الإرهاب والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
– كلمة سيدي العلامة المجاهد/ بدر الدين بن أمير الدين الحوثي –
الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة, وأشهد أن لا إله إلا الله الذي بيده ملكوت كل شيء مالك الملك رب العالمين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، أما بعد:
فإني أوصيكم بتقوى الله ربنا، وامتثال أمره، واجتناب ما نهى عنه، والتمسك بطاعته في كل أعمالنا؛ فإنا عن قليل راحلون من هذه الدنيا، ومنتقلون إلى الآخرة حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فعلينا أن نتقي الله، وأن نُعد لذلك اليوم العظيم، الذي وصفه الله وصفاً شديداً في القرآن كما قال: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيرا} دَاهية دَهْياء، يوم عظيم جداً، إنما تكون السعادة لمن جاء يوم القيامة آمناً، يوم الفزع الأكبر، فعلينا أن لا نشتغل بهذه الدنيا ولا نؤثرها على طاعة الله في شيء من الأشياء، وأهمها أن نتقي الله في الصبر على الجهاد، على نصر الحق، ومدافعة الباطل، أن نجتهد ونُجِد في دفع الباطل، ونصرة الإسلام؛ لأن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7) وقال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج: من الآية40).
فإذا نصرنا الله بنصر دينه – أما الله سبحانه فهو غني عنا – إذا نَصَرْنا دين الله نَصَرَنا وأعزنا، وإذا خذلناه خذلنا وأذلنا، هذا في العاجل في الدنيا: أن من نصر الله نصره، ومن خذل الله خذله.
وفي هذا الزمان زمان استقوى الكفار، وتسلطوا على المسلمين، وحاولوا إبطال الإسلام، وإضاعته، وتمييعه، وأن لا يبقى منه إلا جسد بلا روح؛ فعلينا أن ندافع عنه بقدر ما نستطيع؛ لينصرنا الله ويعزنا؛ ولنقوم بالواجب علينا قبل أن نرجع إلى الله يوم القيامة، ويسألنا ونكون قد فرطنا في حماية الدين، وقصرنا في الجهاد، وهو قد أمرنا في القرآن أمراً بأن ننصر دينه وندافع عنه ونحميه، فإذا لم ننصره لم تقبل الطاعات لا صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا شيء، إذا لم نقم بالدين كله بصدق، إذا تساهلنا في دين الله وتركنا الكفار يتمكنوا، ويضيعوا الإسلام، ولم ننصر الإسلام، ولم نعادِ أعداء الله فالدين لا يقبل منا؛ لأن الدين مترابط لا يقبل بعضه إلا بالبعض الآخر؛ لأن الله تعالى قال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}(المائدة: من الآية27).
وفقني الله وإياكم، وأعاننا وإياكم على ما يرضيه، وجمع القلوب على رضاه وتقواه، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
– وهذه كلمة لسيدي العلامة/ أحمد بن صلاح الهادي –
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونؤمن به. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الأخيار الأبرار الصادقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
أما بعد فقد جئنا إلى هنا كزيارة واستضافة عند الإخوان, فنقول: كثر الله خيركم، وأهلاً بكم لقدومكم من الحج.
وأنا كنت أريد أن أحول الموضوع كله، ولم أكن أريد أن أتكلم لأن لدينا ضيف كبير، ونريد أن نسمع منه وهو الأستاذ الفاضل العلامة /الحسين بن بدر الدين الحوثي حفظه الله، فأحب أن نترك المجال لـه ليكلمنا.
لكن: لنتواصى جميعاً بتقوى الله سبحانه وتعالى، وأن نكون مخلصين مع الله سبحانه وتعالى، والإخلاص درجة عالية لا ينالها إلا من أزال من قلبه الأمراض كلها، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يزيل عنا المرض مرض القلوب الذي لا يزال يُصَدِّيها، ولا يزال يبخس علينا الأعمال والله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} (الأحزاب:70).
إذا رجعنا إلى قول الله سبحانه وتعالى: {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} ربما أن هذا علاج للقلوب، القول السديد ربما أنه يعيننا على قلوبنا، انظروا كيف قال في نهاية الآية {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(الأحزاب: من الآية71) أعمالنا قد تكون أعمال بسيطة لكن قد يصلحها الله لنا؛ لأن الله ينظر إلى القلوب، لا ينظر إلى العمل بدون طهارة القلب، فالعمل إذا كان من صميم القلب خالص لله سبحانه وتعالى فهو كبير عند الله إلى مستوى عظيم، ألا ترون أن أمير المؤمنين – كرم الله وجهه – تصدق بخاتم فنزلت فيه آية تتلى إلى يوم القيامة, خاتم….
فعلينا أن نخلص مع الله سبحانه وتعالى وأن نقول القول السديد، وإذا أخلصنا وقلنا القول السديد فالله سيصلح لنا أعمالنا {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} كما أصلح لعلي بن أبي طالب عمله، صلح له علمه، وصار له مِنَّة على كل مؤمن وكل مسلم أنه مشارك له في عمله، انظروا على عظمة حازها.
فنحن إذا أخلصنا لله وعملنا فسيربي الله العمل حتى تكون اللقمة كالجبل وربما أعظم من ذلك. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (الأحزاب:71).
نرجو أن نكون من الفائزين، أما هذه الحياة فهي منتهية، وعما قليل ننتهي، وكم قد عرفنا من أناس، وكم قد مضى، وهذه الدنيا ليست إلا كظل زائل.
وهذا الشعار: [الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام]، فهانحن نقول من هنا، وهذا تعبير بقول – إن شاء الله – سديد، يصلح لنا ربي به العمل، فنقول: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام].
يا الله تقبل منا هذا.
فسنقول القول السديد، وإن شاء الله أن الله سيصلح لنا العمل، وإذا رجعنا إلى الله سيصلح لنا أعمالنا إن شاء الله، ويتقبل منا، ويعيننا على نفوسنا فإن نفوسنا مريضة وهي محتاجة إلى العلاج، ولكن ليس لنا من يعالجها إلا مثل هؤلاء الأشخاص مثل سيدي بدر الدين والحسين و الأستاذ عبد الله عيضة.
وسيدي بدر الدين يشفي هذا المرض من القرآن، أمانة إنه يعطينا كلام من الشفاء، وإننا نرجو الله أن يبقيه لنا، وأن ما يعطيه هدية من الله فلنستغل حياته، ألقى لنا خطاباً في يوم (عيد الغدير) يشفي وعلاج. ونحن أمراض أيها الأخوة، ولا توجد مستشفيات إلا القرآن ومَن يعبر عنه….
وفقني الله وإياكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
– ثم السيد/ حسين بدر الدين الحوثي –
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} (الفاتحة1::7).
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك الذي بعثته رحمة للعالمين، الذي بعثته شرفاً لهذه الأمة، وعزاً لهذه الأمة، ورحمة لهذه الأمة، بعثته بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، مجاهداً في سبيلك، محارباً للطغاة والجبابرة من أولياء الشيطان – الذي طردته من سمائك، فأخرجته مذموماً مدحوراً – ليخرج كل الطغاة من عالم الإنسانية مدحورين أذلاء، يُلبسهم الخزي والعار والذلة.
أيها الإخوة الأعزاء: شرف عظيم لنا أن نزوركم، شرف عظيم أن نقف أمام هذه الوجوه النيِّرَة، أمام أبناء همدان، وأبناء علي.
إنني بحق أقول لكم: كلما جئنا همدان، وكلما التقينا بكم أنتم يا أبناء همدان تذكرنا علياً, أصبحتم تذكروننا بعلي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، إذا كان أبناء محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) يذكرون بمحمد فإنكم أنتم تذكرونا بعلي.
علي الذي قال فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ((علي مني وأنا من علي)) قرين القرآن الذي قال فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((علي مع القرآن والقرآن مع علي)).
علي، بطلُ بدر وأحد والأحزاب وحُنين وخَيْبَر، بطل صفين والجمل والنهروان، علي الذي لم يكن فقط يذهل العقول في ميادين الجهاد وإنما كان أيضاً ينير الدروب بكلماته المباركة، بتوجيهاته النيِّرة، ببلاغته الخارقة. إنه ربيب محمد، وحليف وقرين القرآن.
