سورةآل عمرآن الدرس الثالث عشــــر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
اللهم اهدنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
من البداية سمعنا بالأمس الآيات السابقة من قول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(آل عمران: الآية26) إلى قوله تعالى: {.. قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(آل عمران: الآيات من 31 – 34).
تقرر هذه الآيات كلها وكثير من أمثالها في القرآن الكريم مما قد سبق، وبقية السور أعني: هي تؤكد وتقرر قضية: أن الله سبحانه وتعالى هو الذي له الحكم والأمر في عباده، هو الذي خلق الخلق، هو الذي له ما في السموات وما في الأرض وهو على كل شيء قدير فهو يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، فدور الناس أو تنتهي القضية بالنسبة للناس إلى التسليم المطلق لأمر الله سبحانه وتعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ} تدَّعون أنكم تحبون الله {فَاْتَّبِعُوْنِيْ} هذا مؤشر وعلامة للتسليم لله سبحانه وتعالى، وليس كل واحد من عنده من هنا ومن هنا فاتبعوني ليحببكم الله.
الله قد جعل علامة التسليم له ومصداقية حبه أن يتبعوا رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ثم قال بعد: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}(آل عمران: من الآية 32) اتباع طاعة قد يكون الإتباع فيه نوع من الشعور بالقسرية بالكراهية بنوع من الثقل على النفس، لكن يجب أن يكون على هذا النحو: الإتباع لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) اتباع طاعة {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}(آل عمران: من الآية 32) هذا الرسول وإن لم يكن منكم، وإن لم يكن من بني إسرائيل، الله هو الذي له الحكم والأمر في عباده، يجب أن تسلموا له والقضية لم تخرج عن السنة الإلهية في موضوع الإصطفاء، في موضوع الإصطفاء {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوْحَاً وَآلَ إِبْرَاهِيْمَ..}(آل عمران: من الآية 33) إلى آخر الآية، ومحمد (صلوات الله عليه وعلى آله) هو من آل إبراهيم اصطفاء ذرية بعضها من بعض، فهذا الرسول الذي أمرتم بطاعته والذي جعلت طاعته علامة لمحبتكم إن كنتم صادقين في دعواكم الحب لله هو نفسه أصطفي واختير؛ لأن هذه هي سنة إلهية {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوْحَاً وَآلَ إِبْرَاهِيْمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِيْنَ}(آل عمران: الآية 33) فهو اصطفى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ليكون رسولاً للعالمين.
هنا لاحظ في مسألة الإصطفاء كيف يأتي بالشكل الذي نحاول دائماً أن نتحدث به لنفهمه جميعاً قضية [الدوائر] اصطفى آدم ونوحاً، اصطفى آل إبراهيم وآل عمران، أليس آل عمران من آل إبراهيم؟ في الداخل؟ آل عمران أسرة عيسى، وسيأتي الحديث بالنسبة لمريم بنت عمران ونذر والدتها، اصطفى آل إبراهيم كدائرة يصطفي من داخلهم أنبياء، ويصطفي من داخلهم ورثة للكتاب لمن يصطفيه على هذا النحو دور، وللدائرة هذه دور هام جداً ودور هذا ودور هذا كله يتوقف على مدى التمسك بالكتاب، ويأتي التأكيد للكل أن يتمسكوا بالكتاب. اصطفاهم لحمل مسئولية: إقامة دين الله، أن يكونوا هم من يحرصون على أن يجسدوا قيم الدين ويمثلوه في سلوكياتهم في واقعهم في مجتمعهم حتى تظهر قيمة هذا الدين أمام الآخرين لينجذبوا إليه وتظهر عظمته في نفس الوقت كشهادة على أنه على أرقى مستوى وأن البشر لا يستطيعون على الإطلاق مهما حاولوا أن يقننوا لأنفسهم أو يضعوا مناهج ثقافية لأنفسهم لا يستطيعون أبداً أن يرتقوا إلى جزء مما يمكن أن يتحقق على طريق الإلتزام بهدى الله سبحانه وتعالى.
وكما نؤكد دائماً بأنه هكذا مسألة الإصطفاء، التفضيل هي كلها مسئوليات ومن اصطُفي سواء اصطفاء شخصي أو اصطفاء على مستوى دائرة معينة تجد الخطاب لهم دائماً أن يتمسكوا بالكتاب، يقول لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ}(الزخرف: من الآية 43) {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}(هود: من الآية 112) {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}(الشورى: من الآية 15) ويقول للكل: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ}(البقرة: من الآية 63).
تجـد هنـا على الرغم ممـا ذكر داخل بني إسرائيل الصفحات السوداء القاتمة فعـلاً في تاريخهم تجد كان هناك – سواء على مستوى أفراد أو أسر أحياناً قد يكونون قليلاً وأحياناً قد يكونون كثيراً – نماذج عالية. في قصة طالوت وجدنا نماذج عالية تلك المجاميع التي بقيت معه الذين يقول المفسرون: بأنهم ربما لا يتجاوزون ثلاثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر شخصاً قد كانوا نماذج عالية من داخل بني إسرائيل، آل عمران أسرة متميزة داخل بني إسرائيل داخل آل إبراهيم هذه لها قيمتها بالنسبة للناحية العقائدية من ناحية الأمل بأنه تلك الدائرة التي اصطفيت كما قال هنا: [آل إبراهيم] مهما وجدت داخلها من أشياء مهما وجدت لن تعدم داخلها من يكونون هداة كما قال الإمام زيد بن علي (صلوات الله عليه): ((إن في أهل بيتي المخطئ والمصيب إلا أنه لا تكون هداة الأمة إلا منهم)) وهذا يعزز الثقة بالله سبحانه وتعالى ويزيح من ذهنية أي شخص مسألة التصنيفات عندما يقول: [لاحظ كيف فيهم وفيهم وفيهم كيف يمكن يأمرنا باتباعهم] أو أشياء من هذه أليس البعض يقولون هكذا؟ [فيهم وفيهم وفيهم كيف نتبعهم وهم كذا وكذا] هو قال في آية أخرى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}(فاطر: من الآية 32).
ألسنا نجد هنا في داخل بني إسرائيل شخصيات عالية على مستوى هداة وأتباع على درجة عالية من الإلتزام والمعرفة والحكمة والرؤية؟ لأن ما عرض علينا في قصة طالوت وجنوده تجد فئة متميزة بقوة إيمانها تجد عندها أيضاً رؤية صحيحة فهماً صحيحاً، هذه تعطي الإنسان أملاً بأنه مهما كانت مهما وصلت الحالة ما يزال ذلك الإصطفاء الإلهي قائماً، وكما قال الإمام زيد ((إلا أنه لا تكون هداة الأمة إلا منهم)).
لهذا أُمِرَ الناس فيما يتعلق بأهل البيت بمودتهم فيما تعنيه المودة تعني ميل إلى جانبهم نوع من الميل إلى جانبهم على أساس أنه أنت لديك ميل إلى هذه الدائرة وأنت في نفس الوقت تعرف كيف سنة الله داخل هذه الدائرة وكيف تتعامل مع هذه الدائرة مع دائرة أهل البيت، وهي نفسها القضية التي كان عليها بنوا إسرائيل أي عندما يأتي في هذه الآية بكلمة: [اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم] وكل ما تقدم من أشياء تلك الصور القاتمة جداً أليست من داخل ناس من آل إبراهيم؟ ما يزال الإصطفاء قائماً في تلك المرحلة التاريخية الطويلة ولم يكن مثلاً ما هناك من صفحات سوداء بالشكل الذي يقفل الباب أمام أن يكون من داخلهم هداة وأن يكون داخلهم أسر متميزة وأتباع متميزون وشخصيات متميزة.
{إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً}(آل عمران: من الآية 35) أليست هذه امرأة متميزة؟ أعني: عندها حب لله، إخلاص لله، عبودية، تعتبر مثلاً في التسليم لله سبحانه وتعالى فهي تريد أن تنذر لله بما في بطنها ليكون ماذا؟ ما في بطنها أي مولود – هي كانت تعتقد أنه كان يمكن أن يكون رجلاً – أن يكون منقطعاً للعبادة ويختص بخدمة بيت المقدس – كما يقول المفسرون – أي لخدمة محل عبادتهم لا أدري هل كان الهيكل أو بيت المقدس بشكل عام المهم أنها نذرت نذراً أن يتفرغ لجانب خدمة بيت الله ويتفرغ للعبادة لله هذا المولود.
عندما يكون الكثير من الناس يفرح إذا وجد زوجته حاملاً عسى يكون ولداً سينفعه أو الأم تفرح أن تكون بنتاً تنفعها في أعمال المطبخ وفي تنظيف البيت وبقر وأشياء من هذه، هذه الإمرأة نذرت أن هذا المولود سيكون مختصاً بالعبادة لله لا تكلفه بأي شيء لا تأمل من ورائه أي شيء أعني أن يقوم بأعمال معينة لها، خدمة معينة لها نهائياً، هذه تعتبر نموذجاً للناس وللنساء بشكل خاص، عندما يكون الناس في مرحلة جهاد في سبيل الله وتجد كثيراً من النساء يكون معها كثير من الأولاد، أليس المفروض أن يكون عندها هذا التوجه: في سبيل الله؟ بأن تجعل منهم ثلاثة أو تجعل منهم أربعة في سبيل الله، يبقون يتحركون في سبيل الله، فليسجنوا وليقتلوا وليحصل ما حصل.
هذه امرأة من داخل بني إسرائيل ونحن قلنا أكثر من مرة: بأنه يجب أن نستحي نحن من كانوا من أهل البيت أو من كانوا عرباً أو من كانوا مسلمين بشكل عام يجب أن نستحي بأن لا يكون بنوا إسرائيل متفوقين علينا دائما ًفي كل شيء في مظاهر الصبر في المظاهر العبادية، كانوا متفوقين ثم في مظاهر الظلم والإضطهاد أيضاً متفوقين عندما يكونون هم قد أخذوا دور آل فرعو، فيجب أن يكون لدينا ذلك الدور المتميز الذي كان داخلهم يتمثل في أفراد وفي أسر معينة في مصر ووجهوا باضطهاد شديد تقتيل للأبناء ذبح للأبناء وصبروا فكانت العاقبة لصالحهم وكانت النتيجة لصالحهم {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}(الأعراف: من الآية 137) وقبلها {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا}(الأعراف: من الآية137) صبروا على اضطهاد شديد؛ ولأنه دائماً في الصبر في سبيل الله يكون الحكم الإلهي لصالح الصابرين من أجله وفي سبيله؛ ولهذا قال الله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}(البقرة: من الآية 155).
على المستوى الفردي هذه المرأة نفسها نذرت ما في بطنها لله وربما كان عندها احتمال بأنه ذكر كان المولود أنثى أيضاً فليكن، وفت بنذرها وفت بنفس النذر مع أنك تجد أن المرأة قد تكون باعتبار دور الأنثى بالنسبة للأنثى يكون هاماً يكون هناك حاجات تحتاج المرأة إلى ابنتها أن تعينها فيها قد لا يقوم به الإبن أشياء كثيرة ومع هذا وفت بالنذر.
{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}(آل عمران: من الآية 36) يعني هذا في قولها هي: إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ}(آل عمران: من الآية 36) أي عابدة؛ لأن معنى مريم: العابدة منقطعة للعبادة {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}(آل عمران: من الآية 36) لأن لا يكون له مدخل عليها لتكون خالصة تماماً لعبادتك لأن تعبدك لا يحصل أي مدخل للشيطان عليها على الإطلاق {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً}(آل عمران: من الآية 37) تقبلها الله وعندما تقبلها رعاها – لأن أبوها كان قد توفي أبو مريم عمران – كفَّلها زكرياء ويقولون: إن زكرياء هو زوج خالتها، زكرياء والد يحيى بن زكرياء {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً}(آل عمران: من الآية 37) ليس من داخل أسرته رزق يأتيها من عند الله كما قال عنها عندما سئلت {قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(آل عمران: من الآية 37) يعني هذه حالة نادرة أليست تعتبر حالة نادرة؟ {هُنَالِكَ} زكرياء أعجب بمولود من هذا النوع فطمع هو في ذرية طيبة {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}(آل عمران: الآية 38).
لاحظ كيف الحالة هذه؟ حرص عند امرأة عمران وحرص عند زكرياء فيما يتعلق بالذرية الطيبة لأنها نعمة كبيرة، أولاً هي قضية، هي الشيء الذي يجب أن تكون عليه إذا كنت محباً لله فأنت تحب أن يكون هناك من يعبد الله وتحب أن يكون منك من يعبد الله لا يوجد [تحديد نسل] نهائياً، القضية الصحيحة هو: أن يكون الإنسان همه ذرية طيبة فليكونوا عشرين أو ثلاثين كمَّا كانوا.
{فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 39) قالوا إنه بمعنى ماذا؟ أنه مصدق بعيسى {بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ} معناه عيسى {وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ} (آل عمران: من الآية 39).
إذاً استجاب الله دعاءه بأن يعطيه ذرية طيبة {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}(آل عمران: الآية 40) قد صار كبيراً في السن قد يكون عمره تقريباً تسعين وزوجته كذلك كبيرة في السن وفي نفس الوقت عقيم امرأة عاقر أي: عقيم لا تلد لم تلد وهي في شبابها فما بالك عندما تصير كبيرة في السن {قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}(آل عمران: من الآية 40). لاحظ هذه القضية مجمل الموضوع فيه مظهر من مظاهر اصطفاء الله، أن الله هو الذي يصطفي وعندما يصطفي لا يصطفي على أساس اعتبارات معينة من عند البشر يملونها عليه سبحانه وتعالى، بل هو يصطفي.
داخل بني إسرائيل وهو يريد أن يكون هناك نبي من بني إسرائيل وهو عيسى يأتي اصطفاء لوالدته أولاً، ألم يصطفِ مريم {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}(آل عمران: الآية 442) ولأن عيسى سيأتي بشكل خارق للعادة في وجوده في ولادته قضية خارقة للعادة الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده لا يأتي بشيء يكون مفاجئاً لهم تماماً بحيث يكون مما قد يسهم في ماذا؟ في نفورهم، تأتي أشياء كلها قائمة من الأشياء المخالفة للعادة، أولاً: الرزق نفسـه الذي كان يأتي لمريم أليس مخالفاً للعادة؟ كان يأتيها – كما يقال – يأتيها طعام فواكه في غير وقتها.
لاحظ كيف المسيرة زكرياء نفسه يأتي له ولد بشكل غير طبيعي، أعني الشيء الطبيعي في مسيرة الحياة أنه من بلغوا السن هذا لا يأتي لهم أولاد امرأة عقيمة وعجوز وهو أيضاً هو قد صار شيبة فيأتي لهم ولد فلم تأتِ قضية ولادة عيسى بالشكل الذي هو غير طبيعي أي من غير أب إلا وقد هناك تمهيد في الذهنية تمهيد في الساحة بما سبق من ماذا؟ من أشياء هي خارقة للعادة بدءاً من رزق مريم ثم ولادة يحيى بن زكرياء حتى نفس الآية هذه {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}(آل عمران: الآية 41) قالوا كان لا يستطيع أن يتكلم إلا فقط بذكر الله!.
أليست هذه الآية حتى خارقة للعادة؟ خارقة للعادة نفس الآية التي أعطيت لزكرياء كآية بأن هذا المولود في الطريق أنه قد استجيبت دعوته والمولود هو في الطريق للخروج إلى النور، أن لا يستطيع أن يتكلم مع الناس أبداً إلا إشارات لكن يستطيع أن يذكر الله فقط، أليست هذه أيضاً ظاهرة مخالفة للعادة؟ خارقة للعادة؟.
{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}(آل عمران: الآية 42) هذا مظهر من مظاهر أن الحكم لله أن الإختيار لله أن الإصطفاء قضية يختص بها الله سبحانه وتعالى، وكم هناك في بني إسرائيل من نساء وكم هناك من رجال وكم هناك من علماء في الكنايس والمعابد وكم هناك من كبارات وموجودين كانوا لكن لن يكون أحد منهم أباً لعيسى فضلاً عن أن يكون هو نبياً أليست هذه قضية؟ فإذا هم يجدون بأنه لماذا اصطُفي رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) نقول: هكذا تم الإصطفاء داخلكم على هذا النحو ألم يتم الإصطفاء داخلهم على هذا النحو؟.
