الحركة الدعائية للمنافقين داخل المجتمع الإسلامي، كانت دعايات كثيرة، وواجهها القرآن بقوة.
الأعداء بيركزوا على هذا وليس هذا بجديد حتى في مسيرة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وحركته الرسالية، كان هناك جهد كبير من جانب الأعداء لمواجهة الإسلام بالدعايات، دعايات على الرسول نفسه، دعايات عليه قالوا عنه أنه ساحر، نشروا هذه الدعاية حاولوا أن يقنعوا الناس بها، نشروا عليه دعاية أنه مجنون, وحاولوا أن يقنعوا الناس بها, نشروا دعايات أخرى شاعر, كذاب, إلى أخره.
دعايات تتعلق بالقرآن الكريم نفسه، على أساس إبعاد الناس عن القرآن الكريم، قالوا أساطير الأولين، حاولوا أن يعمموا هذه الدعاية وأن يقنعوا الناس بها, دعايات متنوعة ومتعددة بشأن القرآن, بشأن الإسلام, كدين بشكل عام, ثم حركة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) استغلال في كل ظرف, في كل مرحلة, هذا على مستوى الكافرين.
على مستوى المنافقين أيضاً، من أهم ما نعرفه ونستفيد منه من خلال القرآن الكريم, الحركة الدعائية للمنافقين داخل المجتمع الإسلامي, كانت دعاية كثيرة, وواجهها القرآن بقوة, حديث واسع في القرآن الكريم, القرآن الكريم واجه الأسلوب الذي يعتمد عليه الكافرون, والأسلوب الذي يعتمد عليه المنافقون أسلوب الدعاية واجهه بحرب شديدة جداً حرب إعلامية, تستند إلى الحق والحقائق, وفضح واقع الأعداء, وكشف زيفهم وإظهارهم على حقيقتهم, وفي نهاية المطاف كان المنتصر هو الحق هو الهدى.
عندما يستندون ويعتمدون هم على الأكاذيب، نحن بحمد الله وبفضله كأتباع للحق كمتمسكين بالقرآن لدينا ما نقول بحق، بحق لا نحتاج إلى أن نعتمد على الكذب، مثلما يعتمدون هم، أو على اختلاق دعايات لا. لدينا من الحقائق ما يكفي، إنما كيف نمتلك القدرة والكفاءة لتقديم ما لدينا من حقائق، سواء في الدفاع عن الحق الذي نتحرك على أساسه، أو في كشف واقع الأعداء، القرآن الكريم واجه أسلوب الدعايات من جانب الأعداء في اتجاهين: اتجاه دفاعي، دفاع عن الحق، ودفاع عن رموزه، دفاع عن منهجه, وكذلك أسلوب هجومي, كشف لواقع الأعداء, لواقع ما هم عليه من باطل, وزيف, وظلم, وظلام, وطغيان, وإجرام, وأفكار سيئة, وأباطيل كثيرة.
ونجد في القرآن الكريم كيف كان القرآن الكريم يسجل ويقدم ما يقولون، ما يقول المنافقون ثم يرد عليهم ويفضحهم ويهاجمهم، يعريهم ويكشف ما هم عليه من باطل، بطريقة عززت الهزيمة واليأس في قلوب الأعداء، بل نجد أن الله قال عن القرآن الكريم مخاطباً للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) {وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} وجاهدهم به جهاداً كبيرا، سلاح فتاك هدى الله القرآن الكريم سلاح قوي, سلاح على المستوى الإعلامي, على مستوى الحجة والدليل, سلاح قوي يهزم الأعداء ويكشف ما هم عليه من باطل, ما هم عليه من زيف.
عندما نأتي إلى الأسلوب الذي يعتمدون عليه حالياً في مواجهة هذه المسيرة تجد يشتغلون في اتجاهات متعددة، التركيز على تقديم أكاذيب عن المنهج الذي ننتمي إليه, عن منهج هذه المسيرة, مثلاً يقدمون افتراءات وأكاذيب على أساس أننا نعتقدها, أو نسير عليها, أو ما شابه, أو نقولها, وهي مما لا يقال, أو كذلك يعتمدون على نقل وقائع مزيفة, مفبركة لا أساس لها, يدّعون على المجاهدين ارتكاب جرائم معينة, وأفعال معينة, تصرفات معينة مشوهة, لا أساس لها أبداً.
عندما نأتي نحن لنواجه الأسلوب الدعائي، نحتاج أولاً أن نكون نحن فيما نحن عليه من الوعي، فيما نحن عليه من الاستيعاب، والفهم للحق، والثبات عليه، والارتباط بهدى الله سبحانه وتعالى، على مستوى عال، لا نتأثر نحن, ثم نقدم للناس من الهدى والحق, ونواجه أسلوب الأعداء الدعائي, بما يكون فعلاً مقنعاً للناس, وبما يكشف زيف الباطل, ودعايات المنافقين والكافرين , هذا جانب هم.
من يتابع صحافة الأعداء، مواقعهم على الإنترنت، كتاباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ونشاطهم الدعائي بين الناس، في قرى، في مدن، في مناطق كثيرة، المنشورات التي توزع، يلحظ فعلاً أن هناك حملة دعائية كبيرة.
