أمريكا من تقتلنا
مقالات | 28 أغسطس | بقلم / علي الشرفي :
ليست محاولة السفير الأمريكي السابق المدعو أدموندهول جمع الأسلحة من محافظة صعدة في مطلع العقد الماضي ببريئة مطلقاً إذ كانت بداية حرب منظمة ومعلنة على حملة المشروع القرآني ، حيث استشعر اليهود خطره عليهم وعلى وجودهم مبكراً قبل أن يفقه المسلمون أهميته وأثره على اعدائهم ، ولا زال يذكر من عاش تلك الأيام كيف جند السفير الأمريكي السلطة الظالمة بدءاً من الرئيس ووزرائه ومروراً بمجلس النواب ومحافظ المحافظة وانتهاء بمدراء اقسام الشرطة ومشائخ القبايل الذين تم شراؤهم آنذاك لمحاربة صوت الحق والمستضعفين الذين حاولوا ان يكون لهم موقف مبكر مناهض للسياسة الأمريكية والإسرائيلية التي لم يفقهها الكثير من أبناء أمتنا الإسلامية ووقعوا في شراكها وهم الآن يشتغلون معاول هدم لصالح أمريكا وذلك نتيجة تراكم الجهل والانحرافات الكبيرة التي عمل اليهود والنصارى عليها منذ قرون لإيقاع المسلمين عامة في مستنقعات من الأفكار الشاذة والمعتقدات الباطلة والمزيفة التي بات معظم المسلمين يتعبدون الله بها جهلاً .
توالت الأحداث بعدها ولم تر أمريكا بداً من شن حرب ظالمة وشعواء على المشروع القرآني وحملته مكلفة النظام السابق بشقيه هذه المسؤولية فجندت علماء السوء وأبواق الشيطان لتكفير حملة المشروع القرآني وإباحة قتلهم في تناسق عجيب مع ما كان يطرح في الصحافة من تصريحات أمريكية عن الشهيد القائد ومن معه ،، وقد توالت الحروب في محافظة صعدة وماجاورها حتى السادسة التي حدثت فيها متغيرات لصالح المؤمنين من حملة المشروع القرآني ما جعل أمريكا تعيش حالة من الارتباك والتخبط والرعب ايضأ أجبرها على الزج بالنظام السعودي لمحاولة انقاذ مشروعها التدميري الاستعماري في اليمن فقد دخل نظام أل سعود الوهابي بعنجهية وإجرام منقطع النظير وكانت كل تفاصيل تلك الحروب العدوانية تكشف وحشية أمريكا وأدواتها إذ جعلوا من الأطفال والنساء في المنازل والبيوت والقرى والمدن والأسواق والمدارس أهدافاً مباشرة لطائراتهم وصواريخهم مرتكبين مجازر يندى لها جبين الإنسانية في حين كان موقف المجتمع الدولي هو ذاته اليوم تبريراً وتواطئاً ووقوفاً في صف الجلاد ،،
الجدير ذكره أن تلك القنابل التي كانت تلقى على رؤوس الأطفال والنساء والمدنيين منذ أن بدأ العدوان الأمريكي على الشعب اليمني في مطلع العقد الماضي كانت كلها أمريكية الصنع كما هي نفس القنابل التي قتلت أطفال ضحيان والدريهمي وارتكبت بها الكثير من المجازر في هذا العدوان الدولي على الجمهورية اليمنية والذي على رأسه أمريكا ومن ورائها إسرائيل وبتنفيذ سعودي وإماراتي ، ما رسخ لدى الشعب اليمني أطفاله ونساءه وعياً وقناعة تامة أن أمريكا هي من تقتلتهم وتشردهم وتحاصرهم ايضاً عن سبق إصرار وترصد وتسعى جاهدة عبر أدواتها وأحذيتها ممن باتوا معاول هدم في جسد الأمة وسرطان خبيث أيضاً للقضاء على الهوية اليمنية ، وما يؤكد ذلك الوعي المتنامي والمتقدم هي الوقفات الاحتجاجية الكبيرة والمظاهرات الحاشدة في مختلف مناطق اليمن والتي تؤكد أن أمريكا هي من تقتل أطفال اليمن ونساءه وبالجملة ، وعليه فإن على أمريكا ان تعلم أن الأجيال القادمة بكلها ستحمل روحية عداء كبيرة لها ولن تكون بمعزل عن غضب الشعب اليمني ، وستبقى ملعونة مدى الدهر ، والقادم حافل بالمفاجآت .
التعليقات مغلقة.