فإذا كنتم أصبحتم تذكرونا بعلي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) فإنما لأنه ما يزال فيكم أنتم بركة علي، فيكم بركة دعاء علي, ودعاء الأئمة من بعده.. كلما وقفنا بين أظهركم، كلما انتقلنا إلى منطقتكم نرى أنفسنا وكأننا نسافر إلى عمق التاريخ.
ما من إمام من أئمة أهل البيت ووقفت معه همدان إلا وبهرته بصدقها ووفائها، إلا وانطلق شاهداً تاريخياً على ذلك الوفاء، على ذلك الصدق على تلك الشجاعة، فكان ما يمتلكه الأئمة من تعبير عن ذلك كله هو أن يخلدوا دعاء يقرأه كل من يتصفح صفحات التاريخ، يتردد على الشفاه كلما ترددت الأعين تتصفح صفحات التاريخ، أولم يقل الإمام علي (عليه السلام):
فلو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
إنها عبارة من بهره وفاء همدان، وشجاعة همدان، وصدقهم وإخلاصهم:
فلو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
كلما وقفنا أمامكم – أيها الإخوة – لنتذكر مسؤوليتنا جميعاً أمام الله في أن نكون من أنصار دينه، فنردد أحياناً عبارات التواصي فيما بيننا بالحفاظ على مذهبنا الزيدي، نقول لهمدان: إنكم أنتم لكم المِنّة أكثر من غيركم في ترسيخ قواعد هذا المذهب. أنتم من كنتم أنصار هذا المذهب، وأنتم من في واقعكم لا تحتاجون إلى من يذكركم بأن تكونوا من أنصار هذا المذهب، أنتم من وقفتم مع أئمته، من وقفتم مع أعلامه حتى ترسخت قواعده وانتشر نوره في هذه البلاد وغيرها.
إنه اجتماع مبارك، وإن أي اجتماع في ظروف كهذه واجتماع كهذا أو أقل أو أكثر من هذا لا يناقش فيه الناس هذه الأوضاع التي تعاني منها الأمة المسلمة، لا يتواصى فيه الناس بالحق فينظرون إلى الحق إلى بنيانه وهو يتصدع، إلى أعلامه وهي تطمس، إلى أنواره وهي تطفأ، ينظرون إلى ذلك الحق ليس فقط ليغيب عن الساحة، ليغيب عن الأفكار، ليغيب عن النفوس، ليغيب عن كل شئون الحياة.. وإنما ليحل محله الباطل والظلام والشر، كل اجتماع لا يناقش فيه ما يجعلنا نرى الحق، ونرى أمة الحق، ونرى أعلام الحق، وآثار الحق بالشكل الذي يحزن ويقرح القلوب ويبكي العيون.
إذا ما وقفنا جميعاً لنتأمل فنجد كيف أصبحنا في واقعنا نشاهد الأمور وهي تتبدل، وتنعكس القضايا، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}(آل عمران: من الآية110) هذا القرآن العربي يخاطب العرب، وشرف للعرب, ونحن وأنتم من صميم العرب والله يقول عن كتابه {قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}(فصلت: من الآية3) {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}(الشعراء:195) يقول: {كُنْتُمْ} أنتم أيها العرب {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} للناس جميعاً للبشرية جمعاء، تحملون هذه الرسالة العالمية، تحملون هذا النور للعالمين جميعاً {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}(آل عمران: من الآية110).
ما الذي يحدث الآن؟ هذه الأمة التي يقول عنها الله سبحانه وتعالى أنه حملها رسالة لتخرج بها إلى الناس جميعاً، هاهي اليوم يُطلب منها أن تقعد في بيوتها كما تقعد النساء، بل يُطلب منها أن تصمت فلا تتفوه بكلمة الحق، ولا تهتف بلعن من هتف الله بلعنهم في كتابه وخلده على لسان أنبيائه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}(المائدة:78).
ما نشاهده اليوم أن هذه الأمة التي كان المطلوب أن تكون هي من تَجُوب البحار طولاً وعرضاً فتقف في سواحل أوروبا وفي سواحل أمريكا هي الأمة التي تُؤْمَر هي وزعماؤها بالقعود والخنوع, قعود الذلة، قعود الخزي، قعود الخنوع والاستسلام، ونرى أولئك الذين لُعِنوا على لسان الأنبياء هم من يَجُوبون البلاد طولاً وعرضاً، فرقاً عسكرية تمتلك أفتك الأسلحة، أليست هذه من تقليب الموازين؟ أليست هذه من القضايا المقلوبة، والحقائق المعكوسة؟. في البحار الفرنسيون والبريطانيون والأمريكيون والأسبان وغيرهم هم من يتحركون، يحملون الأسلحة، هم من يحركون قطعهم البحرية في داخل وأعماق البلاد الإسلامية، والمسلمون كلهم لا يجوز لأحد أن يتحرك قيد أنملة.
إن الله أراد لهذه الأمة هكذا أن تكون أمة تتحرك في العالم كله {أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فهاهي تقعد ويتحرك أولئك. ولماذا يتحركون؟. هل ليأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؟ أم لينشروا الباطل والفساد والقهر والظلم والذلة والخزي لكل أبناء البشرية وللعرب خاصة؟ للعرب خاصة. هذه أشياء مؤسفة، هذه حقائق نحن نشاهدها.
في الحج يوم أن بدأ المسلمون يهتفون بالبراءة من المشركين، يوم أن بدءوا يعملون على أن يعود الحج إلى أصالته الإسلامية؛ لأن الحج في أول عملية لإعادته إلى حج إسلامي إنما كان يوم أرسل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ليعلن البراءة من المشركين بتلك العشر الآيات الأولى من سورة براءة؛ ليعلن البراءة من المشركين، بل ليعلن الحرب على المشركين وليس فقط البراءة منهم.
كانت تلك هي أول عملية لتحويل الحج إلى حج إسلامي، وصبغه بصبغة توحي بالأهداف المقصودة من وراء تلك العبادة العظيمة التي هي الحج، فعندما بدأ الناس يهتفون بــ[الموت لأمريكا والموت لإسرائيل] في الحج، بأمر من ابن علي الذي هتف ببراءة، فقال سبحانه وتعالى يحكي تلك البراءة {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}(التوبة: من الآية3) براءة من الله، وبراءة من رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وبراءة من علي، قرأها علي كلها براءة من المشركين.
يوم أن تحرك ابن علي الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ليعيد الحج إلى أصالته عرف أولئك الذين لا يريدون للعرب أن يتحركوا قيد أنملة لأداء الواجب الملقى على عواتقهم من الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الآية: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}(آل عمران: من الآية110) صدر المنع وحدث ما حدث في الحيلولة دون أن يتردد ذلك الشعار.
ونحن العرب لا نفهم، وهذه هي بساطتنا، وهذا هو ما جعلنا ضحية لليهود، نحن من دائماً نضع حداً لأعمال المفسدين، ونضع حداً للفساد.. أنه إنما سيصل إلى هنا فقط، ولا نعلم بأن الفساد لا ينتهي، أن الفساد لا حد له، أن الفساد لا يتوقف عند نقطة معينة، أن الظلم والباطل لا يتوقف عند نقطة معينة. من الذي كان يتصور أن بالإمكان أن تصل بنا الحال إلى أن نُمْنَع في مساجدنا من ترديد مثل هذا الشعار؟. أوليس الأمر قد وصل إلى ذلك؟ لقد عُمم هنا في اليمن على المساجد أن لا يتحدث الناس فيها عن أمريكا، وكنا نحن لا نتصور إلا أنه فقط مُنع في الحج.
