يمنُ الأمةِ مقاومة
اليمن في عامها الرابع من الحرب والعزيمةُ هي العزيمة والصبر هو الصبر والمقاومةُ هي المقاومة.
ما يجري في اليمن ليس حربًا اهليةً انما عدوانٌ سافرٌ مدروسٌ ومخططٌ له. فالعصابات الإمبريالية تطمحُ في توليدِ كيانٍ صهيونيٍ آخر في الخليج. وبالطبع تمرر هذه المؤامرة بخطابٍ “إيرانوفوبيكي” وما يرافقه من تهويلٍ إعلاميٍ بأن إيران تسعى للتوسع وللسيطرة، وهي، وان كان لا مجال للتشبيه، ذات السياسة التي خدع بها العرب حين احتلت فلسطين من خلال تخويف العرب آنذاك من خطر الهيمنة العثمانية.
المقاومة اليمنية ستصمد وتنتصر، ﻷنها مقاومة شعبية يحاول الإعلام العدواني تسميتها “بالحوثيين” لإعطائها طابعًا طائفيًا محض، علمًا بأن من يقاوم في اليمن هم الجيش الوطني، اللجان الشعبية ومقاومة أنصار الله التي لا تتألف من قبيلة الحوثي وحدها، إنما من مئات القبائل الحرّة اليمنية.
من الواضح أن الحملة العسكرية الاجرامية التي شنت في اليمن لم تكن فقط حرب اطماع واستيلاء على خيرات اليمن وموقعها الاستراتيجي انما خوفًا من ابعاد الثورة اليمنية المباركة. فأنظمة الخليج الديكاتورية تخشى من يلهم ثوار اليمن شعوبهم المقموعة.
وبطبيعة الحال، ورغم الحصار الجري والبحري والأرضي، ورغم المجاعة والأمراض، ظل اليمني صامدًا وسيبقى ﻷنه يؤمن بالكرامة والحرية. اليمني رغم مآسيه لا زال يخرج اليوم في تظاهرات داعمة لفلسطين وأهل غزة ولرفض الهرولة المشينة نحو التطبيع. اليمني مقاومٌ بالفطرة لن يستسلم ﻷي طاولة مفاوضات مشبوهة حتى ينال استقلاله التام ويخرج المستعمر السعودي والإماراتي والسوداني والمصري مهانًا مذلولًا.
فالحديث عن إنهاء الحرب قد يؤكد فشل مشروع اليمن بعد فشل مشروع سوريا نتيجة المقاومات الشعبية التي أظهرها هاذين الشعبين الصامدين. وبالتالي، يتضح لنا بأن الهرولة نحو التطبيع هو الخيار الحالي الوحيد. من هنا، لا بد على النخب المثقفة والجماهير المقاومة أن تبدي بكل الوسائل رفضها للتطبيع مع هذا العدو الغاشم.
التعليقات مغلقة.