موضوع الإصطفاء نفسه أعني: أنك تلمس أسرة متميزة نفس الأسرة متميزة آل عمران هذه الأسرة التي من ذرية آل إبراهيم التي منها مريم ابنت عمران نفس الأسرة تلك متميزة أعني الأجواء داخلها صالحة للإصطفاء الفردي مريم لتكون أماً لنبي اصطفاه الله سبحانه وتعالى؛ لأن الإصطفاء لا تكون قضية مجهولة بالنسبة للمصطفين لا تكون قضية مجهولة، لذلك نحن نستبعد دائماً أن يكون الوحي نزل إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) بتلك الصورة المفاجئة – مثلما يقولون – لا تكون القضية مجهولة أبداً لاحظ موسى بن عمران (صلوات الله عليه) ألم تُشْعَر أمه؟ {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}(القصص: من الآية 7).
هل موسى مثلاً لم يكن يعرف بمهمته لا يعرف بأنه قد يكون منوطاً به دور هام جداً إلى أن تفاجئه النبوة في ذلك المكان؟! ذلك بداية القيام بالمهمة، رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كذلك من قبل ولادته؛ لأن مسألة الإصطفاء تكون قضية يكون هناك تمهيد لها واسع وكبير، لا تأتي هكذا مفاجئة يظهر نبي ما يكون هناك تمهيد، يكون هناك حتى على مستوى الوضعية على مستوى وضعية المحيط محيطه بكله وضعية الأسرة نفسها هنا يقول: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} أليسوا يشعرون بهذا؟ {وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}.
{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ}(آل عمران: من الآية 43) اخضعي {وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}(آل عمران: من الآية 43) لاحظ هنا في دورها دور عجيب ما كأنه وجهت بأن تبقى في بيتها، تخرج وتبدو في نفس الوقت امرأة متميزة معروفة في المجتمع تركع مع الراكعين تشترك مع الناس في الصلاة؛ لأن القضية هامة جداً تكون معروفة بتميزها معروفة بطهارتها معروفة بمؤهلاتها كاملاً أن يأتي عيسى من امرأة معروفة في المجتمع {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}(آل عمران: الآية 44) وهم يتنافسون على من يكفلها على من يقوم بها.
نلحظ أيضاً في القضية هذه في مجمل القصَّة هذه زكرياء ويحيى بن زكرياء ومريم وعيسى: أن الإصطفاء قد يكون أحياناً يكون اصطفاء لأدوار معينة يحيى بن زكرياء نفسه نبي، ومصطفى اصطفاه الله له مهمة معينة له دور معين، أعني تنتهي المسألة بأنه يجب على الناس أن يكونوا مسلِّمين لأمر الله هذه قضية، مسلِّمين لأمر الله لا يضعون هم شروطاً أمام الله حدوداً لتدبير الله مثلما حصل من بعد في ثقافتنا أي تجد هنا يحيى بن زكرياء وتجد مريم وتجد زكرياء وعيسى أسرتين متقاربة وفي نفس الوقت هناك نبي ومصدق بنبي سيأتي هذا النبي له دور وهذا النبي له دور أوسع.
{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}(آل عمران: الآية 45) بالنسبة لمريم أن تُشْعَر بأنها مصطفاة ومطهرة هذه قضية أن ترى أمامها هي حالات من الأشياء التي هي خارقة للعادة ومخالفة للشيء الطبيعي فيما يتعلق بالرزق الذي كان يأتيها لا تكون القضية مفاجئة لها بشكل كبير هي، أن تحمل وتلد وهي في نفس الوقت ليست مزوجة ولا كما قالت {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}(آل عمران: من الآية 47). {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ}(آل عمران: الآية 46) يكلم الناس في المهد بعد أن تلد به هو كلمها وعندما أخذته إلى قومها أيضاً كلم القوم هو ثم يكلمهم كهلاً في دور النبوة حمل الرسالة والتبليغ {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ}(آل عمران: من الآية 47) استفسار عن كيف سيحصل هذا {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}(آل عمران: من الآية 47 – 49) هذا استفسار في مهمته في مهمة عيسى {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}(آل عمران: الآية 48) هل عيسى بمعنى أنه يذهب يدرس؟! يدرس في الكنيسة حتى يتعلم؟ لا، لأنه ماذا؟ قد هناك خلل، ثقافة غلط.
عندما يقول: {وَيُعَلِّمُهُ} شيء من عنده هو سبحانه وتعالى {الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} إلى بني إسرائيل في المقدمة لينهضوا معه بدور الرسالة العام التي هي رسالة للعالمين كما قال إبراهيم في دعوته: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(البقرة: من الآية 129) هل معناه أنه يريد رسولاً لأولاده فقط؟ لا، إبعث فيهم رسولاً منهم ويكونون هم مع هذا الرسول من ينهضون بالرسالة للناس جميعاً.
لاحظ هنا في قضية {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} قد يكون الكتاب أحياناً – مع ذكر التوراة والإنجيل – المكتوب أي: المفروض المحتوم أشياء يعني هناك خلل حتى فيما يتعلق بكثير من القضايا المكتوبة الفقهية مثلاً خلل في فهم التوراة أما الإنجيل فهو جاء على يده، وفي مسألة {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} يعني ويعلمه الله {الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}.
لاحظ كيف مثلاً عند [الزيدية] في موضوع: [ولاية الأمر] أليسوا هم يقولون: أن يكون عالماً، أن يكون عالماً معناه: يقرأ يقرأ يقرأ عند أولئك الذين هم مليئون بالغلط حتى يمتلي مقرى ثم يطلع إمام وطلع إمام قلب حقيقة، في الأخير يطلع إمام بعضهم لا يمكن تسميه هادياً على الإطلاق أن يكون هادياً إلى الله.
لهذا نحن نقول قضية الثقافة الثقافة هذه: أن نعرف كيف هي سنة الله داخل القرآن نفسه من داخل القرآن نفسه نعرف كيف سنة الله بالنسبة للأعلام وللهداة، ليست قضية تخضع لمقاييس البشر وشروطهم، لاحظ هنا في عيسى يقول: ويعلمه الكتاب ويعلمه التوراة، والتوراة أليست موجودة من قبل عيسى؟ وأليس الكنايس مليئة ولديهم مفسرون توراة وشرَّاح توراة ومدرسون توراة؟ هنا يحتاج إلى تعليم من جهة الله سبحانه وتعالى، أو ليس بإمكانه أن يعلِّم؟ أليس الله يستطيع أن يعلِّم هو سبحانه وتعالى؟ هو يقول لنبيه {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}(طه: من الآية 114) هل رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) تخرج من مدرسة معينة؟ فيما يتعلق بعيسى مثل أكثر في القضية أعني بعث من وسط أمة لديها ماذا؟ مثلما تقول: تجمعات علمائية فقهية دينية ومعابد وأشياء من هذه وسط ديني هنا يحتاج هذا الإنسان هو نفسه إلى أن يعلم من جهة الله. بل قضية كانت معروفة عند أهل البيت السابقين الذي يقرأ مثلاً للإمام القاسم بن إبراهيم أو الإمام الهادي أو الإمام زيد بن علي أو الإمام علي في فقرات داخل [نهج البلاغة] تجدها قضية معروفة لديهم، وعند المتأخرين جعلوها شروطاً هم يقدمونها وتقنين من عندهم هم كيف تكون المسألة إلى أن طلع نماذج خطأ إلى أن أصبحت الساحة بالشكل الذي لا تقبل نماذج صحيحة وفق المقاييس الإلهية التي ذكرها في القرآن [هل قرأت أصول فقه؟ هل قرأت علم كلام؟ ما دام أنك لم تقرأهما إذاًَ لست عالماً لا تصلح لشي إذاً] أليست هذه واحدة؟.
{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 49) آيات تشهد بنبوته يلاحظ أن تكون الآية على هذا النحو؛ لأنه قد هناك خلل عندهم هم حتى في موضوع فهم الآيات؛ لأنه قد يكون هناك مقولات كثيرة لديهم تجعل الكثير مما هي آيات تفلسف كظواهر يمكن أن تكون طبيعية فكان بالنسبة لهم قد أصبحوا محتاجين إلى آية من هذا النوع آية هذه من الأشياء الخارقة بشكل رهيب يصلِّح من التراب صورة طائر ينفخ فيه فيكون طائراً بإذن الله، أليست هذه آية عجيبة جداً؟ ويقول لبني إسرائيل {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ} أليس هو يتحدث مع بني إسرائيل؟ وبنوا إسرائيل أليسوا مجتمعاً لديه ثقافة دينية وموروث ديني؟.
{وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 49) لاحظ هنا يقول: بإذن الله، بإذن الله، قضية يركز عيسى من البداية من أول ما تكلم عندما وضعته أمه ألم يقل: {إِنِّيْ عَبْدُ اْللهِ}يعني عندما كلم قومه {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}(مريم: 29 – 30) أول عبارة يقولها هذه لها علاقة بماذا؟ تكون عندما يأتي أناس يؤلهونه ويعتبرونه إلهاً يكونون هم مفترين عليه ولم يكن بسبب أنه لم يأت من جانبه وهو جاء في وضعية غير طبيعية فلم يأت من جانبه ما يمكن ماذا؟ أن يبعد أي افتراء من هذا النوع، أول كلمة قالها {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} ثم هنا يقول: {بِإِذْنِ اللَّهِ} {بِإِذْنِ اللَّهِ} {فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ} {وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ}.
{وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(آل عمران: من الآية 49) آيات من الآيات الخارقة بشكل رهيب جداً أمام مجتمع عنده موروث ديني ويعرف موضوع نبوات وكتب إلهية وأشياء من هذه أي لتعرف أحياناً كيف أنه تصل بالناس الثقافة الخاطئة فيصبحون في وضعية أبعد من الأمم البدائية أبعد من الأمم الكفرية لو بعث إلى أمة كافرة قد لا يحتاج إلى آيات من هذا النوع!.
لو بعث إلى أمة كافرة نهائياً لا تعرف شيئاً من قبل ربما لما احتاج إلى آيات من هذا النوع الذي احتاج إليها مع بني إسرائيل وأيضاً فيها {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} خلق وإحياء موتى وعلم غيب إذا كان سينفع فيهم لهذا فعلاً يعرف الإنسان من خلال هذا كيف تكون الآثار الرهيبة السيئة للثقافة الخاطئة للمفاهيم المغلوطة.
{وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ}(آل عمران: من الآية 50) مصدقاً لما بين يدي من التوراة {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}(آل عمران: من الآية 50) إذاً هذه كلها مقومات ومشجعة لأن يؤمنوا به ومع هذا لم يحصل! لم يحصل إلا قليل ممن آمنوا به {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} من الأشياء التي حرمت في السابق مما كانت حرمت عليهم لأسباب تعنت من جانبهم وعناد كما قال الله تعالى في آية أخرى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ}(النساء: من الآية 160).
{وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}(آل عمران: من الآية 50 – 52) بعد هذه الآيات العجيبة! أليست تبدوا علم غيب؟ الله علمه أن يعلم ما يدخرونه في بيوتهم وما يأكلونه؟ هذه الآيات الثلاث العجيبة. ثم إنه الإيمان به أيضاً لن يكون معناه كفر بالتوراة وفي نفس الوقت سيحل لهم بعض الذي حرم عليهم ومع هذا {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}(آل عمران: من الآية 52) لم تنفع الآيات هذه عند كثير منهم لم يستنفعوا بها {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ}(آل عمران: من الآية 52) هو يريد إذاً الخلاصة يريد صفوة الناس حتى يعرف كم معه مؤمنين صادقين {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية 52) أليس هنا العنوان مسلمون والدين إلإلهي كله دين الله عنوانه إسلام..
ثم يأتي في نص كلام الحواريين أنفسهم ما يعتبر أيضاً تكذيباً لكل الإفتراءات التي جاءت من بعد من داخل النصارى، الإيمان بعيسى كان على هذا النحو: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية 52) أي مسلمون لله {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}(آل عمران: من الآية 53) {رَبَّنَا} أليست خطاباً؟ دعاء لله سبحانه وتعالى {آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ}(آل عمران: من الآية 53) بما أنزلته على أنبيائك بما فيه بما أنزلته على عيسى. {وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ} رسولك الذي هو عيسى {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}(آل عمران: من الآية 53).
اختلفت المسألة بالنسبة للنصارى من بعد يقدمون عيسى ويجعلونه إلهاً يجعلونه إلهاً ناسين بأن عيسى ولد في فترة معينة! هم يذكرون هم عندما يتحدثون عن عمر الدنيا وعن الإنسان هذا كم له في الدنيا أليسوا يذكرون آلاف السنين. وأحياناً أرقاماً أكبر من آلاف السنين أي أن هذا هو العنوان الإيماني في كل المراحل، وفي أيام موسى {آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}(آل عمران: من الآية 53) وفي أيام عيسى {آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}(آل عمران: من الآية 53) أليست شهادة لله وشهادة برسالة من أرسله؟ في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) نفس الشيء أن يشهدوا بوحدانية الله ويشهدوا برسالة رسوله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه حتى العنوان الديني أو تقول: بطاقة الدخول في الدين هي واحدة في كل مراحل التاريخ شهادة: إيمان بالله وإيمان برسوله وما أنزل على رسوله إيمان بأن أولئك هم رسل، هم رسل من عند الله ليس فيهم أحد يمكن تسميه إله أو يجعلونه إلهاً.
{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(آل عمران: من الآية 54) الطرف الآخر بعد الآيات الكثيرة بعد الآيات الخارقة وهم أساساً هم مجتمع عنده موروث ديني يعرف موضوع الرسل وكتب إلهية وأشياء من هذه أليست قضية تعتبر نادرة بالنسبة لهم. كفروا وتحولوا إلى مكر يمكرون مؤامرات كيف يحبطون عمل هذا كيف ينهونه تآمروا في الأخير إلى أن يقتلوه تآمروا فعلاً أن يقتلوا عيسى.
{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}(آل عمران: من الآية 55) لاحظ في موضوع تقديم قصة عيسى هنا من البداية أعني مثل ما تقول صورة من صور الإصطفاء الإلهي وفي نفس الوقت يبين لك واقع قضية على أساس النصارى هؤلاء إذا هم يريدون أن يعودوا أن يفهموا بأنه هكذا كان واقع المسألة كان واقع قصة عيسى هي على هذا النحو أنه وُلِدْ من امرأة اصطفاها الله سبحانه وتعالى يأتي بقصة ولادته ثم يأتي بكيف كان الإيمان به على لسان الحواريين: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}(آل عمران: من الآية 53) أنه إنسان الله قال له إنه سيتوفاه.
لاحظ هذه القضية نفسها هو معروف أن الإنسان سيموت لكن هذه لها أثر {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} أي سأميتك ليعرفوا أنه بشر مثل ما قال هو أول كلمة: أنه عبد لله {إِنِّيْ عَبْدُاْللهِ} ألم يقل من أول ما {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}(مريم: من الآية 29) يعني أنه في هدى الله سبحانه وتعالى يأتي تبيين يأتي أشياء بالشكل الذي تكون مبطلة لما يمكن أن يحصل؛ لأن الله هو عالم الغيب والشهادة فما يمكن أن يحصل من ادعاءات يكون قد سبَّق لتلك الأمة ما يعتبر ماذا؟ ما يعتبر مبعداً لها عن ذلك الخطأ الذي يمكن أن تقع فيه وشاهداً على بطلان ما وقعت فيه وأنها مفترية على الله.
{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}(آل عمران: من الآية 55) والتوفي الله قال: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}(الزمر: من الآية 42) يعني سأميتك {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} مثلما نقول: إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لحقت روحه بالرفيق الأعلى ألسنا نقول هكذا؟.
{وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}(آل عمران: من الآية 55) أليس هناك قال عنهم: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين}(آل عمران: من الآية 54) من مكرهم أنهم يريدون لهذا أن لا يظهر لأنه قال هناك {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ}(آل عمران: من الآية 50) وهذا يعطيك مؤشراً بأن المكر هذا جاء من داخل الشخصيات الكبـيرة وجهاء القوم وكبارهم حتى من الناحية الدينية {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (آل عمران: من الآية 54).
