صلاةُ البندقيّة .. الشاعر حسن المرتضى
الشاعر | حسن المرتضى
الآنَ يتضحُ الطريقْ
كلُ الجهاتِ الآن حددت المسارْ
ارفعْ جبينكَ قبلَ رفعِ البندقيّةْ
واسحبْ زنادَ النبضِ قبلَ الانطلاقْ
كنْ أنتَ فوّهةَ النهارْ
كنْ طلقة أو قاذفاً أو كنْ شظيةْ
لا تسترحْ يوماً
فليست للمحاربِ بيننا
في الحربِ أوقاتُ استراحةْ
إنْ تسترحْ في لحظةٍ
معناهُ أنكَ قد قُتلتْ
فرصاصُ أعداءِ الحياةِ بك استراحْ
سدّدْ بقلبكَ
ارسل العينين كيما تخنقا عُنقَ العدوّ
وارفعْ جبينكَ كي يلوحَ الانتصارْ
الآن يتضحُ الطريقُ وأنتَ حددتَ الهدفْ
فاجعلْ مساءكَ آيةً واجعلْ صباحكَ آيتينْ
البندقيةُ آيةٌ والذكرُ من شفتيكَ آيةْ
أنت الذي ترمي وعنك اللهُ سدّدَ في الرمايةْ
فارفعْ جبينكَ إنّ ناصركَ الإلهْ
واخفضْ فؤادكَ بين قومٍ مؤمنينْ
الآن يتضحُ الطريقُ إلى الأمامْ
لا أرضَ تُبصرها وراءكْ
لا شيءَ تدعوهُ الوراءْ
الأرضُ تنتظرُ القدومْ
أهناكَ من أحدٍ سواكَ يكونُ قبلَ الواصلينْ
فلقد تحددت الجهاتْ
إذْ ليس من جهةٍ سواكْ
فاصعدْ إليكَ من اليقينْ
واجعل متارسكَ الثباتْ
الأرضُ منكَ فكنْ بها حجراً تشقّقَ بالدموعِ لخشيةِ الرحمنْ
الأرضُ منكَ فكنْ بها جبلاً إذا حملَ الأمانةْ
وأبرأ من الجسد الذي يوماً يفكرُ أنْ يخونْ
ماذا يحسُّ الآن جسم تحت هذي الأرض للرحمنِ خانْ
الأرضُ منكَ فكنْ بها نهراً ولا تشربْ سوى زادِ الطريقْ
الأرضُ منك وأنت منها حين تعملُ ما يليقْ
فكن الحقيقةَ لا تكن زيفَ البريقْ
وكن الزمانَ
كن المكانَ
كن الطريقَ ومن مشى فوق الطريقْ
هل أنت تعلمُ كيف تسبيحُ البنادق حين تمسكها يداكْ؟
هل تفهم المعنى الذي قالتهُ أفواهُ الرصاصْ
قالت كلاماً ليس يفهمه سوى عرقُ الجبينْ
مادمتَ تعرقُ أنتَ تفهمُ ما تقول البندقيةُ والرصاصْ
فارفعْ جبينكَ أنتَ في وضحِ الطريقْ
والعمرُ متراسٌ إذا حصّنتهُ باللهِ كانَ اللهُ حصنكَ في الوجودْ
فارفعْ جبينك فالسجودُ له ارتفاعٌ للجبينْ
واحملْ سلاحكَ في طريقِ اللهِ لا تخذلْ سلاحكْ
واذكر إلهك َ حين ألهمكَ السجودْ
الآن يتضحُ الطريقُ وفي مسارك سجدتانْ
فالأرض محرابٌ وفيها قبلتانْ
وجّهْ جبينكَ حيث تُنتظرُ الصلاةْ
فالقبلةُ الأولى إليها الروح تحضر ُ قبل تحضير الجسدْ
والقبلةُ الأخرى صلاة البندقية
القبلة الأخرى صلاةُ البندقية
التعليقات مغلقة.