الجنوب .. ضحية الصراع الإماراتي السعودي
متابعات – صحافة محلية | محمد محسن الحمزي :
ما زالت محافظة عدن تعيش في أجواء التوتر العسكري والأمني, فالمواطنون في المحافظات الجنوبية يعيشون أياماً سوداء من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي التي زعمت تحرير اليمن من أهلها بالتنسيق مع سيطرة الميليشيات وتنظيمات الإرهاب التي يعتمد عليها المجرم هادي ونائبه علي محسن في قتل الشعب اليمني ليفرض سيطرته على الجنوب بالتحالف مع الإرهاب والاعتماد على الوصاية الأجنبية .
فقد عاشت محافظة عدن الأسبوع الماضي نذر حرب يناير الأهلية بتجدد الاشتباكات العسكرية بمطار عدن الدولي بين مليشيات الإصلاح وتنظيمات القاعدة وميليشيات من أبين متحالفة مع السعودية من جهة ، وبين ميليشيات الحزام الأمني والسلفيين وميلشيات من الضالع ويافع من جهة أخرى .
وعلى الرغم من جو الترقب والتحشد القبلي والعسكري بين ميليشيات شرعية الرياض وأبو ظبي يترقب المواطنون لحظات الخوف بانفجار هذا الصراع المناطقي بين الوافدين الجدد مع قوات الاحتلال الأجنبي ، وكذلك زرعت شرعية الارتزاق صراعاً دينياً ومذهبياً بإنشاء ميليشيات عسكرية وأمنية على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي لكي تتصارع فيما بينها لتتمكن دول الاحتلال من السيطرة على الجنوب وفرض وصايتها الاستعمارية .
وفي هذا السياق أوعزت السعودية للفار هادي بتحجيم قوة الإمارات والرد على تمددها نحو مناطق نفوذ السعودية ، حيث استغلت قوات الحزم التابعة للإمارات الفراغ الأمني والعسكري في محافظات شبوة وأبين ولحج الذي تسبب فيه الفار بإفراغ المعسكرات التي تتولى الحماية العسكرية والأمنية لتلك المحافظات والدفع بالكتائب العسكرية للجيش لجبهات القتال في نهم والبقع والمخا وميدي فاستغلت قوات الحزام الأمني الفراغ فانتشرت في المحافظات بحجة محاربة القاعدة وتعزيز أمن المواطنين بالتنسيق مع السلطات المحلية بالمحافظات وعملت على تجاوز سلطة الفار الهادي وجيشه الوطني ذي الطابع الاخواني القاعدي .
الأمر الذي أدى إلى إصدار الفار قراره المفروض سعودياً في الشهر الماضي القاضي بإخضاع قوات الحزام الأمني بعدن لسلطة حسين عرب وزير داخلية هادي وقضى القرار بإيقاف مرتبات عناصر قوات الحزام الأمني ما لم تخضع لسلطته ، وهو ما أدى إلى تصادم عسكري بين الطرفين ، حيث قامت قوات التدخل السريع التابعة لحسين عرب والتي اغلب منتسبيها من محافظة أبين بمحاولة السيطرة على الملف الأمني بالقوة العسكرية في محافظة عدن ما أدى لاشتباكات ليلية عنيفة مع قوات الحزام الأمني والتي اغلب منتسبيها من محافظة الضالع وامتدت المواجهات لأغلب مديريات المحافظة ، وأسفرت تلك المعارك عن طرد القوات التابعة لهادي وسيطرة قوات الحزام الأمني على الوضع العسكري والأمني في عدن .
وفي سياق متصل اتهمت قيادات من قوات الحزام الأمني التابعة للإمارات الفار هادي وميليشيات الإصلاح بالعمل على إفشال الحملة العسكرية بجبهة المخا وباب المندب التي يقودها وزير الدفاع الجنوبي السابق هيثم قاسم طاهر والمكونة من مرتزقة جنوبيين أغلبيتهم من محافظة الضالع بمساندة إماراتية للسيطرة على ميناء المخا لتستطيع الإمارات السيطرة على مضيق باب المندب وإخضاع الممر الدولي بشقيه اليمني والإفريقي بشكل كامل لسيطرتها من خلال القواعد التي أقامتها الإمارات في دولة جيبوتي وارض الصومال ، وكذلك من خلال احتلالها لجزيرتي سقطرى وميون وهو ما سيؤدي إلى إخراج السعودية من المنفذ الدولي ويفشل تحالفات السعودية مع اريتريا وإسرائيل بالسيطرة على الممر المائي الدولي حيث امرت السعودية هادي باستدعاء كتائب الحماية الرئاسية بقيادة ابي مهران القباطي وبسام المحضار القريبين من القاعدة من جبهة البقع في صعدة لمحافظة عدن بحجة تكليفهما بمهام أخرى.
وفي هذا الشأن تفيد أكثر الروايات المحلية لوصف ما حدث في جريمة الاشتباكات في مطار عدن مطلع الأسبوع الماضي بمحاصرة قوات التدخل السريع التابعة لوزير داخلية هادي معززة بكتيبتين لقوات الحماية الرئاسية المعززة بالسلاح الثقيل مطار عدن وطالبت من قوات حماية المطار التابعة للحزام الأمني بقيادة اللواء زايد الأول بقيادة عبدالغني الصبيحي تسليم المطار ، وبدوره رفض الصبيحي تسليم المطار ؛ لتندلع اشتباكات عسكرية عنيفة بتمام الساعة الواحدة إلا ربع فجر الأحد بالقرب من المطار ، وشاهد المواطنون انتشاراً عسكرياً لألوية الحماية الرئاسية والقوة التي كانت تتولى حماية المطار بقيادة صالح العميري ” ابو قحطان ” داخل المطار وخارجه وامتد انتشار الطرفين لجوار مستشفى البريهي في مدخل الطريق البحري المؤدي إلى المطار ليشمل أكثر مديريات محافظة عدن ، وأغلقت قوات أمنية محيط المطار ومديرية خور مكسر بالكامل من الخط البحري والعريش عقب انفجار استهدف نقطة أمنية في جولة العريش قرب سور المطار.
ومن جهة أخرى أكدت مصادر محلية تدخل قوات عسكرية من دولة الإمارات بشن ضربات جوية لطائرة إف 16 وطائرات الاباتشي التي حلقت بشكل مكثف في مديرية خور مكسر وخاصة في المطار ومحيطه ، كما قامت باستهداف طقم عسكري ومدرعة ودبابة لقوات الحماية الرئاسية ، مما تسبب في مقتل وإصابة العديد من منتسبيها . هذا وانتهت المعارك بفشل قوات التدخل السريع وقوات الحماية الرئاسية في السيطرة على المطار ، وظلت قوات الحزام الأمني حليفة الإمارات تحكم سيطرتها على المطار ، واثر ذلك تدخلت وساطة حكومية لإنهاء الاشتباكات وانسحاب المسلحين من المحافظة .
التعليقات مغلقة.