فكفروا به يذهبون يتآمرون عليه كيف يمسحونه من الوجود فكان مما هو نقيض ما يمثل دافع بالنسبة لهم وهم يمكرون أن يجعل من اتبعوه فوقهم دائماً إلى يوم القيامة وبعنوان {اتَّبَعُوكَ} المؤمنون بك مثلما نقول في كلمات أحياناً في كلمة [اتِّباع] أحياناً كلمة [إيمان]، [أهل الكتاب] تأتي أحياناً متعددة مثلما نقول الآن، المسلمون: أتباع رسول الله أليس هكذا؟ أليست عبارة صحيحة؟ المسلمون الآن في العالم هم أتباع محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أتباعه بهذا المعنى العام: المؤمنون برسالته ويحسبون أنفسهم منتمين إليه مؤمنين به وضمن الملة التي هو عليها هذا، بمعنى أتباع هنا بالمعنى العام في إطلاق اللفظة بالشكل العام وعندما تعود إلى الكثير منهم تجد أنهم غير متبعين بالشكل المطلوب يكون التوجيه في الداخل أننا نتبعه حقيقة أليست هكذا؟ لكن الوضعية هذه باعتبار الإنتماء الهوية هذه يصح أن يقال فيها أتباع محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
لهذا تجد أن هذه ظاهرة فيما يتعلق باليهود إلى الآن لأن الفئة الآن الكافرة بعيسى من هي؟ اليهود. المسلمون مؤمنون به أنه عبد الله ورسوله والنصارى كذلك مؤمنون به كرسول بنفس ذلك المسيح عيسى ابن مريم ولو حصل عندهم اعتقادات باطلة لكنهم يعتبرون أنفسهم أتباعه أليست هكذا؟ تجدهم الآن اليهود على الرغم مما وصلوا إليه وسيطرتهم على وسائل الإعلام، على الإقتصاد على أشياء كثيرة لم يستطيعوا أن يظهروا هم هم دون أن يكونوا محتاجين للآخر والآخر يرونه من فوقهم. إسرائيل دولة هنا ظهرت في المنطقة تجدها حياتها متوقفة على مساندة أمريكا وأمريكا تساندها مع أنهم مؤثرين داخل أمريكا لكن لا بد أن يكون تحت لا بد أن يكون تحت مهما كان إلى يوم القيامة مهما بقي هؤلاء إلى يوم القيامة سيظلون تحت.
{ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}(آل عمران: من الآية 55 – 57) {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}(آل عمران: من الآية56) أليست هناك آيات كثيرة تتكرر في القرآن! في موضوع [الوعد والوعيد] في موضوع العقوبة؟ هذه قضية نُسيت تقريباً أعني من تثقيفنا وطرحنا للناس وتعليمنا، نُسيت هذه القضية التركيز عليها، أن هناك عقوبات في الدنيا {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}(آل عمران: من الآية 57).
{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ}(آل عمران: من الآية 58) ذلك ما نقصه عليك نتلوه عليك من الآيات هي تعتبر آيات بالنسبة للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله) لأن الله قال بالنسبة له: {وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}(هود: من الآية 120) يعني أن نفس الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يستفيد من هذه الأشياء يستفيد هو من هذه الآيات التي هي ماذا؟ قصص من تاريخ الأنبياء السابقين.
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ}(آل عمران: من الآية 59) عندما حصل استبعاد [كيف يمكن يوجد وليس لديه أب] ذلك أول واحد آدم أليس بدون أب؟ فليست قضية نقول: لا يمكن تكون معقولة هو مثله كمثل آدم.
كذلك بالنسبة للآية الأخرى لها علاقة فعلا وهي الآية نفسها التي يعطاها أنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طائراً ليست قبله بيضة ولا ديك ولا شيء أليست شاهداً بالنسبة له هو أعني معجزة متناسبة مع الإيمان بإمكانية أن يوجد دون أن يكون هناك أب له وفق التسلسل المعروف في النسب وفق الطريقة المعروفة في التوالد.
إذاً هذه هي فعلاً فائدة كبيرة أن نعرف العلاقة ما بين المعجزة التي أوتيها وما بين وضعيته هو والحالة التي وجد عليها {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}(آل عمران: من الآية 59 – 60) الحق في كل قضية بما فيها الحق في موضوع هذا القصص الذي نتلوه عليك من الآيات لهذا إذا كان هناك أي قصص آخر يأتي من عند الآخرين لا تعتمد عليه الله أعلم بالحق وتجد بأنه يأتي في موضوع القصص بأشياء هي هامة في مجال العبرة وقد تستطيع من خلال ما قدم أنك تبحث عن الصورة الكاملة للقضية فتكون مساعدة على إعطاء تشخيص للمجتمع تشخيص للحالة تشخيص للوضعية من خلال ما قدم.
{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ}(آل عمران: من الآية 60) في شأن عيسى {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}(آل عمران: من الآية 61) هذا هو العلم الذي جاءك {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}(آل عمران: من الآية 59) وما تقدم وما تضمنته أيضاً آيات أخرى في موضوع عيسى قصته وقصة أمه {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ}(آل عمران: من الآية 61) جادلك يحاججك {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}(آل عمران: من الآية 61) يجمع كل واحد منا أعز ما لديه بالنسبة لأسرته أقرب الناس إليه يجمعهم من أجل يضرب هو وكل ما حوله وأعز الناس إليه أقرب الناس إليه.
هنا في هذا الموضوع لاحظ أننا نستطيع أن نأخذ صورة متكاملة من داخل القرآن الكريم في موضوع الأشياء التي فيها محاججة أطروحات من الآخرين جدل من الآخرين شبه من الآخرين فيها ما يأتي رد مباشر فيها ما يأتي رد بشكل آخر بأسلوب آخر فيها ما يكون هناك سكوت وفيها ما يكون على هذا النحو {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}(آل عمران: من الآية 61) فيها ماذا؟ فيها مباهلة أنتم طرف ونحن طرف نبتهل إلى الله بالدعاء أن يجعل لعنته على الكاذبين.
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}(آل عمران: من الآية 62) لأن النصارى قد أصبح عندهم قصص أخرى كثيرة عندهم قصص أخرى محرفة عندهم عقائد طلعوها محرفة حتى جعلوا عيسى إلهاً! من العجيب أنك تجد مما يشهد بالتحريف هذا موضوع القرآن الكريم ولهذا أن الله قال فيه مهيمنا على الكتب السابقة [مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه] أنه يجب أن تنظر إلى الكتب السابقة من خلال القرآن الكريم لتعرف حتى أنه حصل تحريف تعرف أنه حصل تحريف فعلاً وأن ما بين أيديهم ما به كتاب تقول: هذا الكتاب الذي أنزل من عند الله. مجموع كتابات مخلوطة فقرات من هنا وفقرات من عندهم ما تجد في داخل الأناجيل الموجودة الآن مثلاً عبارات: أنه عبد الله أنه رسول الله وعبد الله وأشياء من هذه! نسفت في الغالب أعني منسوفة مع أن الشيء الطبيعي أن تكون قضية متكررة داخل الإنجيل الذي نزل على عيسى أن تكون قضية متكررة لماذا؟ لأن أول عبارة قالها عندما تكلم {إِنِّيْ عَبْدُ اْللهِ} نسفوها هذه نهائياً لا يوجد حديث: أنه عبد الله، عبد الله وأشياء من هذه فهذا نفسه يشهد بأنه وقع تحريف من لديهم فعلاً أنه وقع من لديهم تحريف {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}(آل عمران: من الآية 62) فتعتمد هذا في نظرتك إلى ما قدموه وهناك سيظهر لك الخلل.
{وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ}(آل عمران: من الآية 62) هذا رد عليهم عندما يجعلون عيسى إلهاً هم يسمونه الرب وتسمع في إذاعاتهم وفي أخبارهم تجده هو السائد داخل النصارى بشكل عام الظاهرة المنتشرة فيهم هذه: جعلوا عيسى رباً وهو عبد لله والله يقول: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ}(آل عمران: من الآية 62- 63) يعني: يكون هكذا موقفك أن تفهم أن الحق هو من ربك فلا تمتري يكون عندك أي اضطراب أو شك في ما قدم إليك أو حكايات يقدمونها من عندهم فتجد عندك إيمان بشيء مما فيها وهو مختلف عما قدم إليك. ثم فليكن موقفك معهم على هذا النحو مباهلة ولهذا روي في قضية مشهورة أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) جاء بعلي وفاطمة والحسن والحسين، عندما وفد إليه نصارى نجران وحصل محاججة قال: فلنتباهل {فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}(آل عمران: من الآية 61) ثم تراجعوا هم خافوا أن يباهلوا عارفين بأنها قد تكون العقوبة عليهم هم تنـزل اللعنة عليهم. وتجد أنه بالنسبة للقصص الحق والقصص الحق الذي ليس فيه ما يمكن أن يؤدي إلى أن يُقَدَمْ عيسى إلهاً أو رباً كما عند النصارى أي أن القصص الآخر الباطل الذي لديهم يكون قصص بالشكل الذي يسوغ ما قدموه من أنه ماذا؟ من أنه رباً فجعلوه رباً نفس القصص يكون مؤثراً، ثم إنهم قالوا أيضاً بعض الكتَّاب المسيحيين الذي كان في الأصل مسيحياً، عندما أسلم قال: بأنه لم تأت هذه إلا متأخرة ربما من بعد المسيح تقريباً بمأتي سنة أو نحوها، طرحوا هذه الأطروحة وجعلوه رباً، لم تأت إلا متأخرة.
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ}(آل عمران: الآية 63) لا تكترث بتوليهم لاحظ هذا الموضوع يتكرر داخل القرآن الكريم بشكل عجيب ومؤكد أعني مواقف ثابتة لا يجرك حرصك أو يجرك مثلاً أشياء أخرى إلى أنك تحاول تقدم تنازلات أو أشياء من هذه عندما يحصل حجاج من الآخرين أو يحصل عروض من آخرين، لا. قضايا يجب أن تكون ثابتاً عليها {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ}(آل عمران: الآية 63).
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا}(آل عمران: من الآية 64) هذه دعوة إيمان هلموا آمنوا بهذه {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ}(آل عمران: من الآية 64) هذه الكلمة نفسها هي الكلمة التي قال الله هناك: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}(الزخرف: الآية 28) قضية هي واحدة داخل دين الله أي ما لدينا ليس شيئاً خارجاً عن دين الله الذي أنتم تعرفونه {إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} أليست هذه الأشياء أصول معروفة لديهم في الدين؟ وهناك شواهد عليها في ما لديهم في تراثهم شواهد على هذه؟ النصارى الآن لا يعتبرون أنفسهم مشركين هم ولا يعتبرون أنفسهم كافرين بالله. اليهود كذلك لا يعتبرون أنفسهم أنهم كافرين ومشركين بالله هم عندهم المشركون الفئة الأخرى المعروفة المشركين الذين هم ماذا؟ يعبدون أصناماً.
تمثل هذه فيما يتعلق بما يسمونه: [الحوار]. تمثل هذه: أسساً، ضوابط للحوار أي هذه تمثل قواعد مشتركة هي في نفسها تعتبر مقاييس يتم على أساسها بيان ما هناك من أخطاء عندما يقول: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 64) وقبلها {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً}(آل عمران: من الآية 64) أليست هذه تعتبر قواعد تعتبر مقياسا هي عندما يقول {وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاًً} أنتم عندما تقولون في المسيح [كذا كذا كذا] إذاً هذا يتنافى مع القاعدة هذه، أعني هذا يعتبر شركاً، إذاً يجب أن تتخلوا عنها مع أن هذه الأشياء يؤمنون بها جملة عبادة لله، أن الشرك محرم في دين الله يؤمنون بهذه وكذلك أن لا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله وهذه أشياء سائدة داخلهم كما قال عنهم في آية أخرى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}(التوبة: من الآية 31).
أعني فيما لو قام حوار بينك وبينهم تعتبر هذه قواعد تمثل ضابطاُ لأن أي حوار بين أطراف لا بد أن يكون هناك قواسم مشتركة – التي يسمونها – يكون هناك قواعد قضايا يلتقي عليها الكل يعتبرونها ماذا؟ منطلقاً لحوارهم.
القضية من البداية تبدو دعوة إيمانية {تَعَاْلَوْاْ} ما هناك نحن سنأتيكم هكذا. كيف موقف العرب الآن؟ أعني هذه تمثل ثقة أن الإنسان الذي هو فعلاً يسير على دين الله يجب أن يكون واثقاً بما هو فيه وما هو عليه، تعالوا أنتم، عندما تكون بمعنى داعي تدعو إلى دين الله، تدعو إليك، يسيرون إلى الأشياء هذه التي أنت تؤمن بها وتسير عليها لا أن تكون أنت تحاول تؤقلم نفسك مع الآخرين تكون قد أنت تسير بعدهم وتحاول تزيل من الدين الأشياء التي قد تكون تزعلهم مثلما يعمل العرب الآن! أبعدوا الجهاد، وقدموا تفسيراً لقول الله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}(البقرة: من الآية 256) {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}(البقرة: من الآية 143) وأشياء كثيرة. [قدموا الدين بالشكل الذي يمكننا أن ننسجم مع أولئك!].
لا، هذه الدعوة هي {تَعَاْلَوْا}، تعالوا، هذه قضية هامة في مسألة أنك تبدو أنت أمام الآخر واثقاً بما أنت عليه قضية أساسية في قابلية ما أنت عليه من، الدين أن تبدو واثقاً بما أنت عليه، قضية هامة، الاهتزاز يطمع الطرف الآخر، أي طرف آخر لا يعد يجعلك في وضعية ينجذب إليك، لا ينجذب إليك، فقط يحاول يملي أكثر يسحبك إليه ويجردك من كثير من الأشياء التي لا يريدها حتى تصبح في الأخير تابعاً له.
[ليس صحة ما الإنسان عليه يتوقف على أن يكون مقبولاً عند الآخرين] هذه قاعدة هامة، نحن داخلنا فيما يتعلق بموضوع أنهم يحاولون أن يحتجوا على السنية على آخرين وهكذا أخذ ورد إلى أن وصلنا نحن متى ما لدينا شيء يبدو أنه ليس موجوداً عند الطرف الآخر يبدو وكأنه غير صحيح! أو إذا هناك شيء، رفض الآخرون أن يؤمنوا به رجعنا نحن نكاد أن نتخلى عنه!. أن تكون مؤمناً بالشيء يجب أن تكون واثقاً من نفسك بأنه صحيح وأنه أنت في موضع الثقة بما أنت عليه وتعطي ثقة تبدوا أمام الآخرين، يعني قضية ظاهرة، يظهر للآخر أنك واثق بما أنت عليه {قُلْ تَعَالَوْا} أليس هذا كلام الواثق من نفسه {قُلْ تَعَالَوْا} كلام الواثق من نفسه بصحة ما هو عليه.
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية 64) لاحظ هذه هي مواقف ثابتة، هذه قضية هامة جداً وليس إذا تولوا فابحث كيف تقول: [مستعد ابعدوا هذه اسكتوا من هذه سنقدم بنداً آخر غير هذا] مثلاً [إذا لم يعجبكم] {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 64) نقول: [إذاً سنقدم عنواناً آخر!] لا، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية 64) حتى لو لم تقبلوا أنتم بالنسبة لكم.
هذه المواقف الثابتة هامة جداً، ولاحظ ما كان أحوج الناس إليها في المرحلة هذه ما كان أحوج العرب إليها في هذه المرحلة، أن يتعلموا من القرآن كيف تكون مواقفهم ثابتة وكيف يكون تعاملهم مع الآخرين مع اليهود والنصارى، الآن يقدمون مبادرة لم تعجبهم وقدموا مبادرة أسوء، وهكذا إلى تحت، وصل الأمر الذي انتهت إليه القضية إلى أن قد هناك املاءات من جانب اليهود والنصارى هم على المسلمين، [ابعدوا هذه الآيات أبعدوا هذه الآيات من القرآن دخلوا هذه في المناهج اجعلوا المنهج بالشكل هذا غيِّر الحكومة حقك بالشكل هذا اجعل فلان هنا وفلان هناك] أليس هذا يحصل؟ لأنه لم يحصل عند المسلمين موقف ثابت.
{فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية 64) ماذا يعني هذا؟ هل استكمل ما يعتبره الآخرون [دعوة حوار]؟ هل استكمل القضية معهم؟ هناك ثلاثة أشياء إذا أنتم تريدون نحن ندعوكم إلى أن تأتوا وهي قضية معروفة عندنا وعندكم ولو تحاورنا أليست هذه ثوابت؟ لم يرضوا يقبلوا مع السلامة، اشهدوا أنتم أننا مسلمون، هذا أيضاً يعطي ثقة بما نحن عليه من كلمة: [تعالوا] وعندما نقول في الأخير {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية 64) لم يقل: [إذاً هذا البند إذا لم يعجبهم قدم بنداً ثانياً تنازل قليلاً قليلاً] ما حصلت هذه؟
هذه الدعوة أهم بكثير مما قدمه [خاتمي] التي يسمونها دعوة: [حوار الحضارات] لأنه هنا في نفس الآيات هذه ليس فيها إقرار أنهم على شيء حقيقة، فهم هناك شيء متكامل يؤمن باستقلاليته ويؤمن بكذا، إنما نحاول كيف يكون تعاملنا مع بعضنا بعض، كيف تكون حركتنا مع بعضنا بعض، في هذه الحياة مثل مسألة: [حوار الحضارات]، يدعوهم إلى ما هو عليه، وهذه المقاييس التي قدمها ألم يقدمها مما عنده هو؟ إنما باعتبار أن لديهم في كتبهم ما يعتبر إيماناً بهذه، فتعتبر شاهداً عليهم، أي ما جاء الإنتقاء أنه ينتقي أشياء من داخل ما لديهم، من عنده، أليس هذا توجيهاً من الله؟ هذا توجيه من الله {قُلْ… تَعَاَلَوْا} {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا}(آل عمران: من الآية 64).
ألم يأت هذا من عند الله؟ البنود هذه جاءت من عند الله {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 64) لو أتوا إلى هذه واعتبروها مقاييس هم كيف ستنتهي القضية بالنسبة لهم، هل سيبقون هناك حضارة أخرى أو سيكونون مسلمين؟ يبين لك أن المطلوب أن يكونوا مسلمين عندما قال بعد: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية 64) أما نحن فنحن مسلمون ليس موضوع [حوار حضارات] أن يردهم إلى الإسلام لله، إلى الحضارة الصحيحة الوحيدة، الحضارة الصحيحة الواحدة التي تبني الإنسان وتبني الحياة هي هذه: الإسلام لله.
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ}(آل عمران:
الآية 65) في موضوع إبراهيم كل منهم يريد أن يدعي أنه أولى به! اليهود عندهم: أن إبراهيم يهودي والنصارى يقولون: إن إبراهيم نصراني كيف هذا وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده! واليهودية قد قدموها برؤية أخرى هي ماذا؟ من بعد إنزال التوراة، من بعد إنزال التوراة بل وصلوا إلى حالة أعلى من هذه يقولون عنهم: إن كل واحد منهم يعتقد أن الله يهودي! أنهم هم عندهم أن الله على كيفهم مثلهم مثل أي [حاخام] منهم.
{أفلا تعقلون هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ}(آل عمران: من الآية 66) في موضوع عيسى مثلاً في موضوعات من هذه لكن أنه يأتي ليحاجج في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل ودعاوى يهودية ونصرانية إلا من بعد بكثير يرد عليهم بقوله {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(آل عمران: من الآية 66 – 67).
لاحظ هنا ظاهرة من مظاهر التلاعب بالدين يقولون للناس: كونوا هوداً أو نصارى يسحبون من هنا من تحت ويريدون الآخرين يحاولون يؤقلمونهم معهم إبراهيم هو كان يهودياً! وأنتم تيهودوا! الأسلوب هذا غلط كله لأن الموضوع هو إسلام لله {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِِسْلامُ}(آل عمران: 19) فقال لهم: إبراهيم كان مسلماً وجاء بكلام من كلام إبراهيم {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ}(البقرة: من الآية 128) يعقوب عندما أوصى أولاده قال {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(البقرة: من الآية 132) وهنا أيضاً جاء بكلمة {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ}.
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(آل عمران: الآية 67) إذاًَ هذه تعتبر مثلاً بالنسبة للناس أعني بالنسبة للمسلمين أنفسهم المسلمون أنفسهم عندما أصبحوا طوائف لديها عناوين داخلية؟ السني يريد يحول الشيعي سني والشيعي حريص أن يحول السني إلى شيعي، وداخل السنية الشافعي يريد يحول الحنفي شافعي والحنفي يريد يحول الشافعي حنفي، وأشياء من هذه، الإثنا عشري يعمل يريد يحول الزيدي إثنا عشري أليست هذه تحصل؟ هذه أساليب ليست صحيحة، الصحيح أنه كيف نعود إلى العنوان الرئيسي العنوان الأصلي: الإسلام لله {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ}(آل عمران: من الآية 19) هذا العنوان الذي يجب أن نحمله جميعاً وهذا العنوان الذي مقوماته يلتقي عليها المسلمون فعلاً هذا العنوان، فنرجع إلى كتاب الله لنكون مسلمين نبعد عناوين من هذه العناوين الخاصة التي كل واحد قد ثقف ثقافة تجعله أنه ينظر نظرة مشمئزة إلى الآخر أليست هذه قد حصلت؟ بغض النظر عن محق أو مبطل داخلها.
ما يزال هناك طريقة هي التي علمنا القرآن الكريم أنها هي أقرب إلى أن نلتقي عليها تعالوا إلى ماذا؟ إلى العنوان الرئيسي، أن نكون مسلمين لله، حتى عندما يعرض علينا قصة بني إسرائيل هذه القصص الطويلة العريضة ليس فقط أنه ننظر كيف كانوا [الله أكبر عليهم كيف كانوا وأشياء من هذه] لا، نحن نأخذ عبرة منها نأخذ عبرة نحن في واقعنا حتى في مسألة كيف يمكن أن يلتقي الناس ليست قضية تقول: المسلمون وصلوا إلى حالة مستحيل أن يكون هناك ما يمثل عامل يمكن أن يلتقوا حوله؟ هو موجود ولكنه لم ينـزل لم ينـزل العنوان الرئيسي وما هو يعتبر ماذا؟ فعلاً شبيه بتلك الآية السابقة {كلمة سواء بيننا}(آل عمران: من الآية64). أليس القرآن هو كلمة سواء بيننا؟ إذاًَ فلنعد إلى القرآن ونحمل اسم إسلام لله هذا الإسم الذي سمانا الله به وسمانا رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحمل الإسم هو وسمانا إبراهيم من قبل آلاف السنيين.
رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لا نأتي لنقول: [هل كان شيعي أو سني أو حنفي أو مالكي أو شافعي أو جعفري أو زيدي] أو أشياء من هذه شبيهة بهذه. لاحظ الناس عندما يأتون يؤطرون الدين في عناوين أخرى في الأخير تنتهي المسالة إلى ادعاءات، أليس الآخرون يدعون أن السلف الصالح هم كانوا على ما هم عليه عندما يقول لك: [نحن على ما عليه السلف الصالح] يعني: هو يدعي أن السلف الصالح كانوا على ما هو عليه والسلف الصالح عندهم [ما أنا عليه أنا وأصحابي] أليس بعضهم يقولون هكذا؟ يجعلون السلف الصالح رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) إذاً فرسول الله هو كان سنياً! لم يأتِ عنوان سنية أو عنوان شيعة كطائفة بهذا المعنى، تشيع كاعتقاد كمبدأ، لم يقدم كطائفة، كاعتقاد ومبدأ لا يختص بطائفة معينة، يجب أن يكون الناس متشيعين في الإمام علي أي: شيعة له أتباعاً له؛ لأن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) جعله ولياً للمؤمنين من بعده أليس هذا في [حديث الغدير]؟ وحديث الغدير لدينا ولديهم؟.
لا يأتي مثلاً في موضوع محاولة الإلتقاء أنه هذا شيعي يحاول يسحبهم إليه وذلك سني يحاول يسحبهم إليه وأشياء من هذه! يكون بعنوان: الكلمة السواء التي بين الجميع وهي: القرآن الكريم، وإعطائه الأولوية المطلقة والحاكمية المطلقة القرآن؛ لأن القرآن هو حاكم على ما قدموه هم من السنة أليس [حديث العرض] ينص على هذا؟ ((فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله)) لأن كتاب الله هو المرجع نرجع إليه هو الكلمة السواء عندما تقول لي: وسنته! السنة التي – كما قال الإمام الهادي – السنة المعلومة لدى الجميع باعتبارها أيضاً تمثل ماذا؟ قواعد عامة وتمثل ماذا؟ قواسم مشتركة يمكن أننا نعتبرها مقاييس للحوار وقواعد ننطلق منها للحوار هذا فيما لو… وإلا فالمسألة أساساً لا تقدم إلى هذا، وهذا من مظاهر رحمة الله بعباده أنه لا يعلق الفرج عنهم بما هو شبيه بالمستحيلات أو بما قد جعلوه وكأنه مستحيل، هل تستطيع أنت أن تحول الشيعة إلى سنية أو السنية إلى شيعة؟ هل أحد يستطيع الآن؟ لا يستطيع وخاصة، أنهم أيضاً يقدمونها قضية حساسة جداً يستغلها العدو.
الطريق الذي يمكن أن يكون طريقاً صحيحاً لا يرتبط بهذا لا يقوم على أساس محاولة التقريب لأجعل الشيعي سني أو السني شيعي، منهج قائم هنا حركة على أساس القرآن الكريم تترفع عن كل العناوين الخاصة وتعطي أولوية للقرآن الكريم وتسير على هديه وتتحرك في الساحة هذه، دائرة قابلة للتوسع لأن كل طرف لا يعتبر أنك تقدم الشيء الذي هو قد ثقف على أساس النفور منه نهائياً، وعندما يراك أيضاً بأنك تقيِّم ما لديك ولديه بنظرة واحدة على أساس القرآن وليس أنك تحاول تؤقلم القرآن على ما لديك من تراث ثقافي وما لديك من ماذا؟ من مرجعيات سواء شخصية أو مرجعيات من الكتب.
على الطريقة التي نسير عليها، الطريقة التي نسير عليها، ألسنا ننقد ما لدينا وما لدى الآخرين؟ هل يستطيع أحد من السنية يقول: إنه هذه نظرة متعصبة؟ قل له: لا، نحن نظرتنا إلى أنه يجب علينا جميعاً أن نرجع إلى القرآن الكريم ونقيِّم ما لدينا جميعاً ولدينا أخطاء، كلنا لدينا كلنا أخطاء شيعة وسنة زيدية واثنا عشرية السنة بمختلف طوائفهم لدينا أخطاء كلها ناشئة أننا ابتعدنا عن القرآن الكريم، إذاً فلنرجع إليه.
ولا يوجد هناك أنك تحاول أن تؤقلم القرآن معك وتقول للسني يتحول إلى عنوان آخر إنما نرجع إلى ماذا؟ مسلمين لله هذا العنوان الرئيسي نرجع إلى أن نحمل عنوان مسلمين، والناس ربما في المرحلة هذه أحوج ما يكونون إلى أن يحملوا هذا العنوان وحده فعلاً في المرحلة هذه بالذات في موضوع صراع عالمي، أليس هناك صراع عالمي الآن؟ لأن هذا هو العنوان الهام الذي يجعل هذا الدين مقبولاً عند الآخرين عند البشر جميعاً لا يؤطر بأطر قومية بأطر عرقية معينة بأطر إقليمية نهائياً؛ لأن كلمة إسلام كلمة عامة بمعنى: إسلام لله والبشر لديهم معرفة بالله سبحانه وتعالى.
لاحظوا في الآية هذه عندما قال: {فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية64) ألم يقل هكذا بعدما دعاهم اشهدوا بأنا مسلمون؟ وهم جالسون مشغولين كل واحد يحاول يرد الناس يقول اليهود: كونوا هوداً إبراهيم كان يهودياً! قال أولئك: كونوا نصارى إبراهيم كان نصرانياً! الجنة لن يدخلها إلا من كان يهودياً والنصارى يقولون هناك: لن يدخلها إلا من كان نصرانياً! أليست بهذا الشكل؟ قد صار هناك عمل غريب جداً، وهم يدعون إلى أن يكونوا مسلمين.
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً} مسلماً {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ}(آل عمران: الآية67، 68) وهذه فيها تعريض بالنسبة لليهود والنصارى وبالنسبة لأي فئة أخرى. لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ولا مشركاً كان مسلماً. وفيها تعريض أيضاً بأنه ممكن أن تعني العبارة هذه فيها إيحاء بالنسبة لواقع اليهود وواقع النصارى أن هنـاك نوعاً من الشرك بشهادة أول الآية {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} (آل عمران: من الآية 64) ولما حكاه في مقامات أخرى.
{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}(آل عمران: الآية68) والذين آمنوا بهذا النبي وبما أنزل إليه والله ولي المؤمنين لاحظ هنا القضية إبراهيم ثم فوق إبراهيم إلى الله هي هنا ولاية الله هي هنا. لا يكون اليهودي عنده أنه ولي الله والنصراني عنده أنه ولي الله.
{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}(آل عمران: من الآية 69) وهذه من الأشياء العجيبة بعدما يذكر آيات هامة جداً وآيات خوارق بالنسبة لهم لا يرضى يؤمن الكثير منهم يجلسون شغَّالين هناك مكر يذكر عنهم {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(آل عمران: الآية54) ثم محاولة بالنسبة للآخرين كيف يضلونهم. ألم يكن قبول الآيات تلك ألم يكن الإيمان بالشكل الذي يجعلهم يتحركون في أوساط الناس ليكونوا مؤمنين؟ ألم يكن هذا خير لهم وخير للبشر؟ بدل أن يكونوا متحركين ليضلوهم؟.
{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(آل عمران: من الآية 69) هذه الآية نفسها من الآيات الهامة ولهذا نقول: إنها تعتبر نعمة على الناس أن يكون أعداؤهم هم أعداء لله أن يكون أعداؤهم بما يعملونه هم يستوجبون عذاب الله في الدنيا والآخرة أن يكون ما يعملونه هو ضلال والضلال في الأخير هو ماذا؟ ضلال لأنفسهم أعني ما يعملونه من محاولة إضلالكم هو ضلال لهم فطريقتهم هذه التي يتحركون فيها قد يكون لديهم رؤية بأنه مستقبل زاهر بالنسبة لهم ونتائج طيبة ويلمسون في الداخل أعني: في قضايا جزئية وكأنها كلها صالحة أليس هكذا؟ لكن قد تكون في الأخير فعلاً لضياعهم.
{وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}(آل عمران: من الآية 69) وكلمة ضلال في معناها العام في القرآن وبمعناها اللغوي ماذا؟ الضياع أن تضيع أمة عندما تضلل ثقافياً يؤدي إلى ضياعها عندما تكون حركتها قائمة على أساس تضليل يؤدي إلى ضياعها. هذا أيضاً حاصل بالنسبة للمسلمين عندما حصل مثلاً ضلال ألم تكن عاقبة الضلال ضياع لنا؟ لأنه هكذا. وإذا بنا في الأخير أمة ضائعة أليس هذا هو الحاصل بالنسبة للعرب الآن؟ وبالنسبة للحكومات والشعوب في الغالب هكذا.
{وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(آل عمران: من الآية 69) إذاً فمعنى هذا أنه يعطي الناس أملاً في مواجهتهم مع اليهود والنصارى لأن حركتهم حركة إضلال حقيقة ليس فيها شك عندما يقول: {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}(آل عمران: من الآية 69) معناه: هم سيضيِّعون أنفسهم في الأخير يعطي الناس أملاً، أملاً كبيراً جداً لأن هذا شيء من جهة الله يبين وكأنها سنة وتجدها فعلاًَ أن من يسيرون على ضلال ينتهي بهم الضلال إلى ضياع أنفسهم.