عندما جاء المنع في الحج تجاوب المسلمون ولم يكونوا يهتموا بأن عليهم أن يقفوا موقفاً يجعل أولئك ييئسون من أن باستطاعتهم أن يوقفونا عن أداء الواجب الإلهي الملقى على عواتقنا نحن العرب في مثل قوله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}(آل عمران: من الآية110) لكنا هكذا قلنا لا بأس في الحج. بعد الحج ما الذي حصل؟. منع في المساجد، فقلنا: لا بأس فالمساجد هي للعبادة، كما قال أولئك: [الحج هو عبادة، وأنت عليك أن تذكر الله فقط ولا تتعرض لشيء]. سنقول نفس الشيء: [هذه مساجد وما دخل المساجد بـ(الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود) ونحوها].
هل المساجد أعظم من القرآن الكريم؟ القرآن الكريم مليء بتلك الآيات التي تلعن الظالمين، وتلعن الفاسقين، وتلعن اليهود والنصارى من مثل هذه الآية {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (المائدة:78).
قلنا: (لا بأس المساجد ليست لهذا هي للصلاة)؛ لأننا أصبحنا لا نفهم دور المساجد، ولا دور الصلاة.
ثم بعد ذلك سيقولون لنا: [أيضاً في منازلكم لا تتحدثوا عن أمريكا. أيضاً بأقلامكم لا تصدروا كلمة فيها إساءة إلى مشاعر أمريكا]. وهكذا سنرى أنفسنا نطارد, نطارد ونحشر إلى زاوية ضيقة.
ما الذي انقلب في هذا الموضوع؟ هم يحشرونا إلى زاوية ضيقة مظلمة لا نرى فيها النور، ولا نتحدث عن النور، ولا نصل بالنور إلى قيد أنملة في هذا العالم، وهم من يتحركون, هم من يقولون, بدل أن نتحدث عن الجهاد يتحدثون هم عن [الإرهاب].
وإنني أقول: إن علينا أن نتحدث عن كلمة [الجهاد]؛ لأن كلمة [الجهاد] هي الآن محارَبة بعينها، يُوضع ويرسخ بدلاً منها كلمة [إرهاب]، فإذا كان الله أراد من الجهاد أن تكون كلمة شرَّف بها ذلك الصراع الذي كان العرب يتعودون عليه، ألم يكن العرب متعودين فيما بينهم على القتال على التناحر؟. سمَا بالعرب لأن الإسلام جاء شرف للعرب {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}(الزخرف: من الآية44).
حتى الصراع الذي كان يدور بينهم، عَمِل على أن يتحول إلى صراع مقدس، فأضاف إليه اسماً مقدساً فسماه [جهاداً]، إذاً فبدلاً من أن تتقاتلوا فيما بينكم وتتناحروا فيما بينكم تعالوا إلى حيث يكون صراعكم ويكون قتالكم سمواً وشرفاً ورفعة، ونشراً للحق، ونشراً للنور إلى كل أقطار الدنيا فسماه جهاداً في سبيله سماه [جهاداً] وجعله سنام دينه، وجعله مفتاح جنته، وجعله ركناً من أركان دينه، بل جعله عَلَماً لِقِمّة الذوبان في محبته سبحانه وتعالى، أولم يقل الله عن أوليائه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(المائدة:54).
يوم كان العرب فيما بينهم يثور بعضهم على بعض، يتناحرون فيما بينهم، يغزو بعضهم بعضاً، هاهو يعطيهم صراعاً من نوع آخر يسميه [جهاداً في سبيله]، يجعله علماً على الذوبان في محبته {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} هذا الجهاد المقدس، هذا المصطلح القرآني الهام، هذا المبدأ الذي ترتبط به عزة الأمة وكرامتها، وترتبط به حيوية القرآن والإسلام، يرتبط به وجود الأمة كلها وهويتها، هاهو يتعرض لأن يُبدّل، كما بُدّلنا نحن في واقعنا، قعدنا وهم من يتحركون في البحار، وهاهم يحولون الجهاد إلى كلمة تصبح سُبَّة نحن نرددها، ونحن نجعلها كلمة أمريكية تضفي الشرعية على أي ضربة أمريكية لأي جهة.
تُبدل كلمة [جهاد] بكلمة [إرهاب] فمن هو مجاهد فهو إرهابي، ومعنى أنه إرهابي أنه من قد وقع من جانبه ما يعطي أمريكا شرعية أن تضربه، ما يعطي عميلاً من عملاء أمريكا شرعية أن يضربه، ونحن من نبارك تلك الضربة، سنقول: [هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يهتف بهذا الشعار في هذا الجامع؟ هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يتحدث عن الجهاد؟ هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يفتح مدرسة هنا يربي الشباب فيها على روح القرآن؟ والذي روحه هي الجهاد إذاً هو إرهابي فليضرب].
أليست الأمور تتغير وتنعكس؟. فالمصطلحات تتغير، نحن نتغير! علينا أن نقعد وهم الذين يتحركون في البر والبحر، وجهادنا عليه أن يُمسخ وتوضع بدلاً عنه كلمة [إرهاب]؛ لننظر إلى الجهاد أنه سبّة، وأنه عملية تعطي الشرعية لأولئك أن يضربوا المسلمين، بدل أن يكون هو مبدأ يعطي الشرعية للمسلمين أن يضربوا أولئك المجرمين الذين هم إرهابيون حقيقيون.
ألم يقل الله سبحانه وتعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ}(التوبة: من الآية29) لمن هو هذا الخطاب؟. أليس للعرب والمسلمين؟ {قاتلوا} ما هو القتال في سبيل الله؟ أليس هو الجهاد؟، هاهو يقول للمسلمين إن الجهاد هو هكذا: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(التوبة:29) هذا هو الجهاد.
الجهاد شرعية لنا نتحرك على أساسه في ضرب أولئك المفسدين، الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وهم في واقعهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله، وهم لا يدينون دين الحق، إن من واجب الأمة أن تحاربهم، أن تقاتلهم أي أن تجاهدهم – والجهاد شرعية لهم هنا – حتى يعطي أولئك الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. أليس الواقع يتغير الآن؟.
إن كلمة [الجهاد] الآن تتحول إلى كلمة [إرهاب] فالمجاهد هو إرهابي، وكلمة [جهاد] هي كلمة [إرهاب].
إذاً فإذا ما سمحنا نحن المسلمين للأمور أن تتغير من حولنا، فإنه المكر، المكر في كل شيء، المكر في واقع حياتنا، المكر حتى لمفردات لغتنا العربية.. كلمة [جهاد] هي كلمة عربية، وحتى كلمة [إرهاب] هي كلمة عربية، أولسنا نسمع زعماء العرب هم من يطالبون الرئيس الأمريكي – وهو إنجليزي في لغته – يطالبونه بأن يفتح قاموس لغته ليفسر للعرب مفردة عربية هي كلمة [إرهاب]؟.
كلمة (إرهاب) هي كلمة داخل كتاب عربي، عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60) أصبحنا في واقعنا لا نعرف معاني مفرداتنا العربية، يطالب زعماء العرب الرئيس الأمريكي – وهو ليس عربي – أن تفسر سماحته وفضيلته مفردة عربية هي كلمة (إرهاب) [قولوا لنا ماذا تريدون بكلمة (إرهاب)؟] أليس هذا هو السؤال الذي يتردد؟.
لماذا لا نرجع نحن إلى القرآن وإلى لغتنا لنعرف ما هي كلمة [إرهاب]؟ وما علاقتنا بها؟ وأمام من يجب أن يكون الناس إرهابيين؟ وما هو الإرهاب المشروع؟ وما هو الإرهاب الذي ليس بمشروع؟ حتى نحن كلنا مثقفونا وزعماءنا لم نجرؤ على أن نقاوم ذلك الانحراف في معنى هذه الكلمة أن نقاومه وأن نرسخ معناه القرآني. {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60) كلمة [إرهاب] في القرآن الكريم تعني أن على المسلمين أن يعدوا القوة بكل ما يستطيعون، بل وأن يلحظوا حتى الشكليات وأن يلحظوا حتى [المرابط] التي هي في الأخير ستزرع الهزيمة في نفس العدو {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60).
