الخيارات الاستراتيجية عنوان لمعادلة الردع الجديدة…
تقارير |6 أكتوبر | أحمد يحيى الديلمي: صبر استراتيجي يليه خيارات استراتيجية ضمن معركة النفس الطويل وصولاً الى النصر الاستراتيجي الذي بلا شك سيغير خارطة المنطقة برمتها ، وذلك من منطلق القول السديد للقائد الحكيم بأن الصبر هو الجسر للوصول الى النصر.
تلك هي حكمة وحنكة القيادة الرشيدة في التعامل مع هكذا عدوان غاشم تشارك فيه قوى الاستكبار العالمي “أمريكا وإسرائيل” وادواتها القذرة في مسعى الى اسكات صوت الحق الذي لمع بريقة من جبال مرّان الابية.
ويأتي الصبر الاستراتيجي والتصعيد التدريجي للرد على العدوان الأمريكي السعودي على اليمن من منطلقات قرانيه وأخلاقية وليس مجرد تكتيكات عسكرية فقط وإنما من توجيهات الله وتوجيهات قرآنية وأخلاق نبوية كريمة نستضيء بنور أعلام الهدى ومصابيح الدجى المؤيدين بنصر الله وتأييده يلهمهم الله الرحمة والعلم ليترسخ الإيمان بالنصر الإلهي في قلوب المؤمنين ، فهذا وعد الله القائل : إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا …
لقد أثبتت القيادة الحكيمة والعقل الاستراتيجي الذي يدير ويقود المعركة أن قوة الحق هي قوة الله ، هي القوة المدافعة عن مبادئ الشرف العظيمة التي يراهن عليها كل اليمانيين الشرفاء ، وذلك عندما أعلن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظة الله في ذكرى يوم القدس العالمي من العام الماضي 2015 م : “أنه إذا لم يتوقف العدوان على اليمن سنضطر لأن ننفذ خياراتنا الاستراتيجية”
وفي هذا السياق ، وبعد ما يقارب 19 شهراً من العدوان الامريكي السعودي على اليمن ؛ شكلت الخيارات الاستراتيجية معادلة الردع الجديدة كموقف حق ومشروع لمواجهة العدوان وردعه وايجاد معادلة توازن رعب مع العدو من خلال امتلاك ابطال الجيش واللجان الشعبية لزمام المبادرة من موقع الفعل وليس رد الفعل ، لا سيّما وان الخيارات الاستراتيجية ليست شعاراً لحملة إعلامية وإنما هي معادلة ردع جديدة في إدارة الحرب مع العدو المتغطرس تستند إلى قوة المبادئ العظيمة التي منها الدفاع عن كرامة الإنسان وشرف الأرض التزاما بما جاء من أمر إلهي في الدفاع عن النفس وردع البغاة المعتدين لتكون الخيارات الاستراتيجية هي المفاجآت التي ستغير منطق الامريكي والاسرائيلي والسعودي والبريطاني والإماراتي خلال المدة القادمة إن شاء الله ، وكما جاء في الزامل اليمني الأصيل :
هو قد وصل للياء وعاد أحنا في الألف
بادع خياراتي وعاد لها اتساع …
فمن الرد المحدود وحرب الضرورة في مواجهة العدوان ، إلى امتلاك قدرات ومقومات الردع الاستراتيجي ، ، والنتيجة نصر أكيد ، وبعد أشهر على مدة الصبر الاستراتيجي التي أنتهجها السيد القائد تركّزت المدة السابقة على جبهة التوغل في عمق الاراضي المسيطر عليها النظام السعودي والجبهة الصاروخية ، وبدأت مراحل الخيارات الاستراتيجية بتموضع استراتيجي أفضل للجيش واللجان الشعبية على مستوى كل الجبهات بالإضافة إلى امتلاك زمام المبادرة من موقع الفعل وليس رد الفعل الذي تجلى بوضوح بتقدم الجيش واللجان الشعبية الى مشارف نجران وعسير وجيزان وكسر كل خط دفاع العدو كاملاً على الحدود وتحقيق الانتصارات تلو الانتصارات ، فأصبحت كل الخطوط مفتوحة ، والطرق معبدة امام المقاتل اليمني على الميدان نحو مدن كبرى في عمق الاراضي المسيطر عليها النظام السعودي ، جراء انهيار الخط الدفاعي لجيش العدو ، بعد أن وطئتهم نعال فرسان اليمن الاشاوس “حافي القدمين”، وهذا ما يدركه الكثير من خلال تلك المشاهد البطولية التي وزعها الإعلام الحربي .