عندما ابتعد المسلمون عن القرآن الكريم ولديهم أشياء كثيرة فيها أشياء كثيرة من الضلال وصلت الأمة هذه إلى حالة الضياع في عصر قد يكون من أزهى عصور الدنيا أليست حالة ضياع التي الأمة فيها الآن؟! إذاً فهي سنة تشمل الكل والنص هنا فيما يتعلق بأهل الكتاب {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(آل عمران: من الآية 69) عندما يقول: وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون معناه أن الله هو يدبر ولهذا قال هناك: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(آل عمران: الآية 54).
فكلما تحركوا بشكل أكبر كلما كانوا يسيرون إلى ماذا إلى ضياع أنفسهم في الأخير بعد أدوار معينة قد تكون منوطة بحركتهم: ضرب فئات كثيرة من الناس وضرب حكومات وضرب متخاذلين… هذه سنة إلهية {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ}(الحج: من الآية40) لكن في الأخير لن تكون الأمور كما يخططون لها وستكون كما يريد سيضلون يعني: سيضيعون هم! لكن لا تكون هذه بالشكل الذي يمكن يقول واحد: سننتظر حتى يضلوا ويضيعوا! ستضيع أنت لأنك في حالة ضلال في نفس الوقت لأنه أنت ملزم أن تتحرك في مواجهتهم أن تعمل لإعلاء كلمة الله، إذا وقفت وقعت في ضلال. {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(آل عمران: من الآية 69) ستضل معهم.
هذه الآية هي واحدة من الآيات التي يجب أن تكون بالشكل الذي تعطينا نظرة ثابتة لدينا وقضية مفهومة عند أي واحد أن تعرف بأن الله قال: إن هناك طائفة من أهل الكتاب يودون لو يضلونكم. موضوع الطائفة لا يكون متعلقاً بأرقام معينة مثلاً قد تقول: الشوافع طائفة الإثنا عشرية طائفة قد يكون الشيعة طائفة قد يكونون ملايين ليس معناه: إذاً فأمامك فئة معينة فقط من داخل هؤلاء فئة معينة، قد تكون هذه الطائفة هي التي تمسك بمفاصل الإقتصاد والإعلام والسياسة والحكومات في البلاد الغربية.
أليسوا هم يحاولون أن يوظفوا الآخرين؟ حتى لو لم يكن عند الآخرين مشاعر ود من هذه إلا متى ما ثقفوا وشجعوا على أن ينطلقوا: بأن أعمالهم عظيمة وأشياء من هذه يوجد عندهم ود أنه قد تكون الطائفة هذه طائفة تحرك ملايين طائفة تحرك إمكانيات كبيرة. إذاً فإن لديهم ود أي: رغبة وميل يمثل لديهم أمنية أن يضلوكم. لا يكون أحد متوقع من جانبهم هدى أو صلاح أو حرية أو أي شيء من هذه الأشياء التي يقدمونها أبداً هم لن يقدموا إلا ضلال ولا يريدون لنا نحن إلا ضلال.
فعندما يكون لديهم هذه الرغبة وهذا الميل الذي يمثل لديهم أمنية فمعنى هذا ماذا؟ عندما يجدون أنفسهم متمكنين ينفِّذون، يعملون أليس هذا الشيء الذي هو حاصل الآن؟ عندما صار لديهم إمكانيات ولديهم نفوذ سياسي وقوة عسكرية كبيرة وقوة اقتصادية كبيرة اتجهوا لتنفيذ ما هو أمنية لديهم، أن يضلوكم، كلمة: يضلوكم تعني: الضياع بكل ما تعنيه الكلمة في كل مجالات الحياة، لا يكون معناه فقط أنه يحول عقيدتك، هذه واحدة من الأشياء. يضلونكم يريدون أن يجعلوكم أمة ضائعة أمة لا تمثل شيئاً.
إذاً الله قد شخَّص لنا في القرآن الكريم بشكل كبير بحيث أن ما يأتي من لديهم ليس هناك شيء يمكن تسميه جديداً بنسبة 100% لم يتعرض له القرآن كلما يمكن أن يعملوا ويفكروا فيه، شخَّص نفوسهم بحيث لا يبقى إلا تفاصيل فقط تفاصيل في إطار خطة معينة، الخطة المعينة نابعة من فكرة معينة، عندما تعرف الفكرة والتوجه ستعرف علاقة الأسلوب بالفكرة، فترى بأن القرآن الكريم عندما يهدي إلى ما لديهم من رغبة، هو جاء بتفاصيل فيما يتعلق بالضلال لديهم وسيأتي بعد في الآيات هذه كيف طرقهم في التضليل كيف طرقهم في الخداع؛ لأنه هدى متكامل في القضية هذه، لأنها قضية هامة فعندما يقول: {لو يضلونكم}(آل عمران: من الآية69) والله هناك يقول: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}(البقرة: من الآية 257) إذاً فلا بد، وهذا الشيء الذي وقع فعلاً من خلال القرآن الكريم، قد بين ما يجعل الناس بمنأى عن إضلال أهل الكتاب لهم، وأعطى هذا مؤشراً يساعد الناس في مجال مواجهتهم، أن ما يتحركون فيه من إضلال لكم إي: إضاعة لكم هو في الأخير سيكون لإضاعة أنفسهم {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(آل عمران: من الآية69).
يعني فهنا أعطاك من خلال حركتهم ما يعتبر ماذا؟ أملاً وأنت تتحرك ضدهم أنك أنت تعمل والله من عنده وهم من عندهم إلى ماذا؟ لأن يصلوا إلى حالة الضلال، الضياع فيصبحون لا شيء. ضلالهم أليس معناه في الأخير أنه تلاشي كياناتهم الكبيرة؛ لأن الضلال معناه: ضياع أمة ضياع أمة عندما ماذا؟ تفقد مقومات القوة لديها.
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}(آل عمران: الآية70) عندما يقول: {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ} هو تحدث كثيراً أعني ذكر كثيراً حول كفرهم بآيات الله إذاً فلا تتوقع أنهم سيقدمون لك شيئاً يعتبر إيماناً بآيات الله ودعوة إلى اهتداء بآيات الله أبداً وهذا فيه عتاب لهم كيف أن يكونوا هكذا أن يكفروا بآيات الله {وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}(آل عمران: الآية 70) وأنتم تعلمون انتم تعلمون آيات الله وتعلمون رسل الله فكيف تكفرون ما ينبغي لمثلكم أن يكون كافراً وهو يعرف {وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}(آل عمران: الآية70) تشهدون آيات شهدوها أيام عيسى.
ألم يقل هناك: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي}(المائدة: من الآية 110) وهنا قال في نفس هذه الآيات: {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ}(آل عمران: من الآية49) آيات يشاهدونها ومع هذا يكفرون بها، آيات يشاهدونها في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ومع هذا يكفرون بها، آيات وما تزال قائمة يشاهدونها إلى الآن، ومع هذا لا يزالون كافرين، فهي تمثل آية من آيات الله {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}(آل عمران: من الآية55) هل يستطيع اليهود أن يظهروا يهوداً فيحكمون أمريكا مثلاً أو بريطانيا أو أي دولة أخرى يحكمونها كيهود داخل بلدان النصارى مهما بلغ نفوذهم لا بد أن يكون فوقهم نصراني مهما كان الأمر!.
أليست هذه تعتبر آية؟ تعتبر آية فعلاً آية هامة آية لنا ولهم، آية لنا نعرف أن آيات الله كما قال الله سبحانه وتعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}(فصلت: من الآية53) نفوذهم كبير في أمريكا ولم يستطيعوا أن يحكموها علناً فيكونون فوق منهم محسوبون كأتباع لعيسى.
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(آل عمران: الآية71) من أسوء الأشياء التي وصلوا إليها ويصل إليها أي ناس يبتعدون عن هدى الله أن يكون عملهم إضلال، عملهم لبس الحق بالباطل وكان المفترض أن يكونوا هداة ويبينوا الحق للناس أليست هذه تعتبر خسارة على الإنسان؟ بدل أن يكون هادياً إلى الله وهادياً لعباد الله إلى الحق ومبيناً للحق وإذا به ماذا؟ وظيفته أن يلبِّس الحق بالباطل {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(آل عمران: من الآية71) هذه جريمة كبيرة، وهذه تدل على خبث شديد جداً في النفوس التي تكون بهذا الشكل.
لبس الحق بالباطل هو ماذا؟ اعتبره [الإستراتيجية] التي يقوم عليها التضليل قضية أساسية في التضليل لبس الحق بالباطل عندما يقول مثلاً [تحرير] أليس هذا يبدوا عنوان حق لكن هناك باطل، تلبيس لما يأتي من جهة الله سبحانه وتعالى هكذا لبس الحق بالباطل يكون الضحية من؟ عامة الناس البسطاء من الناس.
{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا}(آل عمران: من الآية72) لاحظ الآن مثلاً من أمثلة التضليل من أمثلة لبس الحق بالباطل كيف يعملون خداعاً وتضليلاً رهيباً {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}(آل عمران: من الآية72) أي قالوا للآخرين: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا}(آل عمران: من الآية72) على محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وعلى المسلمين معه {آمنوا بالذي}(آل عمران: من الآية72) بهذا الدين يعني {وَجْهَ النَّهَارِ} (آل عمران: من الآية72) أول النهار إلى ظهر {وَاكْفُرُوا آخِرَهُ}(آل عمران: من الآية72) {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}(آل عمران: من الآية 72).
يريدون أن يجعلوا الآخرين ممن قد أسلموا يكفرون يقولون [ربما أننا غالطين عندما أسلمنا لاحظ هؤلاء أسلموا يعني لم يكن لديهم تعصب أو أشياء من هذه اسلموا وبالتأكيد أنهم لم يرجعوا إلا لأنهم عارفين أن هذا الإسلام غير صحيح] {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}(آل عمران: من الآية72) أليس هذا خداعاً؟ فعندما يقدم الخداع على هذا النحو تعتبر أنت أمامك موقف، أسلوب من أساليب الخداع قد يكون في زماننا منطق فيه {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا}(آل عمران: من الآية72) قد يكون في زمنٍ أخر عبارات أخرى، عبارات أخرى، لكن لاحظ كيف كان الإسلام في نظامه وفي مجال بنائه للأمة حكيم بشكل رهيب، أليس هناك تفكير في موضوع كيف يردون الناس واختراقات يعملونها؟ في الأخير تفشل لأن بناءهُ البنية التنظيمية داخل الإسلام بالشكل الذي لا يمكن أن يخترق، أبداً. يتآمرون يعملون كيف ما يريدون يقدم يهودي يسلم سيجلس هناك في الشارع يمكن يخدع آخرين من البسطاء لكنه لا يصل إلى أن يضرب أمة إلى موقع قرار في ظل المسيرة الصحيحة التي تسير على ماذا؟ على البناء أومثل ما تقل: الرؤية الإسلامية الصحيحة في عملية بناء الأمة وهيكلية بناء الأمة.
{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ}(آل عمران: من الآية72) آخر النهار {لعلهم يرجعون}(آل عمران: من الآية72) {ولا تؤمنوا}(آل عمران: من الآية73) من صدق، يعني هذه عملية خداع {وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}(آل عمران: من الآية 73) الله رد عليهم {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ}(آل عمران: من الآية73) فيجب أن يكون الناس جميعاً مسلمين لله ويسيرون على هداه لستم الذين تتحكمون في هدى الله وتقدمونه على ما تريدون أنتم {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ}(آل عمران: من الآية73) قبلها قال: {وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}(آل عمران: من الآية73) {أن يؤتى أحد مثلما أوتيتم}(آل عمران: من الآية73) كأن هذا ما زال من كلامهم مثل ما قال في آية أخرى {أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ}(البقرة: من الآية76) هذه شبيهة بها {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية73) هنا يبين داخل مقولتهم رد بعد أول فقرة ورد بعد ثاني فقرة {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}(آل عمران: من الآية73) فالهدى هدى الله والفضل هو بيد الله يؤتيه من يشاء فهو الذي آتى محمداً صلوات الله عليه وعلى آله وآتى من آمنوا به هو بيده كما أعطاكم سابقاً ليس هناك تحجر على ما بيده سبحانه وتعالى من جهة الناس وبيده يؤتيه من يشاء.
{وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ}(آل عمران: من الآية73، 74) وهنا يقرر أن الأمور بيده وأن له الحكم وله الأمر هو سبحانه وتعالى وهو الذي يأتي بالهدى هو والفضل هو بيده والرحمة هي منه {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(آل عمران: من الآية74) هنا هو يرفع القضية عن مقاييس شخصية أو مقاييس قومية معينة، لا. القضية هكذا أنه الأمور بيد الله يجب التسليم له والنظرة إلى الأشياء باعتبار ما فيها من مظاهر أنها من عند الله فقط هذا الدور هنا، أعني فعندما يقول: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ}(آل عمران: من الآية73) هناك العلامات على أنه من عند الله استجيبوا له اتركوا مقاييس من عندكم: {وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}(آل عمران: من الآية73) علامات أن هذا هو من فضل الله أن هذا موضع رحمة الله؛ لأن الإنسان عندما يكون مسلماً لله ومؤمناً بأن هذه الأشياء كلها يختص بها الله وهي بيده فيجب عليه فقط أن يعرف بأنها من عند الله، أعني مهمته تتمثل بأنه فقط يريد أن يعرف أنها من عند الله ويسلم لله سبحانه وتعالى.
{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(آل عمران: من الآية73) لاحظ هنا أنه يأتي بالعبارة التي تعني: أن الأمور بيد الله وأنه يجب أن يكون هناك تسليم لله سبحانه وتعالى أليست هذه تأتي في مقابل ما يقدم كقومية معينة أو مقاييس بشرية معينة؟ كلها ماذا؟ لا. يجب أن يترسخ في مقابلها تسليم لله هذه القضية يحتاج إليها المسلمون لنفوسهم.
هذه القضية يحتاج إليها المسلمون تجدها منهجاً أو شبيهاً بالمنهج في كل مقامات هي ماذا؟ منطلقاتها طائفية منطلقاتها قومية منطلقاتها مقاييس بشرية ينفيها بأنه {الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} يأتي بحديث التسليم لله، التسليم لله في مقابل هذه أن الأمور بيد الله، الهدى هدى الله، الرحمة بيده يختص بها من يشاء، الفضل بيده يؤتيه من يشاء، أليست كلها تعني عبارات التسليم لله؟ أعني: لم يأتِ الموضوع على أساس أنه تجد أمامك فئة معينة فتحاول تؤقلم نفسك معهم أو ماذا؟ أو تعمل لقاءات [أنت تتنازل من هناك وأنا أتنازل من هنا ونعمل توليفة معينة] أبداً هو يشخِّص ما لديه منطلقات فئوية التي – يسمونها – لا. القضية التي يجب أن نسير عليها نحن جميعاً هي: التسليم لله لأن هذا نفسه له إيجابية هامة وليس فقط موضوع عبادة فقط له إيجابية هامة في موضوع التقاء الناس لأنه أنت تقدم ما لديك هو هدى الله والتسليم لله ليس هناك عناوين أخرى على الإطلاق وهو يرى نفسه هناك يقدم أشياء من عنده ومقاييس من عنده. هدى الله يكون بالشكل الذي فيه ما يحجه فيه ما يجعل موقفه ضعيفاً عناده يكون في الأخير بالشكل الذي يهيئ له أن يضرب ما هذا سبق في الآية السابقة {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ}(آل عمران: الآية 63)؟.
كثير جاء في آيات كثيرة التهديد أعني هذه تعطي الناس، هذه كقاعدة عامة إذا انطلقت أنت كفئة ناسياً أن الموضوع على هذا النحو لا تدري إلا وقد أنت تقدم توليفة معينة تنازلات من هنا وتنازلات من هناك ونحاول نقدم أشياء مشتركة أشياء لا تصح أن تكون هدى ولا يمكن أن تكون حتى قابلة للدوام لا تكون قابلة للدوام لأنك ما تزال تتمنى في واقعك أن تكون الأمور أحسن من تلك وذلك في واقعه يتمنى أن تكون القضية أحسن مما هناك مما قد قدم على أساس أنه رؤية مشتركة نسير عليها جميعاً فموضوع التسليم لله يكون هو بالشكل الذي يكون الناس أقرب إلى أن يلتقوا عليه إذا كان هناك من يقدمه.
