سورةآل عمرآن الدرس السابع عشر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
اللهم اهدنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
هذه السورة المباركة عنوانها، اسمها: سورة النساء [لا يوجد هناك سورة اسمها: سورة الرجال!].
في هذه السورة كثير من التوجيهات والأوامر المؤكدة المرفقة بالتهديد من الله سبحانه وتعالى لمن يخالف هذه الحدود التي رسمها، ومعظمها تتعلق بالنساء في مجالات متعددة، سواء في موضوع النكاح، وموضوع الطلاق، وموضوع الميراث، والمعاشرة بين الرجل وزوجته، مرفقة بإعطاء صورة عن واقع الإنسان بشكل عام، وتذكيراً للرجل بأن الرجل والمرأة هم أصلاً جنس واحد ومن نفس واحدة، من نفس واحدة. هذه القضية ملموسة في كثير من آيات القرآن الكريم، في موضوع الرجل والمرأة: أنهم عبارة عن نوع واحد من مخلوقات الله، جنس واحد اسمه: الإنسان، اسمه: بنو آدم، قضية مؤكدة أعني: أن تترسخ في الذهنية هذه الرؤية في ثقافة الناس في أنفسهم هم: هم عبارة عن مخلوق واحد، جنس واحد بكل ما تعنيه الكلمة.
الله سبحانه وتعالى الذي نزل القرآن يعلم ما سيأتي في المستقبل على أيدي كثير من أعدائه، وبالذات اليهود ماذا سيعملون وكيف سيقدمون القضايا.
هو ذكر عن اليهود في [سورة البقرة] توجههم للتفريق، لديهم سياسة التفريق، كان يهمهم من العلوم الهامة في عصر سليمان هو: أن يتعلموا ما يفرقون به بين المرء وزوجه! ذكر عنهم أيضاً: أنهم يفرقون بين الله ورسله وأنهم يفرقون بين رسله. عندهم سياسة التفريق هذه قائمة إلى الآن وبرزت بشكل كبير في هذا العصر بما فيها هذه: التركيز لديهم على التفريق فيما بين الرجل والمرأة باعتبار هذا جنس وعالم لوحده، وهذا جنس وعالم لوحده؛ ليثيروا هذا العالم على هذا العالم الآخر وليحسسوا هذا العالم، عالم المرأة – كما يحاولون – أنه مستضعف ومضطهد وحقوقه يضيعها عالم الرجل. التفريق هذه سياسة لديهم يفرقون بين الإنسان وبين الله بلغت المسألة حتى مع عملائهم وأصدقائهم من الحكام أن يعملوا على التفريق بينهم وبين شعوبهم، أليست سياسة قائمة إلى الآن؟.
لخطورة القضية هذه: أن يترسخ لدى الرجل أنه عالم لوحده ولدى المرأة أنها عالم لوحدها وما سيترتب على هذا من سلبيات كبيرة ومن حالة صراع فيما بين الرجل والمرأة؛ أكد الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية الوحدة القائمة فيما بين الرجل والمرأة: أنهم من نفس واحدة وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى يخلق آدم أولاً، ثم يخلق منه حواء زوجته، لم تخلق بطريقة أخرى مثلاً: أن يخلقها هناك كما خلق آدم من طين من صلصال، فإذا سويتها ونفخت فيها من روحي، لا يوجد، خلق آدم ثم جعل منه زوجته، العبارة هذه توحي ليس فقط أنه جعل من جنسه، منه فعلاً؛ لأنه ليس هناك أي معلومات أخرى بأن حواء خلقت لوحدها بطريقة أخرى أبداً، بل خلق منها زوجها، جعل منها زوجها أي: جعل من هذه النفس التي هي آدم زوجها.
في الفطرة فيما بين بني آدم الله جعل الرجل سكنا للمرأة وجعل المرأة سكنا للرجل، جعلها لباسا للرجل وجعل الرجل لباسا لها: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}(البقرة: من الآية187)، مهمتهم الأساسية هي كلها هي مهمة واحدة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}(البقرة: من الآية30) أليس الله قال هكذا في القرآن الكريم؟ دورهم، مسئوليتهم في هذه الأرض واحدة، مهمتهم واحدة، هذا الإنسان – ولهذا جاء في القرآن الخطاب بلفظ ناس: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، هي تشمل الرجل والمرأة بعبارة واحدة اسمهم: ناس، كلهم اسمهم: بنو آدم، – مسئولية واحدة، ومهمة واحدة الآثار الطيبة أو النتائج السيئة كلها تأتي واحدة لا تتصور بأنه بالإمكان أن يكون الرجل يعيش في ظل وضعية صحيحة إلا وتكون المرأة كمثله، أو أن يكون في وضعية مضطهدة ستكون المرأة كمثله في مسيرة الحياة، لا تستطيع أن تتصور أنه يمكن أن يكون للرجل وضعية مستقلة عن المرأة أو للمرأة وضعية مستقلة عن الرجل في مسيرة الحياة على الإطلاق، كلها مسيرة واحدة، وكلهم كيان واحد، تختلف فقط الأدوار في إطار النهوض بهذه المسئولية التي هي ملقاة على بني آدم بشكل عام، تختلف الأدوار ليس فقط فيما بين الرجل والمرأة بل فيما بين الرجال أنفسهم وفيما بين النساء أنفسهن وكلمة: {خَلِيفَةً} يظهر من خلالها أنها مسئولية.
إذاً فالدور الرئيسي للإنسان بشقيه أو بجزئيه فعلاً المترابطين: الرجل والمرأة هي ماذا؟ مسئولية بكل ما تعنيه الكلمة أوسع حتى من مسألة النظام الإداري أو المؤسسات الإدارية لأي دولة من الدول، الحياة بكلها مسئولية، المهام بكلها تسمى: مسئوليات.
كانت الغلطة الكبيرة عندما اتجهوا إلى المرأة، اليهود اتجهوا إلى المرأة ليحسسوها بأنها تفقد الكثير من حقوقها وأطلقوا على كل هذه المسئوليات اسم: حقوق، الوظيفة العامة، الأعمال الإدارية، كلها سموها حقوقاً، رئيس، رئيس وزراء، أو وزير معين، أو وكيل وزارة أو مدير أو نائب أو أي شيء من هذه سموها حقوقا، وهذه غلطة كبيرة يجب أن نقاومها، هذه لا تسمى: حقوقا، هذه تسمى: مسئوليات، والمسئولية عادة يجب على الرجل والمرأة جميعا أن يعملوا من أجل أن تكون المسئوليات في المؤهلين لها، ليست المسئولية عبارة عن حق فيقال: الرجل له حق كذا، أما المرأة فليس لها حق ثم يقال للمرأة: يجب عليها أن تناضل من أجل أن تحصل على حقوقها فتكون شريكة مع الرجل في الإدارة في المنصب الفلاني.. إلى آخره! لا، هذه غلطة من البداية. نقول: لا، هذه هي مسئوليات هذه هي مسئولية يجب أن نبحث داخل الرجال أنفسهم عن المؤهل في أي عمل كان.
ولأن القضية كلها مسئولية، نفس الاستخلاف هو مسئولية، أن الإنسان حتى فيما يتعلق بممتلكاته الخاصة فيما يتعلق بأسرته متى ما كانت تصرفاته متجاوزة أمكن أن يُحْجَر عليه هذه القضية معلومة، وفي أموالك الخاصة أنت ما يقال بأن هذا حقي أعمل به ما أريد، لو يجد الناس شخصا يريد أن يحرق عملة من العملات الورقية أو يتلف شيئا من أمواله هكذا لوجب عليهم أن يمنعوه، لوجب على الحاكم أن يحجر عليه، أو وجدوه يسرف في نفقاته بشكل كبير فيلحق أضراراً بأولاده، وبأسرته، بل يبدو من خلال تعامله أنه تعامل غير طبيعي مع موضوع المال بشكل عام أن يحجر عليه، أن يوقفوه، أليس هذا يعني: أنها مسئوليات.
فهم اتجهوا إلى مسألة: التفريق ليستغلوا المرأة وليقدموا أنفسهم وكأنهم همهم إقامة القسط والعدل وأن تعطى المرأة حقوقها! لاحظ كيف الطريقة كيف قدموها، كان بإمكانهم هم كرجال أن يقوموا بالعملية دون إشعار للمرأة ومحاولة إثارة المرأة نفسها؛ هل إثارة المرأة نفسها في أي مجتمع يمكِّنها من أن تصل لنيل حقوقها – كما يقولون -؟ لا. عندما يأتي الأمريكيون في أي بلد يقولون بأنهم يريدون المرأة أن تأخذ حقوقها! لم يتجهوا هم إلى الرجل في أي شعب ليضغطوا عليه ليؤدي حقوق المرأة، لكن يتجهون بشكل كبير إلى إثارة المرأة، إثارة المرأة نفسها وهم يعلمون أن هذه المرأة في أي شعب من الشعوب لا تستطيع هي، هل هي تمتلك سلطة؟ هل تمتلك قدرات على أن تنال الحقوق التي رسخوا في ذهنيتها أنها حقوق؟ هذا لا يحصل، ما الذي يحصل في الأخير؟ ما النتيجة في الأخير؟ هي قضية تعقيد، أن يعقدوا المرأة على الرجل وأن تكون المرأة قريبة من التأثر بهم؛ لأنها تراهم وكأنهم مهتمون بقضيتها.
لكن تجدهم في نفس الوقت – لأنهم كاذبون في كل ما يدعون أنه حقوق – أن الرجال أنفسهم، أليس العالم، أليس الناس مظلومين بسببهم؟ حقوق الناس بكل ما تعنيه الكلمة حسب ما يقدمونها حقوق العرب، حقوق حكومات وحقوق شعوب، كلها هم ينتهكونها هم، يضيعون حقوق الناس هم، تعاملهم أليسوا دائما يقولون: إن من الحقوق التي يعملون لأن ينالها كل إنسان هو الحق في حرية التعبير، الحق في الرأي والرأي الآخر وأشياء من هذه؟ لماذا لا يتعاملون مع من يرفعون شعاراً في المساجد وهم على مدى سنة كاملة يوجهون بسجنهم؟ أليسوا كذابين أن يقولوا أنهم يريدون حقوقا؟ هم ينتهكون حقوق الكل وليست المرأة ذات قضية لديهم أنهم مهتمون بحقوق معينة لديها إنما المهم هو: التفريق بين الناس، التفريق بين الناس مهما أمكن التجزئة، أي شيء ممكن تجزءته يجزئونه، إذا أمكن تجزءة الأسرة الواحدة يجزئونها، ولأن الأسرة الواحدة تتكون عادة من رجال ونساء سيجزئون الأسرة الواحدة لو يمكنهم أن يجزئوك أنت إلى جهتين تحارب بعضها البعض لعملوا هذه!!.
إذا كانوا صادقين في مسألة حقوق، هناك حق أنتم دائما تفخرون بأنكم تحافظون عليه هو حق التعبير، لماذا لا تتركون للرجال حق أن يعبروا عن مشاعرهم عن رؤاهم عن مواقفهم عندما يرددون [شعاراً] في المساجد؟ عندما يسجنونهم أليسوا يشهدون على أنفسهم بأنهم كاذبون في أنهم يريدون أن يعطوا كل ذي حق حقه؟.
إذاً فلا الرجل ولا المرأة، ليسوا وراء إعطاء أحد حقه، هم وراء أن يأخذوا حقوق الكل، إنما لا يتمكنون أن يأخذوا حقوق الكل إلا بعد سياسة التفريق هذه وتجزئة المجتمع وتفريق ما بين الحاكم والشعب وما بين الرجل والمرأة، التفريق بكل ما تعنيه الكلمة، سياسة أثبتها القرآن الكريم أنها قائمة لديهم منذ أن حكى عنهم أنهم يفرقون بين المرء وزوجه أعني: منذ قرون كثيرة.
إذاً فهذه السورة تقدم لنا كيف يكون منطقنا نحن، وما الذي نرسخه نحن في المجتمع في مواجهة ما يقدم، فعلا لا تواجه إدعاءاتهم التي منها تسمية هذه الأشياء حقوقاً، لا تواجه بعبارة أخرى بأن القضية ليست حقوقا بل هي مسئوليات، وأنها ليست مسئوليات هي لجهة باعتبار أنه جنس مستقل هي مسئولية في إطار المسئولية العامة التي الرجل يقوم بدوره والمرأة تقوم بدورها، الرجال متفاوتون في أدوارهم، والنساء متفاوتات في أدوارهن وهكذا والنتيجة في الأخير ماذا؟ النهوض بمسئولية واحدة ونتائج واحدة تعود على الطرفين في الدنيا والآخرة، تعود على بني آدم بشكل عام بشقيه بشقي الإنسان: الرجل، والمرأة. كذلك في مواجهة ترسيخهم هذه القضية ترسيخ: أن المرأة عالم لوحدها، يجب أن نأخذ درسا مهما من هذه السورة وغيرها.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}(النساء: من الآية1) نحن نقول: بأن كل مفردة في القرآن الكريم في نفس الوقت الذي تقدم تشريعاً معيناً هي ترسم منهجاً معيناً في نفس الوقت {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} فعندما يعرف الناس جميعا أنهم مخلوقون من نفس واحدة كان بإمكان الرجل نفسه أن يتنازل عن نصيبه؛ لأن العرب كان الكثير منهم أو كان الشيء السائد لديهم: أن لا يعطوا المرأة ميراثا.
يحسسهم بأن المرأة هي جزء منك وأنتم كلكم من نفس واحدة؛ ولهذا قال بعد: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً}(النساء:7). فليعرف الإنسان الذي هو ماذا؟ الجزء من هذا الإنسان وهو الرجل أن يعرف أن المرأة هي جزء منه فلا يعتبر نفسه وكأنه يتعامل مع طرف آخر مع عالم آخر وهنا يعرف أنه عندما يقدم من أمواله عندما يسمح عندما يقبل أن يكون هناك جزء من المال يتجه للمرأة فلا يعتقد بأنه مال من عالم اتجه إلى عالم آخر، وهنا يقدم حتى نفس المال قضية المال أنه: أموالكم، حتى قضية المال يقدمها أمام المجتمع باعتباره مالا عاما واحدا يعني: ماذا؟ نتيجته في الأخير، لديك أنت أموال خاصة ولدي أموال خاصة وكل واحد لديه أموال خاصة، هذه مُقَرةٌ، لكن في نفس الوقت يحسس الناس أنه في حركة المال دور المال بشكل عام هو بالشكل الذي يستفيد منه الجميع فهو أموالكم جميعا بهذا الاعتبار.