إن عليكم أيها المسلمون – هكذا يقول القرآن الكريم – إن عليكم أيها المؤمنون أن تعملوا بكل ما تستطيعون على أن ترهبوا أعداء الله، هذا هو الإرهاب المشروع، لكننا بدل أن نتحدث عن الإرهاب المشروع نحن من نسمع في وسائل الإعلام والزعماء، ونسمح بأن تتردد كلمة (إرهاب) بمعناها الأمريكي وليس بمعناها القرآني. أليس هذا من الغباء؟. أليس هذا من مظاهر تغير الأمور وتعكيس الحقائق؟.
إن علينا – أيها الإخوة – أن نتحدث دائماً عن الجهاد، حتى أولئك الذين ليس لديهم أي روح جهادية عليهم أن يتحدثوا عن كلمة (جهاد)؛ لأن كلمة [جهاد] في نفسها، كلمة [جهاد] في معناها هي تتعرض لحرب، أصبحنا نحن نُحارب كأشخاص، وتُحارب أرضنا كأرض، وتُحارب أفكارنا كأفكار، بل أصبحت الحرب تصل إلى مفرداتنا، أصبحت ألفاظنا حتى هي تُحارب، كل شيء من قِبَل أعدائنا يتوجه إلى حربنا في كل شيء في ساحتنا، إلينا شخصياً، إلى اقتصادنا، إلى ثقافتنا، إلى أخلاقنا، إلى قِيَمِنا، إلى لغتنا، إلى مصطلحاتنا القرآنية، إلى مصطلحاتنا العربية.
أن لا نسمح أن تتغير الأمور وأن تنعكس الحقائق إلى هذا الحد، فتغيب كلمة [جهاد] القرآنية، وتغيب كلمة [إرهاب] القرآنية ليحل محلها كلمة [إرهاب] الأمريكية.
وهذه الكلمة [إرهاب] تعني أن كل من يتحرك بل كل من يصيح تحت وطأة أقدام اليهود سيسمى [إرهابي]، أن كل من يصيح غضباً لله ولدينه، غضباً لكتابه، غضباً للمستضعفين من عباده الكل سيسمون [إرهابيين]، ومتى ما قيل عنك: أنك إرهابي؛ فإن هناك من يتحرك لينفذ ليعمل ضدك على أساس هذه الشرعية التي قد وُضِعَت من جديد.
نحن نختلف عن أولئك، نحن نمتلك شرعية إلهية قرآنية، ونقعد عن التحرك في سبيل أداءها، وفي التحرك على أساسها، ونرى كيف أن أولئك يحتاجون هم إلى أن يؤصِّلوا من جديد، وأن يعملوا على أن يخلقوا شرعية من جديد، ثم متى ما وُجِدت هذه الشرعية فإنهم لا يقعدون كما نقعد إنهم يتحركون، أوليس هذا هو ما نشاهد؟. لقد تبدل كل شيء، لقد تغير كل شيء فنحن من نقعد والشرعية الإلهية موجودة، وهم من يتحركون على غير أساسٍ من شرعية فيُشَرِّعُون ويُؤصِّلُون ثم يتحركون ولا يقعدون.
إن علينا – أيها الإخوة – أن نتحدث دائماً حتى لا نترك كلمة [إرهاب] بمعناها الأمريكي أن تترسخ في بلادنا، أن تسيطر على أذهان الناس في بلادنا, أن تسبق إلى أذهان الناس، علينا أن نحارب أن تترسخ هذه الكلمة، لأن وراء ترسخها ماذا؟ وراء ترسخها تضحية بالدين, وتضحية بالكرامة وبالعزة وبكل شيء. حينئذٍ سيُضرب أي عالم من علمائنا سيقاد علماؤنا بأقدامهم إلى أعماق السجون، ثم يعذبون على أيدي خبراء اليهود، الذين يمتلكون أفتك وسائل التعذيب على أساس ماذا؟. [أنه إرهابي]. فيكون الناس جميعاً هم من أصبحوا يسلمون بأن كلمة [إرهابي] هي كلمةٌ مَن أُطلقت عليه – بحق أو بغير حق – هو من يصبح أهلاً لأن يُنَفِّذ بحقه من؟ المسلمون أو من؟ الأمريكيون أو عملاؤهم ما يريدون عمله فيعذبون علماءنا.
وكل من يصرخ ليعيد الناس إلى العمل بكتاب الله هو أيضاً إرهابي، وكل من يدرس الناس في مدرسة علوم القران هو أيضاً عندهم إرهابي، أي كتاب يتحدث عن أن الأمة هذه عليها أن تعود إلى واجبها، أو تستشعر مسؤوليتها هو أيضاً إرهابي.
أولم نسمع جميعاً – أيها الإخوة – أنه عندما جاء المبعوث الأمريكي إلى اليمن، دار الحديث بينه وبين الرئيس حول (ضرورة التعاون على مكافحة الإرهاب، وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب) هل تركوا مصطلحاً آخر لم يصلوا إليه؟ منابع الإرهاب، جذور الإرهاب هو القرآن الكريم على أساس معنى الكلمة, المعنى الأمريكي.
فهل نسمح لكلمة (جذور إرهاب، منابع الإرهاب) أن يكون معناها القرآن الكريم وعلماء الإسلام ومن يتحركون على أساس القرآن؟ أو أن الحقيقة أن منابع الإرهاب وجذور الإرهاب هي أمريكا، إن منابع الإرهاب وجذور الإرهاب هم أولئك الذين قال الله عنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً}(المائدة: من الآية33) هم أولئك الذين لفسادهم لاعتدائهم لعصيانهم لبغيهم جعل منهم القردة والخنازير. أليسوا هم منابع الإرهاب وجذور الإرهاب؟ أليسوا هم من يصنعون الإرهاب في هذا العالم؟.
من هو الإرهابي؟ هل هو أنا أو أنت، الذي لا يمتلك صاروخاً، ولا يمتلك قذيفة، ولا يمتلك مصنعاً للأسلحة، ولا يمتلك شيئاً، أم أولئك الذي يصنعون أفتك الأسلحة؟.
من هو الإرهابي أنا وأنت أم أولئك الذين يستطيعون أن يثيروا المشاكل والحروب في كل بقعة من بقاع العالم؟.
من هو الإرهابي أنا وأنت أم أولئك الذين يستطيعون أن يفرضوا على أي شعب من الشعوب المسلمة المسكينة أي عميل من عملائهم؛ ليدوسها بقدمه، ولينفذ فيها ما تريد أمريكا تنفيذه؟
إنهم هم الإرهابيون، إنهم منابع الإرهاب وهم جذور الإرهاب. إنهم كما قال عنهم الإمام الخميني رحمة الله عليه – وهو شخص لم يكن يتكلم كلاماً أجوفاً – قال عن أمريكا: إنها [الشيطان الأكبر].
والله تحدث عن الشيطان أن عمله كله فساد، عمله كله ضر بالناس، كله شر، كله باطل وبغي، لا يكفِيه أن يوقع بالناس الشر في هذه الدنيا، بل إنه كما قال عنه سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}(فاطر: من الآية6) إنهم هم الإرهابيون، ومن هناك مِن عندهم منابع الإرهاب، وبلدانهم جذور الإرهاب، وثقافتهم هي الإرهاب، وهي من تخرج الإرهابيين.
أليست الثقافة القرآنية هي من تنشئ جيلاً صالحاً؟ من ترسخ في الإنسان القيم الفاضلة والمبادئ الفاضلة؟ كي يتحرك في هذه الدنيا عنصراً خيِّراً يدعو إلى الخير, يأمر بالمعروف, ينهى عن المنكر, ينصح للآخرين؟ يهتم بمصالح الآخرين؟ لا ينطلق الشر لا على يده ولا من لسانه؟ أليس هذا هو ما يصنعه القرآن؟.
أنت لا حظ ثقافتهم, أليست ثقافة الغربيين هي من تعمل على مسخ الفضائل؟ هي من تعمل على مسخ القيم القرآنية والأخلاق الكريمة من ديننا ومن عروبتنا؟ أليس هذا هو ما تتركه ثقافتهم في الناس؟ فإذا كان في الواقع أن ثقافة القرآن هكذا شأنها، وثقافتهم هكذا شأنها؛ فإن ثقافتهم هم هي ثقافة تصنع الإرهاب.