لاحظ لما كانت هذه القضية هامة في مواجهة الدعوات التي من هذا النوع الدعوات القومية الفئوية العناوين التي تصبح عناوين قومية تجعل الدين عناوين قومية يأتي بالرد داخلها ألم يرد داخلها قال هناك {وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}(آل عمران: من الآية 73) {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 73) أليس هذا رداً إلى كيف يكون هناك تسليم؟ {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ}(آل عمران: من الآية 73) يعني فضل ما هذا فضل؟ {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(آل عمران: من الآية 73 – 74).
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً}(آل عمران: من الآية 75) فهذه قضية أساسية يعني أنه هذا القرآن الكريم ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أليست هذه الدعوة هي دعوة تسليم لله؟ يجب أن تكون هي أيضاً متجلية في موقفك من الآخرين في موقفك من الآخرين ليست مواقفك من الآخرين مواقف شخصية مواقف قومية مواقف إقليمية وأشياء من هذه أبداً هنا بعد الحديث الكثير عن أهل الكتاب ألسنا نجد داخله دعوة لهم أن يؤمنوا؟ نجد داخله آيات تقول أنهم إذا آمنوا سيكونون مثل بقية الناس والله غفور رحيم.
يذكر هنا بأنه فيهم ناس ما يزالون جيدين سابقاً يعني في تاريخهم يحكي ولو من أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ}(آل عمران: من الآية 75) ألم يقدم هنا نوعية ما يزال لديها قيم معينة موضوع الأمانة هناك أفراد لديهم أمانة أنك لو أمنته على قنطار لأدى الأمانة يؤده إليك قنطار من الذهب {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً}(آل عمران: من الآية 75) متابع بعده أو تكون بالشكل الذي يعتبرك قضية ضاغطة عليه وإلا ممكن يضيع دينارك.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا}(آل عمران: من الآية 75) هنا يبين أيضاً أثر العقائد الضالة كيف أنها تؤدي في الأخير إلى ماذا؟ عقائد يستحل بها أموال الآخرين {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}(آل عمران: من الآية 75) ليس علينا حرج وليس علينا جناح بأن نأخذ حقهم! فقط إذا أنت تتابع بعد حقك وتخرجه منه وإلا فلديه مذهب أنه حلال.
فيها أيضاً أن يفهم الناس – لأن هذه من الإشكاليات – الكثير من الناس يكون عندهم أن الهدى والضلال أنه في مجال عقائد هناك! لا، إنه في الأخير يصل إليك إلى أموالك أنت وإلى نفسك أنت وإلى عرضك أنت لاحظ كيف انتهى الضلال ضلال وصل إلى أين؟ إلى أن قد معهم عقائد تستحل أموالك أليس هذا ضراً كبيراً وصل إلى أموالك؟ يفهم الناس أن الهدى هو بناء لهم لأنفسهم ولحياتهم وتنمية حتى لأموالهم وسلامة لأموالهم وحقوقهم وأعراضهم بينما الضلال في الأخير ينتهي إلى ماذا؟ استباحة للأعراض والأموال والدماء فهذه فيها تذكير للناس لأنه المشكلة الكبيرة جداً أن لا تكون كلمة ضلال تخيفهم يكون عندهم أن الضلال أن ذلك قال كذا وذلك قال كذا والحق أنه هكذا هناك في الهواء! لا، الضلال ينزل الأرض يوصل إلى حقوقك إلى أموالك إلى دمك فإما أن يكون هناك هدى يصونه ويرعاه ويحافظ عليه أو ضلال يستبيحه ليهتم الناس وليستشعروا خطورة الضلال عندما يكونون فاهمين أن الضلال له علاقة يصل إلى أضرار في كل شيء له علاقة بهم أموالهم أعراضهم نفوسهم.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}(آل عمران: من الآية 75) {قالوا} قد هي مسألة! [مسألة ٌ]، مذهب قد عملوه {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران: من الآية 75) هذه من الأشياء الغريبة جداً فيهم {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران: من الآية 75) إذاً فهو سيحاول كيف يتحيل بأن يأخذ مالك ثم قد عنده فتوى لنفسه بأنه حلال إلا إذا أنت بعده تريد تخرج حقك بالقوة منه.
{بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}(آل عمران: من الآية 76) إلاّ هناك سبيل وهناك مؤاخذة فالذين ليس عليهم سبيل هم من؟ {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ} الأمانة هي عهد عندما يأتمنك إنسان يجب أن تؤدي إليه ما ائتمنك عليه {وَاْتَقَى} عقوبة الخيانة وعقوبة المسائل هذه التي تؤدي في الأخير إلى استحلال لأموال الناس.
الآن لاحظ أليسوا يتحيلون لما في البنوك الغربية بعدة دعاوى أنه مثلاً أنت تدعم منظمات إرهابية يجمد أموالك يحاولون أو قد عملوا فعلاً قانون فيه مصادرة أن يصادروا الأموال وقرأنا في صحيفة أنه في موضوع (القات) القات أن معهم توجه إليه بأنه يبدو أنه يمول، الإرهاب! نشرته صحيفة [الشموع] حول تمويل الإرهاب عناوين من هذه يحاولون مثلاً ينهون أموال الناس بعناوين معينة إما أن يكون هناك استحلال لما لديهم أو استحلال لضربها واستباحة لماذا؟ لإنهائها وضربها!.
تلاحظ هنا في المسألة هذه أنهم هم يعتبرون أنفسهم أنهم أهل كتاب أهل دين والأميين ناس يعتبرونهم مشركين ألم يكن العرب بالشكل هذا أعني ظاهرة الشرك منتشرة لديهم؟ لكن لا، في مجال التعامل على هذا النحو يأتمنك أحد مهما كان لا يجوز أنك تأخذ حقه ولهذا رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ألم يذكروا أنه عندما هاجر كان عنده ودائع؟ هل كانت ودائع للمسلمين تلك التي معه؟! ودائع آخرين لأنه شخص يثقون به ويعرفون نشأته بينهم إنسان أمين هل عمل له فتوى أنه يأخذها ويذهب إلى المدينة أبداً. أن يأتمنك إنسان مهما كان على شيء من أمواله تؤديها إليه.
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ}(آل عمران: من الآية 77) وكأنه فيما عهد الله إليهم فيما يتعلق بحقوق الآخرين بأموالهم ولهذا قال {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ}(آل عمران: من الآية 77) بما عهد الله إليهم في تشريعه الذي شرعه لهم فيما يتعلق بحقوق الآخرين لكن اشتروا بآيات الله بما عهد الله إليهم ثمناً قليلاً {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 77) يستبدلون بعهد الله الذي عهد به إليهم وأيمانهم ثمناً قليلاً {أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ}(آل عمران: من الآية 77) لا نصيب لهم ولا حظّ لهم في الآخرة {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(آل عمران: من الآية 77) نعوذ بالله.
إذاً فهذه النوعية التي يحاولون الآن أن يكون الناس سمحين معهم ويقبلونهم ولا يعملون أشياء تنفرهم هي هذه أليست هذه؟ أوصاف فعلاً تجعل الإنسان يشمئز أوصاف مقززة جداً بالنسبة للنظرة إليهم. وكيف نظرة الله إليهم؟ {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(آل عمران: من الآية 77) هذه النوعية التي يريدون ماذا؟ أن نقبلهم عندما يقولون: [القبول بالآخر وكان رسول الله كذا وكان المسلمون كذا] وكلام كثير يأتي حول اعتدال وتسامح ووسطية وأشياء من هذه! يحرفون الدين من أجل نقبل هذه النوعية السيئة!.
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ}(آل عمران: من الآية 78) لبس الحق بالباطل وتحريف لكتب الله وتحريف متعدد الأنواع يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله. وهنا يلوون في إطار حديث أو كذا يدخلونها وكأنها من كلام الله {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ}(آل عمران: من الآية 78) عندما تسمعهم يقرؤون التي يسمونها: [إصحاحات] من الإنجيل يقرأها ويلحنها وهي بينها طامات كبيرة من عندهم هم وهو يلحنها مع باقي الذي يوجد من بواقي الإنجيل {لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ} يقدمها على نمط تقديمه لشيء من الكتاب {لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران: الآية 78).
لاحظ كم تكررت هذه عنهم: وهم يعلمون، وهم يعلمون، وهم يعلمون! أي: أن تعرف أن هذه نوعية يجب أن تكون حذراً جداً في التعامل معها يجب أن تكون حريصاً على أن تواجهها فعلاً وليس تحاول أنك تتأقلم معها وتحاول أن تمهد قابلية لها في أوساط الأمة. وردت كثيراً كلمة: وهم يعلمون {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(البقرة: الآية 75) {لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} (آل عمران: من الآية 70) {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(آل عمران: من الآية 71) أليست هكذا {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران: من الآية 78) يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله يعني: يكذبون في مسائل يقدمونها ليستحلوا بها أموال الآخرين يكذبون فيها وهم يعلمون، ينسبونها إلى الله وإلى دينه وهم يعلمون بأنها كذب ويحرفون كتبه بألسنتهم وبدعاوى أعنى: أثناء حديثه بها يقدمها على نمط تقديمه لأشياء هي من كتب الله ليخدعك لتحسب أنها في الكتاب وما هي منه وأيضاً يدعي أنها من عند الله وليست من عند الله {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران: من الآية 78). إذاً فهل يمكن أن تكون هذه فئة تطمئن إليها تثق بمعاهدات بينك وبينها بمواثيق بينك وبينها؟ لا يمكن أبداً.
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 79) أنه لا يحصل لمن أوتوا فعلاً لا يحصل هذا منهم ولا ينبغي لمن أوتوا الكتاب أن يكون هذا حاصلاً منهم. على ما قلنا سابقاً في موضوع أهل الكتاب وأوتوا كتاب، أنها تكون أحياناً بالمعنى الخاص وأحياناً بالمعنى العام مثل: أنزل إلينا وأنزل إليكم، فمن آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة لا تحصل هذه من عنده لا يحصل هذا على الإطلاق من عندهم من لديهم كتاب وأورثوا كتاب يجب أن يكونوا على هذا النحو ما ينبغي أن يكونوا بشكل آخر أن يكونوا هكذا {ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 79).
{وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}(آل عمران: من الآية 79) ربانيين: دعاة إلى الله، دعاة إلى الرب أنتم في أنفسكم ودعوتكم للآخرين كلها إلى الله وليس أن يجعل عباد الله عبيداً له من دون الله، هو يختلف المنهج: إما أن تكون دعوتهم إلى الله ربانيين فيقدمون ما يأتي من عند الله. ومن يكون دعوتهم إلى أن يجعلوا الناس عبيداً لهم من دون الله يقدمون ما هو من عند أنفسهم لأن ما هو من عند الله لا يمكن أن يكون بهذا الشكل عندما تدعو بما هو من عند الله وتعلم الناس بما هو من عند الله لن يكون بالشكل الذي يجعلهم عباداً لك من دون الله على الإطلاق.
لهذا نحن نقول: إنه بعيد عندما يقولون: إن هناك أشخاصاً ألَّهوا الإمام علياً وادعوا ألوهيته وحرقهم على أساس أنهم أشخاص معجبين به! هذا غير صحيح إذا كانوا ممن يسمعون كلامه لأن ما يقدمه الإمام علي هو بالشكل الذي يجعلهم عبيداً لله كما وجدنا من كانوا مختصين به كعمار بن ياسر ومالك الأشتر ومحمد بن أبي بكر وأمثالهم ألم يكن بالإمكان أن يؤلهه هؤلاء لو كانت المسألة صحيحة؟ لكن ما يقدمه الإمام علي هو عمل إنسان رباني أي يدعو الناس إلى الرب إلى الله سبحانه وتعالى ليكونوا عبيداً له فلا يمكن أن تحصل هذه الظاهرة عند أناس معجبين به ويسمعون كلامه إلا أن تكون بطريقة أخرى ثانية محرفة، أعني ناس لم يسمعوه وليسوا حوله ولا يعرفونه وقدم لهم تحريف فهذه قد حصلت داخل النصارى فقدم المسيح رباً من دون الله، ألم يحصل هذا بتحريف؟ لكن من كانوا معاصرين للمسيح ويسمعونه كيف قالوا؟ {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}(آل عمران: من الآية 52 – 53).
أليس هذا كلام يعني عبودية لله؟ فمعنى هذا بأن من آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة لا تحصل هذه من عنده على الإطلاق فعندما يأتي النصارى يعملون كذباً لأنه فعلاً عملوا عبارات قدموها على لسان المسيح بالشكل الذي وكأنه يدعوهم إلى عبوديته أو يقدم نفسه رباً هذه لا تحصل على الإطلاق {مَاْ كَاْنَ} لا يحصل هذا على الإطلاق ولكن هكذا يكون عمله معهم وقوله لهم وتوجيهه لهم: أن يكونوا ربانيين ويجب على من أوتوا كتاب بمعنى أن لديهم كتاب الله أوتوا الكتاب أوتوا الحكمة من جهة الله سبحانه وتعالى لأن الكتاب هو فيه حكمة يجب أن يكونوا على هذا النحو لا ينبغي لهم أن يكونوا خارجين عن هذا لأنه حصل في داخل اليهود والنصارى باسم أنهم حملة كتاب أحبارهم ورهبانهم يقدمون أنفسهم ليجعلوا الآخرين عبيداً لهم من دون الله لهذا قال عنهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}(التوبة: من الآية 31).
{وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ}(آل عمران: من الآية 79) يجب أن تكونوا ربانيين تدعون إلى الله {بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}(آل عمران: من الآية 79) تدرسون الكتاب وتطلعون عليه تتلونه {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً}(آل عمران: من الآية 80) لا تحصل هذه ما كان لبشر أن يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولا أن يقول عباداً لآخرين من ملائكة أو نبيين على الإطلاق فعندما تجد دعاوى أخرى فاعرف بأن لا علاقة لها على الإطلاق بأنبياء الله مثل دعاوى النصارى: بأن المسيح رب. أنه لا يأتي من عنده أبداً أول كلمة يقولها: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ}(مريم: من الآية 30) لاحظ العبارة هذه {وَجَعَلَنِي نَبِيّاً}(مريم: من الآية 30) أليست هذه كلها عبارات تعني أنه عبد لله ورسول من عند الله، الله هو الذي آتاه الكتاب، هو الذي جعله نبياً، هل يمكن للمسيح أن يجعل نفسه رباً والله هو الذي جعله نبياً؟ فالنوعية هذه لا يحصل من عندهم أبداً الأشياء التي تجعل الناس عباداً لهم من دون الله أو أن يأمرهم أن يتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً.
{أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية 80) لا يحصل هذا تُطَمئن هذه أعني مما يستفاد منها بالنسبة لأهل الكتاب بالنسبة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما يقول لهم اتبعوني {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}(آل عمران: من الآية 31) وعندما يقول هناك: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}(آل عمران: من الآية 32) لأنه قد يكون في ذهنيتهم أن المسألة تنافس على مقامات هذه تحصل عند الناس منافسة على مقام أنه يريد أن يجعل الناس عبيداً له ويريد أشياء من هذه! لا، هذه النوعية لا يمكن أبداً أن يدعوا الناس إلى أن يكونوا عبيداً له من دون الله ولا أن يكونوا عبيداً لآخرين على الإطلاق أن يكونوا عبيداً له أو عبيداً لآخرين على الإطلاق. هذه تحصل حتى داخل المسلمين أنفسهم؛ لأنه أحياناً متى ما حصل ثقافة معينة فيبدو وكأنه حركة الناس كلها منافسة على مقامات ويكون كل واحد يريد أن يكبر نفسه فيأتي أحد مثلاً هو يهدي إلى الله فينظرون إليه نفس النظرة أنه فقط يريد أن يكبِّر نفسه يجمع له أتباعاً ويجمع له أصحاب مثلما هم! وفق النظرة القائمة لديهم؛ لأن بعض الناس يكون عندة نظرة مغلوطة بالنسبة لواقع الحياة هذه، وأحياناً يصبغونها بصبغة شرعية، أحياناً يصبغونها بصبغة دينية، بأنه يجمع له أصحاب هو هو وقد هي تعتبر عبادة لهم أنهم ماذا؟ يعظمونه ويجلونه ويقدسونه وهو هناك! يقول لهم: لا، هو لن يكون عمله كعملكم؛ لأنه لا يمكن أن يدعو الناس لأن يكونوا عبيداً إلا لله، لا أن يعبدوه هو، ولا أن يعبدوا أنبياء ولا أن يعبدوا ملائكة ولا يعبدون إلا الله.