ولأن القضية هامة يصدرها بعبارة: {اتَّقُوا رَبَّكُمُ} اتقوا ربكم، معناه: هذه توجيهات وراءها عقوبات وراءها وعيد ليست مجرد مقترحات إذا أعجبكم أن تأخذوها فلا بأس وإلا فمع السلامة؛ مقترحات كهذه لا تكون لها قيمة، الله هو ملك سبحانه وتعالى هو إله الناس هو ربهم هو الذي خلقهم فكل حدوده، كل تشريعاته، كل توجيهاته وراءها عقوبات في هذه الحياة وفي الحياة الآخرة.
كثيرا ما يظهر أنه في مقامات معينة، في قضايا معينة تبدو أعني: بشكل تعطى أهمية كبيرة جداً تلحظ بأنه أهميتها أهمية الإلتزام فيها الوعيد الشديد على عدم الإلتزام فيها هو: أنه باعتبار أنها ظلم في نفس الوقت والظلم قبيح والظلم فضيع والظلم له آثاره السيئة فيما بين الناس، وفي نفس الوقت كثير من القضايا هذه من هذه القضايا يكون لها أثر سلبي؛ لأنها يشكل التقصير فيها، عدم الإلتزام بها يشكل في الأخير منفذاً لأعداء الإسلام، منفذاً لأعداء الإسلام يدخلون منه يحاربون الدين، وليحاربوا الأمة لتجزئتها؛ لهذا كانت إساءة كبيرة فعلا من جهة الناس إلى دينهم وإساءة إلى أنفسهم، إساءة إلى أنفسهم أنه عندما لا يكون هناك إلتزام بمثل هذه التوجيهات العظيمة في مجال التعامل مع بعضهم بعض: الرجال، والنساء؛ كان في الأخير، شكلت ثغرة للأعداء أن يدخلوا من خلالها لمحاربة الرجل والمرأة!.
ومن العجيب عندما ذكر لنا بعض الإخوان أمس: أنهم في التعريف بالمجتمع بأنه [يتكون من أسرة] قالوا: لا، أن يقال: [يتكون من الآباء والأمهات]؛ لأن كلمة أسرة ما تزال تعطي ماذا؟ عنوانا واحدا [الأسرة] قالوا: لا؛ لأنهم يريدون التجزءة بهذا الشكل تقول: المجتمع يتكون من رجال ونساء، والمرأة – في الأخير – يقولون: هي نصف المجتمع بمعنى ماذا؟ هي عالم يمثل نصف السكان معنا نحن الرجال في هذه الأرض، لكن الله يقدم المسألة على هذا النحو: أنهم نفس واحدة وخلقوا من نفس واحدة ومسئولياتهم واحدة، بل تجد في المجالات الهامة في مجالات القرب من الله سبحانه وتعالى في مجالات الأعمال الصالحة لنيل الدرجات العظيمة عند الله فتح الباب بشكل واحد مثلما قرأنا في الآية السابقة في آخر [سورة آل عمران] عندما قال الله فيها: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} من ذكر أو أنثى {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}(آل عمران: من الآية195)، فعندما يحصل تقصير في هذه القضايا الهامة التي يكون التقصير فيها في الأخير يشكل منفذاً لأعداء الإسلام لمحاربة الدين معنى هذا أنها تصبح الجريمة جريمتين: جريمة ظلم الأنثى، وجريمة إعطاء العدو، عدو الإسلام مادة يحارب بها الدين.
وهكذا هي وضعية الناس بشكل عام: الذكر والأنثى في دين الله كله وفي كتب الله لكن تجـدهم ممن ظلـم المرأة – وهم الآن يتشدقون بمسألة أنهم يعملون على أن تحصل المرأة على حقوقها – هم من أول من ظلم المرأة اليهود والنصارى هم من أول من ظلم المرأة ورسخ نظرة سيئة للمرأة بل اعتبروها شريرة واعتبروها شيطانة بدءاً من حواء وأن حواء هي التي كانت وراء أن يرتكب آدم الخطيئة، هكذا يقولون! فالقضية هذه ليست أيضاً جديدة في دين الله سبحانه وتعالى في كل مراحل التاريخ، أما بالنسبة لرسالة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهي من قبل أن يكون لهم أي كيان على هذا النحو وفي الوقت الذي كانوا يظلمون المرأة فعلا يظلمونها، وما يزالون يظلمونها إلى الآن، منذ ألف وأربعمائة سنة وأكثر تجد كيف تقدم قضية المرأة في القرآن الكريم بشكل هام جدا وقضية يرتبط بها تثقيف أيضا بالشكل الذي يجعل الرجل ينظر إلى المرأة كجزء منه وينظر إلى المال الذي يتنازل عنه ليعطيها بأنه مال من جزء إلى جزء لكيان واحد.
نجد هنا الفارق الكبير بين أسلوب القرآن الكريم في التعبير عن القضايا هذه وبين الأساليب الأخرى التي يستخدمها مفسرون، محدثون، فقهاء، موعظون، ومعظم ما حصل أو ما ساعد على أن يكون هناك منافذ لأعداء الإسلام هي: عبارات هؤلاء وليست عبارات القرآن، عبارات القرآن عظيمة جداً، وواسعة جداً، وتراعي مشاعر الناس بشكل عام بني آدم بشكل عام: الذكر والأنثى.
فالمسئولية الكبيرة هي على الناس وليست على الإسلام لكن للأسف أن الناس هم لا يلتزمون بتوجيهات الله ثم يأتي الأعداء فيقولون: إن دينكم هكذا، ثم يحمِّل الناس أخطاءهم دينهم! هذه تعتبر جريمة متعددة أنه عندما نرى وضعيتنا سيئة بسبب ابتعادنا عن دين الله بسبب ابتعادنا عن كتاب الله ثم يقال لنا: هذا هو الدين الذي جعلكم على هذا النحو فنقول: [صحيح هو الدين] فنكفر بالدين نتنكر للدين، يكون معناه ماذا؟ نظلم الدين مرتين: عندما لا نلتزم به، ثم عندما نحمِّله أخطاءنا.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}(النساء: من الآية1) {مِنهَا} {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً}(النساء: من الآية1) إذاً أليست نقطة البداية واحدة، نفس واحدة؟ {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ}(النساء: من الآية1) وأنتم تعرفونه إلى درجة أنه يسأل بعضكم بعضا به: [أنشدك الله كذا] [أسألك بالله كذا كذا] يقولون هكذا في تفسيرها، بمعنى أنه أنتم تعرفون الله إلى هذه الدرجة التي أنتم تسَّاءلون به، يسأل بعضكم بعضا أيّ مطلب كان، وفي نفس الوقت {وَالْأَرْحَامَ}(النساء: من الآية1) يعني: واتقوا الأرحام، اتقوا ظلمها اتقوا ظلم الأرحام، هذه شبيهة بالآية الأخرى التي قال فيها تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}(الإسراء: من الآية23) ألم يقرن هنا التوجيه بالإحسان إلى الوالدين بماذا؟ بالأمر الحتمي بعبادته؟ هنا أمر الناس أن يتقوه وأن يتقوا ظلم الأرحام {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء: من الآية1) فاتقوه وخافوا أي مخالفة تأتي منكم لما وجهكم إليه فهو رقيب لا ينسى ولا يغفل.
كلمة الأرحام تشمل النساء والرجال تشمل الذكر والأنثى كلمة الأرحام، وقد يكون الناس قد يندفع الكثير منهم إلى ظلم الأرحام عندما يكون هذا الرحم ضعيفا إما يتيما أو امرأة، مثل: يتيم أو امرأة ولا يخاف من ردة الفعل، يندفع كثير إلى ظلمهم هذه تعتبر من أفضع الجرائم ومن أقبحها ومن أدلها على خبث النفسية؛ لأن اليتيم قد يكون ابن أخيك قد يكون أخوك، قد يكون أخوك أو قد يكون ابنا لأخيك قد يكون ابن عمك قد يكون ابن بنتك… وهكذا، سواء الأيتام من الذكور أو الإناث، فاليتيم هو بحاجة إلى رعاية وليس أنك تنطلق لتظلمه وهو في أمس الحاجة إلى العاطفة والرعاية.
{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ}(النساء: من الآية2) الخبيث من أموالكم بالطيب من أموالهم لأنك ترى أنه لا يوجد عليك رقابة الله قال هناك: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.
{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}(النساء: من الآية2) تضمون أموالهم إلى أموالكم على طريقة ماذا؟ الأكل أعني: الاحتساب لها تجعلها وكأنها مالك تتصرف فيها وكأنها مالك.
{إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً}(النساء: من الآية2) إثماً، وكلمة: {حُوباً} كأنها تعني: إثما فظيعاً وإثماً لجرائم دنيئة في نفس الوقت يعني: هي انحطاط كبير؛ لأن الإثم هو يأتي على جرائم كثيرة على الجرائم كلها على المعاصي كلها، لكن المعاصي في واقعها تختلف حتى في تقييم الناس، هناك معاصي تعتبر ممارستها دناءة وحقارة، ومعاصي تعتبر جريمة تختلف عن هذه وهكذا.
إذاً اليتامى بشكل عام، يتامى النساء هي أيضا مظنة أن تظلم عندما يتزوج بها قد يظلمها لأنه ليس لها ولي يدافع عنها. {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى}(النساء: من الآية3) إلى درجة أن يقول لهم: أنه إذاً لا تتزوج باليتيمة، اليتيمة هذه الصغيرة المرأة التي قد تظلمها لا تتزوج بها من البداية امتنع على أساس أن لا يحصل من جانبك ظلم لها فيما إذا كنت تخاف، عندك احتمال ربما لأنك عارف طبيعتك وعارف نفسيتك ولو تتزوج بمرأة هي على هذا النحو أنك قد تظلمها، من البداية لا يجوز لك، من البداية على أساس عندك احتمال أنك ستظلمها، {وَإِنْ خِفْتُمْ} وإن خفتم ليس معناها: تيقنتم. {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} فتوجهوا إلى النساء الكبار والنساء التي لسن يتامى وبإمكانك أن تتزوج بواحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع.
{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا}(النساء: من الآية3) عندما تتزوج بأكثر من واحدة وأنتم تخافون أن لا تعدلوا {فَوَاحِدَةً}(النساء: من الآية3) فيكفيكم واحدة أو فالأنسب أو الأفضل دائما ما تنظر الأشياء بماذا؟ على طريقة يجوز أو ما يجوز في غالب التوجيهات في غالبها، هنا أباح للإنسان أن يتزوج بواحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع هذه قضية لكن إذا خاف بأنه قد لا يعدل فيما بين النساء فالأفضل له واحدة. {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}(النساء: من الآية3) مثلما سيأتي بعد الزواج من فتياتكم المؤمنات أو [التَسرِّي] يسمونه: التسري عندما ينكح الرجل أمته التي هي ملك له.
{ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}(النساء: من الآية3)، بعضهم يفسرها بمعنى أن لا تعولوا: أن لا يحصل لكم عائلة كثيرة أن لا يحصل لكم أولادا كثيرين! معنى العول هو ماذا؟ أن تميلوا إلى غير الحق إلى غير الصواب و{أَدْنَى} معناه: أقرب، أقرب إلى أن لا تعولوا. لاحظ أنه في الوقت الذي أجاز للإنسان أن يتزوج إلى أربع ما جعلها قضية مفتوحة ربطها بأن يعدلوا، والعدل ذكر أسسه هنا في القرآن، العدل ذكر أسسه في القرآن سواء أمام الواحدة أو أمام أكثر من واحدة: المعاشرة بالمعروف {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(النساء: من الآية19) ذكر أيضا في آية أخرى: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}(النساء: من الآية129). وقد تختلف القضية باختلاف وضعيات الناس.
إذاً القضية هذه نفسها: تعدد الزوجات أليست من القضايا التي يثيرونها؟ وهي من أغرب القضايا أن يكونوا يستنكرون تعدد الزوجات وطبيعي تعدد القحاب، تعدد الخليلات، والعشيقات!. أليسوا يعتبرون أناسا فضيعين؟ يعني: لا يتزوج الإنسان بأربع زوجات يحصنهن يقوم بحقوقهن برعايتهن، لكن طبيعي عندهم أن يكون له ولو عشرين عشيقة.
قضية التعدد هي أصون للمرأة نفسها، نلاحظ مثلا في قضية الرجال أليس الصراع عندما يحصل صراع أليس ضحاياه يكونون رجالا في الأغلب في المعارك في الحروب أليس ضحاياها يكونون رجالا في الأغلب؟ إذاً فالمرأة بدل أن تتحول إلى طريقة أخرى يكون فيها انحطاط لها يكون فيها معصية لله سبحانه وتعالى يكون فيها إساءة إلى أبنائها، يكون أمامها إمكانية أن تتزوج عندما يكون زوجها قتل في المعركة بإمكانها بعد أن تتزوج، وهم قالوا فعلا: في كثير من الشعوب بعد الحروب في الشعوب التي لا يسمحون أن يكون هناك تعدد زوجات في الأخير يظهر الفساد الأخلاقي بشكل كبير، بل بعض النساء تصل الحالة بها إلى أنها تضطر إلى أن تبيع عرضها من أجل أن توفر لنفسها حاجتها ولليتامى حاجتهم، لأولادها.
أيضا يقال بأنه بالنسبة للناس بشكل عام: أن نسبة النساء يكون أكثر، نسبة النساء من حيث العدد أكثر من الرجال ثم المرأة نفسها المرأة نفسها عندها قابلية؛ لأن الله عندما يشرع شيئا يوجد هناك في الفطرة ما يكون ممكنا تقبله، تجد كثيراً من الناس عندهم نساء متعددات في بيت واحد يصبحن في نفس الوقت يألفن بعضهن بعضا وطبيعي يأكلن سويا ويشربن القهوة سويا ويتحدثن سويا ويسمرن سويا بشكل طبيعي، بل يؤلم المرأة نفسها يؤلمها أن ترى زوجها يحاول وراء واحدة بطريقة غير شرعية تتألم، لو يتزوج يكون طبيعيا، يغضبها أكثر لو يبحث عن عشيقة، لكن قضية أن تكون زوجة وإن كان يحصل ألم، قد يحصل ألم في البداية ثم في الأخير تألف ويصبح طبيعيا عندها.
