خطورة المرحلة التي تعيشها الأمة
خطورة المرحلة التي تعيشها الأمة
إن أمتنا الإسلامية تحتاج إلى النظر بجدية واهتمام إلى واقعها الخطير جداً والسيئ للغاية، ومعاناتها الكبيرة، ووضعها المزري، وحالة السقوط المدوِّي المستمر الذي هي فيه، وحالة الشتات والجهل والفرقة, وضياع المبادئ والأخلاق، وحالة الذل والهوان، وحالة الشقاء والعناء، وحالة الظلم والقهر والأسى، وحالة الهيمنة عليها من أعدائها السفاحين الحاقدين المجرمين شرار أهل الأرض.
في كل هذه الحالات فإن الأمة الإسلامية في المنطقة العربية ومناطق أخرى من العالم أسوأ وضعية وأحط مقاماً وأكثر ذلاً وهواناً وأفظع ظلماً وعناءً بين كل أمم الأرض، وتدور على رأسها رحى المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية، وزاد من سوء وضعها ومن حجم معاناتها الدور السيئ والسلبي والمخزي والمعيب لزعمائها وحكوماتها وجيوشها؛ حيث تحولت تلك الأنظمة والحكومات والجيوش في معظمها وبدون خجل ولا ضمير ولا مسؤولية إلى أداة قذرة مخلصة لأعداء الأمة، ولا تتورع من فعل أي شيء ضد شعوبها وأبناء أمتها مهما كان ظلماً ومهما كان عاراً، ومهما تنافى مع الإسلام ومع القيم الإنسانية والفطرية، كما حدث في بلدنا اليمن في الحرب السادسة؛ حيث استباح الأعداء – بتعاون بين النظام الظالم وأعداء الخارج – كل الحرمات، وتجاوزوا كل المبادئ والخطوط الحمراء، وقتلوا المئات من الأطفال، أكثر من ثلاث مائة طفل، والمئات من النساء، واستهدفوا الحياة بكل أشكالها، إضافة إلى الدين والمقدسات وبدون حق ولا مبرر وحال غير اليمن بالنسبة لبقية الشعوب ليس أيضاً بخير، وأمام واقع كهذا.
كيف يمكن للأمة التخلص من وضعيتها السيئة:
السبيل والمخرج والطريق الصحيح أمام هذا كله هو العودة الواعية والرجوع الصادق الواعي إلى الله ملك السماوات والأرض، الرحمن الرحيم، المقتدر القاهر الجبار، العزيز الحكيم الحميد، ملك الناس، وإله الناس، ورب الناس، رب العالمين، والرجوع الواعي المبني على فهم صحيح هو الذي يعتمد كتاب الله ونوره وهديه العظيم منهجاً للتمسك به، والتثقف بثقافته، والاستبصار بنوره، والإتباع لتعاليمه، والولاء والعداء والعمل والموقف على أساسه، والتقييم والنظر إلى الأحداث من خلاله، ويعتمد على النبي محمد( صلى الله عليه وآله وسلم ) قدوة وقريناً للقرآن، ورمزاً ومربياً ومعلماً وهادياً وقائداً ومنقذاً، رسم للأمة الطريق من بعده، ودل على الهدى وأعلامه للأمة من بعده.
وهنا ومن خلال هذا المفهوم بأهمية الرجوع الواعي إلى الله، وأن الصلة بالله من خلال هديه العظيم، وهداته الأولياء الدعاة إليه نلحظ قيمة المناسبة هذه ذكرى مولد الرسول الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم )، ففي طريق الرجوع إلى الله نرى أن الرمز الأول لهذه الأمة هو النبي محمد( صلى الله عليه وآله وسلم )، ونحتاج إلى أن نعرف أشياء كثيرة عن رسالات الله ورسله وكتبه، ودورها في حياتنا، وعلاقتنا بها كيف تكون، ونعرف قيمتها في واقع الحياة، وأثرها في الإنسان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خطاب المولد النبوي الشريف1431هـ
التعليقات مغلقة.