ولاية الأمر التي امر بها الله وولاية الأمر اليهودية؟
مقالات | 29 أغسطس | بقلم/ زيد البعوه :
ولاية الأمر او ما يسمى بنظام الحكم مهما كان نوعه ملكياً او جمهورياً او غير ذلك هي اهم قضية ركز عليها الإسلام واهتم بها القران الكريم لما يترتب عليها من مواقف وتوجهات فيما يتعلق بأمر الدنيا والأخرة وبأمر الانسان ليس فقط المسلم وانما جميع الناس لهذا جعل الله ولاية الأمر امراً متعلقا به هو من يصطفي ويختار من يلي امر الأمة بما يتوافق مع توجيهات الله وتشريعاته ولمصلحة الأمة لهذا حاول اليهود والنصارى ولا يزالون في إيجاد عناوين ومصطلحات مثل الديمقراطية والشورى والجمهورية وغير ذلك بهدف محاولة حرف الناس عن المسار الذي رسمه الله لكي يتسنى لهم التسلط على رقاب الناس بعيداً عما امر الله به ووجه اليه..
ولأن ولاية الأمر في الإسلام قضية أساسية يرتبط بها مصير الأمة فالله سبحانه وتعالى قد تحدث عنها في القران الكريم وحددها بشكل مفصل حين قال تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومعروف من هو الذي زكى بخاتمة راكعا ولأن القران الكريم خاطب المؤمنين بكلام الله القائل وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا لهذا كان حديث الولاية في يوم الغدير هو بمثابة دستور ومنهج للإسلام والمسلمين على مر الزمان حين قال من كنت مولاة فهذا علي مولاة اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ولهذا نجد ان هناك انسجام تام بين الآية القرآنية وبين الحديث النبوي وهذا يعني ان الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه واله حددوا بشكل واضح ولاية الامر في الإسلام لكن للأسف الشديد هناك من يتنكر لتوجيهات الله ويلهث وراء السراب والوهم ويرمي بتوجيهات الله هناك بعيداً باحثاً عن الديمقراطية والجمهورية والتعددية وغير ذلك من العناوين التي تسوق الانسان الى مستنقع خطير وهو الابتعاد عن ولاية الله الحقيقية والانزلاق تحت ولاية الآمر التي تسعى أمريكا وإسرائيل فرضها في أوساط الأمة بعناوين ومصطلحات زائفة ومكذوبه تتنافى مع حكمة الله وعدلة..
في هذا العصر الذي تسعى فيه أمريكا وإسرائيل للسيطرة على العالم بشكل عام وعلى لأمة العربية والإسلامية بشكل خاص ثقافياً وعسكرياً واعلامياً واقتصادياً وفي كل المجلات نجد ان الامريكان والصهاينة يسعون بكل جهدهم الى السيطرة على هذه الامة وفرض ولاية امر يهودية ونصرانية عليها وصناعة اسلام مزيف يتوافق مع سياسة البيت الأبيض والكنيست الصهيونية والمثير للاشمئزاز ان معظم زعماء وملوك الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسهم النظامين السعودي والاماراتي ومن يدور في فلكهم جعلوا من انفسهم مجرد خدام للأمريكان والصهاينة بشكل ظاهر وواضح ومكشوف يسارعون فيهم ويطيعونهم ويعملون ما تملية عليهم إدارة البيت الأبيض حتى ضد شعبوهم واوطانهم كما هو الحال بالنسبة للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذي تخسر فيها دول الخليج وبعض الدول العربية أموالها وجنودها لمصلحة اليهود والنصارى بأمر منهم..
وكما هو واضح ومعلوم ان التولي هو عبارة عن مواقف واعمال في الواقع تثبت وتحدد الانتماء والطاعة وهذا ما يحصل بالفعل اليوم من قبل زعماء العرب الذي بذلوا انفسهم واموال شعوبهم ومواقفهم في خدمة اليهود والنصارى حتى خرجوا عن اطار ولاية الأمر التي وجه الله اليها القائمة على العدل والخير والرحمة والصلاح وموالاة أولياء الله وعداوة أعدائه لكنهم كما حكى عنهم الله في قولة ومن يتولهم منكم فأنه منهم لهذا صار التولي لهؤلاء الزعماء خارج عن اطار التولي لله ولرسوله وللإمام علي واهل البيت عليهم السلام.
التعليقات مغلقة.