أيضا القضية بالنسبة للناس الرجل هو معرض للتلاشي من خلال الحروب من خلال الأشياء الكثيرة فعندما يسمح له بأن يتزوج بأكثر من واحدة يمكن أن ينجب كثيراً، ينجب رجالا ونساء وخاصة بالنسبة للمسلمين، بالنسبة للمسلمين ومع أيضا تطور وسائل الحرب، أسلحة دمار شامل أسلحة فتاكة قد تبيد أمة من الأمم بسرعة معسكرات أو تبيد قواعد عسكرية يكون الضحايا أحيانا عندما يكون هناك تركيز على الجيش والجيش عادة يكون من الرجال فستكون الإبادة فيهم بشكل كبير. يذكرون عن بعض الشعوب العربية بعد الحرب مع إسرائيل كان عندهم الفكرة هذه كقضية يشيعونها في المجتمع: واحدة فقط، واحدة، وبعد الحرب عندما حصل قتلى كثير وإذا بظاهرة الفساد الأخلاقي منتشرة بشكل كبير في المجتمع.
إذاً أنت تلاحظ أنهم دائما كما قال الله عنهم بني إسرائيل: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}(النساء: من الآية44) لا يركزون على قضية إلا وهي بالشكل الذي تضل الناس: تضيعهم؛ لأن المجتمع عندما يحصل فيه قتلى كثير ويوجد نساء وضعيتها قد تفرض عليها أن تتزوج أو مازال عندها رغبة أن تتزوج، ممكن أن تتزوج؛ فبقي المجتمع أخلاقه، قيَمه، وضيعته سليمة، لكن إذا ما هناك تزوج على هذا النحو فمن قبل أن يحصل كوارث يحصل فساد أخلاقي؛ لأن نسبة النساء أكثر من الرجال وفي نفس الوقت يحصل ضعف في المجتمع يحصل خلخلة للقيم وللإيمان ولزكاء النفوس فيصبح المجتمع قابلا لأن يضرب على يد الأعداء عندما يصبح مجتمعا مخلخلا وسيئا وفاسداً بعيداً عن الله سبحانه وتعالى وهذا من أخطر القضايا انتشاره في المجتمع، قضايا الفساد الأخلاقي من أسرعها بعد الحروب في المجتمعات. يذكرون ذلك عن الشعوب في أوربا، بل عن شعوب عربية بعد الحرب مع إسرائيل.
إذاً ذكر هنا قضية المال: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}(النساء: من الآية2) وذكر فيما يتعلق بالنكاح، ذكر أيضا موضوع المهر: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}(النساء: من الآية4) عبارة عن عطية ليس عبارة عن ثمن ليس عبارة عن قيمة، عبارة عن عطية للمرأة وهذا أمر إلهي عام للناس جميعا، وهذا أيضا مما يفرطون فيه في بعض الشعوب بما فيها اليمن في معظم المناطق تفريط في موضوع المهر الرجل ينظر إلى بنته أو أخته وكأنها عبارة عن سلعة، بعضهم الذين لا يفهمون دين الله، ولا يتوجهون بتوجيه الله في الأخير يزايد يلاحظ من سيدفع أكثر فيها يزوجها به ويستلم المهر ويتصرف به!. والله يقول: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} عطية، ويقدم بسهولة لهن، لا يكون فيه أخذ ورد ومتابعة وتعب وجفاء حتى يخرج المهر من عندك، ولأهمية هذه أمر الرسول نفسه (صلوات الله عليه وعلى آله) أمره أن يؤتي نساءه أجورهن يعني: مهورهن، إذاً فهذا أمر أساسي: الإيتاء أولاً، الإيتاء.
{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ}(النساء: من الآية4) بعد أن تكون قد آتيتها {طِبْنَ} أي: طابت نفوسهن عن أن تتنازل عن بعضه عن شيء منه {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً}(النساء: من الآية4) بطيبة نفس لكن بعد الإيتاء؛ لأن نفس الإنسان قبل الإيتاء وبعده تختلف، عندما يكون ما قد وصل إلى يدها شيء وتأخذه عليها وفي الأخير تحاول أن تتسامح منها ستقول: [مسموح] قد هي آيسة! لكن بعد أن يصل المال إلى يدها وبدون أن تطلبها شيئا فيما لو كان هي سواء بالنسبة إلى قريب من أقاربها أو بالنسبة لزوجها {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً} لكن قدم في البداية: {آتُوا} ألم يقدم في البداية هذه؟ والإيتاء ماذا معناه؟ أليس معناه إيصال المال؟ عندما يقول: آتوا الزكاة: إعطاءها، إيصال المال إليها إيصال المهر لها.
هذا أيضا هو من تكريم المرأة بالذات؛ لأن المرأة نفسها أليست بحاجة إلى أن تتزوج كحاجة الرجل إلى الزواج؟ نفس الحاجة واحدة ونفس الرغبات واحدة حتى فيما يتعلق بالأولاد لكن هنا الرجل أيضا يعطي للمرأة مهراً، عطية.
{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَابْتَلُوا الْيَتَامَى}(النساء: من الآية6) السفهاء بشكل عام من أولادكم أو يتامى آخرين ما قد بلغوا سن الرشد أو من مواليكم. {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً}(النساء: من الآية5)، أموالهم هم أموال أقارب لك، لك يد عليهم باعتبار وضعيتهم تصرفاتهم تصرفات سفهاء تصرفات طيش تصرفات من لا يقدِّر للمال قيمته ولا يحسن التصرف فيه.
{وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً}(النساء: من الآية5)، على أساس لا يعتقد بأنك تحاول تأكل أمواله إنما تحافظ على ماله وتصون ماله؛ لأنه أوجب على القريب أن يصون مال الآخر، السفيه سواء يتيم من أقاربه أو حتى ولو قد صار كبيراً وتصرفاته ليست تصرفات صحيحة، بعض الإخوة ولو مثلا قد صار كبيراً لكن قد أصبح يعتبر نفسه عالة عليك، وفي نفس الوقت لديه أموال، يجب أن تتعامل في أمواله بالطريقة هذه: لا تطلقها له فيلعب بها بهذا الشكل: تصرفات غير صحيحة وفي نفس الوقت لا يبدو وكأنك استغليت وضعيته لتأكل أمواله {وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً}، أعط له كفايته منها، وقل له قولا معروفا: [إنما فقط حرصا عليك ومن أجلك وأنت قد يجي لك أولاد ويكبرون، وأنت قد بعت حقك وضيعته في أشياء…] يحصل حتى على بعض الكبار بعض الإخوة الكبار يكونون بهذا الشكل: تكون تصرفاته غير صحيحة وغير طبيعية ولديه زوجة وينجب أولاداً ويبيع أمواله ويلعب بها في تخازين وفي أشياء من هذه أو دورات لا يحسب حساب أولاده! هنا تحاول عندما يكون لك يد عليه أن تحول بينه وبين تصرفات من هذا النوع مع قول معروف.
{وَابْتَلُوا الْيَتَامَى}(النساء: من الآية6) اختبروهم حتى تعرفوا إذا كانت تصرفاتهم تصرفات سفهاء أو تصرفات ناس راشدين أعني: بحيث يمكن تطلق له أمواله وتصرفاته فيها تصرفات صحيحة. {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا}(النساء: من الآية6) يبدو أن هذه كانت ظاهرة قائمة ليست قيداً {إِسْرَافاً وَبِدَاراً}، يبدو أنها كانت ظاهرة وظاهرة ممقوتة جدا وكأنك تبادر إلى أنه تسابق تأكل أمواله وتلعب بـ[بصايره] وأشياء من هذه قبل أن يكبر، وهذه تعتبر من أسوأ الأشياء التي يعملها الإنسان من المعاصي، مثلا قد يموت أخوه ومعه أولاد صغار، بعضهم يكونون جشعين ونفوسا قاسية نعوذ بالله وقلوب قاسية في الأخير يحاول يتجه إلى [البصاير] يخبي بعضها ويحاول يصلِّح مبايع معينة ويحاول يصلِّح قسمة وأشياء من هذه يكبرون وبـ[صايرهم] ثانية وقد يكون أبوهم ربما كان يعمل أكثر منه وقد يكون له مثلا إسهام في دخل وجمع الأموال أكثر من الأخ هذا الذي ما يزال حيا؛ لهذا قال هناك في الآية: {إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً}(النساء: من الآية2) {وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} تحاول التغيير في [البصاير] وقد سبق قسمة بينك وبين أخيك ثم تبدل [البصاير والتعايون] وتجعل لك المكان الذي دخل في قسم أخيك وهي مكان جيدة وتكتب هذه بدلها، الخبيث بالطيب بشكل عام بأي طريقة كان.
لاحظ هنا التعبير في وحدة أثر المال بشكل عام للمجتمع بشكل عام {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}، مع أن التوجيه يتناول الملكية الخاصة يعني ماذا؟ أموالهم المملوكة لهم، المال بشكل عام يجب أن يكون محط رعاية من المجتمع بشكل عام داخل الأسرة الواحدة وداخل المجتمع بكله مع بقاء الملكية الخاصة، لكن يكون هناك نصيحة من البعض لبعض عندما يرى أناس في قرية واحداً من الناس هكذا ينطلق يبيع أمواله بطريقة ليس مضطراً إليها يبيعها يبيعها ومعه أولاد قد يكون بعضهم ما زالوا صغاراً فيمكن أنهم يحاولون تبليغ الحاكم يحجر عليه ويمكن يحاولون أن يعملوا [تدريك] للمشترين. أو يحصل عنده مرض نفسي فترة معينة وقد صار يبيع كذلك يعملون [حجراً عليه، وتدريكا] للمشترين أنفسهم.
{وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ}(النساء: من الآية6) من كان غنيا بماله الخاص فليستعفف يعف عن أن يأكل شيئا من أموال اليتامى المقدار المعروف أما المقدار غير المعروف فقد ذاك تحريمه {وَمَنْ كَانَ فَقِيراً}(النساء: من الآية6) ويقوم بهذه المسئولية: صيانة أموال اليتيم، تنمية أمواله، الحفاظ عليها {فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}(النساء: من الآية6) قضية المعروف قضية معروفة عند الناس في المجتمعات. {فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً}(النساء: من الآية6)، أيضاً هذه قضية أخرى أحيانا قد يأتي بعض الأيتام مثلا يكبر ويأتي آخرون من الذين ليس فيهم خير فيقولون له: [كان مع أبيك وكان وكان] حتى لو كان عمه قد قام برعايته وصيانة أمواله على أرقى مستوى فيحاولون أن يدخلوا في نفسه [كان وكان وكان] يعقدونه؛ ليخلقوا بينه عداوة هو وأقاربه هو وعمه أو أخوه الكبير فليكن هناك إشهاد: {فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} في سن الرشد، وأن يكون هناك ابتلاء في قرب مرحلة أن يبلغوا سن النكاح {حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ}(النساء: من الآية6) أصبح قد هو بحاجة إلى إن يتزوج، وأن يتزوج معناه أنه سيكَوِّن أسرة ويحتاج إلى أمواله هو يقوم بها {فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً}(النساء: من الآية6) على الطرفين كلهم.
{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ}(النساء: من الآية7) وهذا عبارة عن إعلان، أشبه شيء بالإعلان يعني: قرار معلن حتى في صيغته أو في عبارات الآية أشبه شيئ بإعلان {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ}(النساء: من الآية7) ولم يكتف بهذه، ألم يكن من الناحية اللغوية يكفي؟ لكن فيها زيادة تأكيد {مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً}(النساء: من الآية7)، هذا قد هو إعلان واضح إعلان مؤكد إعلان مفصل، حكم لم يعد وراءه إلا التهديد الذي سيأتي بعد آية المواريث: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}(النساء: من الآية13) يأتي بهذا بعد أن قرر: أن على الرجل أن يعرف بأنه هو والمرأة خلقوا من نفس واحدة وأساسهم نفس واحدة.
{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}(النساء: من الآية8)، قد يكون هذا مثلا أولوا قربى لكن قد يكونون بعيدين عن دائرة من لهم أنصبة من القرابة واليتامى من غير من لهم مواريث، معنى هذه حتى الآخرين إذا حضروا القسمة فليعطوا، {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} أيَّ شيء لو ما أعطاه من نفس عين ما نسميه الأراضي مثلا أو بيوت، أي شيء من المنقولات مثلا {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}(النساء: من الآية8) لم يحدد نوعا معينا أن يعطوه {وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً}(النساء: من الآية8).
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}(النساء:9) فيجب أن ترعى الآخرين من الأيتام؛ لأنك أنت أليس هذا شيء يؤلمك فيما لو يتوفاك الله ووراءك ذرية ضعفاء أن الشيء الذي يهمك أنت في حالة احتضارك في حالة حضور الموت هو: وضعية أولادك؟ أليس البعض يوصي بأولاده؟ يقول ما زالوا صغاراً وما زالوا كذا، يوصي بهم. إذاً فيجب أن تتعامل مع أولاد الآخرين بنفس الروحية هذه، مع أولاد أخيك، مع أولاد ابن عمك، بل بشكل عام اليتامى، في آيات أخرى يذكر اليتامى بشكل عام أن يكونوا محط رعاية عند الجميع، الجميع يرعونهم.
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ} والشيء الطبيعي أنهم يخافون عليهم {فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} تقدم هناك بالنسبة لأولي القربى واليتامى بالنسبة لليتامى: {وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً}(النساء: من الآية5) ألم يقل: قولا معروفا؟ لاحظ هنا الرعاية فيما يتعلق بالحفاظ على أموالهم وصيانتها وبالكلمة الطيبة أيضاً؛ لأن اليتيم تكون نفسه منكسرة يحتاج إلى الكلمة الطيبة. {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً}(النساء: من الآية10) نعوذ بالله {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً}(النساء: من الآية10).
{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً}(النساء:11).