لكنهم يريدون أن يقولوا لنا وأن يرسخوا في مشاعرنا أن ثقافتنا – التي هي ثقافة قرآنية – هي من تصنع الإرهاب. إذاً سيقولون لنا: الكتاب الفلاني من كتب أهل البيت، من كتبكم أنتم الزيدية، هذا الركام من كتبكم أنتم الزيدية كلها كتب تصنع إرهابيين. إذاً هي جذور إرهاب.
ولكننا نرى في واقع الحياة من الذي يمكن أن يتحرك عنصراً خيراً في هذه الحياة؟ يصنع الخير للناس ويدعو الناس إلى الخير هل هو من يتخرج على أساس ثقافتهم أم من يتخرج على أساس ثقافة القرآن؟.
ونحن إذاً نواجه بحرب في كل الميادين، حرب على مفاهيم مفرداتنا العربية، إذا لم نتحرك نحن قبل أن تترسخ هذه المفاهيم المغلوطة بمعانيها الأمريكية, بمعانيها الصهيونية, والذي سيكون من وراءها الشر، إذا لم نتحرك ستكون تضحيات الناس كبيرة، ستكون خسارة الناس كبيرة.
عندما نسمع كلمة: [أنهم يريدون أن يتحركوا لمحاربة الإرهاب وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب] فإن علينا أن نبادر دائماً إلى الحديث عن الإرهاب ما هو؟ ونربطه دائماً بأمريكا، أن أمريكا هي التي تصنع الإرهاب للناس جميعاً، وأن اليهود هم من يفسدون في الأرض، ومن يسعى في الأرض فساداً هو من يصح أن يقال له أنه إرهابي إرهاباً غير مشروع.
وأننا لا نسمح أبداً أن تتحول كلمة [إرهاب] القرآنية إلى سُبَّةٍ، وإلى كلمة لا يجوز لأحد أن ينطق بها. فلنقل دائماً إن كلمة [إرهاب] كلمة قرآنية مطلوب من المسلمين أن يصلوا إلى مستواها، إن الله يقول {وَأَعِدُّوا لَهُمْ}(الأنفال: من الآية60) أي لأعداء الإسلام لأعدائكم لأعداء الله {مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} هنا كلمة: {تُرْهِبُونَ} أصبحت كلمة ترهبون هنا لا يجوز لأحد في الأخير أن يتحدث عنها؛ لأن معناها قد تغير فكلمة {تُرْهِبُونَ} قد فسرها الأمريكيون تفسيراً آخر، فمن انطلق ليتحرك على أساس هذه الكلمة القرآنية فإنه قد أُعْطِيَ للأمريكيين شرعية أن يضربوه، والله يقول {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60).
وإذا ما سمعنا عن كلمة [جذور إرهاب ومنابع إرهاب] فإن علينا أن نتحدث دائماً عن اليهود والنصارى كما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم من أنهم منابع الشر، ومنابع الفساد من لديهم، وأنهم هم من يسعون في الأرض فساداً.
وحينئذٍ سننتصر، وإنه لنصر كبير إذا ما خُضْنَا معركة المصطلحات، نحن الآن في معركة مصطلحات، إذا سمحنا لهم أن ينتصروا فيها فإننا سنكون من نُضرب ليس في معركة المصطلحات بل في معركة النار، إذا ما سمحنا لهم أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس.
فعندما نردد هذا الشعار، وعندما يقول البعض ما قيمة مثل هذا الشعار؟. نقول له: هذا الشعار لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة على الأقل، لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة معركة أن يسبقنا الأمريكيون إلى أفكارنا وإلى أفكار أبناء هذا الشعب، وإلى أفكار أبناء المسلمين وبين أن نسبقهم نحن. أن نرسخ في أذهان المسلمين: أن أمريكا هي الإرهاب، أن أمريكا هي الشر، أن اليهود والنصارى هم الشر حتى لا يسبقونا إلى أن يفهم الناس هذه المصطلحات بالمعاني الأمريكية.
فعندما نرفع هذا الشعار – أيها الإخوة – نحن نرفعه ونجد أن لـه أثره الكبير في نفوسنا، وفي نفوس من يسمعون هذا الشعار، حتى من لا يرددون هذا الشعار فإننا بترديدنا للشعار من حولهم سنترك أثراً في نفوسهم، هذا الأثر هو أن اليهود ملعونين، ونذكر مثل هذا الشخص الذي لا يرفع هذا الشعار بتلك الآيات القرآنية، وعندما يسمع [الشعار] ونحن نهتف به ويعود ليقرأ [سورة البقرة] و[آل عمران] و[المائدة] و[النساء] وغيرها من السور التي تحدث الله فيها عن اليهود والنصارى سيفهمهم بشكل آخر، سيفهمهم أكثر من قبل أن يسمع هذا الشعار يتردد من حوله.
ونحن عندما نهتف بهذا الشعار يترافق معه توعية كاملة، كلها تقوم على أساس أن منابع الشر وجذور الشر، الفساد في الأرض، الإرهاب لعباد الله، الظلم لعباد الله، القهر للبشرية كلها هم أولئك الذين لعنهم الله في القرآن الكريم، هم أولئك اليهود، هم أمريكا وإسرائيل وكل من يدور في فلكهم.
لا بد أن نكون واعين، أن نكون فاهمين، علينا أن نتحمل المسئولية القرآنية بوعي، أما إذا أصبحنا إلى درجة لا نعي ولا نفهم ما يعمل الآخرون، ولا نعي ولا نفهم خطورة ما يدور من حولنا فإن ذلك يعني أننا سنعيش في حالة أسوأ مما نحن فيه. أوليس كل واحد منا يعرف أن ما يدور في هذا العالم من أحداث كلها تدور على رؤوس المسلمين، وكلها حرب ضد الإسلام والمسلمين؟ أليس هذا شيء مفهوم لدينا جميعاً؟
من هم المسلمون؟. هم نحن، وما هو الإسلام؟. هو هذا الدين الذي ندين به. إذا أصبحنا لا نفهم ماذا يعملون، ومما يعملون هو أنهم يعملون جاهدين على ترسيخ هذه المفاهيم المغلوطة.
على كل واحد منا أن يتحرك، وعندما يتحرك سيجد أنه باستطاعته أن يعمل الشيء الكثير في مواجهة أولئك. أم أننا سننظر إلى هذه الأحداث تلك النظرة التي سار عليها العرب وزعماؤهم فترة طويلة في هذه المرحلة المتأخرة من هذه الفترة الزمنية التي نحن فيها.
لاحِظوا، الأمريكيون يتحركون، اليهود يتحركون, كل أولئك يتحركون بكل ما يستطيعون في مواجهة المسلمين، في سبيل إذلال المسلمين، في سبيل تحطيم اقتصادهم، في سبيل مسخ ثقافتهم، في سبيل إفساد أخلاقهم، ثم أيضاً حرب مسلحة ضد مختلف المسلمين في مختلف بقاع البلاد الإسلامية، أليس هذا هو ما نشاهده؟. ما هو الموقف الذي نسمعه دائماً يتردد على أفواه زعماء العرب؟ على شفاه زعماء المسلمين كلهم؟ أليس هؤلاء هم من يقابلون الحرب بكلمة سلام فيقولون: [نحن نريد السلام، ونحن نسعى للسلام، ونحن نطالب بالسلام]؟.
أليس عرفات ظل يهتف بهذه الكلمة وبحرصه على السلام وأنه حريص على عملية السلام أن تبقى سليمة بعد أن ضُربت دولته وضربت طائراته، وضربت مباني حكومته، وضربت قوات أمنه وشرطته، ومع ذلك ما زال يردد كلمة سلام.
