تجربة انصارالله بين الواقع والتبخيس والجحود
مقالات | 5 سبتمبر | بقلم / عبدالملك العجري :
وصل الامر عند البعض حد التبخيس التام لدور انصار الله وحلفائهم من القوى الثورية وانكار اي انجاز ورميهم بالفشل والقصور غير المعزوفات الابدية والمقولات العنصرية , وغيرها من الاستدعاءات المزمنة التي يتم توظيفها عن سابق قصد وترصد لصناعة الكراهية ضد انصار الله ولتكون بمثابة سياجات عازلة تحاصر أنصار الله في جيوب جغرافية وطائفية .
ولان الامر معهم تعدى النقد المقبول الى البخس المقصود والنكران والتنكر سؤالي لهؤلاء ان كنتم اهلا للإنصاف والحكم بالعدل, تعالوا لنحاكم تجربة انصار الله والقوى الثورية في سياقها السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي ورثته ,والعقبات والمؤامرات التي وضعت امامها من يومها الاول لإجهاضها وفي ضوء ذلك نقرا تجربة السلطة الثورية (على فرض انها تجربة انصار الله والا فاني اعتقد وبإصرار ان انصار الله لم تتح لهم الفرصة بعد ) .
عندما امسكت اللجنة الثورية بعد 21 سبتمبر 2014م كان الوضع الداخلي الذي ورثته كالتالي :
اولا :دولة هشة على حافة الانهيار .
قبل 2014م كانت كل التقارير المحلية والدولية والمنظمات الاممية تنظر لليمن دولة فاشلة نتيجة لفشل الإدارة السياسية، وانعدم الاستقرار السياسي، عاجزة عن فرض النظام والقانون وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنية .وغيرها من العوامل التي تسبّب في تهديد كيان الدولة(يعني بالبلدي باقي لها دهفة )وعندما جاء انصار الله والقوى الثورية كان امامهم دولة عبارة عن عجوز مريضة تسير وسيل البول من خلفها يجري .هذه الدولة المتهالكة التي ورثتها سلطات 21سبتمبر تعرضت مباشرة لحرب عدوانية من اغني الدول النفطية والدول الصناعية مجتمعة ,وكان في ظنهم ان هذا الكيان المتهالك يكفيه نفخه من الجو ليتطاير كالعهن المنفوش ,غير ان المفاجأة ان انصار الله والقوى الثورية ومن خلفهم الشعب اليمني نفخوا في هذا الكيان البالي من القوة ما جعلة يصمد للعام الثالث على التوالي في واحدة من المفارقات التاريخية النادرة ليس من قبيل المبالغة ولكنها الحقيقة التي يقرها الخصوم وينكرها الجاحدون .
ثانيا :اقتصاد على وشك الافلاس :
في 20144 كان اجمالي الاحتياطي النقدي اليمني اربعة مليار, مليار منها او اثنين عبارة عن وديعة ,وعندما نسمي هذا المبلغ احتياطي فهو من قبيل ,المجاز فنحن نتحدث عن احتياطي دولة وليس عن صندقة رجل اعمال علما ان احتاطي بعض اركان النظام السابق يتجاوز هذا الاحتياطي بأضعاف. وبعد العدوان فرض حصار اقتصادي خانق على اليمن وتوقف انتاج وتصدير النفط وقصفت المصانع وتقريبا كل الموارد التي تعتمد عليها الموازنة العامة للدولة كانت خارج الخدمة او تحت سيطرة العدوان باستثناء ميناء الحديدة .وفي ظل هذا الوضع استمرت اللجنة الثورية لعاميين متتاليين تصرف المرتبات لكل موظفي الدولة في الشمال والجنوب الى ان نقل البنك الى عدن و ابعد البنك المركزي في صنعاء خارج الدورة المالية او النقدية .هذا غير تكاليف المجهود الحربي واحتياجات الجبهات التي تلف اليمني من شرقة لغربه وجنوبه لشماله وجبهتان في نجران وجيزان ,وبحسبة بسيطة يستطيع اي منصف ان يدرك ان ما حدث فوق المتوقع بكثير اذا علمنا ان بند الاجور والمرتبات في موازنة 2014 يساوي خمسة مليار ,واذا علمنا ان حرب صيف 94م بلغت كلفتها المباشرة 11 مليار دولار ,وهي حرب اهلية بين شريكي الحكم انئذ و لم تستمر اكثر من شهرين و حدود مفتوحة ودعم غربي كبير ,,ومقارنة بتكاليف حرب 94م والوضع المريح لشركي الحكم في صنعاء حينها لك ان تتخيل الارقام الفلكية التي تحتاج لها مواجهة جبهة عدوانية تمتد من الخليج الى المحيط وفي عامها الثالث غير بقية التفاصيل ,,,اترك الحسبة لكم .