هذه وصية تفصيلية ذكر في [سورة البقرة] وصية إجمالية: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ}(البقرة: من الآية180).
لاحظ هنا تأتي العبارة بنفس الصيغة: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} أليست نفس الوصية الإلهية؟ هناك وصية بالشكل العام وهنا وصية مبينة.
{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}، العبارة هذه عبارة دقيقة، لاحظ لم تأت العبارة بلفظ: للمرأة كنصف ما للرجل، لم تأت بهذا الشكل: للمرأة كنصف ما للرجل، هذه العبارة ما تزال أنسب {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} وسيأتي في آيات أخرى يبين أن هناك التزامات بالنسبة للذكر، من أول الإلتزامات أمام الأنثى: أنه هو الذي يعطيها المهر هو الذي يقوم بالإنفاق عليها هو الذي يوفر لها السكن والطعام والدواء والفراش والأثاث، أليس هذا هو الشيء الذي يتكفل به الرجل؟ إضافة إلى التزامات أخرى فيما يتعلق بقضايا خارج محيط بيته كثيرة تكون مرتبطة بالرجل أكثر من الأنثى، إضافة إلى أنها جاءت بالعبارة هذه هي أرقى من كلمة: رجل وامرأة {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} لماذا؟ لأنها ما تزال توحي بماذا؟ بالكيان الواحد والجنس الواحد يعني: الإنسان هو ماذا؟ عبارة عن كيان مؤلف من ذكر وأنثى.
ثم لاحظ كيف كان الأكثر ممن ذكرهم هنا في آية المواريث هنا: نساء، الكثير من المذكورين داخل الآية هذه من الأنثى هذا يوحي بماذا؟ – ولهذا فعلا سميت: [سورة النساء] – يوحي بتركيز كبير على أن يبتعد الذكر عن ظلم المرأة وأن يعرف أن أصلهم من نفس واحدة وأن للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون.
{فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً} أليس هؤلاء كلهم نساء؟ {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ} أبويه: أمه وأبوه، {مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً}، سبحانه وتعالى.
لاحظ هنا التأكيد على مسألة: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} تكررت في كل تفصيل المواريث: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ}، {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} عندما تتكرر معناه: أن القضية هامة جداً، أن لا تقسم التركة، أن لا تقسم على الورثة إلا بعد إخراج الوصية والدين، من بعد إخراج الوصية والدين فلا يحصل حتى ما قد هو مألوف عند الكثير من الناس: تقسيم الدين على الورثة، توزيعه على الورثة في الأخير يتقسمونه [أنت عليك كذا وفلان عليه كذا والآخر عليه كذا]، قد تحصل مماطلة من بعض الورثة يكون في الأخير ضياع لحقوق آخرين، أن يكونوا مثلا تجملوا في هذا الإنسان ودينوه وأسلفوه ثم تضيع حقوقهم عن طريق بعض الورثة! يبقى حقوق الآخرين ثابتة وتعطى أولوية وتقدم على قسمتها على الوارثين {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ}، {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}، وهكذا.
فمراعاة الأشياء هذه تعتبر قضية هامة أعني: محاولة المخالفة فيها وعلى أساس أن كل واحد سوف يلتزم يسلِّم وأن همك وأنت تقسم بأنه الدين سيتكفلون به وكل واحد يتفق هو مع نفسه! بهذه الطريقة، لا؛ لأنه قد يحصل من ورائها ضياع لحقوق الآخرين، وتبقى ذمة الميت متحمل للدين.
{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ}(النساء: من الآية12)، ما قد هذه ثالث واحدة؟ ثالث كلمة.
{وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ}(النساء: من الآية12)، أربع مرات يكررها معنى هذا: أنه يجب على الناس أن يلتزموا فعلا، أن يعطوا الدَين والوصية الأولوية على تقسيم الميراث، وأن لا يوزع الدين على الورثة وكل واحد سيتحمل نصيبه على الإطلاق.
القضية هذه أيضا مما يحاول أن يثيرها أعداء الإسلام: أنه لماذا لم يكن للمرأة إلا كنصف ما للرجل؟. لكن هذه من ناحية العدل والقسط على أساس تركيبة المجتمع وعلى أساس دور الرجل والمرأة هذا هو العدل وهذا هو القسط؛ والعدل والقسط ينظر له ليس على أساس أنهم قد جعلوهم جنسا، وجنسا، جعلوهم عالما، وعالما. القسط والعدل بين الناس يكون على أساس رؤية عامة وإعطاء اعتبارات متعددة فيما يتعلق بدور الذكر ودور الأنثى في الحياة أنه ماذا؟ يعتبر قسطا يعتبر عدلا هذا.
إذاً هنا قائمة بالنسبة للورثة، ألم يذكر قائمة بأصناف الورثة؟ لا أدري إذا ما يزال هناك آية أخرى تتحدث عن وارثين آخرين ما أذكر، هذه هي الآية التي تضمنت أصناف الوارثين هل يوجد آية أخرى؟ في آخر [سورة النساء] في الكلالة حول الكلالة. ثم ترى من بعد كم حصل من إختلاف من وراء الآية هذه، مما وراء من ذكروا! كيف يقول الإنسان؟ يقول الإنسان بأنه كان هناك تقصير؟ تقصير في التبيين! وما يزال هناك أطراف أخرى مستحقة أنصبة ثابتة ومفروضة ولم يذكرها؟ وعندما لم يذكرها هل تركها للإختلافات وتركها للرؤى المتعددة؟ لا يصح هذا أن نقول: إنه بقي أيضا! ما يزال هناك ناس آخرون ما ذكرهم فتكون القضية متروكة للرؤى والإجتهادات؟ ليست بهذا الشكل، بل يظهر هنا أنه يوجد من المال نفسه لم يذكر بعضه هنا.
جاءت اختلافات كثيرة حول: الجد والجدة، والعصبات وإعطاء أولوية للعصبات وحول الإسقاط، والحجب، والعول والأشياء هذه اختلاف كثير حصل في موضوع المواريث من أكثر ما حصل فيها اختلاف موضوع المواريث.
إذاً بالتأكيد أن المسألة ليس معناه: أن هناك تقصيراً، وأنه بقي آخرون وترك موضوعهم للإجتهادات والرؤى والقياسات وأشياء من هذه أبداً.
الآية واضحة، وإنما الموضوع بشكل عام ما يزال للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) دخل فيه ثم تصرفاته في نفس الموضوع تصرفاته هو ولهذا في بعض الروايات عن الإمام علي أنه قال بالنسبة للجد: ((إنما رضخ له رضيخة أو أعطاه عطية)) أثناء الاختلافات في موضوع الجد وأشياء من هذه، معناه: الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن يقوم مقامه موضوع أو ما وراء هذه متروكة لهم.
ولأنها قضية قد يكون بعضها مثلا قد لا يكون له إيجابية أن يكون هناك، تعطى – مثل ما يسمى – حكماً ثابتاً على طول، يكون هناك ما يزال لمن يقوم مقام الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) مجال فيه في توزيع بقية المال داخل محيط المتوفى داخل محيطه من بعد هؤلاء.
ولهذا تصبح المسألة في الأخير: أن يكون هناك مذاهب متعددة ومختلفة فيما يتعلق بتوزيع المال تبقى إشكالية. الإثنا عشرية عندهم فقه آخر فيما يتعلق بالمواريث، اختلاف أيضا فيما بين السنية وفيما بين الزيدية وما بين السنية والإثنا عشرية اختلاف في موضوع الوارثين بشكل كبير! لو تركت المسألة على أصلها معنى هذا لا يحصل اختلاف لا يحصل اختلاف، هم يختلفون في المسألة كأحكام فقهية لا يكون الاختلاف على أساس اعتبارات.
لأنه لاحظ داخل دائرة القرابة بالنسبة للمجتمعات وداخل مثلما تقول الإلتزامات داخل الأسرة الواحد قد تكون مختلفة في بعض الأزمنة مختلفة في بعض المجتمعات يكون هناك مجال؛ لأن الموضوع الذي يحكم المسألة موضوع ماذا؟ القسط من بداية الآيات هناك يقول: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ}(آل عمران: من الآية18)، قائما بالقسط، أحيانا قد يكون إعطاء مسألة معينة حكما ثابتا على طول وهي تراها مما لم يقدم لها حكم، لم يقدم لها حكم على نفس الطريقة من منظار فقهي دون إعطاء اعتبارات أخرى واقعية باعتبار وضعية المجتمع باعتبار تركيبة المجتمع أشياء كثيرة في الأخير، يكون أحيانا متنافياً مع القسط يطلع متنافياً مع القسط.
موضوع الكلالة أيضاً: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً}(النساء: من الآية12)، يقولون: الكلالة: الذي ليس له والد ولا ولد يعني منقطع بالنسبة لقرابته القريبة قرابته مثلما تقول من داخل أسرته من داخل عصبته ولهذا لا يعدون الأخوة من الأم وكأنهم ماذا؟ يتنافون مع إطلاق اسم الكلالة عليهم، أليس الأخوة من الأم يعتبرون قرابة؟ باعتبار القرابة يعتبرون قرابة؛ لأنه قد يكون الأخوة من الأم على رجل آخر من أسرة أخرى لذلك يقول: لا والد له ولا ولد.
{وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ}(النساء: من الآية12)، هؤلاء الأخوة من الأم، الأخوة من الأم فعلاً {فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ}(النساء: من الآية12)، إذاً هنا ألم يبق ثلثان في المال؟ على أساس كلالة؟ {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}(النساء: من الآية13) هذا يعود إلى الكل من بداية {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}(النساء: من الآية1) كل التوجيهات هذه وكل الأحكام هذه تعتبر حدوداً لا تتجاوز {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}(النساء: من الآية13) إذاً هل هنا يوجد رأي لرسوله هنا فيما ذكر؟ التحديد ألم يأت من جهة الله، يوصيكم الله؟ وفي آخر الآية يذكر رسوله، والحدود هنا تتناول هذا الموضوع، أليس هذا يعني: أنه بقي لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) دور في باقي دائرة الورثة وبقية المال وأشياء من هذه؟ على أساس القسط، والقسط تكون اعتباراته أحيانا متعددة تكون الوضعيات مختلفة تكون المجتمعات مختلفة، أشياء كثيرة.
أحياناً قد تجد – مثلا – رجلا ومعه أموال ومعه ابنته تقوم بشئونه ابنته أو قريبة له أخرى ومعه هناك ابن عم لا يبالي به ولا يحسب له حساب ومنتظر متى سيموت ومات وقد هذا عجََّال، عجََّال على أنه يسير لأنه قد صار محسوبا من الورثة: عصبة، قد قام الفقهاء يحسبونها من زمان على أساس أنه قد ذكر قربى، نعم هو يذكر قربى أو الأقربين لكن هناك مجال معين لمن يعرف القسط لمن يعرف العدل لا أن تحسم هكذا من أول شيء وفي الأخير لا تدري وتلك التي كانت قائمة بشئونه قد يكون لها في الأكثر – وأيضا تظلم – قد يكون لها في الأكثر كمثل ذلك الذي كان لا يبالي به ولا يحسب له حساب ولا يهتم به وعجال يموت.
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ألم يذكر رسوله؟ {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}، لأنه معلوم أن كل ما يبدو أنه ما يزال هناك مجال لأنه من فضول الفقهاء يلاحظ ما يزال هناك! قال هناك الأقربين إذاً ما يزال هناك قرابة لم يذكرهم يحاول يقدمهم منهم! حتى يحسم الموضوع من أول يوم بالنسبة لهم! مال هناك لم يذكر، نفس الشيء يحاول يحسم الموضوع فيه من أول يوم! ويختلفون فيما بينهم على أساس القياسات كل واحد يقيس على اعتبارات معينة باعتبار القرب.. طلع اختلاف في الأمة!.
إن القضية هذه ليست متروكة للناس بالشكل هذا، إن القضية هكذا: الله سبحانه وتعالى ورسوله وهذا كتابه ورسوله، من بعد رسوله القائم مقام رسوله، ليست قضية دعاوى، الوارث فعلا لكتاب الله الذي يعرف كيف يقيم القسط، والقسط موضوع له علاقة بالمال له علاقة بموضوع المال له علاقة.. أعني: اعتباراته متعددة اعتباراته متنوعة مختلفة؛ ولهذا أحيانا ترى بأنه يعطى أشخاص شيئا من المال وهو لا يستحق أن تعطيه ولا ريالا واحدا، فعلا بعضهم لا يستحق أن يعطى شيئا منه ولا هو مذكور هنا إنما دخلوه هم الفقهاء من زمان على أساس حسم الموضوع وفي الأخير ترى لا يوجد قسط في الموضوع لا يظهر فيه قسط عندما يقال: القسط، لأن القسط هو العنوان العام، هناك آيات محكمات هي أساس لإعطاء نظرة قسط وأساس لأن يبقى القرآن يسع الحياة هذه كلها على أساس القسط.
الله أليس هو الذي يخلق الأقارب هو؟ أليس من الممكن أن يعمل قائمة هنا مثلما عملوها؟ أعني: ما ذكروه ما أضافوه تقريبا مثل هذه القائمة أو أكثر ما أضافوه هم من أسماء أخرى وحسموها نهائيا! لأن معنى حدود: أنه أثبت حداً هذه قضية {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ}(النساء: من الآية7) وذكر قائمة وهو يعلم أليس هو يعلم سبحانه وتعالى؟ أو يقولون: [أنه ما قرأ الفرائض!] هو الذي خلق بقية الناس الذين هم في الأخير يدخلونهم بأحكام مبتوتة من البداية واختلفوا فيهم.
لهذا الإمام علي استنكر في موضوع الفتوى عندما قال بعبارة: ((أم أنزل الله دينا ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه))، هناك لاحظ من ذكر في الموضوع هذا من؟ من ذكرهم أعني بالتحديد؟ أليسوا أقرب القرابة؟ أقرب القرابة الذين عادة لديهم عاطفة بالنسبة للمتوفى هذه قضية ثابتة، قضية ثابتة هذه أعني: من ذكر هنا؟ ذكر أبناء وذكر أبوين وذكر الزوجين، الآباء والأبناء والأزواج والأخوة.