أذكر كلمة جميلة يوم أن اجتمع زعماء المسلمين في [الدوحة] قال الرئيس السوداني: [نحن في مواثيق (منظمة المؤتمر الإسلامي) كنا قد ألغينا كلمة (جهاد) وقلنا نريد أن نعيش بسلام مع الآخرين، ونحن دعاة سلام، ونحن نريد سلاماً، فلم نجد سلاماً من أولئك، ما وجدنا سلاماً, ولا قبلت هذه الكلمة] ثم قال [إن علينا أن نعود إلى الجهاد، أن نعود إلى القرآن]. (لقد ألغينا من مواثيق منظمة المؤتمر الإسلامي كلمة (جهاد) كشف هو أن زعماء المسلمين في مواثيقهم كـ(منظمة المؤتمر الإسلامي) كانوا قد ألغوا هذه الكلمة على أساس أننا في عصر يجب أن تعيش الشعوب مع بعضها بعض تعايشاً سلمياً ومصالح متبادلة، وحقوق جوار متبادلة، ونحن دعاة سلام، ونحن نريد السلام. وهكذا تتردد هذه الكلمة كثيراً.
نحن من نشاهد تلك الأحداث، ألسنا نسخر من هذه الكلمة في الأخير؟ ألسنا أصبحنا نفهم أنها كلمة لا أحد من أولئك يسمعها؟ هل إسرائيل تسمع العرب عندما يقولون نريد السلام؟ أم أنها تتحرك هي فتضرب وتقتل وتدمر؟. هل إسرائيل تجيب العرب عندما يقولون نريد السلام؟. هل الأمريكيون يجيبون العرب عندما يقولون نريد السلام؟. لقد أصبحنا جميعاً نعلم أن كلمة (سلام) كلمة لا قبول لها عند أولئك. وأن كلمة [سلام] كلمة ظل يتمسك بها زعماء العرب بعد أن أصبحوا على يقين من أنها كلمة لا أحد يستجيب لها من أولئك.
ونحن إذا ما نظرنا إلى هذه الأحداث على هذا الأساس فإنما نحن أيضاً انعكاس آخر لأولئك الزعماء الذين ظلوا يهتفون بهذه الكلمة أمام كل حدث يكون ضحيته تدمير منازل وإزهاق أرواح وإحراق مزارع.
عندما بدأت هذه الأحداث كلنا لمس أن هناك تحرك من نوع آخر، تحرك مكشوف، تحرك ترافقه عبارات صريحة تنبئ عن نوايا سيئة، تنبئ عن أهداف شريرة ضد المسلمين في كل بلد، ومع ذلك يبدو أن تلك الكلمة بدأت تتسرب أيضاً إلى مشاعرنا نحن كلمة [سلام] بذلك المعنى الذي تردد كثيراً ولم يستجب له أحد.
ها نحن نسمع أن اليمن نفسه يواجَه بحملة دعائية أنه دولة إرهابية وأنه بلد خصب للإرهاب. نسمع أيضاً بأن هناك محاولة بل هناك فعلاً دخول للأمريكيين إلى اليمن، الأمريكيين قد دخلوا كجنود بالمئات إلى اليمن، وإذا جاء أحد يتحدث مع الناس: إن علينا أن نستيقظ أمام ما نشاهد، وأمام ما نسمع، إن العواقب ستكون سيئة، إن المصيبة كبيرة، إن نوايا أولئك سيئة، إن علينا أن نستيقظ، إن علينا أن نعد أنفسنا حتى لا نكون من يسمح لأولئك أن يعملوا ما يريدون؛ حتى لا نرى أنفسنا في يوم من الأيام ضحية في الوقت الذي لا نستطيع أن نعمل فيه شيئاً. هناك من قد يرى أن السكوت هو أسلم، وأنه يجب أن نطالب بالسلام وأن نحافظ على السلام.
نحن ننسى أمام كل حدث، أمام كل حرب نواجهها – وهذه هي من المشاكل الكبيرة علينا – نحن ننسى أن نعود إلى القرآن الكريم، نحن ننسى أننا عبيد الله، والله هو رحيم بنا، وأن الله هو (السلام) وهو من سمانا (مسلمين)، وهو من سمى حتى جنته (دار السلام). أليس السلام هو من أسماء الله الحسنى؟ أوليس ديننا هو الإسلام؟. أوليست الجنة هي (دار السلام)؟. أولم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}(المائدة: من الآية16).
ننسى أن من أسماء الله الحسنى (السلام)، وننسى أننا نحمل اسم كلمة (إسلام)، وننسى بأننا نسعى لأن نحظى بأن نكون من أهل (دار السلام)، وننسى أيضاً بأن كتابنا القرآن الكريم يهدي إلى سبل السلام. فلماذا لا نعود إلى القرآن لنعرف ما هو هذا السلام الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى. ما هو ذلك السلام؟ وأين هي سبل السلام التي يهدي إليها القرآن الكريم؟ إذا كنا نبحث عن السلام.
إذا كان زعماء العرب يبحثون عن السلام فإن عليهم أن لا يبحثوا عن السلام من أمريكا أو من إسرائيل أو من بلدان أوروبا، أوليس هذا هو ما يحصل؟ عرفات عندما أصبح سجيناً في بيته يوجه خطابه إلى أمريكا يناشدها بالسلام، والزعماء كلهم على طول البلاد العربية وعرضها يناشدون أمريكا بالسلام.
هل نسيتم أيها العرب أن ربكم هو السلام؟ هل نسيتم أن اسمكم مشتق من السلام؟. {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ}(الحج: من الآية78) ونحن نحمل اسم (مسلمين). هل نسيتم أن الله سبحانه وتعالى قال: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}(المائدة: من الآية16) فلماذا لا نعود إلى القرآن إذا كنا ننشد السلام لنعرف السبل التي يهدي إليها؟. أليس هذا هو الحل؟.
فنحن كل واحد منا – أيها الإخوة – أمام أي حدث يسمعه عليه أن يعود إلى القرآن قبل أن يفكر هو, قبل أن يفكر ويضع لنفسه تفسيرات قد تجعله يتخذ قرارات يظن أن من ورائها السلامة، وهي في الواقع إنما تكون عاقبتها الندامة. إذا كنا نريد السلام فلنعد إلى القرآن ليهدينا هو إلى السلام، ولنسر على هديه ليتحقق لنا السلام. فلا أحد منا ينبغي أن يعود إلى نفسه أمام أي حدث عندما نسمع أن هناك اتفاق على أساس أن اليمن فيه إرهابيون، وأن هنـاك اتفاق على أن يكون هنـاك حرب للإرهاب ومنابع الإرهاب وجذور الإرهاب بالمـعنى الأمريكي – أليس هذا حدث يخيف؟ – فالكثير قد يفكر: إذاً فإذا كانت كلمة (الموت لأمريكا) قد تثير الآخرين علينا فإن السلامة هو أن لا نتحدث بها. أليس هذا الشعور قد يحصل عند أي واحد منا؟.
فإذا كان دخول الأمريكيين إلى اليمن نحن نعلم أنه بداية شر في هذا البلد الميمون، ثم نرى بأن علينا أن نسكت؛ لأن لا نثيرهم فيدخلوا من جنودهم أكثر مما قد وصل، فحينئذٍ سيكون كل واحد منا يرى أن السلام سيتحقق من خلال السكوت، وأن السكوت، وأن الصمت، وأن الجمود هو وسيلة السلام. لا. لا.. إن هذا ليس منطق القرآن أبداً. ومن هو الذي يمكن أن نسمي قراره بأنه قرار صحيح؟ من يتخذ قراراً من عند نفسه، فيقول لنا بأن السلامة في ذلك القرار الذي اتخذه والحكمة التي وضعها .. أم من يعود إلى القرآن الكريم ليبحث عن سبل السلام التي يهدي إليها؟.
الآية صريحة {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}، فلنرجع إلى القرآن الكريم، هل طلب الله من عباده المؤمنين أن يصمتوا أمام الظالمين أمام الكافرين أمام اليهود والنصارى أم أوجب عليهم أن يتكلموا؟. أوجب عليهم أن ينفقوا، أن يجاهدوا، أوجب عليهم أن ينفقوا في سبيل الله، وجاء الأمر في ذلك بعبارة صريحة {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}(البقرة: من الآية195).