ثالثا: وضع ومؤسسة عسكرية مفككة ومشلولة .
لا حاجة للحديث عن وضع المؤسسة العسكرية في 20144م لأنه تحصيل حاصل غير ان احدى الحقائق المؤسفة ان الترسانة العسكرية التي تستنزف مشترواتها خزينة الدولة ولا احد يعرف عن ارقامها الفلكية شيئا .هذه الترسانة العسكرية للأسف (اقولها بحسرة وحرقة شديدين )كانت الاستراتيجية التي بنيت عليها مواجهة التهديدات والاخطار الداخلية بدرجة اساسية و الخارجية بدرجة ثانوية وتكاد تكون هامشية وباستثناء صورايخ اسكود ونحوها فان معظم الترسانة العسكرية الضخمة لا تصلح الا للحروب الداخلية . مع ذلك فان اللجان الشعبية وما تبقي من الجيش الوطني وبدعم والتفاف الشعب اليمني استطاع ان يصمد في وجه اعتى واحدث الة عسكرية ,وببسالة قل ان يكون لها مثيل في العصر الحديث استطاع ان يثبت معادلة حربية جديدة تقوم على قاعدة “المقاتل الفتاك في مقابل الالة الفتاكة ” ,وان يسقط نظرية الحروب الحديثة منذ حرب الخليج الاولى التي ترتكز على ان التفوق الجوي والاقتصادي كفيل بحسم اي معركة .
نظرية التفوق الجوي والعسكري نجحت لعقود من الزمن في معظم بلدان العالم لكنها سقطت في اليمن بسواعد وهمة وبسالة مقالي اللجان والجيش والمغاوير .
لا نريد الاسترسال في تعديد الانجازات ولا في توضيح السياق المصاحبة للتجربة لان الحديث سيطول بنا فقط عرضنا لبعض النماذج التي تقارب الفعل الثوري في سياقاته المصاحبة والممكنة والتي اقل دلالتها ان القدرة على الحفاظ على هذا الكيان المسمى دولة بكل علاته يعد بحد ذاته انجاز لا يتجاهله الا جاهل او جاحد لد .
بعض العباقرة لماذا اذا دخلتم في حرب غير متكافئة وانتم تعلمون حقيقة الوضع ؟
ايها العبقري وهل نحن من اعلن الحرب ام ان السعودية هي من اعلنت العدوان على اليمن بدون اي مسوغ قانوني محلي او دولى حتى على فرض وجود انقلاب فانه يظل شانا داخليا ,ثم هل تعتقد ان نظام ال سعود سيسمح باي حركة تصحصيح سياسية او ثورية تخرج اليمن من تحت العباءة السعودية ,لماذا اذا تدخلت في 62م ولم تسمح بتوقف الحرب الا بعد ان طوعت الثورة لارادتها ؟ولماذا قتلت الحمدي؟ .من يبرر تدخلها في 2014م فانه يبرر تدخلها في 62م ,ويبرر قتلها للشهيد الحمدي وحركته التصحيحة
التعليقات مغلقة.