أطراف أخرى أحيانا قد لا يكون عندها العاطفة هذه بل قد يحاول بأي طريقة أنك تتوفى ألم تحصل هذه في بني إسرائيل؟ هؤلاء الذين لهم أنصبة مفروضة واضحة من البعيد بالنسبة لأحد منهم أن يحاول أن ماذا؟ أن يدبر ذلك وخاصة إذا كان يرى أن معه أموالا كثيرة يحاول يدبره يموت بتسميم أو بأي طريقة أليست مستبعدة داخل القائمة هذه؟ مستبعدة؛ لأن هذه قد تشكل خطورة وقد تكون داخل مثلما تقول عندما يكون هناك أشخاص لديهم أموال كثيرة معك أموال كثيرة وليس معك ورثة من هذا النوع مثلا ومعك ابن عم أو معك ورثة لكن ما يزال بالشكل الذي وفق الترتيبات الفقهية ما يزال ابن العم هناك يعتبر وارثا، أحيانا ما هو قد يدفعه بأنه يدبر حالك وقد حصلت هذه في بني إسرائيل.
لكن إذا كانت القضية عائمة هو لا يدري هل سيقضي له بشيء أو لا يقضي له بشيء هكذا موكولة إلى القائم مقام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ليس القائم هنا مقام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يعني: سلطة تنفيذية يأتي أي واحد يدعي أنه قائم مقامه، لا، من يعرف كتاب الله من يعرف عباد الله وكتابه ويعرف مقاصد هذا التشريع. فهو لا يدري هل سيقضي له بشيء أو لا يقضي له بشيء. عندما يكون رأس مالك خمسون مليون دولار وابن عمك هناك معه أو واحد هناك بعيد وليس معه شيء ما هو قد يحاول بأي طريقة بل قد تحصل هذه من أجل يموت بسرعة حتى لا يموت وما قد جاء له عندما يرى أنه قد يكون له عندما تموت قد يحصل له خمسة وعشرون مليون دولار أليست هذه حالة خطيرة؟. لكن قضية عائمة لا يدري هل قد يقضى له أو ما يقضى له بشيء لا تشكل هذه خطورة قد يحصل له وقد لا يحصل له.
يرى واحد أناسا هم أحيانا لا يهتمون بذلك الشخص يمرض ويلاقي مشاكل كبيرة لا يهتم به بعضهم ولا يسافر به، عجال يريد أنه يموت إلى أن يموت وجاؤا يقدمون لك قائمة فتوى قد هم متقصين على كل حاجة يقاصون حتى على الفراش حتى على الأشياء التي لا ينبغي أن أحدا يأخذها نهائيا يقاصي عليها في الأخير يظهر بعد!.
لأجل لا يحصل إهمال لأن القائمة التي ذكرت هنا من النوعية التي عادة لا يحصل من جانبهم إهمال لا يحصل من جانبهم ماذا؟ يعجبه إذا قد أنت مريض عسى أنك ستموت وقد هو يحسب كم سيلحقه من بعدك وأشياء من هذه من القائمة هذه لا تحصل فالله هو حكيم سبحانه وتعالى وهو رحيم بعباده هل يمكن يفرض في مالك فرضا ثابتا على طول على حسب ما قدمه الفقهاء فيصبح هذا بالشكل الذي يشكل خطورة عليك أنت وعلى وارثين آخرين؟ إذا رأى بأنه لو لم يكن معك ذلك الولد إنما فقط بنت سيحصل على كم ملايين فكأن ذلك الولد [بين عيونه] وبقاؤك يصبح وكأن يوم من حياتك خسارة عليه هل يحصل هذا في تشريع الله؟ هذه بعيدة.
غالباً عاطفة الأخوة، الأبوة، الزوجية، البنوة ما يحصل معها تفكير من هذا وأنه عادة المحيط الأقرب للإنسان وهم هؤلاء يفرض لهم من البداية فرضا ثابتا هم عادة محيط به وفي نفس الوقت ليس هناك مظنة والله هو يعلم بالناس ما هناك مظنة أن يحصل بالنسبة للدائرة هذه حتى لا يصبح مالك شراً عليك، أليس هو هناك يهدد آخرين لماذا لا يعطون حقوقا لآخرين؟ هل يمكن أن يجعل مالك نفسه بالشكل الذي يهدد حياتك بكلها أو يهدد حياة ابنك الوحيد عندما يكون معك ابن وبنت ومعك واحد هناك من ضمن القرابة لكن بعيد – لأن الله يعلم بعباده ويعلم بجشع الكثير منهم في المال – فهو يرى بأنه ما دام ذلك الولد فإنه لن يلحق له شيئا، هذه حالة خطيرة هذه، أليست خطيرة؟ أنه ما دام الولد فهو ساقط لن يلحق له شيئا، لكن إذا ما هناك إلا بنت فسيلحق له، فيكون قد أصبح النصيب الذي قد جعلوه مفروضاً له وثابتاً يشكل خطورة عليك وعلى إبنك.
الله يقول في المال: {الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَماً}(النساء: من الآية5) ماذا معنى قِيَماً؟ تقوم به حياتكم أليست تقوم به حياتكم؟ هل يمكن أن يجعل المال ويفرض فيه فروضا بالشكل الذي تهدد حياتك؟ لأنه حكيم {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَماً}(النساء: من الآية5) لأنه قوام حياة الإنسان المال يحتاج إليه، أليس الإنسان يحتاج يعيش؟ يحتاج وكل حاجاته مرتبطة بأمواله وهي قوام حياته.
الفقهاء يطلعون في الأخير – مثلما نقول – مشطبين تشطيبات ويجمِّعون وكأنه نسي أشياء وترك أشياء تركها للآخرين، للمشرعين كل واحد من عنده، واختلافات فيما بينهم وأشياء رهيبة.
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}(النساء: من الآية13) هنا {يُدْخِلْهُ} أفضل من قراءة: {ندخله} الموضع هذا بالذات قراءة: {يُدْخِلْهُ} أنسب فعلا وهي أيضا قراءة ثابتة {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}(النساء:14).
إذاً قد لا يبعد أن يعتبر من التعدي لحدود الله: أن ينطلق الآخرون هم ويقدمون إضافات، أليسوا هم هنا حصل من جانبهم تعدي وتجاوزات، يقدمون إضافات ثابتة على طول، وفي كل الوضعيات، ولكل المجتمعات ولكل القرون، فقد تكون من التعدي لحدود الله، ألم يسمها حدوداً؟ حددها أليست الإضافات من عند هذا وإضافات من عند ذلك معناها وكأنه ماذا؟ يضيف إلى أشياء يعتبر تجاوزاً؟ لو أضاف أحد في الصلاة ركعة واحدة ألا يعتبر أنه تعدى لحدود الله؟ مثلا عندما تكون أربع ركعات، جعلها أربع ركعات، يأتي واحد يضيف ركعة أو ركعتين يفرضها على الناس أليس سيعتبر متعديا لحدوده؟.
ولأنها قضية هامة، القضايا هذه كلها ما ذكره من البداية هامة باعتبار قد يحصل فيها ظلم، وهامة قد يأتي من خلال التقصير فيها منفذ للأعداء في محاربة الدين، وتشويه الدين، يأتي بهذا الوعيد الشديد إضافة إلى الوعد بالجنة لمن يلتزم بحدود الله.
إذاً آية المواريث هذه لا تسمى أنها قد هي ناسخة لآية: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}(البقرة: من الآية180) لا تعتبر ناسخة، القرآن هو كتاب للحياة ولوضعيات متعددة ووضعيات لأمم مختلفة، تلاحظ بأنه وضعية العرب نفوسهم ألم تجتز مرحلة أعني: بعد بعثة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) مرحلة لم يتناول فيها قضية توزيع المال؟ مرحلة كم سنين ما تناول فيها موضوع توزيع المال، – لا يعني ماذا؟ بأنه مقر لتلك الحالة القائمة لديهم – ثم يأتي بطريقة يقربهم إلى ماذا؟ إلى أن تكون نفوسهم تقبل أن يعطوا آخرين من المال، ثم يأتي ويحدد أنصبة معينة، أليست هذه تراها مراحل؟ مرحلة لم يتناول فيها الموضوع نهائياً، هذه [سورة النساء] من السور المدنية هم يعتبرونها من السور المدنية مرحلة من بعد بعثة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ونزول القرآن لم يتناول فيها موضوع الميراث، ثم تناول على ذلك النحو، ثم تناول على هذا النحو.
إذاً هذا التشريع ألم يقم على مراعاة وضعية معينة لمجتمع واحد؟ وعندما يقول الله بأن هذا الدين للعالمين وترى عالمين آخرين ترى مجتمعات أخرى لها وضعيات أخرى تركيبتها الإجتماعية أخرى التزاماتها أخرى، وتأتي من أول يوم لا تعطي أيّ مراعاة للموضوع في المسيرة العملية، المسيرة العملية ليست قضية فتاوى، المسيرة العملية معنى هذا ماذا؟ أن القرآن وكأنه لا يصلح للعالمين، تشكل عوائق أنت، هو للعالمين وعندما يقول الله بأنه للعالمين ودينه للناس جميعا، أنه أيضا لا يجعله بالشكل الذي يكون فيه عوائق من البداية تحول دون أن يتقبل مجتمع من المجتمعات لهذا الدين، فالذي راعى وضعية عرب ما يزال قائما وقابلا لأن تراعى في المسيرة العملية وضعية أمم أخرى، حتى تنتقل بها إلى النقلة الأخيرة وهي ماذا؟ أشياء ثابتة في محيط معين وأشياء تبقى عائمة.
إذاً فهذا التشريع هو بالشكل الذي يقوم على المراعاة لوضعية معينة لكل المجتمعات، كيف يتعامل معها لأنه هكذا رأيناه تعامل مع العرب مع مجتمع صغير من البداية هكذا حتى أوصلهم إلى هذه النقلة.
الآية الأخرى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً وَالَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَحِيماً}(النساء:16)، وهذه قالوا: منسوخة!! عند البعض وإلا فالبعض يقول: إنها ليست منسوخة هي ما تزال تعني جريمة معينة بخلاف ما يحصل من الرجل مع المرأة، هذه تعني: شيئا آخر، وقالوا بأنه بعيد أن يقول: {أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} ويكون السبيل هو الجلد أو الرجم؛ لأن هذا لا يسمى سبيلا هذا نفسه لا يسمى سبيلا عندما قالوا:[قد جعل الله لهن سبيلا…] في حديث: ((فالمحصن كذا، والبكر كذا..)) يعني: جلد أو رجم. لا، هذه تعني: جريمة أخرى وتلك جريمة ثانية: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا..}(النور:2) إلى آخر الآية.
{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}(النساء:17) هنا التأكيد على: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}؛ لأن المعصية يكون لها أثر سيء في حياة الناس في حياة الإنسان هو وفي حياة المجتمع، المعصية يكون لها أثر سيء أن يكون الإنسان سريع التوبة، بمعنى أنه يكون عازما على أنه لا يعد يمارس المعصية التي ارتكبها كيفما كانت سواء كانت تتعلق بمواريث أو أشياء أخرى هذا معناه توجيه: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}، {فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ}(النساء: من الآية18) لهذا؛ لأن المعصية لا يزال لها أثر سيء بالنسبة لك، نفسيتك وبالنسبة للمجتمع، ليست فقط قضية فيما بينك وبين الله، المطلوب من البداية بأنك تقلع عن المعصية هذه وترجع إلى الله وتتوب إليه تحافظ على طهارة نفسك وتنسف أثر المعصية التي لها آثار كبيرة في المجتمع.
{وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}(النساء: من الآية18) أيضاً في موضوع النساء من جديد فيما يبدو أنه كان سائدا في ذلك العصر قالوا: كان إذا مات الرجل وعنده نساء متزوج بنساء كثير يأتي من يرث من ورثته يرث امرأة أبيه ميراثا هكذا، كأي شيء من أثاث البيت، أو كأي شيء من الموروثات الأخرى غصباً عنها.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً}(النساء: من الآية19) كَرهَا: ليست قيداً، يبدو ليس قيداً؛ لأن بعض الأشياء هي تذكر حالة سائدة، أو حالة تكون غالبة في المجتمع فتكون تشنيعاً للقضية ما تقدم بشكل قيد، فتكون الآية في هذا الموضوع: أن معناه الذي كان يحصل عند العرب أنه كان يرث زوجة أبيه أو ربما زوجة أحد من أقاربه هكذا مع الميراث.
{وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ}(النساء: من الآية19) هذا توجيه عام بالنسبة لميراث الزوجة، لا يجوز أن يرث المرأة كأي شيء من الموروثات الأخرى والعضل معناه: المنع، {لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}(النساء: من الآية19)، أي فالآية تتناول موضوع المرأة بشكل عام في أنه لا تكونوا على هذا النحو: ترثوا النساء كرها، فيما يتعلق أيضاً بقضية المرأة كزوجة؛ لأن العضل هنا كأنه منعها عن شيء حتى يضطرها إلى أن يذهب {بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} أما أن قد يكون مثلاً المهر عندما مثلا يطلقها، ثم عندما يقرب أجل انتهاء العدة يتراجعها، أليس هنا كأنه يوقفها عن أن تسرَّح سراحا جميلاً، حتى يضطرها إلى أن تفتدي نفسها، العضل يعتبرونه بشكل عام هو المنع، فيأتي أحيانا أن تمنع قريبتك أن لا تتزوج زوجها الأول الذي طلقها وانتهت العدة، أن لا ترجع له أو أن ترجع إليه في العدة.
{إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} يفسرون الفاحشة هنا بمعنى ماذا؟ النشوز، يفسرون أن معناها: النشوز! الله أعلم، المهم في الآية هذه أنه لا يحصل ظلم للمرأة حتى تضطر أن تفتدي نفسها، تفتدي نفسها بشيء من مالها مثلا قد يكون هو مهرها، قد يكون شيء آخر مما قد آتاها الرجل.
{فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}(النساء: من الآية19) لا أدري من أين جاء تسمية النشوز بفاحشة، أن يسمى فاحشة؛ لأنه حتى عند العرب قضية الفاحشة معناها: المنكر الممقوت الذي يعتبر بشع مثلما كانوا يسمون الزنا يعتبر عندهم فاحشة، الزنا فاحشة؛ لأنه ذكر في آية أخرى موضوع النشوز: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}(النساء: من الآية34).
