مجزرة أطفال ضحيان عرّت النظام السعودي وأظهرته بمظهره القبيح
بقلم/ماجد الغيلي
في مسيرة حاشدة خرجت بمحافظة صعدة ودع الشعب اليمني خلالها جثامين أطفال لم تشفع لهم طفولتهم من صلف العدوان الغاشم الذي استهدفهم وهم على متن حافلتهم في سوق ضحيان، وفي تلك المجزرة التي يندى لها جبين الإنسانية تعرى النظام السعودي من كل القيم والأخلاق.
ومن يتابع الأحداث عن كثب يدرك أن اليمنيين أمام عدو لا يفهم ولا يعي عواقب جرائمه، ومنها استهدافه لحافلة أطفال ضحيان والتي حظيت بتغطية إعلامية دولية كبيرة عرت النظام السعودي وأظهرته بمظهره القبيح، فيما هو يدعي حرصه على المدنيين ويستبعد استهدافه للأطفال حتى المقاتلين منهم في جبهات القتال حد زعمه، غير أنه بارتكابه مجزرة كبيرة وجماعية وسط سوق وفي قلب مدينة افتضح أمام الرأي العام هو وداعمه الأول “الأمريكي” الذي يزوده بالأسلحة والدعم اللوجستي والمعلوماتي.
النظام السعودي المجرم ومحاولة للتغطية على جريمته الفظيعة بحق أطفال ضحيان حاول بطريقة هزلية عمل مسرحية مفبركة لأطفال زعم أنهم يمنيون تم القبض عليهم في جبهات القتال بعد أن جندهم من أسماه الحوثي حسب وصفهم.. وقدّم الناطق المالكي باسم العدوان وهو يستقبلهم ويجلس معهم في صورة توحي للعالم أن النظام السعودي حريص على سلامة الاطفال حتى لو كانوا في جبهات القتال، غير أنه لم يظهر لا صور أولئك الاطفال الذين ادعى أنهم يمنيين وتم القبض عليهم في جبهات القتال ولا حتى أسماءهم في فضيحة أخرى تضاف إلى فضائحه وجريمة تضاف إلى جرائمه التي كثرت وصارت تعد بالمئات.
وفي سياق تعرية النظام السعودي من جهة وحلبه من جهة أخرى طالب عدد من أعضاء الحزب الديمقراطيّ في “الكونغرس” الأمريكي وزراء الحرب والخارجية والأمن بتقديم تفاصيل بشأن دعم العدوان السعودي على اليمن، داعين في مذكّرة جماعية الوزراء الثلاثة إلى المثول أمام “الكونغرس” بداية الشهر المقبل لإطلاعهم على الموقف الأميركيّ إزاء “التصعيد العسكريّ في الحديدة”، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وتراجع فرص الحلّ السياسي فيه، إضافة إلى تقديم تفاصيل تتعلق بالدعم الأمريكي لتحالف العدوان السعودي.
جريمة أطفال ضحيان لن تمر مرور الكرام كما يريد لها النظام السعودي، واعترافه أنه ارتكبها مدعيا أنه استهدف عناصر كانوا مسؤولين عن إطلاق صاروخ باليستي إلى جيزان استهتار بأرواح الأبرياء، وهو لخير دليل على أن العدل الإلهي لا بد وأن يجري على هذا العدو المجرم كما جرى على أي طاغية على مدى التاريخ، والشعب اليمني عبر الأجيال لن يتخلى عن ثأره ضد من بطش به وظلمه واستباح دماءه ودماء أطفاله.
ولمن يظن أن استهداف أطفال اليمن سيوهن من عزيمة اليمنيين في مواجهة هذا العدوان الذي لا زال مستمرا للعام الرابع على التوالي فهو مخطئ، بل ذلك سيزيد من إصرار وتصميم اليمنيين على الصمود والمواجهة حتى لو لم يبق منهم أحد، لأن المعركة مع هذا العدو المجرم هي معركة مصير ومعركة وجود ومعركة من أجل البقاء، وفي سبيل معركة كهذه فلن يتراجع الشعب اليمني عن تقديم أي ثمن كان، فإما العيش بكرامة أو الموت بعزة وأنفة وحمية.
ومن يراهن على خيار الاستسلام فليراهن على المستحيل كما قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فلو كان ثمة خيار اسمه الاستسلام موجود لدى أبناء الشعب اليمني وهيهات له ذلك لكان في أول شهر من المواجهة والعدوان عليه مع فارق الإمكانات الكبيرة لدى الطرفين، أما وقد دخلنا العام الرابع فاستمرار العدوان للمراهنة على شيء اسمه استسلام الشعب اليمني مراهنة لحصول شيء مستحيل، لن يحصل أبدا وعلى الإطلاق وعلى أية حال.
الطفولة تستهدف في اليمن ليس إلا لأنها مستقبل الغد المشرق الذي يهدد كيان آل سعود بالزوال الحتمي، وذلك ما يخاف منه عدو جبان يستمرئ قصف الأطفال والنساء والمستشفيات والأسواق وأماكن التجمعات والمناطق السكنية بكل ما يحمله من حقد دفين للشعب اليمني وإجرام يوازي ويتعدى أحيانا إجرام الكيان الصهيوني.
التعليقات مغلقة.