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}(آل عمران: الآية 81). لاحظ أن الأنبياء السابقين يؤخذ عليهم الميثاق أن يؤمنوا فيما إذا جاء نبي أن يؤمنوا بالأنبياء الذين سيأتون والأنبياء المتأخرين يؤخذ عليهم الميثاق أن يؤمنوا بالأنبياء الذين قد مضوا، وهذه هي طريقة من أوتوا الكتاب والحكم كما قال الله، أعني: هذه النوعية لا يمكن أن يحصل من جانبها ما يعبِّد الناس لها بل تراها هي يؤخذ عليها الميثاق أن تؤمن بمن لم يأت بعد: {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} أن يكون عندهم إيمان بأنهم مستعدون أن يؤمنوا بذلك الذي لم يأت بعد، لإن جاء نبي من جهة الله أن يؤمنوا به وينصرونه، أي أن يكونوا أتباعاً له فهل هؤلاء يمكن أن يكون عندهم نفسية أنه ماذا؟ أنه يجرجر الناس له ليكونوا عبيداً له من دون الله؟! بل فيها ما يكشف أهمية الإيمان بوحدة المسيرة الدينية أنها مسيرة واحدة السابق يؤمن بمن سيأتي ومن يأتي يؤمن بالسابق.
أي أن هذه لها أثر مهم فيما يتعلق بحركة الناس فيما يتعلق بإيمان الناس يجب أن يكون عندهم هذه النظرة ولهذا أوجب على المؤمنين فيما تقدم في أكثر من آية أن يقولوا ماذا؟ [آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل إليكم] ويأتي بقائمة من الأنبياء يذكر أننا آمنا بما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إلى آخر القائمة من الأنبياء {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة: من الآية 285).
قضية مؤكدة لأنها في نفس الوقت هي لها علاقة بالإيمان بملك الله بألوهية الله وأن الله هو ملك الناس وملك السموات والأرض وما فيها وما بينها هو الذي فطرها ثم ماذا؟ هو ملكها وإلهها على طول هذا التاريخ الطويل القرون المتعاقبة ليس معناه فقط من الآن بدء يبعث رسولاً وينزل كتاباً وإلا فهو كان مهملاً للبشر على طول التاريخ أبداً.
الإصر هنا: كأنه الثقل أي كأنه ميثاق فيما لو أخلوا به يحصل عقوبة معينة مثلما يأتي واحد يقول: [هو ملتزم بكذا وكذا وأنه إذا خالف فهو متحمل كذا وكذا] أليست هذه تحصل عند أخذ المواثيق؟.
{قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(آل عمران: من الآية 81 – 82) هنا يقول البعض في تفسيرها: إن معناه إن الأنبياء هم أخذوا من أتباعهم لئن جاءهم رسول! هذه القضية تتوفر من خلال المسألة من أساسها أنه عندما يكون النبي نفسه ملزم لئن جاء رسول ليؤمنن به وحصلت هذه يحيى بن زكرياء نبي عندما بعث عيسى آمن به مثلما يقولون: إنهم كانوا فعلاً متعاصرين في زمن واحد آمن به فهذه ليست فقط نقول إنما الأنبياء هم أخذوا على أتباعهم أن يكونوا مستعدين أن يؤمنوا بمن أتى من الأنبياء هذه القضية مفروغ منها وثابتة ويحصل الإيمان بها على درجة أعلى أن ترى أن النبي نفسه ملزم بهذه فبالأولى غيره أليس بالأولى غيره من الاتباع، لاحظ كيف أخذ الميثاق هنا بعبارات {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا}(آل عمران: من الآية 81) أعني ميثاق دقيق في عملية أخذه منهم.
إذاً فنفس اليهودي والنصراني ليعرف بأنه بالنسبة لموسى وعيسى أنهم ضمن الميثاق هذا أنهم لو لحقوا محمداً صلوات الله عليه وعلى آله أو بعث محمد في عصر أي واحد منهم أنه مأخوذ عليه الميثاق أن يؤمن به وينصره عندما تعرف بأن نبيك نفسه لو لحق هذا النبي الذي تدعى إلى الإيمان به لآمن به هو ونصره فكيف تتمرد أنت.
إذاً فهذا أبلغ أنه فعلاً ميثاق النبيين ليس معناه الأنبياء أخذوا ميثاق الأتباع هناك قراءة {لَمَاْ آتَيْنَاْكُمْ} وكأن النبيين هم قالوا للأتباع لما آتيناكم من الكتاب والحكمة أنه الله أخذ ميثاقهم لما آتاهم وعلى أساس أنه آتاهم كتاب وحكمة. ولها علاقة بالآية السابقة فيما يتعلق بأن هذا لا يحصل على الإطلاق أن تكون هذه الفئة تتخذ الناس عبيداً لها من دون الله بل تراهم أخذ عليهم الميثاق أن يؤمنوا بمن لم يحصل بعد فيما لو جاء أن يكونوا أنصاراً له وأتباعاً له يؤمنون به وينصرونه.
فعندما يقول النصارى لنا [ألستم مؤمنون بموسى وعيسى؟ إذاً أنتم مؤمنون بموسى وعيسى كأنبياء ونحن لسنا مؤمنين بمحمد] قد حصل جواب في هذا من آخرين بأنه نحن ما عرفنا موسى وعيسى إلا من خلال محمد (صلوات الله عليه وعلى آله). ثم حقيقة [موسى وعيسى] لكن انظر إلى موسى وعيسى أخذ عليهم ميثاق هم أنت يجب عليك أن تؤمن بمحمد؛ لأن نفس نبيك الذي تدعي بأنك من أتباعه وأنك تنتمي إليه هو نفسه مأخوذ عليه ميثاق أنه لو عاش إلى زمن محمد لآمن به ونصره ليس معناه بأنه تقول: [إذاً فعلاً هو أننا ملتقون على موسى وعيسى] موسى وعيسى ملزمون بأن يؤمنوا بمحمد قبل أن يأتي وأنه لو أتى وأحد منهم عاصره أو عاش إلى زمنه لكان واجباً عليه أن يؤمن به وينصره.
إذاً فأنت يجب عليك أن تؤمن به وتنصره ليس معك عذر أبداً هذه قضية قد يحتاج إليها الناس لأنهم يقدمون هذه كمسألة يقولون: [نحن متفقون على كذا ومختلفين، نحن متفقون على أن موسى وعيسى أنبياء ومختلفين معكم على أن محمداً نبي، إذاً فلنكن جميعاً على ما نحن متفقون عليه ونترك ما نحن مختلفون فيه] شبهة يحاولون أن يقدموها. النصارى هم يقدمون موضوع موسى وعيسى أما اليهود فهم فقط يقدمون موضوع موسى لأنهم كافرون بعيسى.
{فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(آل عمران: الآية 82) فمما جعل البعض يستبعد أن تكون خطاباً للأنبياء لأن فيها هكذا {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ما معنا هذا إلحاق بالأنبياء أنهم فاسقون {فَمَنْ تَوَلَّى} وهم ليسوا متولين ولم يتولوا لم يعرضوا هذا تأكيد للمسألة ألم تأت عبارة أكثر من هذا {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}(الزمر: من الآية 65).
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ}(آل عمران: من الآية 83) إذاً فهذا دين الله، الدين الواحد المترابط هكذا السابق يؤمن باللاحق واللاحق يؤمن بالسابق مسيرة واحدة، أعني يقفل مجال التجزئة ولهذا يقول {لَاْ نُفَرِقُ} يقفل مجال التجزئة في المسيرة الدينية في الأخير يقول: [هذا لنا وذلك لكم وهذا لآل فلان] ثم يكون المطلوب أن كل واحد يؤمن بما عند الآخر فقط نصارى هناك ويهود هناك ومسلمين هناك، يقال للمسلمين فقط هم يكونون بالشكل هذا يقدمون القضية للمسلمين.
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(آل عمران: من الآية 83) دين الله الذي هو الإسلام أفغيره يبغون يطلبون {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(آل عمران: الآية 84) لا يأتي كل نبي ويكون معه جزء من الدين يختص به حتى تحصل هناك تفرقة أبداً لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون.
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران: الآية 85) غير الإسلام لله الذي قدم في الآية السابقة كثير من مظاهره وسيأتي بعد كثير من ما يعتبر من مظاهر الإسلام لله بل في حركة منهم يعتبرون مسلمين لله ودعاة للناس أن يكونوا مسلمين لله أنه قدمها أيضاً شخصها بشكل متميز {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية 79) إلى آخر الآية، فعلى أساس وحدة الدين أنها مسيرة واحدة من عند الله وعنوان الدين هو الإسلام: هو الإسلام لله الذي البشر كلهم ملزمون أن يدينوا به ويكونوا عليه يسلِّمون أنفسهم لله ويقبلون ما جاء من عند الله سبحانه وتعالى وما دعاهم إلى أن يدينوا به ويلتزموا به ولهذا قدم عليها مثلما نقول: [إعلان عقائدي] هو ماذا؟ هو مترتب على ما قدمه من نظرة إلى الدين كدين واحد ومسيرة واحدة.
{قُلْ} بناء على هذا كله وفي مواجهة من يجزؤون ويفرقون بين الله ورسله ويفرقون بين الرسل {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ – أي لله سبحانه وتعالى – مُسْلِمُونَ}(آل عمران: من الآية 84). {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران: الآية 85) يقدمون اليهودية ديناً لا تقبل، يقدمون النصرانية ديناً لا تقبل التجزئة تلك [هذا حقنا وهذا حقكم وهذا نبيكم!] مثلما قال سابقاً عنهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ}(البقرة: من الآية 91).
أيضاً هذه تشمل حتى داخل المسلمين {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً} وهم طوائف متعددة عندما يكون كل واحد يتمسك بما هو عليه يجب أن يرجع الجميع إلى ما هو فعلاً يمثل إسلاماً لله إسلاماً لله لأن ما يعتبر خارجاً عن هذا هو في الواقع يمكن يسمى ديناً باعتبار أنه شيء أصبحوا يدينون به بعضهم بعض وأعطوه عنوان دين، كلمة دين تشمل ما هو دين من عند الله، وما هو من عند غيره بالنسبة لكلمة دين يقال لها دين حق ودين باطل دين من عند الله ودين من عند آخرين بمعنى منهج قام عليه التعامل فيما بينهم وتثقفوا به وأصبحوا يدينون به سواء يدينون به لله، أو يدينون به بعضهم بعض، يتعاملون على أساسه مع الله، أو يتعاملون على أساسه مع بعضهم بعض، يسمى دين لكن {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران: الآية 85).
لأن معنى هذا حالة خطيرة عندما يكون مثلاً كثير من الطوائف هي في الواقع برمجت وضعيتها وقدم لها أشياء لم تعد تمثل الإسلام لله بما تعنيه الكلمة لن يقبل منها معناه في الأخير لن يقبل منها وهو في الآخرة من الخاسرين فما بالك ما عند اليهود والنصارى وصابئين وبوذيين وطوائف أخرى كم يا طوائف في الدنيا هذه! {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران: الآية 85).
{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ}(آل عمران: من الآية 86) هذا في الأخير يصبح هو البديل متى ما خرج الناس عن الإسلام لله عن دينه الذي دعاهم إلى أن يدينوا به هداه الذي دعاهم إلى أن يهتدوا به تشريعه الذي نزله ليلتزموا به متى ما حصل خروج عنه يكون معناه ما هو البديل هنا؟ كفر بعد إيمان {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(آل عمران: الآية 86).
هذه من الآيات الخطيرة بالنسبة للبشر جميعاً يهود ونصارى بل وطوائف من داخل المسلمين أنفسهم لهذا نقول: إنها قضية غريبة نندهش منها فعلاً تجد في القرآن آيات واضحة وصريحة تمثل هدى ولا يهتدون بها لأنه يوجد هناك طريقة يوجد هناك برنامج معين قد قدم أنه هو الدين يكون في الأخير يعتبر كفراً بالدين الحقيقي لا يعد يحصل هدى.
{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ}(آل عمران: من الآية 86) لذلك لم نعد نهتدي بالقرآن لماذا لا نهتدي بالقرآن وهو بلغتنا وآياته واضحة فيها هدى فعلاً؟ كلهم سنة وشيعة كلنا حقيقة سنة وشيعة يوجد أخطاء تجد أن في القرآن آيات صريحة واضحة تمثل هدى لكن لم يعد الناس طبيعيين صاروا مبرمجين على أساس ثقافة أخرى تقدم هي بديل عما يجب أن يكون عليه مما يعتبر تسليم لله يمكن تحصل مع إيمانه وشهادته بأن الرسول حق ومع إيمانه بأن القرآن حق ولا يعد يهتدي لأن إيمانك بالله تعرف أنه في الأخير هو المختص بالهدى، هو المختص برسم طريقة الهدى أنت واجبك أن تكون مُسَلماً لله أن تكون تعرف بأنه يقول لك هذا صراط مستقيم، هذا سبيل، هناك طرق انتبه لا تكن كذا أو كذا.
أليست هذه القضية قدمت في القرآن؟ أي أن هذا فرع على إيماني بالله إيمانك بالله يقوم عليه هذا الشيء: أن تعرف أن الدين من عنده الهدى من عنده الطريقة من عنده وفي الأخير، تسلِّم أن تعرف بأن الرسول نفسه هو في نفس الطريقة لا يمكن أن تقدمه رقماً آخر هناك، ألم يقدموا رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) رقماً ثانياً هناك؟ ولهذا مثلاً يقولون عندما يقدمون حديثاً حتى وإن بدا معارضاً ومخالفاً للقرآن يقولون: لا بد أن نقبله رسول الله قاله!.
ألم يقدموه هناك؟ تجد هناك إيمان بالله وإيمان بالرسول لكن ما يقتضيه هذا الإيمان من تسليم ومن رؤية صحيحة إلى الرسول نفسه (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه رجل قرآني أنه ضمن المسيرة هذه ليس رقماً آخر ولهذا قلنا في الآيات السابقة ([1]) أنه جاء في آيتين مما تؤكد مزج ما بين الكتاب والرسول في الحديث عن بني إسرائيل {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا}(البقرة: من الآية 89) ذكر كتاباً وجاء بكلام هو يعبر عن موقفهم مع النبي كانوا يقولون للمشركين إنه سيكون هناك نبي نقاتلكم معه، وننتصر عليكم معه، ثم يذكر في مقام آخر الرسول ويذكر الكتاب بعدها بعدة آيات([2]) في سياق واحد يذكر في البداية الرسول ثم يذكر الكتاب بعده.
{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(آل عمران: الآية 86) هذه الآية خطيرة جداً {وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} لكن حصل شيء آخر يمكن تكون مسألة الكفر لأن الكفر ما يكون معناه إعلان تمرد هكذا يمكن كفر مفلسف تعرفون هذه؟ كفر مفلسف أعني يكون في إطار ثقافة معينة يقدم وكأنه دين، يقدم في الأخير دين لله.
إذاً هذه الآية تنسف أي تساؤلات قد تحصل عند أحد منا بأنه [كيف يا خبير ممكن يكون جيل معين أو ناس على مدى قرون معينة أو أشخاص يبدو كبار سواء داخل هؤلاء أو داخل هؤلاء كيف] لا، إنه متى ما حصل غلطة من البداية تتنافى مع ما يقتضيه التسليم لله فيمكن أن يكون هناك إيمان في الصورة هكذا وشهادة بأن الرسول حق وبينات ولا يهتدي، بمعنى أنه يجب أن يتبنى الناس هذه القضية أعني أن أهم قضية هو التسليم لله معرفة الله سبحانه وتعالى، ونعرف ما يترتب على معرفته بالنسبة لنا كيف نكون مسلمين له أو ماذا يعني التسليم له، ومظاهر التسليم له وإلا في الأخير قد يكون الإنسان يدين بغير الإسلام بغير الإسلام لله.
{أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ}(آل عمران: الآية 87 – 88) لاحظ هذه اللعنة ألم تسبق مع فئة من يكتمون آيات الله مما يعتبر مظهر من مظاهر عدم التسليم لله فيتحرك وفق ما أمره الله، أن يؤدي المسئولية التي حمّله الله أن يؤديها {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ}(البقرة: من الآية 159) إذاً كيف كان هنا يجب أن تكون إذا كنت مسلماً لله كيف؟ أن تبين هذه البينات التي أنزلها الله في الكتاب الذي أنت تدعي بأنك تعلمه تبينها للناس هنا حصل ماذا؟ شيء يخالف التسليم.
{أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} هنا يقول: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} لعنة مستمرة إلى جهنم لاحظ كيف عبر بجهنم عن اللعنة {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} نفس النهاية التي انتهت بها الآية السابقة.
إذاً فعندما يقدم من هم حملة لكتاب الله يقدم أشياء أخرى أعني يكتم ثم يقدم أشياء أخرى أليس هو يقدمها باسم دين؟ مبررات معينة أشياء معينة مقولات أخرى تقدم باسم دين وينظر إليها الناس وكأنها رؤية دينية في القضية! هنا صار يقدم غير ما يجب أن يكون عليه وهو ماذا؟ الإسلام لله، والإسلام معناه: التسليم له والتسليم له: أن تخضع له وتقبل أنت في هذا الموقع مسئوليتك هكذا: أن تسلِّم، تؤدي مسئوليتك، تنهض بمسئوليتك أنت عالم بكتاب الله، كتاب الله هو بينات وهدى للناس عليك، أن تبينه وعليك أن تبيِّنه وفق الرؤية التي قدمها في مسألة التبيين، لا تأتِ أنت تفسره على كيفك وتؤقلم القرآن على كيفك أنت، هذا هو التسليم لله.
هنا يحصل كتم ثم يقدمون أشياء أخرى؛ لأنه هكذا تحصل المسألة لا أحد يخرج عن حق إلا ويقدم ضلالاً ولا أحد يكتم حقاً إلا وفي نفس الوقت يقدم بديلاً هو ضلال، هذا البديل عادة يقدم بعنوان دين وإذا قد صار هناك لم يعد يمثل الإسلام لله، أليس معناه خروج عن الإسلام لله، عن التسليم لله؟ لأن الإسلام معناه: التسليم لله، فتجد كيف كانت نهاية الآية هنا تماماً كنهاية الآية السابقة التي قال فيها: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(البقرة: الآية 159 – 160).
أليست نهايتهم هكذا؟ نفس النهاية {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(آل عمران: الآية 87 – 89) كلها عبارة عن مظهر من مظاهر عدم التسليم لله.
من القضايا الأساسية في التسليم لله أن تعرف السنة الإلهية في موضوع الدين في موضوع الهدى تقبُّل الدين تناول الدين عن أي طريقة ومن أين أن تقبلها وتسير عليها لأنه هنا في القرآن رسمها تماماً رسم الطريقة عندما يقول واحد (نحن مستعدون نعمل بكتاب الله وسنة رسوله) أليسوا يقولون هكذا؟ دعاوى ملان الساحة [كتاب الله وسنة رسوله] لكن وكل واحد يريد هو من عنده هو وعلى حسب ما طلع في رأسه وترجيحاته! فهنا لا يكون هناك تسليم بالقضية الأساسية أن الله هو ملك الناس وتعرف ماذا يعني ملك؟ أليس هو هنا يقدم في القرآن أن هذا هو جانب فقط من جوانب تدبيره لشئون خلقه؟ الجانب التشريعي جانب الهداية جانب النظام هذا الذي يقدم التوجيهات فهو يقدمها عبارة عن ماذا؟ جانب واحد فقط من جانب تدبيره لشئونه.
أليس هناك ذكر {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}(آل عمران: من الآية 27) بعدما قال سابقاً: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ}(آل عمران: من الآية 26) هذا جانب أساسي جانب أساسي هو مختص به هل قضية أن يولج الليل في النهار ويخرج الميت من الحي، ويخرج الحي من الميت قضية يحتاج آخرين فيها باجتهاداتهم وأشياء من هذه؟ هو يتولاها هو هو رسم السنة فيها هو سبحانه وتعالى السنة في تدبيره التكويني له سنة أيضاً في تدبيره التشريعي تدبير الهداية لأنه قال: {إِنَّ عَلَيْنَاْ لَلُْهدَى}(الليل: الآية 7) ألم يقل هكذا؟ {إِنَّ عَلَيْنَاْ لَلُْهدَى} {وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْل}(النحل: من الآية 9) قضية يختص بها، فمن أول الغلطات أنه لا يحصل تسليم بهذه، هذه تكون من أول الغلطات الكبيرة.
لاحظ أول ما حصل داخل المسلمين بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لم يحصل تسليم بنفس الطريقة هذه عندما قال لهم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ((علي مع القرآن والقرآن مع علي)) وقال ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه)) ألم يأمرهم أن يتمسكوا بعلي؟ ليسيروا وفق السنة الإلهية في الدين في الهداية في التشريع هنا هذه طريقتها رفضوا التسليم فلم يأت بعده إلا ماذا؟ تقديم أشياء أخرى لا تعد تمثل دين الله ولا يعد السير عليها يقبل ويعتبر إسلام لله مثلما قال: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران: من الآية 85).
يقدم هدى الله بالنسبة للناس لمن يفهم عمق أشياء ويفهم بعد أشياء أبعاد معينة عمق معين وفي نفس الوقت يقال للآخرين البسطاء يخاطبهم أن يلتزموا أعني عبارة يلتزموا يطيعوا، يتبعوا قضية معروفة عند الكل بما فيهم البسطاء فعندما يقول لهم جميعاً “من كنت مولاه فهذا علي مولاه” هم عرب يعرفون تماماً ماذا يريد ويعرفون تماماً ما هي المهمة المنوطة بهذا الشخص وقال: [علي] وهناك في القرآن الكريم آيات كثيرة {فَاْتَّبِعُوْه} {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}(النساء: من الآية 80) وهكذا أنه يجب عليهم أن لا يعتمدوا على أي رؤية من لديهم بعدما قضى الله ورسوله {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (الأحزاب: من الآية 36).
ألم يقل هكذا؟ وفي الأخير أنك تلاحظ لم يقدم الدين على أساس أنه فقط فيما إذا فهمت أنت شخصياً كل أبعاده لأن هناك قضايا لا يفهم أبعادها حتى ولا النبي نفسه (صلوات الله عليه وعلى آله) إلا من خلال مسيرته لا يمكن للإنسان أن يحيط لكن هناك قضايا أساسية ثوابت: هي أن تطيعه أليست قضية الطاعة معروفة؟ يعرفها الذكي والغبي يعرفها الإنسان الذي ذهنه متفتح أكثر والإنسان العادي؟ أن معنى اتبعوه: أطيعوه، لا تخالفوه هو قال كذا “علي” أليست القضية معروفة؟ إذاً السبب أنهم يحصل لديهم مثلاً حالة من البساطة لا يحصل اهتمام بالقضية من البداية أعني في التعامل مع النبي نفسه (صلوات الله عليه وعلى آله) في ماذا؟ في إعطاء أهمية لما يأتي من عنده كانوا ضحية للتضليل التضليل قدم بطريقة أخرى جعلهم يرتكبون مخالفة هم يعرفون بأنها مخالفة.
أعني: لا أحد سيقول بأنهم وهم اختاروا غير علي أو بايعوا لغير علي أنهم لم يخالفوا ما قاله الرسول بالنسبة لعلي، لكن في الأخير يقدم بأنه ليس مخالفة في المقصد وفي الهدف العام وفي الغاية التي يريدها النبي! في الأخير يأتي هكذا، عندما يأمر الناس بالإلتزام أن لا يخالفوه معناه: أن القضية لا تخضع لتصنيفاتهم الداخلية على أساس أنهم [نحن قدمنا هذا لكن سنلتقي معه في الهدف وهذا هو هدفه] لأن هذا الباب باب خطير لا تدري في الأخير إلا وقد أنت تقدم بدائل يكون هناك قائمة بدائل، بدائل، بدائل وعلى أساس أنها نفس الشيء وتحقق نفس الغرض ونفس الهدف! لما كان هناك حاجة إلى دين ولا من كان هناك حاجة إلى توجيهات حديَّة بهذا الشكل لو هذا الباب مسموح أن يفتح والتصنيفات داخلهُ على أساس أنها تحقق نفس الغرض نفس الهدف نفس الشيء وأيضاً لا تكون حقيقية.
وفعلاً قد يكون فيهم أشخاص لا يعرفون أبعاد المسألة أبعادها لكن قل حتى الإمام علي نفسه أو حتى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يكون هناك أشياء يؤمر بها {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}(هود: من الآية 112) لا يعطى
– مثلاً – شروح بما يمكن أن تؤدي إليه المسألة إلى آخر شيء لكن قد أصبح يعرف أنها أشياء هامة كلها وأشياء لها أهمية، أشياء يجب الإلتزام بها وفي المسيرة أحياناً تظهر من خلال مسيرته أهمية ذلك الشيء.
لو تلاحظ أنه الآن ظهر بعض من أهمية بعض الآيات التي نزلت قبل ألف وأربعمائة سنة أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن التأكيدات التي جاءت في ذلك الزمن البعيد توحي بأن هذا قد يكون ثغرة إذا لم يهتموا بها ويلتزموا بها أنها ستكون فيها ثغرة تعتبر ماذا؟ مادة إعلامية للعدو يشتغل بها ضد الدين وتشويهه مثلما حصل في موضوع الطلاق الذي تحدثنا عنه قبل البارح ومثلاً موضوع التعاون كما قلنا أكثر من مرة كيف حث على التعاون وجعله صفة من صفات المتقين وإذا أنت ترى فعلاً بأنه من الخلل الكبير الذي قد يجعل الناس ضحية بأن يفرض عليهم ثقافة الآخرين عندما ضاع التعاون فيما بينهم لو هناك تعاون فيما بينهم لاستطاعوا أن يبنوا لهم مدارس ومدرسين وكليات وجامعات ويعملون لهم كل شيء ولا يحتاجون إلى أن يكونوا مرتبطين بمؤسسة معينة تأتي الإملاءات الأمريكية من داخلها.
لو هناك روح تعاون لاستطاع المسلمون يكون هناك مدارس خاصة ومعلمين منهم ولم تكن المناهج بهذا الشكل في الأخير ترى أن الإهمال في تجسيد موضوع التعاون يؤدي في الأخير إلى ماذا؟ إلى ثغرة كبيرة على الأمة في دينها وهكذا أعني: بعضها الآن ولهذا قال الله: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت: من الآية 53) والله أعلم أين يوجد آيات سيكشفها زمن من بعدنا يكشف أهمية توجيه معين فيها.
فلأن الدين على هذا النحو يكون هناك قضايا أساسية أنت افهم أن الأمور هامة جداً مهما بدت عندك بسيطة لاحظ داخل الطلاق كم تحدث يضع منهجية معينة للطلاق بحيث أنه يتم في أجواء طبيعية ومعروف متبادل إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، ألم يأت داخلها تأكيدات كثيرة نهاهم فيها أن لا يتخذوا آيات الله هزؤاً لا يكون هناك تهاون بهذه التوجيهات؟ لو حصل التزام بهذا الشكل وقدم الطلاق من خلال القرآن ورؤية القرآن لما كان في الموضوع ثغرة على الإسلام يستغلها الأعداء.
لو قدم الطلاق من خلال عبارات الفقهاء في معظمها لكان هو عملية نفي عملية طرد للمرأة هناك، لا معروف ولا إحسان ولا متعة ولا يتم في أجواء طبيعية يغضب عليها وطلقها وذهبت من بيته وأيضاً يلحق ما قد أعطاها وأشياء من هذه ظهر في الأخير وكأنه ماذا؟ المرأة هذه ما عندها حق كهذا الحق الذي عند الرجل! لو قدم على الأساس القرآني لكان أشبه شيء بعملية البيع والشراء تماماً أنت عندما تأتي تأخذ حق واحد هكذا ألا يقال بأنها قضية منكرة؟ لكن يتم في أجواء من طيبة نفس يعتبر طبيعي مع أن عقد البيع يأتي من طرف واحد، أليس عقد البيع يأتي من طرف واحد الخروج للقضية من ملكية إلى ملكية أخرى أليست تتم عن طريق شخص واحد هو أعطى هذا؟ أعني يتم في أجواء جعلته طبيعية، فعندما لم يجعلوا الطلاق على هذا النحو ظهر فيه صورة غير لائقة استغله الآخرون.
ولهذا نحن نقول إنه يبدو أن القرآن الشيء الأساسي أنه كان هو المطلوب أن يكون هو وحده الكتاب الذي يتحرك في الأرض هو وحدهُ الكتاب الذي يتحرك في الأرض في كل المجالات ترغيب وترهيب وفقه وغيره هو كتاب يسع الحياة كلها ولأنه هو عباراته بعيدة عن أي مدخل لأنه {أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(الفرقان: من الآية 6) قضية هامة فعندما يقول إنه للناس تجد أن القضية ملحوظة أنه ممكن أن يكون فعلاً للناس إذا مشى هو يمشي هو في مقدمة المسلمين أما أن يأتوا في الأخير يقدموا أشياءهم من عندهم في الأخير ترى كم يجمع الأعداء من داخل تراث المسلمين الآخر كتب عباراتها غير لائقة في معظمها كم يقدمون من شبه على الإسلام نفسه يشتغلون بها ضد المسلمين.
الآية هذه جاءت قاطعة في البداية {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران: الآية 85) بعدما تكلم عن ما تعنيه كلمة إسلام التسليم عندما قال هناك: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُوْنَ}(آل عمران: من الآية 84) أليس عندما قال: {وَنَحْنُ لَهُ} هو مسلم من قبل أن يقول العبارة هذه، بمعنى الهوية هذه، مسلمون له: خاضعون له، وهكذا من بداية الآية ولهذا قال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران: الآية 85).
إن هذه الظاهرة قد تحصل داخل محيط الدين نفسه داخل دائرة الدين قد تحصل، أعني أن يكون هناك مظاهر تسمى دين هي متنافية مع التسليم لله {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أولئك جزاؤهم..}(آل عمران: الآية 86 – 87) إلى آخر الآية.
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}(آل عمران: الآية 90) لاحظ هنا ثم ازدادوا كفراً عندما يقول: كفروا، كلمة كفر، كفر يجب أن نفهمها في مجالات كثيرة تعني: الرفض، الرفض الذي يتنافى مع التسليم لله أليست هذه قضية؟ لم تقدم الآية وكأنه كفروا بعد إيمانهم وما يزال هناك إمكان أن يكون الناس كفروا بعد إيمانهم وتقبل توبتهم لو نجعل كلمة كفروا بمعنى: جحدوا بالله، أليست هكذا؟ هل هناك جاحد بالله تقبل توبته؟ لا يوجد {كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ}(آل عمران: من الآية 90).
فهي تبين لك أنه شيء في داخل محيط ودائرة الدين أشياء تظهر متنافية مع التسليم لله هي رفض لما قدمه الله لعباده أن يدينوا به ويسلموا به فسمي كفراً بمعنى: رفضاً ولهذا قال: {لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} لو تسميه كفراً بالمعنى الذي قدم هكذا دائماً جحود بالله جحود بالله لا يوجد قضية أنه يقال هناك كافر يمكن يتوب الله عليه وكافر لا يتوب الله عليه بمعنى جاحد بالله الجاحد بالله لا يوجد هناك توبة نهائياً أليست هكذا؟ {وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}(آل عمران: من الآية90).
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}(آل عمران: الآية 91) نعوذ بالله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا مسلمين له مهتدين بهديه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
1 – ذكره في الدرس الخامس من رمضان عند الآية 89 من سورة البقرة.
2 – هي قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ} (البقرة:101).
التعليقات مغلقة.