الله أعلم بمعناها الآية هذه هل يمكن يقال: الفاحشة بأن المرأة فيما لو ارتكبت جريمة فهنا لا يبقيها الرجل وليأخذ ما قد أعطاها، مهرها، يطلقها ولو كان الطلاق بأنه يأخذ عوضاً عليه المهر وقد يكون في هذا نوع من العقوبة للمرأة وبالنسبة للرجل ما يكون خسر المرأة وما قدمه، في قضية من عندها هي، وقضية فضيعة تستدعي أن يسرحها ولو بدون شيء. كلمة: {فَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} تأتي في مقامات كثيرة وتبدو أنها جريمة الزنا؛ لأنهم يروون المرأة التي جاءت إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وقالت إنها قد كرهت زوجها عندما قالت: أنها تكره الكفر في الإسلام فقال: هل أنت مستعدة أن تردي عليه حديقته؟ قالت: مستعدة. لم يعتبرها أنها ارتكبت فاحشة، وهذا نشوز، أليس هذا يعتبر نشوزاً؟ على حسب اصطلاحات الفقهاء تعتبر نشوزاً، لم يعتبر أنها ارتكبت فاحشة، هي قالت: إنها لم تعد تريده نهائياً [لا أنا ولا ثابت] قالت، لا تستطيع أن يجمعهم فراش واحد.
{وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً}(النساء: من الآية20)، القضية عندك فقط أنك تريد أن تبدلها فتحاول أنك تطلقها لأجل يأتي لك مرجوع من أجل تتزوج بفلانة، هذه الطريقة غير مقبولة {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً}(النساء:20). لو قد أعطيتها قنطاراً من الذهب قالوا: إن القنطار يطلق على قنطار من الذهب في الغالب، {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً}(النساء:21)، متى يحصل الميثاق المغلظ هذا؟ هل أنه يأتي عهد فيما بين الرجل والمرأة؟ لا، لكن يبدو نفس العقد القائم فيما بين الرجل والمرأة عقد النكاح أنه عبارة عن ميثاق أن يكون هناك معاشرة بالمعروف وتعامل بالمعروف؛ لأن قضية المعروف تراها أثناء المعاشرة ومع الطلاق وبعد الطلاق.
أيضاً وقد يكون عملياً أن تكون المرأة كما قال الله هنا: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} تسلِّم نفسها لزوجها، تبذل نفسها لزوجها أليس هذا يعني: لا يعد يصح فكأنه عمليا كما لو كان ميثاقا؛ لأنه لاحظ أنه في آيات أخرى أنه اعتبره ميثاقا من جانب المؤمنين عندما تكون وضعيتهم أنهم قد قبلوا حتى لو لم يقولوا: سمعنا وأطعنا، هل أحد يتذكر أن يقول: سمعنا وأطعنا حتى يكون هناك ميثاق عليه من الله {وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}(المائدة: من الآية7) واقعك، قبولك لهذا الشيء قد صار يعتبر موثقاً، لا يوجد أشياء أخرى غير العقد، هل هناك في النكاح إجراءات غير العقد؟ لا يوجد شيء لكن العقد بما يترتب عليه هو كميثاق، أن تكون المرأة نفسها، بذلها لنفسها لزوجها أشبه شيء بالميثاق ولهذا قال: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} تبقى معك كم سنين على هذا النحو: وقد أفضى بعضكم إلى بعض ثم تقول: تريد تطلقها، قد أنت تريد تبدلها [هاتوا آخر ريال دفعت!] هنا: {أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً}.
ولاحظ على الرغم من فضاعة القضية هذه هي تبدو شبه سائدة عند أكثر الناس، يطلق لكن يريد حقه [يدفعون لي حقي وأنا أطلق] أليس هكذا بعضهم يقول؟ وقد مكثت معه كم سنين، وقد معه عليها أولاد، وقد أفضى بعضهم إلى بعض وأخذن منهم ميثاقا غليظا، وقد تكون هي المظلومة وما يزال يقول: [يدفعون لي حقي وأنا أطلق] وأيضا يعتبر نفسه بهذا منصفاً أنه غير متعنت، منصف وحقاني!! [أعطوني حقي وسأطلق مثلما دخلنا نخرج]!!.
لهذا عندما يكون الناس في مجتمع لا يرضون أبداً؛ لأن بعض الناس يقبل أيّ وعظ إلا وعظ يتنازل فيه عن فلوس، مال لا يقبلون هذه، وعِّظ بكل ما تريد إلا قضية مال، كثير من الناس، من واجب الرجل هو – لا بأس إذا كان الولي هو نفسه يأخذ المبلغ إلحقه منه ولو تريد تخلس ظهره – لكن المرأة ينبغي أنك تعطيها مبلغاً من عندك عند الطلاق على الأقل، إذا أنت لن تعطيها مبلغا وهي ما زالت في بيتك، فعندما تطلقها أعطها مبلغا لا تكون أنت لا تعطيها شيء، ووليها أخذ المهر، فهنا عندما يكون الذي يأخذ منك هو الولي، الولي نفسه لا يسلمه للمرأة إلحقه منه، لكن أنت يجب أن تسلم للمرأة، تعطيها مهراً، وإذا كانت القضية على هذا النحو: المرأة هي التي يسلم إليها المهر فلو كان قنطاراً – كما قال الله – لا ينبغي لواحد أن يلحقه أبداً.
أعني: ما معنى هذا بأنه التعامل على هذا الأساس مع الأولياء الذين يأخذون المهور ويأكلونها، في الأخير يقول: لا تلحق منه شيئا؛ لأنه هم لا يسلمونها للنساء في الغالب، هم لا يعطون النساء شيئا، يمكن لواحد مثلا أنه يأخذ المبلغ من الولي الذي قد هو معروف، معروف أنهم لا يعطون النساء، أما أن يكون معروفا أن الولي يستلمه ويعطيه للمرأة أو يشتري به ذهب لها كمهر لها، فيعتبر هذا أنه قد صار لها، لاحظ كيف قال في الآية: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً}(النساء: من الآية20)، آتيتم إحداهن معناه للمرأة بأن يسلَّم للمرأة {فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً}(النساء: من الآية20)، إذا كان الولي لا يعطي المرأة شيئا الحقه منه، لكن وأعط المرأة أنت، حتى عندما تطلقها إذا أنت لن تعطيها وهي في بيتك يعطيها واحد من عنده، عندما يعرف بأن الولي لا يعطيها فالأنسب أنه هو يعطي لها مهراً يعني: لو عادها في بيته أن الإنسان يعطيها ولو ما زالت في بيته أما أن تنتهي المسألة على هذا النحو: الولي الذي أكل المهر لم يعطها شيئا، وهو لم يعطها شيئا نهائيا، معناه طلقها ولم يحصل لها شيء بعد هذا: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً}.
{وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ}(النساء: من الآية22) الماضي بالنسبة لما كانوا في الجاهلية عليه أي ما كان منكم في الماضي وإلا فقالوا فعلا: أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قام بإجراءات معينة عمليات فصل لبعض هذا بالنسبة للنساء {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً}(النساء: من الآية22).
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ}(النساء: من الآية23) وهذه قائمة جديدة بالنسبة للمحرمات في النكاح {وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ}(النساء: من الآية23) هذه إبنة زوجتك من رجل آخر تسمى: ربيبة {اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ}(النساء: من الآية23)، هذه زوجة الابن من أصلابكم قالوا: استثناء لما كان معروفا عند العرب كانوا يسمون الموالي أبناء موضوع التبني: فلان ابن فلان وهو ليس ابنه إنما فقط غلامه، يعتبرونه وكأنه إبن، أبنائكم الحقيقيين، عندما يطلق ابنك امرأته ابنك من صلبك لا يجوز لك أن تتزوجها.
لاحظ قضية المحرمات هنا تشبه تماما قضية المال، مراعاة اعتبارات معينة، لو أنه يجوز للإنسان مثلا أنه يتزوج بامرأة ابنه بعدما يطلقها هنا قد يحصل حالات تعتبر شاقة، مثلا أن المرأة تعود من جديد إلى نفس البيت مع الأب وقد كانت مع الإبن أليست هذه تعتبر حالة غير طبيعية؟ {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ}(النساء: من الآية23)، الأختان عندما يكونان ضرتين قضية فيها صعوبة عليهما، تؤدي إلى حالة من قطيعة الرحم فيما بينهما {إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً}(النساء: من الآية23) فيما قد وقع منكم في الماضي عندما يقول: {إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} في الماضي قبل نزول هذه الآيات {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ}(النساء: من الآية24)، المزوجات من النساء {إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}(النساء: من الآية24)، يقولون: إلا ما يحصل على سبيل السبي من نساء كافرين، أو نساء كافرين يلحقن بالمؤمنين مثلما ذكر في آيات من [سورة الممتحنة] يجوز لهم أن يتزوجوا بهن.
{كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}(النساء: من الآية24)، أي: هذا الذي كتبه الله {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ}(النساء: من الآية24) لاحظ عبارة: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} ألم يحصل حتى بعد القائمة هذه عملية ملحقات، لحق لحق؟ أيضاً حصل بعدها ملاحيق كثيرة {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} إذا ما يزال هناك تساؤلات معناه: القضية على المسيرة الدينية مثلما قلنا سابقا تكون القضية كلها على المسيرة الدينية في دين الله {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}(النساء: من الآية24) ولأن في بعض التعبيرات داخل الآية هذه يعتبرونها تشمل المعني بها مثل كلمة: أم، قد تكون لأكثر من درجة مثلا أمهاتكم في ماذا؟ {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} أي: تشمل الجدات يقال لهن أمهات، أي تشمل بنصها الجدات، ما يقال بأنه لم يذكر الجدات هنا، بناتكم تشمل بنات الإبن وبنات البنت، تشملها، أعني لغة عند العرب في لغتهم.
{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}(النساء: من الآية25) هذه آية واحدة كلها من أولها إلى آخرها آية واحدة لأن بعض الطوائف يوقفون هنا عند: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} والسياق هو سياق النكاح؛ لأنه لاحظ فيما بعد عندما قال: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} يعني: الحرائر {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ} من الإماء تتزوج بأمة {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}، ألم يأت بكلمة: {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} مثلما قال سابقا: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} هذا على التأكيد فيما يتعلق بموضوع المهر مثلما قال سابقا: {أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ}(النساء:21) وقبلها يقول: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}(النساء: من الآية4) أي: تعرف بأنك عندما تعطيها المهر ما كأنها قضية هكذا… قال: افهم أنك تستمتع بها {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} يعني: مهورهن، والكلام كله في موضوع النكاح والنكاح السائد المعروف عند المسلمين هو هذا النكاح الذي نسميه نكاحا ثابتا، لو أن قضية المتعة قضية ثابتة لكانت مشتهرة في المجتمع في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن بعده لكانت مشتهرة في المجتمع فيما بين المسلمين ولم تكن فقط في حالة واحدة كما يذكر الإثنا عشرية، يقولون: بأنه قد ثبت تشريعها ولم يثبت نسخها! قلنا: إنه أحيانا تكون عملية التشريع تكون مقيدة في وقتها، ولولا أنها مقيدة بظرف معين ووضعية معينة في وقتها، وأنها تشريع ثابت وتشريع مطلق لكانت سائدة في المجتمع، ولما حصلت العبارات على هذا النحو: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} يعني: الحرائر المؤمنات، فلا مانع أنه من فتياتكم المؤمنات، أليس معناه النكاح الثابت؟ الذي يسمى: النكاح الدائم؟.
لاحظ كيف جاء العدول كتخفيف لأنه بعد يقول: إن الله يريد أن يخفف عنكم فيما إذا ما استطاع أن يتزوج من الحرائر؛ لأنها قضية هي الأولى لأن الله يقول في القرآن: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}(الإسراء: من الآية9) فعندما تتزوج بأمة هي مملوكة لشخص آخر هنا يقوم عليك أحكام معينة بالنسبة لأولادك فلا بأس أن تعدل إلى الأمة، ألم يكن سيذكر العدول إلى الاستمتاع المؤقت؟ الاستمتاع المؤقت الذي يمكن يكون مع حرائر أخرى أليس من الممكن أن يكون مع حرائر استمتاع مؤقت؟ على ما يقولون: المتعة عند الإثنا عشرية؟ لم يعدل إلى هذه إلى موضوع استمتاع مؤقت الذي كان يمكن أن يكون حاصلا مع حرائر، لا، {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}، أن يذكر كلمة أجر معناه المهر أعني: القضية هنا واضحة في النكاح تماما من عند {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} إذاً هم يعتبرون هذه؛ لأن تلك هي نفسها في سياق المحرمات نكاحهن، أليس هنا الموضوع موضوع نكاح هنا قال: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ}؛ لأن الإنسان إذا معه أمة له لو لم يستطع أن يتزوج بامرأة من الحرائر فيمكن له تسرِّي – كما يسمونه – يعني: يمكن أن يطأها وإذا جاء له أولاد عليها تعتبر مثلما يقولون: أم ولد لم يعد له أن يبيعها تتحرر بعدما يموت تصبح حرة ((أعتقها ولدها)) كما يقولون، هذه القضية مقدمة على أساس أن ما عندك أمة أنت، ولا عندك استطاعة أن تتزوج من حرائر، من امرأة حرة، فيمكن تتزوج بأمة يعني: الأمة هنا لواحد آخر عندما يقول: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} هم لا يقولون في المتعة أن تكون بإذن أهلهن مع الحرائر، هم لا يقولون هم أن المتعة تكون بإذن أهلها، فيما بينك وبينها، اتفق أنت وإياها على وقت معين، شهر، شهرين، أسبوع كمَّا أمكن وكل شيء بحقه في الشهر حقه أكثر من أسبوع! هنا يقول: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ}، الإماء نفوسهن وهي أمة {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ}(النساء: من الآية25) المطلوب من النكاح هو: الإحصان أن يتحصن الرجل وتتحصن المرأة.
{مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}(النساء: من الآية25) أخِلّاء، أو على ما يسميها الغربيون: عشيق أو عشيقة على ما قال هنا: {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} قالوا: كانت هذه حاصلة عند العرب في بعض القبل أو في بعض القرى، كان يحصل، يكون مع المرأة أيضاً عشيق آخر. إذاً فالزواج المطلوب منه أعني: من أهدافه ومن مقاصده: التحصين، التحصين أي: إعفافها عن الآخرين، فهنا تلاحظ أنه كان حركة الإماء في المجتمع تختلف عن حركة الحرائر، فقد يكون الإماء مثلا البعض أقرب إلى أن تكون مثلا معرضة لآخرين، هنا تلاحظ في موضوع الأمة أيضاً، كما تلاحظ بالنسبة للحرة أن تكون محصنة عفيفة، يلاحظ في موضوع الأمة أيضاً أن تكون عفيفة {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} هل المتعة يمكن أن يقال فيها إحصان على هذا النحو؟ أم أنها فتح الشهية لآخرين؟ أعني: أنت تستمتع بها شهراً وقد هي منتظر من بعد الشهر منتظر لزبون جديد وهكذا، وأنت كذلك منتظر لزبونة جديدة!.
هنا يقول: محصنات، محصنين، ألم يقل هكذا: محصنين؟ إحصان يعني: أن تكون أنت تحصنها وهي تتحصن بك ماذا يعني التحصين؟ يعني: إعفافها عن الآخرين: هذا زوجها، لا يحصل هذا في نفسية المرأة وعند الرجل إلا من خلال الزواج الثابت، هل بالإمكان أن تقول: محصنين مع عملية اتفاق أسبوع أو أسبوعين بينك وبينها؟ هل تسمى أنك محصن؟ لا، هي منتظر لواحد ثاني بعد الأسبوعين وعندما – كما يقولون -: تجلس طهراً واحداً يسمونها: [استبراء] بحيضة واحدة.
ثم الشيء الواضح بأنها لم تكن شائعة في المجتمع، لو أن النكاح قدم بشقيه: النكاح الثابت على هذا النحو، ونكاح آخر، نكاح المتعة – كما يقولون – لكان سائداً في المجتمع لكان سائداً في مجتمع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وفي المجتمع العربي.
يقولون: إن المسلمين عملوها في غزوة معينة مع سبي..! قد يكون مثلاً على طريقة أنه قسمهم؛ لأن ما كلمة: استمتعوا بمعنى: إعطاء – مثلما تقول – حكم شرعي، الذي يسمونه حكما شرعياً، أي تقديم نكاح جديد، قد يكون وزع المسبيات بينهم. أليس يمكن تقسيم السبي؟ الخلاصة في الموضوع ليس في الآية هذه دليل على ما يسمى: نكاح المتعة عند الاثنا عشرية، إنما محاولة تمحل التي يسمونها أو تعسف، أن يستوحوا منها، من قوله: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ} فما استمتعتم؛ لأن المتعة، كلمة متعة كلمة عربية تعني: الاستمتاع بالشيء، حتى الدنيا {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}(آل عمران: من الآية185)، كم كلمة متعة! وفي الحج متعة، أليس فيه متعة؟ {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ}(البقرة: من الآية196).
{فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}(النساء: من الآية25)، هذا بالنسبة لماذا؟ من فتياتكم المؤمنات، الإماء {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ}(النساء: من الآية25) أن يبقى بغير زوجة فاضطر إلى أن يتزوج بأمة هي لشخص آخر ما زالت في نفس الوقت أيضا تقوم بأعمال مع مالكها يعني: عند الضرورة، ويجب عند الضرورة أيضاً أن يراعي هذه: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ}(النساء: من الآية25)، إذاً أين موقع المتعة هنا؟ أليس هنا يوجه إلى حالة تعتبر حالة اضطرارية والصبر عنها أفضل؟ لو كانت المتعة ممكنة فما هناك صبر هنا لم يستطع أن يتزوج بإمرأة زواجا ثابتا ذهب يتمتع بأي امرأة، هنا يوجد {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} العدول عن نكاح الحرائر لكونك لا تستطيع طولا، أي: غنى، لست متمكناً، فتعدل إلى هذه، ولكن الصبر عن هذه عن أن تتزوج بأمة {خَيْرٌ لَكُمْ} ألم يكن هنا موقع المتعة لو هناك أساس لها؟ لكان هنا موقعها؛ لأن معناه ما هناك مكان لكلمة: {وَأَنْ تَصْبِرُوا} المتعة يعتبرونها أشبه شيء برخصة.
فعندما يكون مثلا امرأة لا تتمكن أن تتزوج بآخر فيجيزون أن تتمتع وتبقى على أولادها! أليست قضية هذه أعني ما هناك في الموضوع ما يسمى صبراً، هنا قدم في عملية النكاح ما يوحي بأنه نكاح ثابت الذي يحصل فيه إحصان، ثم إذا ما استطاع أن يتزوج بامرأة حرة، ليس المعنى امرأة صاحبة رأس مال أو مقام اجتماعي كبير أو أشياء من هذه، حرة من الحرائر، فليعدل إلى أمة {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ}، ألم يكن هذا محل أن يقول: فليتمتعوا بأخريات بحقه؟ كان هنا مكانها ولم يكن هنا توجيه، وتوجيه نكاح أيضاً أليس توجيه نكاح ثابت مع الإماء؟ عندما يقول: {وَأَنْ تَصْبِرُوا}، يعني: لا تتزوجون على هذه الطريقة {خَيْرٌ لَكُمْ} ولو أن تصوموا.
فهم يأخذون جزءاً من الآية: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}(النساء: من الآية24) على اعتبار أنهم يأخذون كلمة متعة وكأنها تعني مصطلحاً شرعياً! هذه مفردة لغوية تراها مع الزوجات تراها مع متاع الدنيا تراها في العمرة تراها في كل شيء يسمى استمتاعاً، وليست عبارة عن مصطلح شرعي لحكم معين، ليست عبارة عن مصطلح.
عبارة عن حالة يذكر الدنيا متاع والعمرة يتمتع بها إلى الحج. يأخذون ذلك المقطع فقط وهي آية واحدة، قال هناك: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ} آية واحدة ليست [العشارة] توقف الآية وقد هذه إجراءات ثانية جديدة وتلك إجراءات سابقة جديدة.
{وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(النساء:26) السنة التي شرعها لمن قبلنا وعلى أحسن طريقة، النكاح هو مما تناول الله تشريعه في كل الأمم الماضية، كما في الأمم الماضية، هل تلحظ يوجد هناك متعة؟ لا نسمع أن هناك متعة، ليست معروفة المتعة هذه، متعة النساء ليست معروفة أعتقد في الديانات السابقة بكلها، في الرسالات بكلها السابقة.
يوجد هنا تذكير للرجل بأن الذي يعطيه كمهر لها يعرف بأنه يتمتع بها يعني: أنه لم يرم بفلوسه من الطاقة على ما يقولون، يعرف إنما فرض على الرجل أن يقدمه مهرا للمرأة هناك سماه في البداية: {نِحلَةًً} والقرآن يراعي مشاعر الكل مشاعر الذكر والأنثى فأن يقدم المهر نحلة لا تعتبر المرأة وكأنه قيمتها، ثم كلمة: [أجر] هي لا تعني: استئجار من حق الاستئجار الذي يعني ماذا؟ مثلما تأتي بشخص يعمل لك عملا تعطيه أجره كلمة أجر تعني: الشيء المقابل، شيء مقابل شيء، أليس الله يذكر أجراً فيما يتعلق بالأعمال الصالحة عليها أجر يسميه؟ ليست كلمة أجر تعني: الاستئجار، ثم هنا تعرف أنت كرجل وإن أعطيت مبلغا قد ذكر هناك: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً}(النساء: من الآية20) ولو مبلغا كبيراً تتذكر أنت بأنك تستمتع بها {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}(النساء: من الآية24) هي بهذا الشكل يعني: معناها مهر، المهر يثبت عندما يحصل استمتاع وإلا فإذا حصل مهر مسمى ولم يحصل دخول ولا استمتاع فله حكم آخر أليس له حكم آخر؟ {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ}(البقرة: من الآية237) أي: كاعتبار للمرأة قد سميت لها شيئا ربما تكون أنت قد عزفت عن الزواج بها لأي اعتبار كان فالنصف اتركه لها أشبه شيء بالمتاع الذي ذكر.
{وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}(البقرة: من الآية241) هنا لزوم المهر، لزومه، يقدمه هنا بالشكل الكامل {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} أنه يعتبر فريضة وفريضة لماذا؟ لأنه يحصل دخول بالمرأة يحصل استمتاع بالمرأة يعتبر ثابتاً ليس فيه شك إعطاؤها المهر ولم يتحدث هنا عن نصف ولا شيء {أُجُورَهُنَّ} المهر إذا كان قد سمَّا مهرا ولم يأت دخول فعندما لا يحصل دخول بالمرأة ولا خلوه بالمرأة معناه ماذا؟ أنه لم يحصل استمتاع {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ}(البقرة: من الآية237).
الأصل أنه نفس الآية هذه لا أعتقد أن فيها دلالة على موضوع: المتعة التي يتحدث عنها الإمامية نهائياً، أول شيء أن كلمة استمتاع، وكلمة استمتعتم لا تعني: مصطلحاً تشريعياً، ليست مصطلحاً، هي كلمة عربية تعني: التمتع بالشيء، التمتع به، والإنسان مستمتع بزوجته دائما أليس هكذا؟ أعني: في النكاح الثابت أليس يقال: أن الإنسان مستمتع بزوجته، لغة تصدق على هذا، يسمى استمتاع بها مثلما تستمتع بأموالك تستمتع بأثاث بيتك {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ}(آل عمران: من الآية197) كلمة متاع استمتعتم مفردة لغوية معناها هذه: الاستفادة التي تحصل من الشيء، هم قدموها وكأنها مصطلح شرعي جديد تساوي كلمة: نكاح كمصطلح شرعي جديد، لكن لاحظ أنه جاء بكلمة: {فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} بعد قوله: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(النساء: من الآية25).
{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(النساء:26)، ثم لاحظ فيما يتعلق بموضوع الفطرة أن الله قال: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}(الروم: من الآية30) يقولون حتى في مجتمع الاثنا عشرية المرأة بشكل عام ما عندها قابلية للمتعة بهذه الطريقة، عندها قابلية أنها تستقر، نكاح، زواج ثابت، تستقر، لهذا المتعة لا تمارس إلا في ماذا؟ نساء معينات أما التوجه الرئيسي لدى المرأة فهو النكاح الثابت؛ لأن المرأة تعرف بأنها شبابها زهرة شبابها تحاول أنها ماذا؟ تمكن نفسها للمستقبل، تحافظ على نفسها، تحافظ على تحصين نفسها، تحاول تتزوج وما زالت في الفترة المقبول الزواج بها لتستقر، زواج تستقر به حياتها على طول، هذا الشيء الذي المرأة مفطورة عليه، هي تريد بيتاً تستقر فيه، هي تعرف أن تبقى في بيت أهلها لا تكون مقبولة دائما في بيت أهلها، لا تدري وتزوج أخوتها بنساء، ولا تدري وحصل أسرة غير الأسرة داخلها، فتكون هي تريد تستقر، وأولاد، وبيت، وزوج تتعامل معه طول حياتها، هذا الشيء الذي هو ملموس يقولون: عند النساء هناك في إيران وفي العراق وفي لبنان وفي المجتمع الاثنا عشري نفسه لا تأتي المتعة إلا حالات أخرى.
والقضية هذه يتعصبون لها بشكل كبير، أصبحت عندهم وكأنها أصل من أوصول الدين، المتعة. لكن لو فرضنا بأن القضية على ما قالوا: أن عمر قال: [متعتان كانتا على عهد رسول الله أنا أحرمهما وأعاقب عليهما: متعة النكاح ومتعة الحج] من يثبت لنا أنها كانت على عهد رسول الله؟ أليست ستكون سائدة وهناك أرامل، وهناك مهاجرون، لكانت سائدة على الأقل، لو لم تكن مشتهرة اشتهار النكاح الثابت، لكانت معروفة وليس فقط من لديه هذه لو هي قضية معروفة، أليس الزيدية نفوسهم هم من الشيعة، أليسوا من الشيعة؟ هل نقول: إنهم مشوا بعد عمر، أنهم حرموا المتعة لأجل عمر، إذا فرضنا أن الآخرين فقط من أجل عمر؟ لما كان الاثنا عشرية فقط هم المنفردون بالقول بإباحة المتعة وتشريعها كنكاح، لاحظ [حي على خير العمل] ألم يحذفها عمر؟ هل تركها الزيدية لأن عمر تركها؟ هل الزيدية مركزين على عمر، وعلى أن يسيروا بعد عمر؟ لا.
{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً}(النساء:27). فهذا هو ميدان لمن يتبعون الشهوات لإمالة الناس عن سنن الله عما سنه الله لعباده سواء من يحاول أن يمنع تعدد الزوجات، أليس هذا يؤدي إلى انتشار ظاهرة الخليلات والعشيقات والعشيقين وأشياء من هذه؟ مثلما هي موجودة لديهم، إضافة إلى أشياء أخرى. {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً}(النساء:28) هو يعلم بالإنسان يعلم بغرائزه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}(النساء:29)، أليس نفس التعبير: أموالكم، أنفسكم؛ ليترسخ في ذهنية الناس أنهم عبارة عن نفس واحدة، عن أمة واحدة، لا يوجد انفصال، لا يكون كل واحد يعتبر نفسه عالَما لوحده، أو المرأة تعتبر نفسها عالَما لوحدها، والرجل عالَما لوحده.
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً}(النساء:30). أنت تلحظ هنا أنه لا يوجد مكان للشفاعة لأهل الكبائر، أليس هو يذكر هنا قضية أكل الأموال بالباطل ويخاطب من؟ يخاطب المؤمنين أليس هو يخاطب المؤمنين في هذه؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ}(النساء: من الآية28- 31) وليس أن ترتكبوا كبائر ما تنهون عنه {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}(النساء: من الآية31) التي تحصل، اللمم، كما قال في آية أخرى: {إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}(النجم: من الآية32)، {نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً}(النساء: من الآية31) وهناك رتبوا: أن يدخلهم مدخلا كريما على ارتكاب الكبائر! عندما يقول لك: [وشفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] ما معنى هذا؟ أليس معناه يشفع لهم، يدخلون الجنة؟ أليس دخول الجنة يعتبر مدخلا كريما؟ رتبوه على ارتكاب {كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} هذا ليس معقولاً، مخالفة صريحة للقرآن، {إِنْ تَجْتَنِبُوا} وليس إن ترتكبوا {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً}.