ألم يقل هنا أنك إذا كنت تريد السلام فإن عليك أن تنفق في سبيل الله، إذا كنتم تريدون السلام فإن عليكم أن تتوحدوا فيما بينكم، أن تعتصموا بحبل الله جميعاً وأن لا تتفرقوا، أن تنفقوا في سبيل الله، أن تتحركوا، أن تعدوا ما تستطيعون من قوة. أليس هذا منطق القرآن؟. إنه بكل هذا يهدي إلى السلام، وإذا كنا نحن لا نفهم منطق القرآن فإن الأمريكيين هم يفهمون ذلك، لديهم مثل يقول [إذا كنت تريد السلام فاحمل السلاح].
عندما يقول القرآن الكريم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(الحجرات: من الآية10) {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}(التوبة: من الآية71) عندما يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}(آل عمران: من الآية104) عندما يقول أيضاً: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(التوبة:29) عندما يقول: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}(البقرة: من الآية195) عندما يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}(آل عمران: من الآية103) إنه بكل ذلك يهدينا إلى السلام، يهدينا إلى سبل السلام، فكل من ينشد السلام، كل من يريد السلام، كل من يعرف أن ربه هو السلام، إن عليه أن يتحرك على أساس القرآن.
ولنرى مصداق ذلك ماثلاً أمام أعيننا، [حزب الله] في لبنان أليس الآن يعيش في سلام؟، [حزب الله] في لبنان هل التزم الصمت والسكوت؟ أم أنه مجاميع من المؤمنين تشبعوا بروح القرآن الكريم التي كلها عمل وجهاد، كلها وحدة، كلها أخوة، كلها إنفاق، كلها بذل؟. هاهم الآن – على الرغم من أن إسرائيل وأن أمريكا يعلمان أنهم هم الإرهاب بعينه، وفق مفاهيم أمريكا وإسرائيل – هاهم الآن يعيشون في سلام. والإسرائيليون والأمريكيون هاهم يضربون الفلسطينيين ويضربون أينما شاءوا، هاهم يذلون زعماء تلك الملايين، زعماء يمتلكون مئات الآلاف من الجيوش المسلحة بأحدث الأسلحة، وذلك الحزب يعيش رافعاً رأسه، مجاميع من المؤمنين تعيش رافعة رأسها، تتحدث بكل ما تريد ضد إسرائيل، تمتلك قناة فضائية تسخرها كلها ضد إسرائيل، حتى فواصلها ضد إسرائيل، هاهي إسرائيل لا تجرؤ أن تضربهم بطلقة واحدة، أليس هذا هو السلام؟.
هاهي إيران نفسها – وأمريكا وإسرائيل تعلمان أن إيران هي الإرهاب بكله، هي الإرهاب بعينه, وأنها ليست فقط دولة إرهابية بل أنها تصدر الإرهاب حسب ما يقولون – هاهي دولة عندما وُوجهت بتهديد أمريكي تجريبي – لأن الأمريكيين قد عرفوا الإيرانيين وعرفوا الثورة الإسلامية وعرفوا قادتها، لكن هذا الرئيس الأمريكي جاء ليعمل تهديداً تجريبياً لينظر ماذا ستكون ردة الفعل – والإيرانيين يفهمون كيف يقابلون الأحداث وكيف تكون ردود الفعل الصحيح، خرجوا: زعيمهم قائدهم رئيسهم, كل مسئوليهم والشعب كله خرج في مسيرات صاخبة تتحدى أمريكا.
ما الذي حصل بعد ذلك؟. هل تحركت أمريكا أو كررت شيئاً من عباراتها الجارحة لمشاعر الإيرانيين؟. أم أن الرئيس الأمريكي نفسه وُوجه بكلام قاس من أعضاء [الكونغرس] الأمريكي نفسه, فقالوا لـه: إنك تثير الآخرين ضد مصالح أمريكا. ألم يتحقق بتلك المواقف العملية السلام للإيرانيين.
من الذي يعيش الآن يتلقى الضربات الموجعة من إسرائيليين؟ هل هم حزب الله أم الشعب الفلسطيني؟. لأن الشعب الفلسطيني كانوا كمثلنا يتوافد اليهود بأعداد كبيرة من كل بلد إلى فلسطين ولا يهتمون بذلك ولا يتدبرون عواقب ذلك. كانوا كمثلنا، وما أكثر من يرى هذه الرؤية ولا يأخذ الدروس من الأحداث التي قد وقعت. كان الفلسطيني يبيع منزله بمبالغ كبيرة يدفعها اليهود، يبيع منزله ويراه مكسباً، كما يبيع الناس هنا في بلدنا الكتب من تراثنا، يبيعون كتباً من تلك الكتب الزيدية المخطوطات القديمة، يبيعها بمبلغ كبير من الدولارات. أليس الناس هنا مستعدون أن يبيعوا منازلهم بمبالغ كبيرة؟ لا نتدبر العواقب.
الفلسطينيون كانوا يبيعون منازلهم ويبيعون أراضيهم. كان اليهود يتوافدون إلى بلدهم ولا يحسبون لذلك حساباً كما يتوافد الأمريكيون الآن إلى اليمن ولا نحسب لذلك حسابه ولا نفكر في عاقبته، الحال واحدة. ما الذي حصل؟ تحول اليهود إلى عصابات وضربوا الفلسطينيين.
إن كل من لا يرى أن عليه أن يتخذ موقفاً في بدايات الأمور فإنه قد لا يتخذ موقفاً حتى وإن أصبحت الأمور بالشكل الواضح، لو أصبح هناك ضَرْبٌ من الأمريكيين لليمن أو لمناطق في اليمن تحت مسمى أنهم يحاربون الإرهاب فسنجد أن هناك من يقول: (لا.. لا ينبغي لأي شخص أن يتحرك عندما تتحرك ستثيرهم أكثر). تبريرات لا تنتهي.
لكن ماذا كان عاقبتها في فلسطين؟. عندما توافد اليهود بأعداد كبيرة من كل بلد، وكان الفلسطينيون صامتين، وكانوا هكذا يسيرون على هذه الحكمة التي تقول أن السكوت من ذهب [إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب] هي حكمة! سكت الفلسطينيون فإذا بهم يرون أنفسهم ضحايا لعصابات اليهود، وإذا بهم يرون أنفسهم أيضاً مواطنين غرباء تحت ظل دولة يهودية، وإذا بهم في الأخير يرون أنفسهم كما نراهم اليوم على شاشات التلفزيون.
أليس هؤلاء يضربون كل يوم؟ هل تظن أن الفلسطينيين ليس فيهم من يقاتل؟. فيهم الكثير ممن يمكن أن يقاتل، فيهم الكثير ممن يمتلكون الأسلحة، [منظمة التحرير] تمتلك أسلحة وتمتلك جيشاً ,وتمتلك خبرات قتالية، كانت بعض الحركات في البلاد العربية تتدرب على أيدي الفلسطينيين لكنهم يمسكون بهذه الحكمة: (السكوت من ذهب)، والجمود هو الحل، والسكوت هو الحل، والمطالبة بالسلام من أمريكا هو الشيء الذي سيحقق لنا السلام. هؤلاء يضربون يوماً بعد يوم.
لو تحرك هؤلاء كما تحرك [حزب الله] في لبنان, لو انطلقوا – وهم الآلاف وفيهم الشباب وفيهم من يعرف كيف يستخدم الأسلحة – لو انطلقوا كما انطلق [حزب الله] في لبنان لحققوا لأنفسهم السلام كما حققه حزب الله لبلده ولشبابه ولمواطني جنوب لبنان. أليس هذا هو ما نجده ماثلاً أمامنا؟.
نحن علينا أن نأخذ الدروس ونحن في بداية الأحداث، لا يجوز بحال أن نسكت ونحن نسمع أن الأمريكيين يدخلون إلى اليمن. لماذا جاءوا؟. وماذا يريدون أن يعملوا؟.
