يوم الغدير ليس مناسبة لطائفة معينة وما حدث فيه أيضا ليس خاصا بالإمام علي عليه السلام وبالجيل الأول وإنما هو مناسبة إسلامية ترتبط بالأمة إلى يوم القيامة مناسبة أول من أحياها هو رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأمر الله سبحانه بإجماع المسلمين فليس هناك أحد من المؤرخين أو المحدثين ينكر ما حدث في الثامن عشر من ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة في حجة الوداع في غدير خم والخلاف فقط في مدلول قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم( من كنت مولاه فهذا علي مولاه) فنحن نعتقد بأن الرسول في هذا اليوم رسم المسار السياسي للأمة إلى يوم القيامة. ومن خلال الإمام علي قدم للأمة المعايير والمواصفات التي يجب أن تتوفر فيمن يلي أمرها إلى يوم القيامة.
ومن يتأمل في واقع الأمة اليوم يجد أن معاناتها في ماضيها وحضرها هو من هذا الموقع من حكامها الضعفاء الجبناء الجهلة الذين لا يهمهم إلا مصالحهم ولو على حساب شعوبهم.
لاحظوا معي زعماء أمتنا بعد تحرك أمريكا لاحتلال منطقتنا ماذا كان موقفهم؟ فبدلا من العمل على حماية شعوبهم من هذا الخطر الكبير الذي يستهدف الأمة في كل شيء حتى في وجودها ذهبوا إلى أمريكا ليقدموا أنفسهم جنودا لها لضرب كل من يتمرد ويرفض ما تريده أمريكا بهذه الشعوب.
ما الذي عملنا بالنظام السعودي والإماراتي والمتحالفين معهما حتى يشنوا علينا هذا العدوان؟ أليس استجابة لأمريكا؟ ما الذي قد عملناه بالشعب السوداني حتى يديروا ظهورهم لإسرائيل التي تضربهم بين حين وآخر ويأتوا لحربنا؟
كل ما يحصل هو من الحكام الذين جندوا أنفسهم لأمريكا. فقدموا أمتنا ضعيفة ولديها كل مقومات القوة، طلعوا أمة القرآن أغبى أمة في أزهى عصور الدنيا، أمة ممزقة رغم كل ما تمتلكه من عوامل التوحد! فلو فهمنا ما حدث في يوم الغدير لعرفنا المعايير القرآنية والمواصفات الإيمانية لمن يلي أمرنا من خلال الإمام علي الذي قدمه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم للأمة من بعده بما يتمتع به من المواصفات والمؤهلات ومعايير الكمال التي لا بد أن تتوفر فيمن يحكم هذه الأمة التي اختارها الله لإيصال هذا الدين إلى البشرية جمعاء.
فالمسألة لا تتعلق بالجيل الأول بل هي ممتدة إلى يوم القيامة، ونحن عندما نحيي هذه المناسبة فليس الغرض نبش قضايا تاريخية لا علاقة لحاضرنا بها وإنما لها علاقة أساسية بما تعانيه أمتنا اليوم فنحن بأمس الحاجة إليها فلا مخرج للأمة مما تعانيه إلا بالعودة إلى ما قدمه الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ربه في هذا اليوم العظيم فنعرف من هو الجدير بأن يلي أمرنا وفق المعايير والمواصفات الإيمانية التي عرف بها الإمام علي عليه السلام.
وما الذي قدم لنا بدلا عن الولاية بمعاييرها ومواصفاتها التي قدمت في مثل هذا اليوم؟ ألم يقدم بدلا عنها ثقافة أطع الأمير وإن قصم ظهرك؟ فحكم الأمة السفهاء والفاسدون والعملاء والطواغيت وفعلا قصموا ظهر الأمة واوصلوها إلى ما وصلت إليه اليوم.
وفي هذه المرحلة تم تحديث هذه الثقافة إلى أطع امريكا وإن احتلت بلدك ونهبت ثرواتك وانتهكت عرضك! أليس هذا ما يراد لشعوبنا اليوم؟ ثم أليس في هذا ما يجعلنا نعود إلى ثقافة الولاية التي قدمت في يوم الغدير؟ فنصحح واقعنا أو فلتنتظر أمتنا المزيد من الذلة والهوان وتنتظر أن تسحق وتسحق وتسحق تحت أقدام الأمريكيين والإسرائيليين.
التعليقات مغلقة.