{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}(النساء: من الآية32) لأنه يأتي بالنسبة للمال يوجد تفاضل قائم، وقد يكون ما حصل لكثير من الناس باعتبار كسبهم، فيكون كل واحد يتمنى ما لدى الآخر، أو يحاول أن يحصل على ما لدى الآخر {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}(النساء: من الآية32) عندما ترى امرأة تربي لها بقر وغنم ودجاج وأشياء من هذه، وجمَعت مالاً، الرجل كذلك يتجر أو يزرع، جمَع مالاً وأنت هناك تتمنى ما لدى هذا أو هذا باعتبار ماذا؟ أن ما لديك مثله! سواء من جانب الرجل بالنسبة للمرأة أو من جانب المرأة بالنسبة للرجل، أو داخل الذكر والأنثى، أعني: رجال يتمنون شيئا عند رجال، أو نساء يتمنين شيئا عند نساء.
{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}(النساء: من الآية32) لأنه هكذا في الغالب يكون ما يحصل عند الناس من تفاضل في الأموال معظمه يكون نتيجة كسب، معظمه كسب أعني: عمل لا يأتي الكسلان يتمنى ما عند ذلك الذي يعمل والله قد فتح الباب {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} وكل واحد يعمل.
{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}(النساء: من الآية33) هذه قد يكون فيما يتعلق بالمكاتبين عندما تعتق مملوكاً لك. {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}(النور: من الآية33) هذا في آية أخرى فيما يتعلق بالمكاتبين، كذلك في موضوع حلف قائم: {عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} حلف قائم وعادة ما تكون الأحلاف يكون هناك علاقة بالجانب المالي أعني: التزامات مالية، يوفي بهذه، يوفي بالإلتزامات المالية؛ لأنه عادة الأحلاف قد تكون متعلقة أيضا بالجوانب المالية.
{فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً}(النساء: من الآية33)، هم كانوا في مرحلة بداية الإسلام وعند العرب قضية معروفة وسائدة قضية الأحلاف والتحالفات، هي كانت قائمة من قبل الإسلام وحتى بعد الإسلام حصل تحالف، التحالف عادة يحصل فيه التزامات مالية ونفسية، أعني: موقف يلاحظ واحد كيف الناس عندما يعملون [قاعدة] أليس من الضروري أن يلحظوا الجانب المالي يقولون: [على أن ريالهم واحد وغرمهم واحد] وعبارات من هذه.
أعني: ليس الموضوع كله فقط موضوع مواريث، مواريث، الموضوع موضوع مال هنا أمامك في [سورة النساء] موضوع مال، ذكر مواريث، وذكر تجارة، وذكر أيضاً أن لا يحصل تمني من بعض لما فضل الله بعضكم على بعض، التزامات مالية أخرى بالنسبة للمكاتبين عندما تعتق مملوكا لك {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} لا تقوم تعتقه هكذا وتفلته، أعطه شيئا يقوم بحياته حتى يرتب أوضاعه، التزامات مالية أخرى مبنية على عقود وعقود قائمة في أشياء هي حق وأشياء صحيحة يكون هناك وفاء بها. {مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} لأن العبد يكون ضمن الأشياء المملوكات.
{فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً} هذه يعتبرونها منسوخة على أساس ميراث، على أساس موضوع ميراث تجد السياق ليس فقط كله ميراث، جاء حديث عن المال فيما يتعلق بالميراث فيما يتعلق بالمهور، المهور عندما تدفع، فيما يتعلق بالطلاق أن لا تأخذ مالا وقد {آتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} أليست هذه فيها أشياء كثيرة فيما يتعلق بالجانب المالي؟ أي الموضوع هنا هو موضوع المال ليس الكلام كله ميراث، ميراث هل المهر له علاقة بالميراث؟.
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}(النساء: من الآية34) لاحظ العبارات هنا أليست عبارات حكيمة فعلاً؟ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} لا تتناول القضية هذه باعتبار يترسخ في الذهنية موضوع جنس، جنس أفضل من جنس، ليس بهذا الشكل أعني: لا تأتي العبارة بالشكل الذي يرسخ في الذهنية هذا الشيء: جنس أفضل من جنس أو عالم أفضل من عالم ليست بهذا الشكل. إنه هنا فيما يتعلق بقضايا، {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ}(النساء: من الآية34) ألم يذكر هنا الإلتزامات المالية؟ عندما يقول هناك: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}(النساء: من الآية11) يكون هناك التزامات مالية بالنسبة للرجل، قال في آية أخرى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}(البقرة: من الآية228) من حيث التكوين لكن لا يترسخ في الذهنية: أن المرأة ترى نفسها عالما هناك، والرجل عالما هناك، الرجال لهم درجة على النساء لكن ترى أنه منوط بهم مهام ومسئوليات والمرأة منوط بها مهام ومسئوليات، وكلها في إطار المهمة الواحدة والمسئولية الواحدة.
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} خاضعات للأشياء التي هي من جهة الله سبحانه وتعالى قابلات مطيعات خاضعات لله خاشعات، إذاً فالمرأة التي تحاول تتنكر وكأن الإسلام اهتضمها وأشياء من هذه لا تعتبر قانتة، أول شيء هي فاهمة غلط، فاهمة للموضوع من أساسه غلط، متأثرة بدعاية الآخرين، الأعداء، فيما بين الرجل والمرأة يجب أن تكون هكذا: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} تحفظ زوجها تحفظ عرضه وماله.
{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}(النساء: من الآية34) نقول: هذه القضية فيما يتعلق بتأديب المرأة ليست جديدة، أليس هناك مشروع أشياء كثيرة تأديبية للرجل نفسه؟ هناك تأديب للرجل في مقامات كثيرة، لا يقال بأنه قضية تختص بالمرأة وكأنه فقط المرأة، أن يضربها. فعندما يأتي بهذا بعد ما ذكر وسيذكر في آيات أخرى كيف يجب أن يكون التعامل {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(النساء: من الآية19) ولأن بعض النساء كما يقولون في إحصائيات بعض النساء فعلاً تكون في وضعية قلقة هكذا، وقد تكون ليس لديها مثلا عندما تحاول أن تنشز ليس مبنياً على قرار صحيح لديها، ليس هناك معاشرة سيئة وليس لديها كراهية للزوج حقيقية، إنما قد يكون تأثراً مثلا بكلام شياطين أو أشياء من هذه، فربما قد يكون للضرب – ضرب تأديب وليس ضربا شديداً – قد يكون له أثر، ثم يأتي في مرحلة أخيرة.
{فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} أطعنكم في الشيء الذي عليهن كحق عليهن في موضوع المعاشرة، أعني: الحقوق التي تترتب عليها باعتبار المعاشرة القائمة بالمعروف فيما بين الزوجين، كان أبرزها هنا فيما يتعلق بجانب نفسها، ليس المعنى أنها إذا لم ترض أن تربي لك بقرة أو تربي لك ثور أو شيء تضربها، لا.
{فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} تبحث عن أي طريقة ثغرة لتعتدي عليها {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}(النساء: من الآية34) فإذا الإنسان يرى نفسه ويبدو أنه قاهر بالنسبة لزوجته فيعرف أن الله هناك أعلى منه وأكبر منه.
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا}(النساء: من الآية35) هنا موضوع الضرب ممكن يقوم به الزوج مثلا، ممكن يقوم به أحد الأولياء {وَاضْرِبُوهُنَّ} لكن عندما تكون القضية لاعتبارات صحيحة لا يكون نشوزها لأنها كاره له فعلا وفيه ما يجعلها تكرهه، أو لأنه يظلمها أو لأي اعتبارات قد تكون صحيحة إنما فقط يغصبها واحد غصبا، يلاحظ واحد نفسه الرجل هو أليس الواحد قد يطلق المرأة إذا قد كرهها قد يطلقها {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}(النساء:35) حث على الإصلاح عندما يحصل شقاق بين الزوجين {حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا}.
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}(النساء: من الآية36) الجار ذي القربى يقولون: الجار الذي بينك وبينه قرابة، أو ليس بينك وبينه قرابة لكن جار قريب باعتبار سكنكم باعتبار مقامكم، والصاحب، أعني: هذه حقوق، حقوق تراعى بين الناس عندما يكونون مصطحبين في سفر، الجيران في المقدمة، الجيران من قرابة واحدة أو جيران حتى لو لم يكونوا من قرابة، أو أصحاب في سفر وابن السبيل، وما ملكت أيمانكم تشمل الموالي الإماء وتشمل كثيرا مما يملك الإنسان من الحيوانات.
{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}(النساء: من الآية36)، قد يكون الخيلاء والافتخار مما يدفع بالإنسان إلى أنه لا يراعي حقوق جار ولا حقوق مسافر ولا ابن سبيل {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً}(النساء:37)، ما ينافي للحقوق هذه حقوق أيضاً مالية سيظهر حقوق مالية وبذل معروف، وبذل المعروف قد يتناول أيضا بذل مال، فالبخل قد يجعل الإنسان بعيدا عن مراعاة حقوق الجار سواء من قرابة أو قريب باعتبار السكن، ومراعاة المعروف مع الصاحب في السفر ومع ما ملكت أيمانكم، أي: البخل نفسه هو من الكبائر التي تجر إلى كبائر أو تجعل الإنسان بعيدا عن الإلتزام بتوجيهات هامة جدا.
{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً} لاحظ كيف للمال أدوار هامة جدا ويترتب عليه حقوق كثيرة وقضايا كثيرة ترتبط به {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} هذه فئات كثيرة وظاهرة في المجتمع والشيء الطبيعي أنه فيما يتعلق بالإحسان وبذل المعروف يرجع للجانب المالي فالبخل قد يجعلك بعيدا عن أن تعمل بالتوجيهات هذه التي تتناول فئات متعددة.
{وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} حتى لا أحد ينقد عليه {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً}.
{وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ}(النساء: من الآية38) يدور الموضوع كله بشكل عام حول موضوع مال، أخذ مساحة كبيرة في السورة هذه {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ}(النساء: من الآية38)، فالبخل يعتبر جريمة، وكذلك الرياء، الإنفاق رياء {وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً}(النساء: من الآية38) نعوذ بالله، لأن الشيطان قد يدفعك فيما يتعلق بالمال أن تبخل في المقام الصحيح، وأن ترائي في مقام آخر تنفق رياءً أو تبخل {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ}(النساء: من الآية39) في الأخير عندما يقول للناس أن ينفقوا يقول: مما رزقهم هو {وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}(النساء: من الآية40) لا تعتقد بأنه ظلمك، أمرك أن تعطي من مالك لليتامى والمساكين والجار ذي القربى، وأن تعطي المرأة ميراثها أن تعطيها مهرها، فتعتبر أنه قد ظلمك، إنه كله له {مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ} لا يعتبر ظلماً، هذا قسط هذا عدل وله آثاره الهامة باعتبار الناس، حياة الناس وكل واحد يحتاج لا يستطيع أحد يضمن نفسيته أنه على وضعية قد لا يكون في يوم من الأيام كأي فئة من هذه الفئات الأخرى، ممكن تكون ابن سبيل ممكن تكون جارا لآخرين لا يكن عند واحد أنه ستبقى وضعيته على ما هي عليه، لو يحصل أوضاع وأصبح الناس يخافون، واحتاج واحد ينتقل إلى مكان آخر ألم يصبح جارا عند آخرين؟ أصبح بحاجة إلى حقوق قائمة، قد يسافر ويصبح ابن سبيل قد يصحب أحدا وهكذا.
{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً}(النساء:40 -41). لأن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لمعرفته بدين الله وعظمته وحكمة هذا التشريع وشمول هدايته، يعتبر شاهداً؛ لأنه وهو نفسه يقدم الأشياء هذه للناس يقدمها بأهمية ويعرف أهميتها، أعني: يلمسون من خلال تعامله مع القضايا هذه وتقديمها أنها أشياء ذات أهمية لديه هم يعرفونه شخصيا أنه إنسان حكيم وإنسان رزين وإنسان ذكي وفاهم وإنسان متكامل أن يظهر شيء ذو أهمية عند إنسان هو على هذا النحو، هو يشهد فعلا بأهمية ذلك الشيء، فهو شاهد في الحياة وشاهد في الآخرة أنه قد بـلَّغ، وبلََّغ على أكمل وجه، وأعطى لكل القضايا أهميتها هو لا يبلغ الأشياء ببرودة؛ لأنه أحيانا قد تميت موضوعا هامّا بأسلوبك، ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يختاره الله ليكون نبيا ليست متوقفة على أنه فقط سيصدق، بمعنى ماذا؟ بمعنى أنه لا يكذب على الله، لا، القضية أوسع من هذا بكثير، هناك صادقين كثير غيره، أليس هناك صادقون؟ وأوصى الناس أن يكونوا صادقين، وأوجب على الناس أن يكونوا صادقين؟ لكن، لا. القضية أوسع من هذا هو يعرف دين الله ويعرف كيف يقدمه ويعرف أهميته يعرف كيف يتعامل مع الناس في تقديم هذا الدين يعرف عظمته بشكل قد لا يصل إليها ذهن أي واحد منا في معرفة عظمة دين الله.
{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ}(النساء: من الآية41 -42)، أنه لو أمكن أن يفتدي بالأرض أو أن يكونوا هم والأرض سواء أن يبقى ترابا يبقى كشيء من الأرض في قراءة: {لو تَسَّوى}.
{لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً}(النساء: من الآية42) بمعنى أنه عندما لا يكون هناك استجابة لله واستجابة لرسوله والذي قدم دينه على أكمل وجه وأبلغ بيان وأوضح صورة، أنه لم يعد وراءه إلا ماذا؟ خسارة وندم وحسرة كبيرة، يتمنى العاصي للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه لو يملك الأرض كلها أن الأرض له ويمكن أن تقبل ليفتدي بها من عذاب جهنم، أو يتمنى أنه لم يبعث على الإطلاق وأنه بقي من ضمن الأرض.
إلى هنا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
التعليقات مغلقة.