وعلى غير ما كان يتوقعه تحالف العدوان الأمريكي السعودي انقلبت المعادلة من الدفاع الى الردع وأصبح أمام معادلة توازن رعب صنعتها مفاجآت الجيش اليمني واللجان الشعبية ضمن الخيارات الاستراتيجية التي بدأت بالمنظومة الصاروخية التي كشفت عنها القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية وأبرزها الصواريخ المصنعة محلياً (النجم الثقب 1+2 ، الصرخة 1+2 ، وزلزال 1+2)، وكذا الصواريخ الباليستية المعدلة أو المصنعة محلياً (زلزال3 ، قاهر 1) والتي توزعت بين أهداف استراتيجية في العمق السعودي ، وبين معسكرات الغزاة والمرتزقة في الداخل ، وجميعها حققت أهدافها بدقة ، وكبدت تحالف العدوان خسائر فادحة في الارواح والعتاد ومزجت دماء مرتزقة بلاك ووتر الامريكية والاماراتي والسعودي والمنافقين ، لتصل إلى ذروتها عندما أسدلت القوة الصاروخية الستار عن صاروخ “بركان 1” البالستي من نوع سكود جرى تحديثه وتعديله لزيادة مداه إلى أبعد من 800 كيلو متر، وبرأس حربي مصمم لقصف القواعد العسكرية الضخمة،.
وما أن استهان وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” باليمن واليمنيين ، وطالب بتسليم الأسلحة والصواريخ الباليستية ، في مبادرته التي اعلن عنها مؤخراً من الرياض ، حتى جاء الرد سريعا من القوة الصاروخية للجيش من خلال ازاحة الستار عن منظومة صواريخ بالستية جديدة ومتطورة ومرعبة ، كخطوة استراتيجية ومفاجأة نوعية ، حيث تم استهداف قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف يوم الجمعة 2 سبتمبر 2016م التي تعتبر أكبر قاعدة جوية بالمملكة بصاروخ بركان 1 البالستي ، الذي يصل مداه ‘ 800 كم ، ورأس متفجر يزن نصف طن ، يليها خطوات أقوى وأكبر
وبإزاحة الستار عن منظومة بركان 1 باتت معظم القواعد العسكرية السعودية في مرمى نيران الصواريخ الباليستية المطورة محليا ما يجعل ذلك مؤرقا لأمريكا وإسرائيل التي وسعتا إلى تدميرها بشتى الطرق والوسائل ويضيق الخناق على النظام السعودي ويقلل من تفوقه الجوي بحيث لن يحصد إلا مزيد من الانتكاسات والاخفاقات في حال استمرار الحربى،لا سيما القوة الصاروخية للجيش لم تفصح بعد عن كل ما بجبعتها.
ولم تتوقّف إنجازات القوّة الصاروخية عن حدود بركان 1، بل عمدت وفي خطوة نوعية تتلاءم مع طبيعة المعركة إلى تطوير منظومة “صمود” الصاروخية ذات فاعلية تدميرية كبيرة بمدى 37 كلم، ورأي حربي يزن 300 كجم.
ومما لا شكّ فيه أن نتائج المعادلة الجديدة لا تقتصر على المواجهات البرية والضربات الصاروخية الموجعة ، بل تصل إلى البحر التي تمثّلت بتدمير السفينة الإماراتية، سويفت حيث ستجبر البوارج السعودية والإماراتية على البقاء بعيداً عن السواحل اليمنية الأمر الذي يحد من فاعليتها العسكرية. ، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على دخول الجيش واللجان الشعبية في كافّة ساحات المواجهة، لاسيّما البحرية منها باعتبار أن هذه السفن تتولى مهمّة الحصار الظالم الذي تفرضه قوى العدوان على الشعب اليمني.
اليوم، وبعد دخول البحر في معادلة الردع، بات السؤال الذي يطرح نفسه يتعلّق بطبيعة المفاجئة المقبلة ضمن مراحل الخيارات الاستراتيجية، نوعها.
وبين البر والجو مروراً بالبحر ، تبقى الكلمة الفصل للميدان الذي يسمح للجيش اليمني واللجان الشعبية بفرض معادلات ردع جديدة.
التعليقات مغلقة.