العدوان الاقتصاديّ ورقة أفشلها صمود الشعب اليمني
تقارير |21 نوفمبر :
اعتمد تحالُفُ العدوان الأمريكي السعودي وبشكل كبير على الورقة الاقتصادية من أجل إخضاع الشعب اليمني الذي واجه العدوان والحصار الإجرامي منذ ما يتجاوز 600 يوم بكل صمود وثبات وتلاحم .
ومع مرور الأيام وانكسار العدوان بفضل الله تعالى والصمود الأسطوري لأبناء الشعب اليمني عمل تحالُفُ العدوان على استخدام الورقة الاقتصادية وبشكل غير مسبوق؛ بهدف إثارة الشعب واستثمار الأَوْضَاع المعيشية الصعبة والتي خلّفها العدوان وعمل على تهيئة الظروف للوصول إلى هذا الوضع الإنساني والمعيشي الصعب ، فعمل ومن خلال كبار المنافقين المرتزقة على سحب السيولة من العملة المحلية واكتناز أموالَ الشعب في بنوك خاصة ورفض توريد مبالغ بيع الغاز والنفط والتي تقدر في اليوم الواحد إلى 240 مليون ريال من إيرادات الغاز المنزلي من منشأة صافر النفطية إلى البنك المركزي اليمني بالعاصمة صنعاء ، رغم أنها ايرادات عامة هي ملكٌ للشعب اليمني ولا يجوزُ التصرُّفُ بها أو تحويلها إلى أَيَّة حسابات خارجَ حسابِ البنك المركزي اليمني .
بعد ذلك انتقل تحالُفُ العدوان الأمريكي السعودي إلى الخطوة الأكبر عدواة للشعب اليمني بكل فئاته وهي نقلُ البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن المحتلة؛ بهدف شل حركة البنوك والتعاملات المالية في العاصمة صنعاء وخلق حالة من الانهيار الاقتصادي عبر سحْبَ الأرصدة البنكية وتجفيف مالية الدولة؛ بهدف الوصول إلى إجبار السلطات في صنعاء على عدم دفع رواتب موظفي الدولة وخلق حالة من السخط الشعبي في المحافظات التي لا تزال تقاوم الغزو والاحتلال.
المجتمعُ الدولي كان هو ذلك المتواطؤ منذ بداية العدوان مع تحالف العدوان الأمريكي السعودي حيث عمل على تجميد جميع الحسابات المالية والمصرفية للبنك المركزي بالعاصمة صنعاء وتمكين عملاء العدوان والاحتلال في الرياض من السيطرة والتصرف في أموال الشعب المودعة في البنوك العالمية وبيع العملة الصعبة وتحويلها إلى حساباتهم الخاصة في أكبر عملية سرقة في العصر الحديث .
توالت الأحداث وبدأ العدوان في الخطوات الأكثر خطورة والتي تهدفُ إلى إركاع الشعب اليمني فعمل إلى بث السموم وشن حملة إعلامية كبرى عبر وسائل الإعلام بهدف ترهيب الشعب وتكوين صورة ذهنية لديهم عن أن المجلس السياسي الأعلى في عاجز عن دفع مرتبات موظفي الدولة والدعوةإلى إثارة الفوضى والشغب؛ من أجل تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بالقوة العسكرية على مدى أكثر من 600 يوم من العدوان الغاشم والذي أفشله صمود وثبات أبطال الجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني الصامد .
لكن حصل ما لم يكن في حسبان تحالف العدوان الأمريكي السعودي وعملت القوى الوطنية على الاستعداد وبشكلٍ كبيرٍ على مواجَهة هذه المؤامرة القذرة التي تستهدف أقواتِ الشعب اليمين فعملت على تشكيل المجلس السياسي كخطوة أولى تهدف إلى ترتيب البيت الداخلي والجري بخطوات سريعة في تشكيل حكومة وطنية تدير البلد وتواجه العدوان .
المجلس السياسي الأعلى وعقب تشكيله على البحث وبكل الوسائل على توفير أكبر قدر من السيولة النقدية وبمختلف الوسائل المتاحة؛ من أجل صرف مستحقات موظفي الدولة في مختلف محافظات الجمهورية والتي كانت تتسلمُ مستحقاتِها من العاصمة صنعاء منذُ بداية العدوان الأمريكي السعودي على رغم من سَيْطَرَة قوى العدوان على مواد الدولة النفطية والغازية.
وشكّلت دعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى تدشن حملة شعبية لدعم البنك المركز اليمني بالأموال دفعة كبيرة حيث استجاب أبناءُ الشعب اليمني للدعوة الصادقة فهبّ الفقراء قبل الأغنياء للمساهمة بكل ما يستطيعون للتبرع والإيداع في حساب البنك المركزي والبريد اليمني ما مكَّنَ من توفير قدر لا بأس فيه من السيولة النقدية ودفع رواتب موظفي الدولة، الأمر الذي جعل قوى العدوان تفقد الشعور وتعيش حالة من الهستيريا، فعملت وبكل إجرام على ارتكاب مجزرة الصالة الكبرى والتي تمثل مجزرة العصر، حيث استهدف طيران العدوان بغارتَين عزاء آل الرويشان، ما تسبَّب في استشهاد وإصابة ما يقارب الـ1000 مواطن بينهم قيادات أمنية وعسكرية .
تزامنت هذه الجريمةُ مع الزخم الشعبي الكبير الذي كان يتفاعَلُ مع الحملة الشعبية الدعم البنك المركزي، ورغم كُلّ هذا الإجرام ذهبت كُلّ مخططات العدو أدراج الرياح وتمكن الشعب اليمني متكاتفاً ملتحماً بجيشه ولجانه إفشال كُلّ هذه المؤامرات القذرة التي تستهدف الجمهورية اليمنية أرضاً وإنسانا .
التعليقات مغلقة.