعوا مواثيق الوصية فيهم
ولم يرقبوا إلاًّ ولا شكر منعم
فَسُقْ غير مأمورٍ إلى النار حزبَهم
إذا قيل يوم الفصل ما شئت فاحكمِ
حبيبي رسول الله إنَّا عصابة
بمنصبك السامي نعزّ ونحتمي
لنا منك أعلى نسبة ٍ باتّباعنا
لهديك في أقوى طريق وأقوم
ونسبة ميلادٍ فما الطعن دونها
على الرغم مغتص بصاب وعلقم
نعظّم من عظّمت ملأ صدورنا
ونرفض رفض النعل من لم تعظم
لدى الحق خشنٌ لا نداجي طوائفاً
لديهم دليل الوحي غير مسلم
سراعاً إلى التأويل وفق مرادهم
لرفع ظهور الحق بالمتوهم
هل الدين بالقرآن والسنة التي
بها جئت أم أحكامه بالتحكّم
ولكن عن التمويه ينكشف الغطا
لدى الملك الديّان يوم التندّم
وأزكى صلاة الله ما ذرّ بازغٌ
وما افترّ ثغر البارق المتبسّم
على روحك المعنى الذي الفيض منه في
مجرّد هذا الكون والمتجسّم
وعترتك المستودعي سر علمك الـ
ـمصون عن الأغيار عرب وأعجم
وأصحابك المروين في نصرة الهدى
صدى كل مشحوذ الغرار ولهذم
صلاة ً كما أحببت مشفوعة الأدا
بنشر سلامٍ بالعبير مختم
التعليقات مغلقة.