كيف تواجه الحملة الدعائية؟. الحملة الدعائية لا يمكن أن تواجهها ببندق، ولا بمدفع، ولا برشاش، يعني: لا تكفي خبرتك القتالية في مواجهة العمل الدعائي، تحتاج إلى الوعي، تحتاج إلى الثقافة القرآنية، تحتاج إلى الكفاءة, والقدرة اللازمة التي تتحرك من خلالها بتقديم هذا الحق إلى الناس, وهو مقنع, وهو مؤثر, وهو سيزيح ما لدى الأعداء من باطل, وسيزهق باطلهم, هذا جانب مهم جداً.
دعايات الأعداء متنوعة ومتعددة، منها ما هو لإثارة الشك، ولإثارة الخلل في الداخل, هذا النوع من الدعايات يوجه إلى من ؟ هذا النوع من الدعايات داخل المجاهدين، داخل مجتمعهم، دعايات تثير الشك، إما الشك في المنهج الذي تنتمي إليه, التشكيك مثلاً في المسئولية الجهادية, ومحاولة إثارة الشبه, مثلما كانوا يقولون كيف مجاهدين مسلم يقتل مسلم؟. ليش ما تقتلوا الأمريكيين، ليش ما تسيروا تقاتلوا الأمريكيين؟. من بن تقتلوا؟ من تقاتلوا؟ أنتوا بن تقاتلوا يمنيين، إلى أخره, كان بيحاولوا بهذا إثارة شبه, إثارة شك في الداخل, إثارة الشك إما تجاه المنهج, تجاه القيادة, تجاه المسئولية نفسها, أو للتشكيك في حالة الإخاء والترابط في داخل المجتمع المجاهد.
مثلاً: التشكيك فيما بين المجاهدين تجاه بعضهم بعض, ما بين المجتمع والمجاهدين, هذا النوع من الدعايات التي تهدف إلى إثارة الشك, يتوجه إلى داخل المجاهدين, ينشر بطريقة خطيرة, قد لا يتنبه الإنسان أنها دعاية, البعض قد يتكلم عند مجاهد معين, أو بين أوساط المجتمع بدعاية معينة, أو حتى يستغل أحياناً تكون الدعاية استغلال, إما لخطأ معين, أو لتصرف معين, مثلاً نحن نعرف في هذه الفترة أن لدى الأعداء اهتمام كبير جداً لجمع معلومات عن كل المجاهدين المتعقدين, والمتذمرين, بعض المجاهدين معقد, مستاء, إما من تصرف مشرف معين, تصرف معه تصرف قاسي, أو يشعر أنه ليس هناك اهتمام به, أو معاملة سيئة تعاملوا معه معاملة أستاء منها أو ما شابه.
الأعداء الآن بيجمعوا, بيجمعوا كل المعلومات عن المجاهدين المعقدين, ليش؟ على أساس استغلالهم؛ لأنه بيحاول يبحث عن أي ثغرة يمكن أن يدخل من خلالها، عندما يشوف مجاهد متذمر، بيتكلم بكلام سيء إلى بقية المجاهدين، أو إلى المشرفين بشكل عام، معقد متذمر، بيرى هذا بيئة مهيئة، مناسبة, يمكن أن يفعل, يمكن أن يدفع من حيث لا يشعر, هذا إذا لم يستطيعوا التأثير عليه ويتحرك بطريقة سيئة وهو يشعر, لكن إذا لم يستطيعوا التأثير عليه ودفعه إلى مواقف سلبية, فلديهم خبث ومكر, يحركوه من حيث لا يشعر, ويدفعوه إلى مواقف تزيد حالة التفرق, والاختلاف, تضعضع الواقع الداخلي, وتنشر بينه حالة الخلل.
الأساليب الدعائية لدى الأعداء كثيرة، الآن بيعملوا لحزب الإصلاح دورات في مصر، ودورات في تركيا, منها دورات عن الأسلوب الدعائي, يعني: الطرق والأساليب الجيدة لنشر الدعايات, وكيف تكون الدعايات مؤثرة, كيف تنشر الدعايات بين أوساط الناس بطريقة مؤثرة عليهم, بين أوساط المجتمع, بين أوساط المجاهدين, بين أوساط جهات أخرى, حتى المجتمعات التي لم تلتحق بعد بالمسيرة, يحاولون أن يعقدوها مسبقاً, حتى لا تتقبل في المستقبل.
كيف سنواجه حرب الدعايات، سواء الدعايات التي تستهدفنا كمجاهدين لإثارة الشك، أو تستهدف المجتمع من حولنا مجتمعنا، أو تنشر في المجتمعات الأخرى حتى يوجدوا بينها وبيننا وبين هذه المسيرة عائق, وحائل, لا تتقبل مستقبلاً, هذا يحتاج إلى ماذا؟ إلى وعي عالي، إلى استيعاب للحق إلى فهم للحق، من يقتصر على شكليات في هذه المسيرة، قراءة روتينية سطحية بغير تأمل ولا تفهم لبعض الملازم وحمل الشعار – مثلما قلنا في الدرس الماضي – ممكن أن يأتي مرحلة معينة يكون فيها حجم الحرب الدعائية مؤثر عليه وفوق مستوى وعيه, فوق مستوى وعيه.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من دروس شرح ملزمة
(في ضلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الثاني)
ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ: 15/ربيع ثاني/1434هـ
اليمن – صعدة.
التعليقات مغلقة.