نحن أيضاً من نردد كلمات التبرير لدخولهم فنقول: [إنما جاءوا ليدربوا الجيش اليمني]. هل أن اليمن إنما تحول إلى دولة، وتحول إلى بناء جيش من هذه السنة؟ أم أن لديه جيش تكون منذ سنين، وتدرب الكثير منه في بلدان أخرى، ولديه هنا مراكز للتدريب؟!. هل الجيش اليمني بحاجة إلى الأمريكيين أن يأتوا ليتدربوا؟. ومن أجل ماذا يتدربون لمواجهة من؟. الرئيس يقول: [هناك فقط ثلاثة إرهابيين ادعى الأمريكيون أنهم في اليمن ثلاثة إرهابيين]. هل مواجهة ثلاثة إرهابيين تحتاج إلى كتائب من الجيش الأمريكي وخبراء أمريكيين يدخلون اليمن؟!!. وهل ثلاثة إرهابيين في اليمن – كما يقولون – تحتاج إلى أن ترسو السفن الحربية في سواحل اليمن أم أن هناك نوايا أخرى؟؟!.
ونحن – لأننا قد اتخذنا قرار الصمت والجمود وإغماض الأعين – من ستسكتنا، من سترضينا، من سنتشبث بكلمة مثل هذه. لا يمكن أن تكون واقعية.
ثلاثة إرهابيين في اليمن نحتاج إلى جيش أمريكي يأتي ليدرب الجيش اليمني على مواجهة ثلاثة إرهابيين!!. ألم يدخل اليمن في حرب عام 1994م حرب الشمال والجنوب ألم تكن حرب شديدة هل احتاج اليمنيون للأمريكيين أن يدربوهم؟. لم نحتج إلى ذلك.
إن دخول الأمريكيين إلى اليمن هو بداية شر، يريدون أن يعملوا قواعد في هذا البلد وإذا ما عملوا قواعد في هذا البلد فإنه سيكون قرار البلد بأيديهم أكثر مما هو حاصل الآن، سيحكمك الأمريكيون مباشرة، يؤتون الملك هنا من يشاءون وينزعونه ممن يشاءون – إن صح التعبير – ، يسيرون الأمور في اليمن كما يشاءون.
وهل نحن نظن بالأمريكيين خيراً؟. هل يمكن أن نقول أن أولئك الذين قال الله عنهم أنهم ما يودون لنا أي خير، أنهم لا يحبوننا، أنهم أعداء لنا، أنهم سيأتون من أجل الخير لنا؟ ومن أجل مصلحتنا؟ إنهم لا يمكن أن يتحركوا إلا ضدنا وضد مصالحنا، وإفسادنا وإفساد نفوسنا، وشبابنا، وإفساد كل شؤون حياتنا.
فإذا كنا نصمت ونحن نراهم، إذا كنا نسمع أن هناك من يجعل من نفسه جندياً يعمل على أنه متى ما قالوا فلان إرهابي أن يتحرك لأن يلقي القبض عليه ويضربه ثم نسكت، فإن العواقب ستكون وخيمة وسنرى أنفسنا أبداً لا يمكن أن يتحقق لنا سلام، ولا تبقى لنا كرامة ولا عزة، وسنرى قرآننا يُحارب، سنرى مدارسنا تغلق، سنرى علماءنا يسجنون، سنرى شبابنا يُقَتَّلُون، سنرى مساجدنا تغلق، سنرى أنفسنا غرباء في بلدنا، نرى ديننا يُحارب. وفي نفس الوقت أيضاً لا يكون لنا عذرنا أمام الله سبحانه وتعالى فنكون في الأخير من قد أوقعنا أنفسنا في خزي في الدنيا، ومن قد جعلنا من أنفسنا من يستحق أيضاً أن يكون له العذاب العظيم في الآخرة.
علينا – أيها الإخوة – أن نفكر دائماً وكل من يقول أنه يريد السلامة، وأنه لا يريد أن تكون الأمور بالشكل الذي يتطور أكثر فأكثر، عليه أن يبحث عن السلام وفق منطق القرآن الذي قال الله فيه: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}(المائدة: من الآية16) وأن منطق القرآن كله عمل، كله جهاد ووحدة، وأخوة، وصدق ووفاء.
فإذا كنتم أنتم – أيها الإخوة – تفهمون ذلك فإنه شـيء يجب علينا أن نسـير عليه من الآن؛ لأن المرحلة طويلة كما قال أولئك هـم، عنـدما تحركت القطع البحرية بعد حادث [نيويورك وواشنطن] قال الرئيس الأمريكي: [إن المرحلة ستكون طويلة، وأن هذه عملية ستتطلب زمناً طويلاً]. خلال هذا الزمن الطويل – إنه الزمن الذي قد رسموه كافياً لأن يوصلونا إلى أحط مستوى – فإما أن نكون من يستغل تلك المرحلة الطويلة لأن يعودوا فينقلبوا على أدبارهم خاسرين، ونكون نحن من حققنا السلامة لأنفسنا ولديننا، ونكون نحن من حافظنا على ديننا وكرامتنا ومصالح بلادنا.
فإذا كانت المرحلة طويلة فإنها مرحلة سنرى أنفسنا في الأخير إما أعزاء كرماء شرفاء رؤوسنا مرفوعة وديننا عاليةٌ رايته، وإما أن نرى أنفسنا أسوأ مما فيه الفلسطينيين، فإذا كنا نسمع أولئك يقولون: [إنها مرحلة طويلة] فإننا من الآن يجب أن نحسب حساب ماذا يجب أن نعمل خلال تلك المرحلة الطويلة، التي جعلوها هي الزمن الكافي، تحت غطاء قيادة أمريكا لمكافحة الإرهاب، وتحت غطاء كلمة (إرهاب).
وإن أول ما يجب أن نعمله – وهو أقل ما نعمله – هو: أن نردد هذا الشعار. وأن يتحرك خطباؤنا أيضاً في مساجدنا ليتحدثوا دائماً عن اليهود والنصارى وفق ما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم. وأن نتحدث دائماً عن هذه الأحداث المؤسفة حتى نخلق وعياً لدى المسلمين، ونخلق وعياً في نفوسنا.
وأن يكون عملنا أيضاً كله قائماً على أساس أن تتوحد كلمتنا، أن يتوحد قرارنا، أن تتوحد رؤيتنا للأحداث، لا يجوز أن نكون على هذا النحو: هذا يرى أن السلامة في السكوت والجمود والصمت، وهذا يرى أن السلامة في العمل والجهاد والحركة والأخوة والوحدة؛ لأن هذا الذي يرى أن الصمت والسكوت هو الوسيلة هو سيتحرك مثلك في الساحة يدعو الآخرين إلى الصمت، عليه أن يفهم، وعليه أيضاً أن يجلس مع الآخرين إذا كان هو لا يفهم أن الصمت وأن السكوت في هذه المرحلة بالذات – ربما قد يكون الصمت في حادثة معينة، ربما قد يكون الصمت أمام قضية معينة، ربما قد يكون السكوت في حالة استثنائية له قيمته العملية – لكن الصمت في مرحلة كهذه لا قيمة له، لا قيمة له إلا الخسارة في الأخير، لا قيمة له إلا التضحية بالدين والكرامة والعزة، لا قيمة له إلا الإهانة.
ثم نرشد أنفسنا جميعاً إلى أن نبحث عن سبل السلام من خلال القرآن الكريم، الذي لا مجال للصمت والجمود ولا مكان للسكوت والجمود بين صدور آياته الكريمة، وحينئذٍ عندما نتحرك على هذا الأساس فنرفع هذا الشعار ونتحدث دائماً، ونوعّي أنفسنا بل أئمة مساجدنا عليهم أن يرددوا الآيات القرآنية في الصلاة، تلك الآيات التي تتحدث عن اليهود والنصارى، نذكر أنفسنا من جديد بخطورتهم.
إن القرآن الكريم يؤكد أنهم هم الأعداء التاريخيون لهذه الأمة من ذلك الزمن وربما إلى آخر أيام الدنيا، وقد أعطانا الكثير الكثير من الهدى في سبيل كيف نواجههم، وأعطانا ما يجعلنا حكماء في مواجهتهم، وما يجعلنا أيضاً من يحول كيدهم وخبثهم إلى شيء لا أساس له ولا أثر له، إلى من يحوله إلى هباء منثور {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}(النساء: من الآية76).
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يُبَصِّرنا وأن يُفهِّمنا، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوحد كلمتنا، وأن يؤلف بين قلوبنا، ونقول: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة: من الآية250).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
التعليقات مغلقة.