لماذا تتكتم السعودية عن خسائرها الفادحة في جيزان ونجران وعسير ؟
تجاهد السعودية لإخفاء خسائرها في جيزان ونجران. وعلى الرغم من التكتّم الإعلامي الذي تمارسه للتغطية على خسائرها، إلا أن توثيق اليمنيين للعمليات الدائرة في العمق السعودي أفشل تمنيات الرياض
جيزان | يفرض النظام السعودي حالة من التكتّم الإعلامي على خسائره التي يتكبدها جيشه يومياً على يدي المقاتل اليمني في المعارك الدائرة في كل من جيزان وعسير ونجران، لكن هذه السياسة المتبعة منذ بداية معركة الردع لم تعد تجد بعد مئات الصور والمشاهد التي يعرضها الإعلام الحربي وينشرها يومياً والتي يجري تصويرها في عمق الأراضي السعودية، سواء المواقع العسكرية، أو القرى والمدن التي يسيطر عليها اليمنيون.
في جيزان ومن النقطة التي تبدأ عندها علامات الحدود المفترضة بين البلدين تنتشر مشاهد الآليات السعودية المحترقة موزعة على التلال الجبلية التي دارت فيها المعارك وفي بطون الوديان، وصولاً إلى القرى والأحياء السكنية التي حولها الجيش السعودي إلى مناطق عسكرية مغلقة. وتؤكد مصادر عسكرية هناك لـ«الأخبار» أن ما يخسره الجيش السعودي في المعارك أضعاف ما نشاهده من محارق الآليات التي تخلّفها المواجهات، مشيراً إلى أن الجيش السعودي يخشى كثيراً إظهاره في مواطن الهزيمة، لذا يحرص على إخلاء أرض المعركة من كل ما يدل على هزيمته. ويضيف: «هناك كثير من العمليات لا يتسنى للإعلام الحربي توثيقها لأسباب عدة».
وعن سؤال عمّا إذا كانت أرقام القتلى التي يعلنها النظام السعودي بين الحين والآخر حقيقية، أجاب المصدر: «تقريباً في كل العمليات النوعية التي نقوم بها في داخل الأراضي السعودية يسقط لهم العشرات من القتلى والجرحى، وخصوصاً العمليات التي تتسم بعنصر المفاجأة، حيث يكون الجنود السعوديون مجتمعين في مكان معين مع شخصيات رفيعة المستوى». وأضاف المصدر: «يقتل العديد من الجنود السعوديين في عمليات القصف الصاروخي والمدفعي التي تستهدف يومياً مواقعهم ومراكز تجمعهم»، مؤكداً أن «النظام السعودي كان يتكتم على أعداد قتلاه وخسائره من العتاد منذ الحرب السادسة».
وخلال مواكبة «الأخبار» لواحدة من العمليات العسكرية التي جرت غرب قرية حامضة، شوهدت آليات سعودية يواكبها غطاء جوي ومدفعي كثيف تحاول سحب آليات أخرى بعد استهدافها من قبل المقاتلين اليمنيين. وخلال العملية انفجرت عبوة مزروعة بجرافة مدرعة تتقدم رتلاً من الآليات، ما أدى إلى إحراقها وقتل من فيها. وتظهر العملية حجم الاستنزاف الكبير الذي يصيب الجيش السعودي الذي يعجز عن الحفاظ على مواقعه ولا ينجح في سحب آلياته المعطوبة.
يشار إلى النظام السعودي يتحدث ببن فترة وأخرى عن وقوع قتيل أو قتيلين نتيجة ما يسميه «عمليات تسلل» أو «نيران من الأراضي اليمنية»
وكان «الإعلام الحربي» قد نشر أخيراً صوراً لعمليات قنص جنود سعوديين في مواقع عسكرية في جيزان وأخرى في مدينة الربوعة أثناء مطاردة ما بقي من الجنود السعوديين فيها. فيما يواصل الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» التقدم في محاور عدة من جيزان، حيث أُحرقت آلية عسكرية في موقع المحرق القريب من مدينة الخوبة
التعليقات مغلقة.